وقال محمد بن عبد الله: ثم قرأ علي السيد الهادي الوشلي (المطول) و(العضد) و(الكشاف)، ثم تزامل هو والإمام الحسن بن علي مرة أخرى في قراءة العضد، وكذلك الكشاف، وكان قراءتهما في الوعلية ، ثم ارتحل لقراءة الفقه إلى عرفة ظفار ، وقرأ على القاضي علي بن عطف الله، ثم ارتحل لطلب [العلم] الحديث، فقرأ كتب أهل البيت على والده، وعلى علي بن عطف الله وسافر إلى [بياض] من جبل تيس إلى الفقيه المحدث عبد الرحمن بن حسين النزيلي، فقرأ عليه (البخاري) و(مسلم) و(تجريد الأصول) وذكر في موضع أن له منه إجازة، وقرأ عليه بعض (تفسير البغوي)، و(جمع الجوامع للسبكي) في أصول الفقه وأجاز له، قال والذي أجاز لي مسندا لها إلى مصنفها، والسند محفوظ عندي بخط يده.
قلت: وسيأتي السند إن شاء الله تعالى في ترجمة عبد الرحمن في الفصل الثاني، ثم رجع إلى الشرف وأخذ عنه الإمام القاسم بن محمد، قلت: وأجاز له، وقال ما لفظه: أجزت له ما ثبت لي صحة روايته من علم النحو والتصريف والمعاني والبيان وتفسير القرآن وأصول الفقه وأصول الدين والفقه والفرائض، وحديث رسول الله ـ صلى الله عليه وآله وسلم ـ ، وقد ثبت لي صحة روايتها من طريق الإجازة والسماع لشطر صالح من محاسن الكتب المصنفة فيها، أما الإجازة فأجاز لي روايتها عموماً السيد الفاضل أحمد بن عبد الله الوزير، وهو يرويها عن الإمام شرف الدين، وعن السيد [عبد الله بن القاسم العلوي.
أما طرق الإمام شرف الدين فمعروفة، مشهورة، وأما السيد عبد الله بن القاسم فهو يروي عن السيد الهادي بن إبراهيم، وعن الإمام شرف الدين، وعن السيد] أحمد بن علي بن الهادي الأهنومي، والفقيه عبد الله بن مسعود الحوالي ومسندهم جميعاً السيد الهادي بن إبراهيم المذكور أولاً، والسيد عبد الله يروي البحر عن الفقيه عبد الله الناظري، عن محمد بن أحمد مرغم، عن يحيى بن أحمد مرغم، عن مصنفه الإمام المهدي، انتهى.(2/66)


وقال محمد بن عبد الله: وأخذ عنه السيد أمير الدين بن عبد الله في أصول الفقه، وطلع إلى صنعاء في سنة خمس وتسعين وتسعمائة وأقام فيها أياماً، وأخذ عنه جماعة، ثم انتقل بأولاده إلى الأهجر من بلاد كوكبان ، وأقام فيه تسع سنين وأرتحل إليه الطلبة من صنعاء والأهنوم ، كالقاضي حسن بن سعيد العيزري، وبلاد آنس والحيمة والشرف وشبام وكوكبان ، واستفاد عليه خلق كثير وفي خلال ذلك قرأ الرسالة الشمسية على الشيخ نجم الدين البصري الواصل إلى اليمن سنة ألف، ثم رحل إلى وطنه وأقام بقية عمره يقرئ.
قلت: وممن أخذ عنه سماعاً وإجازة وغيرهما ولده عبد الحفيظ بن عبد الله أو حفيده على أحد القولين، [والإمام المؤيد ذكره في السيرة] ، انتهى.
قال القاضي: هو الشيخ العلامة، البليغ النحوي، الأصولي، ثابت اللب، العلامة المحقق المدقق، الحافظ لعلم المعقول والمنقول، شيخ شيوخ زمانه، رحل إليه الطلبه وانتفعوا به واستقر بباب الأهجر أياماً، وفد إليه الطلبة، وكان نظيراً للسعد التفتازاني في علوم العربية والتفسير، وله (أجوبة مسائل) تدل على علم واسع وأكثر الفضلاء في زمانه عيال عليه وتشوق للقائه الباشا جعفر عند إقامته بصنعاء ، واتفق به على وجه واتفق أن الباشا أراد امتحان أهل حضرته بحديث اختلقه من عند نفسه، نمق ألفاظه فلما أملاه ابتدر الحاضرون من الفقهاء لكتابته وتشرفوا بعلو إسناده إلاَّ المهلا، فقال الباشا: لم لا تكتب؟ فقال: قد أفدتم والجماعة كتبوا ونحن حفظنا، فقال الباشا: هذا والله هو العالم، وأثنى عليه، وذكر لهم أن الحديث حديث وترجم له محمد بن عبد الله المهلا، كما نقلنا، وقال توفي في ذي الحجة سنة ثمان وعشرين بعد الألف في الشجعة بمعجمة ثم جيم ثم مهملة، وقبره بها، وكان عمرة ثمان وسبعين سنة، انتهى.(2/67)


388- عبد الله بن الهادي الوزيري [ … - 840هـ]
عبد الله بن الهادي بن إبراهيم بن علي بن المرتضى الوزيري، السيد العالم أبو محمد الهدوي، الحسني، اليمني.
ولد بصعدة وأمه مهدية بنت القاضي عبد الله الدواري، ونشأ بها، وقرأ على خاله أحمد بن عبد الله بن حسن الدواري في الفقه، وقرأ على القاضي أحمد بن حابس في الفرائض، وعلى السيد صلاح بن الجلال في الحديث، وكان بعنايته زيادة السيد صلاح كتاب الرضاع في كتاب (شفاء الأوام)، لأنه كان متروكاً فزاده وأسمعه تلك الزيادة وأجازها له من جملة الكتاب، وقرأ على الفقيه محمد بن عبد الله البخاري مفتي صعدة ، وقرأ في تفسير السيد جمال الدين علي بن محمد بن أبي القاسم على السيد ـ رحمه الله ـ يعني الجلال، وقرأ أيضاً الأصولين وقرأ أيضاً الختمة الشريفة وفي علوم القرآن على حي المقرئ الشاوري، وله على أبيه وعمه محمد بن إبراهيم سماع في الكتب وليس بالكثير.
قلت: مما سمع على عمه مجموع الإمام زيد بن علي.
قال السيد صلاح بن أحمد: والكل يرجع إلى هذا السند الموجود في صدر نسخة السماع لي ولآبائي ولمشائخي ، وهذا نصه[وقصته] .
قال الأمير الهادي: أخبرنا أبو محمد عبد الله بن حمزة الصعدي، قال: أخبرنا القاضي جعفر بن أحمد بن عبد السلام، وسنده معروف، وأخذ عنه ولده محمد بن عبد الله[بياض في (ب) و(جـ)].(2/68)


كان ممن كمله الله في خَلقه وخُلقه، وكرم طباعه، وحسن طرائقه وأدبه، له مهابة في القلوب وجلالة في النفوس، وسارة حسنة وخلق جميل وأدب وبراعة، وقلم وإحسان وفراسة وثبات على ظهور المقربات، وله شعر وليس كشعر أبيه وعمه، وكان له أشياع وأتباع كالعلامة يحيى بن جابر بن جحاف الصعدي، وكان زميلاً له، وكان بينه وبين الإمام المهدي أحمد بن يحيى والإمام علي بن المؤيد مصافاة ومكاتبة، وكان له معرفة بالأنساب وأحوال المتقدمين وأيام المؤرخين، توفي في الفناء الأعظم بعد موت أهله سنة أربعين وثمانمائة في شهر صفر، وقبره هو ووالدته بباب اليمن في صنعاء وأولاده عنده، وله (شرح على التسهيل) أجاد فيه، انتهى.(2/69)


389- عبد الله بن الإمام يحيى بن حمزة [ … - 788هـ]
عبد الله بن الإمام يحيى بن حمزة الحسيني الهاشمي اليمني، السيد العلامة.
قال الفقيه يوسف بن أحمد: أجاز لي السيد الأفضل الأكمل عبد الله بن يحيى بن حمزة (الانتصار) بما معه من الإجازة من والده الإمام يحيى بن حمزة المؤلف للانتصار الجامع لمذاهب علماء الأمصار.
قال القاضي: كان رجلاً صالحاً، عالماً فاضلاً، تقياً زكياً، ممن يشار إليه بالإمامة واستكمال شرائط الزعامة، كثير الصلاة والدعوات، والبكاء في دياجير الظلمات، سكن حوث أكثر مدته، ثم انتقل إلى صنعاء ولم يزل على هذه الصفات، حتى توفي في جماد الأول سنة ثمان وثمانين وسبعمائة، ودفن في المسجد المنسوب إلى الفليحي، وبنى عليه صاحب المسجد قبة عظيمة مشهورة مزورة، انتهى.(2/70)

119 / 314
ع
En
A+
A-