[قصة أصحاب الفيل]
وسار أبرهة، فكان من أمره مَا قصّ الله تعالى في قوله: ?أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِأَصْحَابِ الْفِيلِ...? إلى قوله: ?تَرْمِيهِمْ بِحِجَارَةٍ مِنْ سِجِّيلٍ?[الفيل:1-5].
فكان ابن عباس يحدث أنه رأى في منزل أم هانئ بنت أبي طالب من تلك الحجارة نحو قَفِيز، وإذا هي مثل بعر الغنم أو أصغر، مخططة بحُمرةٍ كمثل الجَزَع اليماني.(1/101)


[مولده صلى الله عليه وآله وسلم]
[5] أخبرنا عبد الله بن محمد بن المبارك الجوزجاني قال: حدثنا الحسن بن العلاء قال: حدثنا ابن نمير، عن يونس بن بكير، عن ابن إسحاق، عن المطلب بن عبد الله بن قيس بن مخرمة، عن أبيه عن جده قال: ولدت أنا ورسول الله عام الفيل فكنا لِدَيْن.
قال ابن إسحاق: وكان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم عام عكاظ ابن عشرين سنة.
[6] «أخبرنا عبد الله قال: حدثنا ابن أيوب قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة قال: حدثنا شبابة عن شعبة عن غيلان بن جرير عن عبد الله بن معبد الزِّماني» عن أبي قتادة الأنصاري قال: قال: جاء رجل إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فسأله عن صوم يوم الإثنين فقال: ((يومٌ ولدت فيه، ويومٌ بعثت فيه، ويومٌ أُنزل عليّ فيه)).(1/102)


[رؤيا عبد المطلب]
[7] [أخبرنا أبو زيد عيسى بن محمد العلوي قال: حدثنا محمد بن عبد العزيز قال: حدثنا يحيى الحمائي قال: حدثنا أبو بكر بن أبي مريم، عن سعيد بن عمر الأنصاري، عن أبيه عن كعب]: أن عبد المطلب نام يوماً في الحجر فانتبه مكْحُولاً مدْهوناً، قد كُسي حلة البهاء والجمال، فبقي متحيراً لا يدري من فعل به ذلك، فأخذ أبوه بيده فانطلق به إلى كَهَنَة قريش.
فقالوا له: إن إله السماء قد أذن لهذا الغلام في التزويج.
فزوجه قيْلَة بنت عمرو بن عامر، فولدت له الحارث، ثم ماتت فزوجه بعدها هند بنت عمرو.(1/103)


[وصية هاشم للمطلب بسقاية الحج]
وحضرت هاشماً الوفاة فدعا بعبد المطلب وهو يومئذ غلام ابن خمس وعشرين سنة.
قال أبو العباس: وهذا غلط كان صبياً بعد موت هاشم، يسطع من دائرة غرة جبينه نور رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم .
فقال هاشم: يامعاشر قريش، أنتم مُخُّ ولد إسماعيل، اختاركم الله لنفسه وجعلكم سكان حرمه وسَدَنَة بيته، وأنا اليوم سيدكم وهذا لواء نزار وقوس إسماعيل وسقاية الحاج قد سلمتها إلى ابني عبد المطلب فاسمعوا له وأطيعوا.
فوثبت قريش فقبلت رأس عبد المطلب ونثروا عليه النثور، فسادهم.(1/104)


[من دلائل نبوته صلى الله عليه وآله وسلم]
[أولاً: رؤيا عبد المطلب]
ثم نام يوماً في الحجرة فانتبه فزعاً مذعوراً.
قال العباس: فاتبعته نحو داره، وأنا يومئذٍ غلام أعقل، فقالوا: يا أبا الحارث مالك اليوم كالخائف؟
قال: رأيت وأنا نائم عند الحجرة كأنما أخرج من ظهري سلسلة بيضاء لها أربعة أطراف طرف بلغ مشارق الأرض، وطرف بلغ مغاربها، وطرف بلغ أعنان السماء، وطرف قدجاوز الثرى، فبين أنا أنظر إليها إذ صارت أسرع من طرفة عين شجرة خضراء، لم يرَ الرّاؤون أنور منها، و إذا بشخصين بهيين قد وقفا عليّ، فقلت لأحدهما:من أنت؟
قال: أما تعرفني، أنا نوح نبي رب العالمين.
فقلت للآخر:من أنت؟
قال: أنا إبراهيم خليل رب العالمين.
فقالوا له: إن صَدَقتْ رؤياك ليخرجن من ظهرك من يؤمن به أهل السماوات «وأهل» الأرض.
فبقي عبد المطلب زماناً، فلما كان يوماً رجع من قنْصِه في الظهيرة عطشان يَلْهَثُ، فرأى في الحجر ماءً معيناً فشرب «منه» ثم دخل على فاطمة فواقعها، فحملت بعبد الله، وواقع عبد الله آمنة فحملت برسول الله .(1/105)

21 / 118
ع
En
A+
A-