قال شيخنا أحمد بن يحيى حابس: إنه كان يعرف جميع علوم الاجتهاد، علم إتقان لكنه لا يستنبط الأحكام، وهو شيخ الشيوخ في الحديث والتفسير، وكان في آخر عمره لا يستضيء، [إلا العلم] حكى ذلك تلميذه السيد داود بن أحمد بن الهادي، أنه كان يقرأ عليه في الذويد بصعدة فكان يومئذ ينظر في حواشي الكتاب لا يميزها إلا حاد البصر ثم خرج فأصاب جملاً يحمل حطباً، فقال له في ذلك، فقال مقسماً ما ميزته، وله في الفقه قدم راسخة، وهو الذي أجرى القوانين [المعروفة] في آبار صعدة [في المساني] وقدر الاحيان المغروفة من الماء، توفي يوم الأربعاء ثامن شهر رجب سنة عشر وألف بمدينة صعدة ، وعمر ثمان وسبعين سنة رحمة الله عليه.(1/516)
342- عبد العظيم بن مهدي [… - ق6 هـ]
عبد العظيم بن مهدي بن نصر بن مهدي بن محمد بن علي بن موسى بن أحمد بن الأمير عيسى بن علي بن الحسين الأصغر بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب الحسيني الولكي السيد أبو طالب.
قال: حدثنا بـ(أمالي المرشد الاثنينية)ـيعني التي أملاها يوم الاثنينـ.
قال المنصور بالله: لأن له ـ عليه السلام ـ إملائين، أحدهما الذي أملاه يوم الخميس، والثاني (كتاب الأنوار) أملاه ـ عليه السلام ـ يوم الاثنين.
قال عبد العظيم: حدثنا به إسماعيل بن علي بن إسماعيل الفرزاذي بقراءته علينا، قال حدثنا السيد الإمام أبو الحسين يحيى بن الموفق بالله الحسني [الحسين] وهو المؤلف الإمام المرشد بالله عليه السلام، وسمعه عليه القاضي أحمد بن أبي الحسن الكني، قال حدثنا السيد العالم أبو طالب قراءة عليه.(1/517)
343- عبد القادر بن حمزة التهامي [… - 1013هـ]
عبد القادر بن حمزة التهامي اليبهي بتحتية مثناة ثم موحدة بعدها هاء؛ نسبة إلى يبه قرية من قرى حلي بن يعقوب، انقطع إلى اليمن وأقام بعاشر من مخلاف خولان العالية ، ومن شيوخه: ابن راوع.
قال السيد مطهر: هو علي بن راوع.
قال القاضي: وقرأ عليه الناس، وله تلامذة أجلاء من جملتهم فيما أحسبه: القاضي عامر ولا أثبت ذلك يقيناً.
قلت: بل حقق ذلك السيد مطهر الجرموزي وغيره كما ذكرناه في ترجمة القاضي عامر.
قال القاضي: ومن تلامذته يقيناً القاضي على بن أحمد بن أبي الرجال.
قلت: والقاضي سعيد بن صلاح السدمي ، وخلق كثير.
قال القاضي: كان عالماً، زاهداً، محققاً في الفروع، وصاحب عدة من الكتب وله حاشية على الأزهار مفيدة، وفتاوى مبوبة على أبواب الفقه ، وكان من عباد الله الصالحين، أصابه طرش في آخر أيامه ، وعمر حتى أدرك الإمام القاسم بن محمد ـ عليه السلام ـ .
وقال السيد مطهر: كان حافظاً، عالماً، مشهوراً، هاجر لطلب العلم في أيام الإمام شرف الدين، ونبل في وقته، وعمر، وقام مع الإمام الحسن بن علي.
قال في سيرة الإمام الحسن بن علي: وممن قال بإمامته الفقيه الفاضل العلامة عبد القادر بن حمزة، وكان في بلاد خولان من بلاد صنعاء ممتثلاً لأمر الإمام مقيماً للجمعة والجماعة، داعياً[للخلق] إلى طاعة الإمام ـ عليه السلام ـ ما استطاع، ولم يزل على ذلك مع قربه من مدينة صنعاء وكونها في أيدي العدو، ولما أراد بعضهم أن يسومه تركه إقامة الجمعة حذراً من القوم الظالمين، أراد الإنتقال من بينهم والهجرة إلى (حلي) من فعلهم فلم يسمح به الأكثر، وتركوه وشأنه، ثم مع الإمام القاسم بن محمد، وكان فقيهاً عارفاً، من شيوخه علي بن راوع.(1/518)
وأخذ عنه: عدة من العيون، منهم القاضي عامر بن محمد، والقاضي سعيد بن صلاح الهبل، وكان القاضي عبد القادر مهيباً، محبباً إلى الناس، لا يكاد يخالفه أحد من مشائخ خولان ، توفي ببلد عاشر من جماد الآخر عام ثلاث عشرة وألف، ودفن جنب شيخه علي بن راوع، ثم دفن جنبهم تلميذه القاضي عامر، انتهى.(1/519)
344- عبد القادر الهبل [… - ق11 هـ]
عبد القادر بن سعيد بن صلاح الهبل ، القاضي العلامة.
قرأ في الفروع على أبيه، وسمع عليه أيضاً (الشفاء) للأمير الحسين، وقرأ على القاضي عامر أيضاً في (الشفاء)، وأجاز له كتاب (الأحكام من البحر الزخار) للإمام المهدي، وله قراءة على الإمام المؤيد بالله محمد بن القاسم.
قلت: وله تلامذة أجلاء منهم: سلطان اليمن محمد بن الحسن، والقاضي أحمد بن صالح، ويحيى بن عبد القادر حابس، ويحيى بن جار الله مشحم، وغيرهم من أبناء الزمان.
قال السيد مطهر: هو المحقق، العلامة، الفهامة، مفتي صعدة .
وقال القاضي في ذكر والده سعيد بن صلاح: ومن تلامذته أولاده العلماء الكبار منهم: القاضي وجيه الدين عبد القادر فإنه كما قال إمامنا المتوكل على الله إسماعيل بن القاسم: حافظ المذهب، وهو من أهل الورع وطيب الطوية بحيث يقل نظيره، انتهى.(1/520)