345- عبد الكريم السلامي الآنسي [… - 1139هـ]
عبد الكريم بن عبد الله بن محمد بن صلاح بن سعيد بن قاسم السلامي الآنسي، القاضي العالم.
قرأ على عمه عبد السلام بن محمد في الفقه كـ(شرح الأزهار)، وغيره، والفرائض وأصول الدين، وقرأ في الفقه أيضاً على السيد العلامة مهدي بن الحسين الكبسي بصنعاء ، وعلى القاضي محمد بن علي قيس، وعلى القاضي يحيى بن الحسين السحولي كل ذلك في الفقه، وقرأ في الفرائض على القاضي علي بن يحيى البرطي، وقرأ في المعاني والبيان على القاضي حسين بن محمد المغربي، وسمع عليه أيضاً في الفقه (البيان) لابن مظفر، وكان السماع[عليه] في نسخة المؤلف، وقرأه أيضاً على القاضي حسين بن عبد الهادي ذعفان، وقرأ على القاضي حسين بن علي المجاهد في (شرح الكافل) هكذا أخبرني حرسه الله تعالى من لفظه.
قلت: وأخذ عنه جماعة من أبناء الزمان، وأجاز للمؤلف جميع ماله فيه سماع أو إجازة وكتب ذلك بخطه أحسن الله جزاه.
قلت: وهو فقيه فاضل، محقق سيما في الفروع، وصل إلى صنعاء في سنة ثلاثين ومائة وألف سنة، ثم رجع إلى بلده بني سلامة ، وظني أنه من أبناء الستين أو نحو ذلك، وبلغني أنه توفي سنة تسع وثلاثين ومائة وألف يوم ثاني وعشرين في شهر رمضان، وهو من أبناء الثمانين، رحمه الله، وقبره في خزيمه أخبرني ولده سيدنا علي.(1/521)


346- عبد المجيد بن عبد الغفار الاستراباذي [… - بعد سنة 518 هـ]
عبد المجيد بن عبد الغفار بن أبي سعد الإستراباذي، بكسر الهمزة وسكون المهملة وكسر المثناة فوق، ثم راء مهملة مفتوحة بعدها ألف، ثم موحدة بعدها ألف ثم ذال معجمة ثم يا النسب؛ نسبة إلى الإستراباذ بلدة من أعمال مارندل بين مارية وجرجان ، (ذكره ابن خلكان)، الزيدي، مجد الدين.
يروي (أمالي السيد أبو طالب) يحيى بن الحسين الحسني، عن السيد أبي الحسن علي بن محمد بن جعفر الحسني النقيب باستراباذ في شهر الله الأصم رجب سنة ثماني عشرة وخمسمائة، وسمع أمالي قاضي القضاة عبد الجبار بن أحمد على الشيخ إبراهيم بن إسماعيل بن إبراهيم المعروف ببارستان الإستراباذي.
وأخذ عنه ذلك القاضي أحمد بن أبي الحسن الكني، وقالأعني الكنيـ، أخبرنا الشيخ الإمام الأفضل [مجد الدين] .(1/522)


347- عبد الهادي الحسوسة [… - 1048هـ]
عبد الهادي بن أحمد بن صلاح بن محمد بن الحسن الثلائي، المعروف بالحسوسة بمهملات أولاهما مكسورة، القاضي العلامة، الأصولي.
فمن شيوخه: عبد الرحمن بن عبد الله الحيمي الحرازي، أخذ عنه جميع كتب الأصولين المعروفة، وعلي بن الحاج من أهل الطويلة ، وعيسى ذعفان فيما أظن.
قال السيد المطهر: وسأله بعضهم فقال: كم سماعك في علم الكلام؟ فقال: مائة مجلد.
وله تلامذة أجلاء منهم: الإمام المؤيد بالله محمد بن القاسم، والقاضي إبراهيم بن يحيى السحولي، والقاضي أحمد بن سعد الدين، والقاضي أحمد بن صالح العنسي وأولاده المهدي وعلي.
قال القاضي: هو العلامة، شحاك الملحدين، وقرة عيون الموحدين، شيخ العلماء وقدوة الراسخين، كان منقطع القرين في علومه الثلاثة ولواحقها، يملي من صدره ما لا تسعه الأوراق، وكان يحفظ أحوال الناس، ولقي العلماء الفضلاء وقرأ عليهم، وتحمل في دقيق الكلام وجليله ما لا يشبهه فيه أحد، حتى أن الإمام القاسم بن محمد لما اجتمع به في ذيبين قال: ظني أن عبد الهادي أوسع علماً من أبي الهذيل [بل] لأنه اطلع على ما حصله أبو الهذيل وغيره، وكان مطلعاً على قواعد البهشمية لا يند عنه منها شيء، ولا يخفى عليه شيء من أحوال هذا العلم الكلامي، يحفظ قواعد أهله وأخبارهم، إذا أملى في ذلك أنعم الإسماع ومع ذلك فهو في علم آل محمد الخريت الماهر عن سماعٍ ورواية.(1/523)


روى شيخنا أحمد بن سعيد بن صلاح الهبل لما بلغه أن عبد الهادي درس في مجموع القاسم الرسي، فقال: ليس هو من كتب المعتزلة كالمعرض بعبد الهادي أنه لا يعرف علم الآل، فبلغ ذلك القاضي عبد الهادي فضجر وقال: والله إني لأعرف علم آل محمد، وأبوه القاضي سعيد في (بدبدة ) غير متعلق بالعلم أو كما قال، وكذا روي أنه ذكر بعض تلامذته شيئاً من أحواله فنسب [إليه] الميل عن أمير المؤمنين علي ـ عليه السلام ـ فاتفق أن القاضي أملى في فضائل أمير المؤمنين مما لا يعرفه إلا هو وأجاد وأتى بكل [شيء] عجيب وغريب، وكان في التلامذه الفقيه علي بن يحيى الشارح، وكان شيعياً، فقام وحجل على رجله، فسألهم القاضي عن سبب ذلك فأخبره بما قيل فبكى وتحرم من ذلك القائل رحمة الله عليه، وكان القاضي أحمد بن سعد الدين يعطر بذكره المجالس، وولي القضاء بصنعاء المحمية فتم بسعيه أمور عظيمة للإسلام بحذاقة ومهارة وصناعة خارقة، وبلغ في السياسة ما لم يبلغه أحد، وانتقل من صنعاء إلى ثلاء في أوائل مرضه، انتهى.
وقال القاضي الحافظ: هو القاضي، العلامة، أوحد دهره وفريد عصره، وجيه الدين، إمام علم الكلام، وحافظ علوم أئمة الهدى عليهم الصلاة والسلام، في كل فن من الفنون، وسلك من مسالك العلم ما تقر به العيون، ثم ذكر من قرأ عليه كما ذكرناه في ترجمته ـ رحمه الله ـ ، ثم قال: فقد كان هذا القاضي يحفظ مجموعات القاسم والهادي وغيرهما من الأئمة ـ عليهم السلام ـ ويمليها على ظهر قلبه غيباً بما يبهر العقول مع سائر علوم الكلام، فهو أحق بمن يمثل له فيما قيل في أبي الهذيل:
أظل أبو الهذيل على الكلام .... كأضلال الغمام على الأنام(1/524)


وقال السيد المطهر: كان بهشمياً في كثير من المسائل، شيعياً في غيرها، وكان زاهداً ورعاً، يفترش إهاب شاة ويدفأ بمثله، ولقد أراد علي بن المؤيد بالله تلميذه وملازمه أن يجعل له شيئاً مما يليق به فامتنع من ذلك ، وكان إقامته بصنعاء من أيام فتحها ودخول علي بن الإمام، ثم انتقل إلى ثلاء في أوائل مرضه ولم يلبث إلا يسيراً، حتى توفي في ذي القعدة ليلة الجمعة الثاني عشر منها عام ثماني وأربعين وألف بمنزله بمدينة ثلاء ، وقبر بها أعاد الله من بركاته.(1/525)

105 / 314
ع
En
A+
A-