صعوبات واجهت المحقق
لقد واجهتني في سبيل دراسة وتحقيق الكتاب الذي بين أيدينا بقسميه المصابيح وتتمته صعاب عدة ولا أبالغ إذا قلت أنه لم /تكاد/ تمر صفحة واحدة إلا وواجهتني فيها شيء من ذلك، ويمكن توضيح أهم تلك الصعوبات في النقاط التالية:
1- اختصار السند في جميع النسخ المعتمدة في التحقيق - إذ ورد في تلك النسخ السند كاملاً حتى الخبر رقم(7) وبعد ذلك ذكر ما لفظه: (ومن هنا اختصار في السند).
2- عدم وقوفي على بعض الكتب التي ألفت في أخبار بعض من ترجمهم المؤلف ومن ذلك على سبيل المثال بعض كتب نصر بن مزاحم، وأبو مخنف: لوط بن يحيى، والواقدي، النوفلي، ومحمد بن حبيب، وغيرهم. وغيرها من الصعوبات التي تواجه أي محقق في مخطوطة كهذه(1/46)
منهج تحقيق النص
يمكن توضيح المنهج الذي اتبعته في دراسة وتحقيق المخطوطة في البنود والنقاط التالية:
1- ترجمة المؤلف الإمام أبي العباس الحسني، وكذا للشيخ علي بن بلال الآملي جامع التتمة. معتمداً في ذلك على كتب السير والتراجم والتأريخ.
2- توضيح منهج المؤلف.
3- الإشارة ولو بإيجاز إلى أهم المصادر التي اعتمدتها في سبيل إنجاز /هذا الكتاب/.
4- التنويه إلى أهم الصعاب التي واجهتني في دراسة وتحقيق الكتاب.
5- تخريج الآيات القرآنية الشريفة.
6- تخريج الأحاديث النبوية الشريفة.
7- مقابلة النسخ الخطية المعتمدة، وتوضيح أهم الفوارق بينهن في الهامش، مع ضبط وإثبات اللفظ الأصح في المتن، وطبقاً لقواعد التحقيق المتبعة في مثل ذلك.
8- ضبط وتصحيح الأخطاء التي وقع فيها النساخ، سواءً كان ذلك من الناحية الإملائية أو غيرها. إذ يتم التصحيح أولاً ووضع الكلمة أو اللفظ بين قوسين، ثم ذكر ما ورد عليه في الهامش وذلك بقولي: وردت في (أ) أو (ب) أو (جـ) أو(د). هكذا: (...).
9- إدخال بعض الألفاظ التي لا يستقيم المعنى إلا بها.
10-قمت بوضع النقاط والفواصل وعلامات الترقيم المتعارف عليها.
11-تفسير وتوضيح بعض الألفاظ اللغوية التي يصعب على القارئ فهمها.
12-نتيجة لعدم وجود أسانيد الأخبار كاملة بعد الخبر رقم(7) -إذ نوه النساخ إلى ذلك بقولهم: ومن هنا اختصار في السند- بحثت عن تلك الأسانيد الناقصة والمحذوفة فوجدت أغلبها في كتاب (شرح الأحكام) وكذا (الاعتصام) المستقي مؤلفه الأخبار والأسانيد منه وكذا كتاب (أمالي أبي طالب) إذ روى مؤلفه أخباراً عديدة وفيه عن مؤلفنا وبنفس أسانيده، وكذا كتاب (الشافي) للإمام عبد الله بن حمزة، إذ روى بعض ما يناسب موضوع كتابه عن مؤلفنا أيضاً.
13-التعريف ببعض الأماكن الغير مشهورة.
14-وضع عناوين جانبية خاصة ببعض الموضوعات المتعلقة بالمترجم لهم.(1/47)
15-كنت قد ترجمت لأغلب أعلام الكتاب (حوالي 90%) سواء كانوا رجال سند أو غيرهم -إلا أني /وجدت/ أنهم سيثقلون الحاشية فتركتهم /لمعجم مستقل/
16-وضع فهارس عامة للكتاب (آيات، أحاديث، /آثار/، أماكن، أعلام).
17-الإشارة إلى نهاية كل صفحة من صفحات النسخ المعتمدة في التحقيق.(1/48)
ثانيا: بين المخطوطة ومؤلفها
التثبت من نسبة الكتاب لمؤلفه وتأريخ التأليف
من خلال النسخ الخطية المعتمدة في التحقيق وكذا من خلال مصادر ترجمة المؤلف(أحمدبن إبراهيم الحسني أبو العباس، وعلي بن بلال) وجدت أن هناك إجماعاً على أن كتاب المصابيح لأبي العباس وأن تتمته للشيخ علي بن بلال، جمعاً ورواية عن /المؤلف الأول/
أما عن تأريخ التأليف فمن خلال ترجمة أبي العباس /نتبين/ أنه توفي وهو خلال ترجمة الإمام يحيى بن زيد وتحديداً في ذكر خروجه، والمؤلف توفي سنة(353هـ) وبالتالي فإن آخر عهده بالكتاب هو تأريخ وفاته مما يعني أن تأريخ التأليف كان خلال سنة(353هـ) أو قبلها بيسير.
أما تتمة المصابيح فلم أقف على ذلك وأيضاً لم أقف على تأريخ وفاة جامعه الشيخ علي بن بلال.(1/49)
ترجمة المؤلف (الإمام أبو العباس الحسني)
أبو العباس الحسني: هو الإمام الكبير والعالم الجليل والنبراس المضيئ أحمد بن إبراهيم بن الحسن بن علي بن إبراهيم بن محمد بن سليمان بن داود بن الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب صلوات الله عليهم أجمعين.
ترجم له صاحب (الطبقات) قائلاً: أحمد بن إبراهيم بن الحسن بن علي بن إبراهيم بن محمد بن سليمان بن داود بن الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب، السيد الإمام أبو العباس الحسني قال صلى الله عليه وآله وسلم بالله - أي المنصور بالله عبد الله بن حمزة -: الفقيه المحيط بألفاظ العترة أجمع غير مدافع ولا منازع، كان في محل الإمامة ومنزل الزعامة، وكان في زمن الراضي بالله من العباسية، وعاصر الملقب بالطاهر والراضي والمستضيئ والمتقي.
قلت: وكانت بيعة المتقي سنة تسع وعشرين وثلاثمائة، وتوفي سنة سبع وخمسين وثلاثمائة، قال في (الحدائق الوردية): قال السيد (ع) - أي صاحب الترجمة: دخلت الري سنة اثنين وعشرين وثلاثمائة وكنت ارتحلت إلى شيخ العلوية وعالمهم أبو زيد عيسى بن محمد [العلوي] من ولد زيد بن علي وإلى غيره مثل ابن أبي حاتم وآخرين لسماع الحديث وأسمع منهم.
قلت: يروي عن أبيه ومحمد بن جعفر وأبي سعيد، وعن عبد العزيز بن إسحاق شيخ الزيدية ومن طريقه اتصلت طريق المجموع الكبير لزيد بن علي ورواية المتقدمين هو وأبو زيد عيسى بن محمد، وروى عن علي بن العباس العلوي وسمع (الأحكام)، وروى (المنتخب) على خاتمه الحفاظ يحيى بن محمد بن الهادي عليه السلام وهو رواهما عن عمه أحمد بن الهادي وهو عن أبيه الهادي عليه السلام وروى عنه: السيدان الأخوان جميع أخبار الأئمة وشيعتهم، وروى عنه أيضاً: يوسف الخطيب كما حققه مولانا الإمام القاسم بن محمد عليه السلام وغيره وزيد بن إسماعيل الحسني.(1/50)