وروى (سفينة) الحاكم الجشمي، و(تفسيره التهذيب) جميعه عن عبد العزيز بن الحسن الربعي الخطيب إجازة مكاتبة، وهو يروي ذلك عن علي بن زيد البروقني عن المؤلف، وكان هذه الإجازة على يد عمران بن الحسن بمكة ، ووصل بذلك خط المجيز، وكانت هذه الإجازة سنة ثلاث عشرة وستمائة، وكتب علي بن أحمد بن الحسين الأكوع عامله الله، وقال أيضاً: وأجاز لنا الأجل الحافظ أحمد بن أحمد بن الحسن البيهقي، انتهى.
ثم دخل حراز وتلقف الإسناد فقال علي بن أحمد ما لفظه: أخبرنا علي بن محمد بن حامد اليمني الصنعاني مناولة في شهر الحجة ثامن عشر منها سنة ثمان وخمسين وخمسمائة، قال: أخبرنا يحيى بن الحسن بن الحسين بن محمد بن البطريق الأسدي الحلي بحلب قراءة عليه.
قلت: وروى عنه مناقب أحمد بن حنبل وصحيحي البخاري ومسلم، وتفسير الثعلبي، والجمع بين الصحيحين للحميدي، وطريق مناقب أمير المؤمنين لابن المغازلي، والجمع بين الصحاح الستة لرزين العبدري، ويحيى بن الحسن، أوصل كل كتاب إلى مؤلفه كما سيجيء إن شاء الله في الفصل الثاني.
قلت: وهو أحد مشائخ الإمام المنصور بالله عبد الله بن حمزة روى عنه ما رواه من طريق أهل السنة وأخذ عنه حميد بن أحمد المحلي كثيراً من طرقه، وعلي بن حميد بن أحمد بن الوليد القرشي.
وأجل تلامذته: ولده عبد الله[بن علي] بن أحمد، وأحمد بن محمد الأكوع المعروف بشعلة، وكانت إجازته [له] في غريب الحديث سنة سبع وعشرين وستمائة، انتهى.
قال القاضي: هو العالم، المجاهد، إمام الناسكين، وسيد السالكين، صاحب الجهاد والاجتهاد، والسبق لأهل الفضل والاقتصاد، هو سيد الشيعة وإمامهم وحجتهم، كان عمار زمانه، وسلمان أوانه، بطانة خالصة لآل محمد ـ صلى الله عليه وآله وسلم ـ بقول وفعل، ناصر الإمام المنصور بالله عبد الله بن حمزة وشاركه في فعله المشكور.(2/116)


قال محمد بن نشوان: كان فقيهاً، عابداً، عالماً، فاضلاً، ممن يوثق به، ويعمل على قوله، ويصدق في كلامه، ولم يزل مصاحباً للإمام في النشط والكره وباشر معه الحروب، وتجلت به الكروب.
وقال غيره: كان من الفضلاء الكملاء النبلاء في زمن المنصور بالله، ولازمه وتعلق بالقضاء وغيره، وله محل كبير لدى الإمام وألزمه الإمام العزم إلى مكة للدرس والتدريس ونشر العلم هناك، وبقي مدة وعاد في سلامة، وأسس مسجده المبارك بمعمور المملاحة، وله مقامات مشهورة في الجهاد مع الإمام، وقبره عادت بركاته يماني مسجده وعليه لوح مكتوب فيه بالكوفي.
وقال الزريقي: كان من أكابر علماء الزيدية، أخذ عنه الإمام ما سنذكره[بياض في الأم كذا في (أ)].
تفريع: يروي رسالة زيد بن علي المشهورة عن: السمانة، قال أخبرنا أبو عبد الله محمد بن عبد الله الزيدي، عن الحسن بن علي بن ملاعب، عن عمر بن إبراهيم العلوي، عن السيد أبي عبد الله العلوي مؤلف (الجامع الكافي)، قال: أخبرنا أبي، قال: حدثنا أبو القاسم الرقي حدثنا محمد بن علي بن حفص، حدثنا محمد بن مروان، عن إبراهيم بن الحكم بن ظهير، عن أبيه عن السدي الصغير، عن زيد بن علي ـ عليه السلام ـ فذكرها.
(ح) وقال: أخبرنا بإسناد القطعة في مناقب زيد بن علي السمانة، حدثنا أبو القاسم بن أبي الفتح القرشي، عن محمد بن محمد بن غبرة، عن علي بن الحسن الدهان، عن الشريف عبد الجبار بن بقية عن السيد أبي عبد الله العلوي المؤلف.
(ح) وبهذا السند إلى الشريف أبي عبد الله المؤلف في ذكر الجزء فيمن روى عن زيد بن علي ـ عليه السلام ـ.
(ح) ويروي الأمالي عن: السمانة، قال: حدثنا به يحيى بن أبي عبد الله العراقي، عن الشيخ أبي الحسن محمد بن محمد بن غبرة الحارثي، عن أبي[الفرج محمد بن أحمد] بن علان المعدل.(2/117)


(ح) ويروي عن: المنصور بالله جميع مؤلفاته (ح). وكتب الأئمة وشيعتهم عن أبيه، وعن محيي الدين محمد بن أحمد بن الوليد، عن القاضي جعفر، عن الكني بطرقه.
(ح) وعن: محيي الدين، عن الإمام أحمد بن سليمان، عن عبد الله بن علي بطرقه.
(ح) وعن: عبد العزيز الريفي، عن علي بن الحسن البيهقي، عن الحاكم الجشمي بطرقه.(2/118)


417- علي بن أحمد بن القاسم [1049- 1121هـ]
علي بن أحمد بن الإمام القاسم بن محمد بن علي بن محمد بن الرشيد الحسني الهدوي الإمام بن الإمام بن الإمام أبو محمد.
مولده: سنة تسع واربعين وألف، نشأ على ما نشأ عليه سلفه فقراء في النحو والصرف والمعاني والبيان وأصول الفقه على الفقيه العلامة صديق بن رسام وقراء عليه أيضاً تفسير الزهراوين من الكشاف، وأجازه باقي الكتاب وقراء في الفقه على الفقيه يحيى بن أحمد بن الحاج وقرأ في أصول الدين على القاضي أحمد بن يحيى حابس مما قراء عليه الأساس وشرحه وله قراءة على والده أحمد بن الإمام وأظن وأجازه إجازة عامة ما في لأبيه القاسم بن محمد ـ عليه السلام ـ فيه طريق وأخذ عنه علماء أعلام منهم ولده محمد والفقيه أحمد الحبشي ويحيى بن حسن سيلان والقاضي محمد بن سعيد وغيرهم سكن صعدة، وكان متولياً لها بعد والده ـ رحمه الله ـ فأحسن السياسة وكان أحد العلماء المبرزين بارعاً متقناً آمراً بالمعروف، ناهياً عن المنكر، مواظباً على التدريس، له (شرح على الأزهار) مفيد حذف فيه الخلافات وقرر القواعد الفقهية للمتأخرين، ودعا بعد موت الإمام المتوكل على الله ثم سالم المهدي وكذلك بعد موت المهدي سالم المؤيد محمد بن المتوكل، ثم أقام في صعدة وجهز عليه الخليفة محمد بن أحمد فدخل الشام إلى أم ليلى، ثم لما ولبث فيه أياما وكان قبل ذلك قد دعا وتكنى بالمتوكل، وخرج إلى حول صنعاء ولما خشي من القبائل وأحس بالعيب عاد إلى صعدة ، ثم إلى أم ليلى ثم رجع الجند المهدوي من صعدة رجع إليها ولم يزل مقيما بها أياما آمراً ناهيا حتى توفي في سابع شهر جماد الأولى سنة إحدى وعشرين ومائة وألف ودفن[بياض في المخطوطة (ب) و(جـ)].(2/119)


418- علي بن أحمد الشظبي [… - 907 هـ]
علي بن أحمد بن مكابر الشظبي السروي، الفقيه جمال الدين تلميذ علي بن زيد الشظبي. قرأ عليه كتاب (البحر الزخار الجامع لمذاهب علماء الأمصار)، وأجازه فيه وفي (الانتصار) وغيره من كتب الأئمة وشيعتهم، وكانت الإجازة له سنة أربع وتسعمائة، وجود القراءة على شيخه وسبب ذلك أن شيخه علي بن زيد كف بصره فكان الفقيه علي بن مكابر يدرس الشروح للفقيه علي بن زيد لأجل الإقراء فكان سبباً لتجويد ابن مكابر وتحقيقه.
وأجل تلامذته الإمام شر ف الدين يحيى بن شمس الدين، وقال ـ عليه السلام ـ ما لفظه: صح لي بحمد الله سماع كتب الأحكام على الفقيه الماجد الفاضل، العالم القدوة الحلاحل، مفتي العصابة الزيدية، وبقية الشيعة المحمدية، وإنسان عين الفقهاء المبرزين، جمال الدين، علي بن أحمد وأجازه لنا وجميع ما تضمنه من الأدلة والأحاديث، وقال ـ عليه السلام ـ في موضع: ونحن نروي كتاب (الأحكام) وسائر فروع الفقه وأحاديث الأحكام وغير ذلك من قواعد الإسلام بالإجازة من شيخنا الفقيه الفاضل، أحد الثقات الأماثل المفتي جمال الدين، وهو يروي ذلك بالسماع لكتاب (البحر) والإجازة لغيره عن شيخه علي بن زيد، انتهى.
وقال القاضي: هو شيخ الأئمة، وقطب الإسناد، الفقيه العالم، شيخ الإمام شرف الدين وتلميذ علي بن زيد وله شهرة، وكان عالماً كبيراً، وعنه الروايات وقبره عند قبر شيخه علي بن زيد، وكان وفاته في ربيع الآخر سنة سبع وتسعمائة، وقبره بجربة الروض ، وذكره القاضي إبراهيم في (الطراز المذهب) فإنه ذكر الإمام شرف الدين وقراءته فقال:
قراءه على الفقيه الشظبي .... علي بن أحمد المهذب
قراءة على الفقيه الأفضل .... سليل زيد المسمى بعلي(2/120)

129 / 314
ع
En
A+
A-