وقيل في قيدر: قيدار وقادور، ويقال: قيدر نبت طيب الريح، وآزر هو تارخ وهو المستشار لأنه كان وزيراً لنمرود، وكان نمرود عم أبيه؛ لأنه نمرود بن أرغو، وتارح هو ابن ناخور بن أرغو، وقيل: إن نمرود ابن عمه؛ لأنه نمرود بن كنعان بن أرغو.
وفالغ هو الذي قسم الأرض بين الناس؛ فأما عابر فهو هود النبي عليه السلام وقيل: ليس بنبي.
وأرفخشد بالفارسية إيزان، وسام أبو العرب والأنبياء والملوك وأول من تكلم بعد آدم بالعربية، أُلْهِم إلهاماً، وهو وصي نوح النبي عليه السلام من أولاده الأربعة: سام وحام ويافث ويام الغريق أيام الطوفان.
وأما إدريس صلى الله عليه فسمي به لأنه أول من درس العلم وخط بالقلم.
وأما أنوش: فقيل ناش، من المناوشة ؛وشيث هو هبة الله، وقيل: شيث وشاث، وكان وصي آدم وهو نبي مرسل إلى أولاده.
وكان من بعد آدم إلى نوح كلهم مسلم والأنبياء إلى لدن نوح: آدم وشيث وإدريس ونوح، وأولاد آدم كانوا عشرين ذكراً وعشرين أنثى، كلهم توأم ذكر مع أنثى، منهم: قين وقابيل وقيل وقابيل وتوأمته عنق، وهابيل وتوأمته لبوذا، وأشوث وشيث وحرون وأياد وفالغ وأثاثي ونوبة ونيار وشيرمة وحيان وضرابيس وهوز ويجود وسندا وبار، ومع كل واحد توأمته.
وأولاد إسماعيل: قيدر وأديل ومنشى ومشمع وزهاء وماس وآزر وطيما وقطورا وقيس وقيدمان وثابت، وأمَّا الشرقي فإنه يقول: نبت وتيمن وطون وغشيل وهدى ويعيش ومش.(1/153)
[الفروق الزمنية بين بعض الأنبياء]
[41] أخبرنا علي بن الحسين العباسي بإسناده عن ابن عباس قال: كان من آدم إلى نوح ألفا سنة ومائتا سنة ومن نوح إلى إبراهيم ألف ومائة وثلاث وأربعون سنة، ومن إبراهيم إلى موسى خمسمائة وخمس وسبعون سنة، ومن موسى إلى داود خمسمائة وتسع وتسعون سنة، ومن عيسى إلى محمد صلى الله عليه وآله وسلم ستمائة سنة.
[42] [أخبرنا علي بن الحسين العباسي بإسناده عن محمد بن حبيب قال]: وحكى الهيثم بن عدي أن من لدن آدم إلى الطوفان ألفان ومائتان وست وخمسون سنة، ومن الطوفان إلى وفاة إبراهيم ألف وعشرون سنة، ومن وفاة إبراهيم إلى مدخل بني إسرائيل مصر خمس وتسعون، ومن دخول يعقوب مصر إلى خروج موسى من مصر أربعمائة وثلاثون سنة، ومن خروج موسى من مصر إلى بناء بيت المقدس خمسمائة وخمسون سنة، ومن بناء بيت المقدس إلى ملك بختنصر وخراب بيت المقدس أربعمائة وستة وأربعون سنة، ومن ملك بختنصر إلى ملك ذي القرنين أربعمائة وست وثلاثون سنة.(1/154)
[أعمار بعض الأنبياء والرسل عليهم السلام]
قال محمد بن حبيب عمن ذكر: أن آدم عُمِّرَ تسعمائة سنة وثلاثون سنة، وشيث تسعمائة واثنتا عشرة سنة، وأنوش تسعمائة وخمس وتسعون سنة، وقينان تسعمائة وعشر سنين، ومهلائيل مائة وخمس وتسعون سنة، وياد تسعمائة واثنتان وستون سنة، وأخنوح ثلاثمائة وخمس وستون سنة، ومتوشلخ تسعمائة سنة وتسع وستون سنة، ولمك سبْعمائة سنة وسبع وسبعون سنة، ونوح عليه السلام تسعمائة وخمسون سنة، وسام خمسمائة سنة وثمان وتسعون سنة، وأرفخشذ أربعمائة سنة وخمس وستون سنة، وشالخ أربعمائة وثلاث وستون سنة، وعابر أربعمائة وأربع وثلاثون سنة، وفالغ مائتان وتسع وثلاثون سنة، وأرغو مائتان واثنتان وثلاثون سنة، وناحور مائة وثمان وأربعون سنة، وتارخ مائتان وخمسون سنة، وإبراهيم مائة وخمس وسبعون سنة، ويقال: وتسعون سنة، وإسحاق مائة وخمسون، ويقال: وثمانون ويعقوب مائة وسبع وأربعون سنة، ويوسف مائة وعشرون سنة، وموسى مائة وعشرون سنة، وهارون مائة وثلاثة وعشرون سنة، وأيوب بن زارخ بن أموم بن بنقر بن العيص بن إسحاق مائتا سنة، وداود بن أبشي بن عويد بن سلمون بن ناعر بن يحسون بن عمي بن باذن بن رام بن حمورن بن فارس بن يهوذا بن يعقوب سبعون سنة.(1/155)
[تاريخ مولد النبي صلى الله عليه وآله وسلم]
قال: وولد النبي صلى الله عليه وآله وسلم يوم الإثنين لليلتين «خلتا» من شهر ربيع الأول، وانطلق به أبو طالب إلى مِصْرَ الشام وهو ابن تسع سنين، ووضع صلى الله عليه وآله وسلم الحجر في موضعه حين اختصمت قريش فيه وهو ابن خمس وعشرين سنة، وأوحي إليه وهو ابن أربعين سنة، وأسلمت خديجة معه وأقام بمكة ثلاثة عشر سنة، ثم هاجر إلى المدينة في شهر ربيع الأول فأقام بها، ثم كانت وقعة بدر في شهر رمضان، وكان بين مهاجره وبين بدر ثمانية عشر شهراً.
ثم كانت أُحد في شوال بعدها بسنة، والخندق في شوال بعد أحد بسنة.(1/156)
[نعته وصفته وبعض أحواله صلى الله عليه وآله وسلم]
[43] أخبرنا إسماعيل بن إبراهيم بن شنبذا بإسناده عن الحسن بن علي عليه السلام قال ابن شاكر: وحدثنا أبو علي الحسن بن بشر بإسناده عن الحسن بن علي عليه السلام أيضاً، قال: سألت خالي هند بن أبي هالة التميمي؛ وكان وصّافاً عن حلية النبي صلى الله عليه وآله وسلم ، فقال: كان فخماً مفخماً، يتلألأ وجهه تلألؤ القمر ليلة البدر، أطول من المربوع وأقصر من المشذب عظيم الهامة، رَجِل الشعرة، إذا انفرقت عقيقته فرق، وإلا فلا يجاوز شعره شحمة أذنه إذا هو وفَّره، أزْهَر اللون، واسع الجَبِين، أَزَج الحواجب سوابغ في غير قرن، بينهما عرق يدره الغضب، أقنى العرنين، له نور يعلوه، يحسبه من لم يتأمله، أشَم، كَث اللحية سهل الخدين، ضليع الفم، أشنب، مفلج الأسنان، دقيق المسْربة كأن عنقه جيد دمية في صفاء الفضة، معتدل الخلق، بادناً، متماسكاً، سوي البطن والصدر، عريض الصدر، بعيد مابين المنكبين، ضخم الكراديس، أنور المتجرد، موصول مابين متنته والسرة شعر يجري كالخيط، عاري الثديين والبطن مما سوى ذلك، سبط القضب، شَثِن الكفين والقدمين، أشعر الذراعين والمنكبين وأعالي الصدر، طويل الزندين رَحْب الراحة، سائل الأطراف، خمصان الأخمصين، مسيح القدمين ينبو عنهما الماء. إذا زال قلعاً يخطو تكفياً، ويمشى الهُوَيْنَا، ذريع المشية، إذا مشىكأنما يَنْحَطّ من صبب، و إذا التفت التفت جميعاً، خافض الأطراف، نظره إلى الأرض أطول من نظره إلى السماء، جُلّ نظره الملاحظة، يسوق أصحابه، ويبتدر من لقيه بالسلام.(1/157)