الكتاب : المصابيح في السيرة
المؤلف : السيد العلامة المسند أبو العباس الحسني ، أحمد بن إبراهيم بن الحسن بن إبراهيم المتوفى سنة 353هـ

المصابيح
للإمام
السيد أبو العباس أحمد بن إبراهيم عليه السلام
353 هـ(1/1)


شكر وتقدير
قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : ((من لا يشكر الناس لا يشكر الله)) وفي لفظ عن أبي سعيد الخدري ((من لم يشكر الناس لم يشكر الله)) وفي لفظ: ((لا يشكر الله من لا يشكر الناس)).
وقال كلثوم بن عمر العتابي في أبيات له:
فلو كان يستغني عن الشكر سيدٌ .... لعزة ملك أو علو مكانِ
لما أمر الله العباد بشكره .... فقال اشكروا لي أيها الثقلانِ
وقال آخر:
فمن شكر المعروف يوماً فقد أتى .... أخا العرف من حسن المكافاة من علِ
وانطلاقاً من كل ذلك أتقدم بخالص شكري، وفائق تقديري، وجميل عرفاني إلى الوالد العلامة شيخ الإسلام ومجتهد العصر باليمن الميمون: مجد الدين بن محمد بن منصور المؤيدي على ما تفضل به من التقديم والتعريف بالكتاب ومؤلفه، سائلاً الله عز وجل أن يجعل ذلك في ميزان حسناته، وأن ينفع بعلومه الأنام، وأن يغفر له ولوالديه وللمؤمنين. آمين.
وهو أيضاً للوالد : العلامة عبد الرحمن بن حسين شايم، والعلامة محمد بن صلاح الهادي، وللأساتذة محمد بن محمد فليته، وعلي بن مجد الدين بن محمد المؤيدي، وعبد الرحمن بن محمد شمس الدين، وإبراهيم وإسماعيل ابني مجد الدين بن محمد بن منصور المؤيدي، والذين قاموا بمقابلة الكتاب وتصحيح النص من الأخطاء المطبعية، كل ذلك قبل الدراسته والتحقيق، فجزاهم الله عني خير الجزاء، وجعل ذلك في ميزان حسناتهم.
عبد الله بن عبد الله بن أحمد الحوثي
وفقه الله تعالى آمين(1/2)


تقديم شيخ الإسلام مجد الدين بن محمد بن منصور المؤيدي.
الحمد لله المنزل في أفصح بيان وأوضح برهان: ?نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ أَحْسَنَ الْقَصَصِ بِمَا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ هَذَا الْقُرْآنَ?[يوسف: 3]، والصلاة والسلام على إمام المرسلين وخاتم النبيين رحمته للعالمين، وحجته على الخلق أجمعين، أبي القاسم رسول الله وصفوة الله، محمد بن عبد الله بن عبد المطلب بن هاشم، وعلى آله عترته الذين اختصهم بالصلاة عليهم معه في الصلاة وحرم عليهم كما حرم عليه الزكاة، وجعل أجر رسالته المودة لذي قرباه، وأذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيراً، وأبانهم تبياناً واضحاً منيراً حين مد عليهم كساءه، وقرنهم في وجوب التمسك بهم في خبر الثقلين المعلوم بكتاب الله:
والقول والقرآن فاعرف قدرهم .... ثقلان للثقلين نص محمد
ولهم فضائل لست أحصي عدها .... من رام عد الشهب لم تتعدد
ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء والله واسع عليهم، ورضوان الله على صحابته الأبرار من المهاجرين والأنصار والتابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين وبعد:
فهذا كتاب المصابيح للسيد الإمام أبي العباس أحمد بن إبراهيم بن الحسن بن إبراهيم بن الإمام محمد بن سليمان بن داوود بن الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب.
العالم الحافظ الحجة شيخ الأئمة، ووارث الحكمة، رباني آل الرسول، وإمام المعقول والمنقول، مؤلف النصوص، وشارح المنتخب والأحكام، وقد بلغ في كتابه المصابيح إلى الإمام يحيى بن زيد بن علي عليهم السلام ، وعاقه نزول الحمام عن بلوغ المرام، وقد كان رسم فيها أسماء الأئمة الذين أراد ذكرهم إلى الناصر الحسن بن علي الأطروش، فأتمها على وفق ترتيبه تلميذه الشيخ العلامة علي بن بلال.(1/3)


وهذا السيد الإمام أبو العباس هو الذي أُخذت عنه علوم آل محمد، وأخذ هو والإمام المؤيد بالله والإمام أبو طالب عن الإمام الهادي عماد الإسلام ناشر علوم آبائه الكرام في الجيل والديلم وسائر جهات العجم يحيى بن الإمام المرتضى لدين الله محمد بن الإمام الهادي إلى الحق يحيى بن الحسين بن القاسم، وأخذ يحيى بن المرتضى عن عمه الناصر عن والده الهادي إلى الحق، وهذه إحدى الطرق عن الهادي.
والثانية عن الإمام المرتضى عن أبيه يرويها الإمام أحمد بن سليمان بسنده إلى المرتضى.
والثالثة يرويها أبو العباس الحسني عن السيد الإمام المعمر المعاصر للهادي والناصر الراوي عنهما علي بن العباس بن إبراهيم بن علي بن عبد الرحمن بن القاسم بن الحسن بن زيد بن الحسن السبط عليهم السلام ، عن الإمام الهادي إلى الحق.
وكثيراً ما يروي المؤيد بالله عن أبي العباس، وهو شيخ المؤيد بالله وأخيه الناطق بالحق، وقد يطلق أنه خال الإمامين، ولعله من الأم أو الرضاعة، فإن أمهما من ولد الحسين وهو حسني.
توفي عليه السلام سنة ثلاث وخمسين وثلاثمائه.
ونظراً لأهمية الكتاب فقد تهيأ طبعه ليعم نفعه إن شاء الله تعالى، وقد أذنت للولد العلامة الأوحد فخر الدين والإسلام عبد الله بن عبد الله بن أحمد الحوثي - حرسه الله تعالى وتولاه- بدراسة وتحقيق الكتاب، كما أجزته أن يرويه عني وجميع ما صح له عني من مروياتنا ومؤلفاتنا حسب ما حررته في الجامعة المهمة ولوامع الأنوار وشرح الزلف من رواية ودراية.(1/4)


وقد جمعت بحمد الله في كتاب التحف شرح الزلف من الأئمة، وتحقيق أنسابهم، واستكمال عدد القائمين من أهل البيت في الحرمين، والعراق، واليمن، والجيل، والديلم، وسائر أقطار الأرض، ولمعاً من أخبارهم، وطرفاً من كراماتهم، ومؤلفاتهم، وأولادهم، وأعيان علماء الأمة، ما لا يوجد في غيرها من الكتب المطولات والمختصرات، وقد قصدنا التقرب إلى الله بتحصيل الممكن من الفوائد المهمة، وبيان أحوال هؤلاء الأئمة، والقيام ببعض واجب حقوقهم، والإنتفاع لمن وقف عليها من صالح المؤمنين كثر الله سوادهم، وقد وقع التثبت والتحري وإمعان النظر في تدريج الأسماء الشريفة، وأخذها من كتب أهل البيت الصحيحة.(1/5)

1 / 118
ع
En
A+
A-