ثم قال: وكتاب (العمدة) في صحاح الأخبار ليحيى بن الحسن الحلي، أخبرني بها بهاء الدين علي بن أحمد الأكوع مناولة بحوث ، [في] سنة تسع وتسعين وخمسمائة، أخبرنا علي بن حامد الصنعاني، أخبرنا المؤلف، وكتاب (مناقب بن المغازلي) أخبرني بها أيضاً قراءة علي بن أحمد سنة تسع وتسعين وخمسمائة، عن علي بن حامد بطرقه، فهذه أصول كتابه (شمس الأخبار)، انتهى.
قلت: وقال السيد محمد بن الهادي وعلي بن حميد : يروي شرح القاضي زيد الكلاري وغيره من الكتب أعني كتب أهل البيت وشيعتهم عن أبيه، عن القاضي جعفر عمن أثبته القاضي جعفر في طرق سماعاته، انتهي.
وأجل تلامذته الأمير الحسين بن محمد صاحب (الشفاء) فإنه يروي كتب الأئمة وشيعتهم عنه بالمناولة، وروى عنه أيضاً علي بن أحمد الأكوع، أو ولده عبد الله بن أحمد.
قلت: وقال أيضاً في ترجمة كتابه (شمس الأخبار): ومن علم بصحة نسخه لهذا الكتاب وأحب روايته عني على الوجه الصحيح فقد أجزت له ذلك، ودعاني إلى هذه الإجازة الرغبة في حفظ السماع الذي لا يصح من دونها، انتهى.
قال القاضي: هو العلامة المحدث، الشيخ الأجل، كان خالص المودة لأهل بيت نبيه، وكان على منهاج أبيه، وكان [علي] فاضلاً كاملاً، مشرفاً على علوم آل محمد، ومن مصنفاته (شمس الأخبار) وهو كاسمه خميص بطين ينتفع به الفقيه والزاهد، و(طبقات الراغبين) في الخير مع جودة اختصار ونجابة في الأمهات، ولما فرغ من أربعة كراريس منه حملها إلى الإمام المنصور بالله عبد الله بن حمزة، فسر بها سروراً عظيماً وتهلل وجهه فرحاً، ثم تبسم ورفع رأسه إلى والده الشيخ محيي الدين.(2/161)
ثم قال: هذا مصنف متقن، ثم التفت على عليفقال: اجعل نوبتك من معونتنا، أن تطلب من ينسخ لنا هذا الكتاب وأمر بالورق والأجرة فكانت نسخته ـ علية السلام ـ أول نسخه لهذا الكتاب، ثم قال [له] ـ عليه السلام ـ: قد صار معك من الأخبار ما يكفي وفوق الكفاية فازدد من علم أصول الدين ، وإقرأ في كتب أصول الفقه من غير شيخ يقرأ عليه، فإن أصول الفقه معيار مرتبة المتناول، انتهى.
وقال علي بن حميد: كان ابتداء تأليف هذا الكتاب في شهر الحجة آخر شهور سنة ست وستمائة، وكان تمامه بعد تصحيح أخباره وقصاصتها في اليوم الرابع عشر أو الثالث عشر من شهر شعبان،[من] سنة ثمان وستمائة.
قال ابن حابس في ذكر مصنفات أهل البيت ـ عليهم السلام ـ [وشيعتهم] ما لفظه: لهم اليد الطولى في العناية بذلك بالمصنفات في الحديث ونقل صحيحه من باطله، كما حكيناه عن المنصور بالله في جوابه على صاحب الخارقة، وكما أجاب به الإمام يحيى بن حمزة ـ عليه السلام ـ على بعض الشافعية وقد سأله عن طريق حديث رواة [صاحب] (شمس الأخبار) فقال في جوابه في كتاب (مشكاة الأنوار):(2/162)
اعلم أيها الفقيه أن الزيدية من أعظم فرق الإسلام وأئمتهم الدعاة إلى الدين وقد نقلوا هذا الحديث في كتبهم، وهو من أحاديث الوعظ والتذكير والترغيب وظاهره الصحة، وليس ينبغي رده بالوهم والاستبعاد، وليت شعري من أي وجه الضعف فيه أمن جهة كونه لم يدون في كتب الصحاح السبعة والذي فيها محصور مضبوط، والمنقول عن النبي ـ صلى الله عليه وآله وسلم ـ ألف ألف حديث، فلعل هذا الحديث مما لم يعد في الصحيح، بل [هو] من جملة هذه المعدودة أو يعني أنه ضعيف في الرواية؛ فللحديث طرق كثيرة كالسماع والإجازة والمناولة، ولعل هذا الحديث مبني على أحد هذه الطرق ولو تفاوتت قوةً وضعفاً، أو يعني أنه يكذبه ويرده مع كونه مسطوراً في كتب الزيدية، فهذا خطأ وليس يرد الحديث بالوهم، ثم ما تطرق إلى أحاديثهم تطرق إلى أحاديثكم فما جاز في تلك جاز في هذه، ولهم أخبار كثيرة مدخول فيها، اشتملت عليها كتبهم، فلا وجه لتخصيص هذا الحديث بالإنكار، انتهى كلامه.
قال ابن حابس: وفي كلامه ـ عليه السلام ـ هذا إرشاد أن الكتاب إذا تداولته أيدي الجماعة العظيمة الموصوفة بالتحري والديانة، والقيام بما يجب في أداء الرواية، ينبغي أن يحكم بصحة ما روي فيه ولا يشك في شيء مما يشتمل عليه إلا بتثبت وبيان وإقامة برهان لأن الظاهر فيه الصحة حينئذ، انتهى.
ولعل وفاته في عشر الثلاثين وستمائة، والله أعلم.(2/163)
453- علي بن زيد الشظبي [… - 882 هـ]
علي بن زيد بن الحسن الشظبي، الصريمي، العنسي، الفقيه العلامة، جمال الدين، له مشائخ في العلم فضلاء، ومن عجيب[أمره وإسناده] إسناده أنه يروي شرح الفقيه علي بن محمد النجري عن والد الفقيه علي، وهو محمد، ووالده محمد يرويه عن ولده علي بن محمد، وهو من رواية الأكابر، عن الأصاغر وهي مشهورة.
وقال في موضع: و(البيان الشافي المنتزع من البرهان الكافي) أرويه عن مصنفه شيخنا العالم يحيى بن أحمد بن مظفر بحق قراءته له عليه، وكذلك (التذكرة) بحق قراءته عليه، بحق قراءته لها على الفقيه يوسف بن أحمد، بحق قراءته لها على مؤلفها، وكذلك تعليقها (الكواكب النيرة) ، انتهى.
قال الإمام شرف الدين: وعلي بن زيد له إجازة موسومة يعني في (البحر الزخار) بخط والدنا أمير المؤمنين المطهر بن محمد بن سليمان الحمزي، وذلك بحق سماعه له وإجازته من مصنفه الإمام المهدي أحمد بن يحيى المرتضىـ عليه السلام ـ والفقيه علي بن زيد يروي (البحر الزخار) أيضاً بما فيه من الانتصار، بحق سماعه أيضا لجميعه وإجازته الصادرة من حي السيد العالم عبد الله بن يحيى بن المهدي، وكتاب (الانتصار) [له] إجازة من حي الفقيه يوسف بن أحمد بن عثمان، وهو يرويه عن شيخه شرف الدين حسن بن محمد النحوي، وهو يرويه قراءة على مصنفه الإمام يحيى بن حمزة.
قال السيد أحمد بن عبدالله: وخرج الفقيه علي من صنعاء قاصداً إلى مصر لطلب العلم فرأى في النوم قائلاً يقول: خرجت من صنعاء وفيها أبو العطايا فرجع من فوره إلى السيد وقرأ عليه واستفاد وأفاد.
وقال غيره: كان توجه لطلب العلم فلما وصل [إلى] مكة رأى في النوم وهو في المسجد الحرام أن السيد عبد الله بن يحيى هو الذي ينبغي الرحلة إليه، فعاد وقرأ عليه في النحو والتفسير والفقه والحديث وقال فيه أبيات منها:(2/164)
بشراي هذا أوان الفوز بالظفر .... ما كنت أبغي كموسى فاز بالخضر
ظفرت بالغاية القصوى لطالبها .... فمن ينلها يكن من أسعد البشر
قال الإمام شرف الدين: وكتاب (البحر) أيضاً إجازة لعلي بن زيد من القاضي عماد الدين يحيى بن أحمد [بن] مرغم، وذلك بتاريخ يوم الأربعاء الرابع من شهر محرم سنة أربع وتسعمائة .
قال مولانا الإمام القاسم بن محمد: وعلي بن زيد يروي (الثمرات) للفقيه يوسف سماعاً، وسائر تصانيفه ومجازاته عن أحمد بن يوسف بن عثمان، عن أبيه المؤلف يوسف بن أحمد نقلته من خط والدي القاسم، وكذا نقلته من خط الفقيه علي بن زيد في إجازته لمحمد بن أحمد مرغم، وعلي بن زيد يروي سنن أبي داود [بالروايات الأربع عن السيد أبي العطايا عن السيد علي بن محمد بن أبي القاسم عن أحمد بن سليمان الأوزري بطرقه، ويروي جامع ابن الأثير المشتمل على الأمهات الستة عن السيد أبي العطايا، عن السيد الهادي بن إبراهيم] بطرقه.
ويروي (شرح الأزهار) لابن مفتاح وأجازه أيضاً [إجازة] كتبها بخط يده و(الشفاء) للأمير الحسين عن السيد أبي العطايا بطرقه.(2/165)