المهدي الزيدي نسباً ومذهباً، ووالده يحيى بن المهدي، والسيد صلاح الدين بن محمد الجلال؛ فإنه جمع من طرقهم الكثير الطيب، والسيد يحيى بن الحسين صاحب (الياقوته) وولده الهادي بن يحيى، والأمير المؤيد بن أحمد، والسيد محمد بن الهادي بن تاج الدين، والأمراء الأكابر الحسين بن محمد، والأمير علي بن الحسين، والأميرين يحيى ومحمد ابني أحمد بن يحيى بن يحيى وسائر أولادهما وأحفادهما ومن شيعتهم كالمذاكرين يوسف بن أحمد بن عثمان، والحسن بن محمد النحوي، ويحيى بن الحسين البحيح، ومحمد بن سليمان بن أبي الرجال، وحميد بن أحمد المحلي، وعبد الله بن زيد العنسي، وجامع كتبهم وعلومهم وطرقهم الشيخ عمران بن الحسن الشتوي العذري، وغير هؤلاء مع جميع طرق بحر العلوم الزيدية القاضي العلامة جعفر بن أحمد بن عبد السلام وتلامذته وشيوخه:
وهل يطيق عديد الشهب ناويه ***** وكم أعد وكم أحصيه في قصصي
انتهى المراد.
وقال المنصور بالله عبد الله بن حمزة: وأما ما نرويه عن علماء آل الرسول وأئمة الحق وعلماء الشيعة فلا بد أن نذكر لكل أصل من ذلك سنداً متصلاً.
قلت: وأما ما رواه عن سائر الفرق من كتب أئمة الحديث وغيرها فسأفرد له إن شاء الله تعالى فصلاً في آخر هذا الكتاب.(1/46)
فصل: وجميع ما نقلناه في كتابنا هذا فما كان من ذكر أئمة الآل ـ عليهم السلام ـ فمن (اللآلئ المضيئة) للسيد أحمد بن محمد الشرفي ومن (المقصد الحسن) لابن حابس، و(مآثر الأبرار) للزحيف، وكتاب (الأنساب) لابن عنبة وأما ذكر الشيعة الزيدية فمن كتاب القاضي العلامة أحمد بن صالح بن أبي الرجال المسمى (مجمع البحور)، ومن تأريخ السادة آل الوزير، وكتاب (الإجازات) للإمام القاسم بن محمد ـعليه السلامـ، وهذه الكتب تثبت لنا بإحدى الطرق الأربع، ولله المنة، وما كان من غيرها نبهنا عليه فإنا لم ننقل بحمد الله إلا ما صح لنا إما سماع، أو إجازة، أو وجادة صحيحة عند أهل العلم وهو القليل، فما كان سنده لأهل البيت الجميع فإن كان جميع كتبهم فعلامته (سبل)، وإن كان فقه فقط، (فقه)، وإن كان حديث (هب)، وإن كان مفرد ذكر بلفظه. والله حسبي ونعم الوكيل.(1/47)
الفصل الأول
باب الهمزة
1- إبراهيم بن أحمد تاج الدين [… - 683هـ]
إبراهيم بن أحمد تاج الدين بن محمد بن أحمد بن يحيى بن يحيى بن الناصر بن الأمير المعتضد عبد الله بن المنتصر لدين الله محمد بن المختار بن الناصر أحمد بن الهادي للحق يحيى بن الحسين بن القاسم بن إبراهيم بن إسماعيل بن إبراهيم بن الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب، الإمام المهدي لدين الله الحسني اليمني (تهذيب الحاكم).
سمع (تهذيب الحاكم) الجشمي في التفسير على محمد بن أحمد بن أبي الرجال.
وروى عنه سليمان بن يحيى صاحب شعلل.
كان إماماً شهيراً، ذا علم غزير ووجه منير، دعا بعد موت عمه الحسن بن بدر الدين آخر سنة سبعين وستمائة، وبايعه علماء وقته، ولم يزل قائماً بأمر الله مجاهداً حتى أسره الملك المظفر يوسف بن عمر [من بني رسول]، يوم الجمعة نصف جمادى الأولى سنة أربع وسبعين في أَفْق بفتح الهمزة وسكون الفاء من مغارب ذمار ، واعتقله في تعز فلم يزل معتقلاً حتى توفي في شهر صفر سنة ثلاث وثمانين وستمائة، ومشهده هناك معروف مزورقدس الله روحهـ.(1/48)
2- إبراهيم بن أحمد بن عامر [ 1018 - 1056هـ]
إبراهيم بن أحمد بن عامر بن علي [بن محمد بن علي] بن الرشيد بن أحمد بن الأمير الحسين بن علي بن يحيى بن محمد بن يوسف الأشل بن القاسم بن يوسف الأكبر بن يحيى بن أحمد بن الهادي للحق يحيى بن الحسين بن القاسم بن إبراهيم بن إسماعيل بن إبراهيم بن الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب الحسني الهاشمي [أبو محمد] اليمني.
قرأ مجموع الإمام زيد بن علي وغيره على خاله الإمام المؤيد بالله محمد بن القاسم [بن محمد] بن علي بن الرشيد، ودرس عليه دروساً نافعة في كل فن، وعلى الشيوخ القادمين من الآفاق والملازمين الحضرة .
وسمع عليه ولد أخيه عامر بن عبد الله بن عامر.
كان من أعيان الوقت علماً وحلماً وزهادة وكرماً، يقل نظيره، وله خط حسن ورزق كتباً واسعة، وأقام بآنس أياماً، ثم عاد إلى شهارة ، وله كرامات.
قال ولده محمد بن إبراهيم: ولد في شوال سنة ثماني عشرة وألف، وتوفي بشهارة في شهر رجب سنة ست وخمسين وألف ، ودفن في الحجرة التي عند قبة الإمام المنصور بالله القاسم بن محمد[بن علي] بجوار والده أحمد بن عامر.(1/49)
3- إبراهيم بن أحمد الكينعي [… - 793هـ]
إبراهيم بن أحمد بن علي بن أحمد الكينعي، صارم الدين.
قرأ في فقه آل محمد على العلامة حاتم بن منصور الحملاني ، وفي الفرائض على الخضر بن سليمان الهرشي، والهرشي قرأ على إبراهيم في الفقه.
قلت: ومن مشائخه محمد بن عبد الله الرقيمي، والظاهر أنه أخذ عليه في الفرائض، وله قراءة على حسن بن سليمان [بن] قاسم بن أحمد بن حميد شيخ المتكلمين، وأخذ سند الطريقة ولبس الخرقة الصوفية على شيخه علي [بن عبد الله] بن أبي الخير.
[وأجل تلامذته مؤلف سيرته والد السيد أبي العطايا يحيى بن المهدي الحسيني، وأحمد بن عمر النجار، وعبد الله بن قاسم البشاري، وحسن بن محمد الأوطاني.
كان فقيهاً، متألهاً، إماماً، عابداً، مجتهداً في الطاعة، وعيناً من عيون علماء وقته، وكان يسكن صنعاء ] ، ثم رحل إلى صعدة ، وبها توفي سنة ثلاث وتسعين وسبعمائة، وقبره رأس الميدان غربي صعدة ، عليه مشهد معروف مشهور.(1/50)