28- إبراهيم بن يحيى السحولي [987- 1060هـ]
إبراهيم بن يحيى بن محمد بن صلاح الشجري السحولي، القاضي، صارم الدين.
مولده في جمادى الأولى سنة سبع وثمانين وتسعمائة في ذمار ، وبه نشأ.
وقرأ على والده، والقاضي محمد بن علي الشكايذي، والقاضي المعافا بن سعيد، والقاضي محمد بن ناصر الفلكي فمما قرأه عليه (اللامع) في الفرائض للعصيفري، ثم انتقل بأهله إلى صنعاء في عام عشر بعد الألف فاستكمل بها العلوم، فقرأ على والده والمفتي، والقاضي أحمد بن معوضة الحربي، والفقيه إبراهيم بن يحيى بن حميد، والفقيه أحمد الضمدي، والسيد الحسن بن شمس الدين الجحافي، والسيد صلاح المضواحي، والسيد محمد بن الناصر، والسيد صلاح بن أحمد بن عبد الله الوزير، والفقيه عبد الرحمن بن محمد الحيمي الأخير، وأما عبد الرحمن بن عبد الله فلم يدركه، وخاتمة شيوخه القاضي عبد الهادي بن أحمد الحسوسة، وكان قراءته في صنعاء على هؤلاء في النحو، والصرف، والمعاني، والبيان، والعروض، واللغة، والتفسير، والحديث، والأصولين، والمنطق، قرأ في (الكافية) على الضمدي، وكان يحضر ثلاثة عشر شرحاً، وقرأ على المفتي (الكشاف)، ذكر بخطه أنه قرأه عليه في أربعة أشهر، ولما ظفر بالحسوسة أعاد عليه [سماع] كتب الكلام من (الخلاصة) إلى تذكرة ابن متويه، وجملة ما قرأ عليه ثلاثة عشر كتاباً من الكبار.
قلت: وأجل تلامذته سلطان اليمن محمد بن الحسن بن الإمام القاسم بن محمد، وله منه إجازة عامة، والسيد صالح بن أحمد السراجي ، والقاضي أحمد بن صالح بن أبي الرجال، والإمام المهدي أحمد بن الحسن، وولده محمد بن إبراهيم.(1/81)
كان القاضي الفاضل من السابقين في الفضائل، والعلماء العاملين الأفاضل، نشأ بمدينة ذمار، وقرأ بها القرآن، قراءة مجوَّدة، وقرأ في الفقه، والفرائض، والكلام، وطرفاً من العربية، ونظم الشعر الكثير، وحصل شطراً صالحاً من علم الفلك، واشتهر من تجرده للطلب وهمته العالية أيام إقامته في ذمار ما لم يشاركه فيه أحد، وكان قليلاً ما يطفي السراج، وكان يعيد ستين مرة ويعيد في الخميس قراءة الأسبوع، وله كرامات، وما زالت تسمو حاله في العلم والعمل حتى انتقل إلى صنعاء ، وكان له في كل فن اليد الطولى فأما الفقه والأصولان فلا يشق فيهما غباره، وكان القاضي عبد الهادي الحسوسة يقول: ما رأيت ممن قرأ علي مع كثرتهم مثل القاضي إبراهيم، وكان مشتغلاً بالدرس والتدريس في غالب أوقاته ليلاً ونهاراً، وله مؤلفات منها: (الدر المنظوم في معرفة الحي القيوم) ، و(حاشية على الثلاثين المسألة) ، وعلق حاشية على الأزهار وشرحه ، وله سؤالات إلى الإمام القاسم بن محمد تعرف بالسؤالات الصنعانية ، وآخر مؤلفاته (الطراز المذهب في إسناد المذهب) ، وكان مواظباً على العبادات، كثير الخشوع، كثير الذكر، قليل الأكل للطعام إلا ما لا بد منه، كثير الزهد.
توفي ـ رحمه الله ـ يوم السبت لعشرين خلت من جمادى الأولى سنة ستين وألف، ودفن بجربة الروض عدني صنعاء ، ونقل إلى مشهده المزور المشهور المعروف بالسعدي في شوال من تلك السنة (ووجد على حالته التي وضع عليها لم يتغير شيء من جسده) ولا من كفنه رحمه الله.(1/82)
29- أحمد بن إبراهيم النجراني[… - 820هـ ت]
أحمد بن إبراهيم بن أحمد بن عطية النجراني بن أخي الشيخ إسماعيل بن أحمد، الشيخ الأصولي.
قرأ في الأصولين على شيخ الأئمة قاسم بن أحمد بن حميد المحلي، وقرأ عليه السيد صارم الدين إبراهيم بن محمد الوزير، وكثيراً من الكبراء.
كان شيخاً صالحاً، محيي مآثر العلماء، عالماً، نبيلاً، علامة علم الكلام، يلقب فيه بالشيخ الأصولي، وقرأ عليه كثير من الكبراء والفضلاء وأهل الإسناد، وبارك الله تعالى فيما حصله فانتفع به وانتفع على يديه عدة من الطلبة والمسترشدين، وكان مقامه في صنعاء في البيت الذي تحت مسجد الزمر .
قلت: هو قريباً من مسجد داود المشهور، وقتل شهيداً، قتل غيلة ولم يعرف قاتله في العشرين بعد الثمان المائة أو بعدها تقريباً.(1/83)
30- أحمد بن إبراهيم بن عطية النجراني [… - …]
أحمد بن إبراهيم بن عبد الله بن إبراهيم بن عطية بن محمد بن أحمد بن الهادي الهمداني النجراني، ينظر هل له رواية عن آبائه.
وعنه: ولده محمد.(1/84)
31- أحمد بن إبراهيم الوزيري[862- 916هـ]
أحمد بن إبراهيم بن محمد بن عبد الله الوزيري، السيد العلامة.
مولده سنة اثنين وستين وثمانمائة.
سمع على أبيه في الفنون جميعها .
قلت: وأخذ عنه ولده عبد الله.
كان له معرفة تامة وفصاحة وإحاطة وكفاية لأهله ووجاهة، وعلو منزلة، وشعر ومكاتبات حسنة، ومعرفة بالأساليب، وكان أول من لبى [نداء] دعوة الإمام محمد بن علي السراجي وجاهد معه، وجمع وحشد، وجد واجتهد، وكان عند الإمام وغيره بالمحل المنيف والمنزلة العالية، وكان السلطان ـ يعني عامر بن عبد الوهاب ـ ينحرف عنه، ولما نقل الأشراف من صنعاء نقله إلى تعز فتعاورته الآلام، وتداولته الأسقام، وهو مع ذلك مقيم على التدريس في جامع تعز ، ومنقطع إلى الإقراء وتحصيل الكتب بخطه، وكان والده يرق له، وله إليه قصائد، وأظنه سمع بتعز على علمائها شيئاً من كتب السنة، فقد وقفت على إجازات له منهم.
كان وفاته في [شهر] ربيع الأول سنة ست عشرة وتسعمائة، وقبر بالأجيناد مع من هناك من الأشراف.(1/85)