[ذكر بعض أحوال مشيبه صلى الله عليه وآله وسلم]
[45] أخبرنا علي بن أحمد السبيعي بإسناده عن أبي حيان التميمي، عن أبيه، عن علي عليه السلام قال: رأيت الشيب في عارضَي رسول اللهفقلت: فداك أبي وأمي عاجلك الشيب.
قال: فرأيت النبي وقد انتقع لونه، وقال: ((إن أول من أحزنه الشيب أبي إبراهيم عليه السلام لما نظر إلى الشيب في عارضيه، فأوحى الله إليه: يا إبراهيم هذا سربال الوقار وعزتي وجلالي مَا ألبسته عبداً من عبيدي يشهد أن لا إله إلاّ الله إلا أنصب له ميزاناً وأنشر له ديواناً))، فكان رسول الله يقول: ((ياذا الشيب أما آن تستحيي من رب يستحيي منك)).
[46] أخبرنا أبو أحمد الأنماطي بإسناده عن ثابت قال: قيل لأنس: هل كان شابَ النبي صلى الله عليه وآله وسلم ؟
قال: مَا كان في رأسه إلاّ سبع عشرة أو ثماني عشرة.
وبإسناده قال: قيل لأنس: خضب رسول الله؟
قال:لم يبلغ ذاك إنما كان شيء في صدغيه.
[47] «أخبرنا عبد الرحمن بن أبي حاتم بإسناده عن أبي رمثة» قال: كان رسول الله يخضب بالحناء والكتم، وكان شعره يضرب منكبيه - أو قال كتفيه، شك أبو سفيان.(1/168)


[من أسماء النبي صلى الله عليه وآله وسلم]
[48] أخبرنا أبو أحمد الأنماطي بإسناده عن محمد بن جبير بن مطعم عن أبيه قال: سمعت رسول الله يقول: ((لي أسماء: أنا أحمد، وأنا محمد، وأنا الماحي الذي يمحو الله بي الكفر، وأنا الحاشر يحشر الله الناس على قدمي، وأنا العاقب)).
قال معمر: قلت للزهري: ماالعاقب؟
قال: الذي ليس بعده نبي.
[49] أخبرنا أبو أحمد بإسناده عن زر، عن حذيفة، قال: سمعت النبي صلى الله عليه وآله وسلم يقول في سكة من سكك المدينة: ((أنا أحمد، وأنا محمد وأنا الحاشر والمقفي، ونبي الرحمة)).
[50] أخبرنا عبد الله السعدي [قال: حدثنا الحسين بن علي أبو نعيم القاضي، قال: حدثنا علي بن عبدة، قال: حدثنا] سفيان بن عيينة قال: قيل لعبد المطلب: سميت ابن ابنك محمداً وليس هو من أسمائك ولا أسماء آبائك.
قال: أردت أن يحمده أهل السماء ويحمده أهل الأرض.
ثم أطرق سفيان ساعة ثم رفع رأسه فقال:
وشق له من اسمه ليجله .... فذو العرش محمود وهذا محمد(1/169)


[من مآثر آبائه وأجداده صلى الله عليه وآله وسلم]
[51] أخبرنا علي بن الحسين الهمداني [قال: حدثنا الحسن بن علي بن هاشم الأسدي، قال: حدثنا أحمد بن راشد، عن سعيد بن خيثم عن أخيه معمر] قال: قال لي زيد بن علي عليه السلام: يامعمر، كنت أماري هشام بن عبد الملك وأكابره الكلام، فدخلت «عليه» يوماً فذكر بني أمية، فقال: هم أشد قريش أركاناً، وأرفع قريش مكاناً، وأعظم قريش سلطاناً، وأكثر قريش أعواناً، كانوا رؤوس قريش في جاهليتها وملوكهم في إسلامها.
فقلت: على من تفتخر؟ على هاشم أول من أطعم الطعام، وضرب الهام، وخضعت له قريش بإرغام، أم على عبد المطلب سيد مضر جميعاً، وإن قلت معد كلها صدقت، كان إذا ركب مشوا، و إذا انتعل احتفوا، وإذا تكلم سكتوا، وكان يطعم الوحش في رؤوس الجبال، والطير والسباع والإنس في السهل، وحافر زمزم، وساقي الحجيج، وربيع العمرتين، أم على بنيه أشرف رجال بها؛ أم على سيد ولد آدم رسول الله حملهُ الله على البراق وجعل الجنة بيمنه والنار بشماله، فمن تبعه دخل الجنة ومن تأخر عنه دخل النار؛ أم على أمير المؤمنين وسيد الوصيين علي بن أبي طالب أخي رسول الله وابن عمه ومفرج الكرب عنه، أول من قال:لا إله إلاّ الله بعد رسول الله لم يبارزه فارس قط إلاّ قتله، وقال فيه رسول الله مالم يقله في أحد من أصحابه ولا لأحد من أهل بيته.
قال: فاحمر وجه هشام وبهت.
[52] أخبرنا يعقوب بن إسحاق الحارثي بإسناده عن معمر «بن خثيم» قال: قال رجل من قريش لأبي جعفر: بماذا تفتخرون علينا؟(1/170)


قال: نفتخر عليكم برسول الله فإنه أبونا، وكنا نفتخر عليكم قبل الإسلام بأبينا عبد المطلب، المطعم الناس في السهل، والمطعم الوحش في رؤوس الجبال، فهاتوا مثل أبينا في الجاهلية ومثل أبينا رسول الله في الإسلام، فأما أبونا عبد المطلب فكنتم شبهاً له بالعبيد، يحل من شاء منكم ويرذل من شاء، ويحل ما شاء فيكم، ويحرم ما شاء فيكم، يعتق من شاء ويستعبد من شاء، وأما أبونا صلى الله عليه وآله وسلم فبعثه الله إلى جميع خلقه ثم أيده بملائكته، ومن أراد من عباده.
[53] أخبرنا محمد بن جعفر القرداني بإسناده، عن جعفر بن محمد عليه السلام قال: قال رسول الله: ((يبعث عبد المطلب يوم القيامة أمة وحده، قال: وكان لا يستقسم بالأزلام، ولا يعبد الأصنام، ويقول: أنا على دين إبراهيم عليه السلام)).
وقال صلى الله عليه وآله وسلم : ((إن عبد المطلب سن خمساً من السنن أجراها الله عزّوجل في الإسلام:حرم نساء الآباء على الأبناء، فأنزل الله عزَّ وجل قرآنا ?وَلاَ تَنكِحُوا مَا نَكَحَ آبَاؤُكُمْ مِنَ النِّسَاءِ?[النساء:22]، وسن الدية في القتل مائة من الإبل فجرت في الإسلام، وكان يطوف بالبيت سبعة أشواط ثم يقف على باب الكعبة ويحمد الله عزوجل ويثني عليه، وكانت قريش تطوف كما شاءت قل أم كثر فسن عبد المطلب سبعة فجرى ذلك في الإسلام، ووجد كنزاً فأخرج منه الخمس وتصدق به فجرى ذلك في الإسلام، ولما حفر زمزم سماها سقاية الحاج فأنزل الله في ذلك ?أَجَعَلْتُمْ سِقَايَةَ الْحَاجِّ وَعِمَارَةَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ...?الآية[التوبة:19].(1/171)


[خبر في كون آباء النبي وأجداده على ملة إبراهيم عليهم السلام]
[54] أخبرنا محمد بن جعفر بإسناده عن جعفر بن محمد قال: قال علي عليه السلام: ما عبد أبي ولا جدي عبد المطلب ولا هاشم ولا عبد مناف صنماً قط.
قيل: ومَا كانوا يعبدون؟
قال: كانوا يصلون إلى البيت على دين إبراهيم الخليل متمسكين به.(1/172)

34 / 118
ع
En
A+
A-