هذا وليعلم المطلع أني كثير ما أنقل من كلام علماء الحديث في تراجم الرجال إما لتأكيد الحجة، أو لأنَّه قد ذكر عند غير أصحابنا ومع ذلك فلا يغتر أحد بكلامهم في الشيعة، فقد تكلم بعضهم في الأئمة التي صحت الآثار فيهم عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وشهد لهم بالنجاة، فهذا القطان تكلم في الصادق، والبخاري تكلم في النفس الزكية، والكاظم، وابن حبان، وعلي القارئ، تكلما في علي بن موسى الرضى، والذهبي، تكلم في الهادي وغيره من الأئمة، والدار قطني تكلم في أبي الطاهر فهؤلاء العترة فرضاً عن غيرهم من الأتباع ثم أعلم أن الذي اشترطه محققوا الأصوليين اتحاد مذهب المعدِّل والمعدَّل والجارح والمجروح إذ الاختلاف يقضي بعدم صحة الإطلاق ولو كان من عارف فكم من جرح عند قوم يكون تعديلاً عند آخرين كالجرح بالتشيع قال ابن حجر في مقدمة الفتح: والتشيع محبة علي وتقديمه على الصحابة هذا وقد جعل في تنقيح الأنضار قولهم كذاب مما يلحق بالجرح المطلق، قال: لأنَّه يطلق على من يخالف ما تقرر عند المخالف كبعض الشيعة ومن ذلك قولهم فلان هالك ساقط الحديث متروك قد يطلق على المبتدع الداعية وربما كان من التورع عن الكذب والعدالة والحفظ بمكان اهـ. وقد أشار إلى مثل ما ذكره أبو بكر الخطيب عند ذكر العطاردي فقال وأما قول الحضرمي في العطاردي أنَّه كان يكذب فهو قول مجمل يحتاج إلى كشف وبيان إلى آخره وكذا حكى في مقدمة الفتح عن ابن حبان أنهم يطلقون الكذب في موضع الخطأ ـ يعني المتقدمين ـ، اهـ.
واعلم رحمك الله أن كبار الآل من الدعاة والمقتصدين كثير ما أسكت عن الثناء بما يجب لهم لقصور عبارتي عن ما لهم من الحق وتضاؤُلي بجنبهم ولكون أحوالهم أشهر من أن أعرف بمنازلهم في هذا التلخيص ومقاماتهم أرفع من نقل توثيقهم بل ربما كان من باب الدر أفضل من الحصا والسيف أمضى من العصى وإنما أذكر بعض من رووا عنه وعنهم.(1/6)


وقد رتبت هذا التأليف على قسمين وفي كل قسم كتابين وفي كل كتاب ما يحتاج إليه من الفصول وفيه من التراجم من غير الصحابة فوق مائة وستة آلاف من آل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فوق مائة وخمسين ومن الشيعة فوق ثلاثين وأربعمائة إلاَّ أن في بعض التراجم تكرير في الأصل فكرر هنا كذلك وهو قليل ، وكان الابتداء في جمعه مستهل شهر محرم سنة ثلاث وأربعين وثلاثمائة وألف والانتهاء خامس عشر جمادى من هذه السنة مع أنها تخللت بلاوي وشغل لو انحطت على شواهق الجبال لتصدعت لكن نحمد الله على ذلك ونسأله الهداية إلى حسن العمل الموافق لمراده وصلى الله وسلم على محمد وآله، وهذا أوان الشروع إن شاء الله.(1/7)


علامات الكتب المذكورة في الجداول
(ع) مجموع الإمام زيد بن علي رضوان الله عليه.
(هـ) الأحكام للهادي رضوان الله عليه.
(خب) المنتخب للهادي رضوان الله عليه.
(نص) البساط للناصر رضي اللّه عنه.
(ص) صحيفة علي بن موسى عليه السلام.
(م) شرح التجريد للمؤيد بالله عليه السلام.
(السيد م) الأمالي للمؤيد بالله عليه السلام.
(ط) أمالي الإمام أبي طالب.
(ش) أمالي المرشد بالله الخميسية.
(جا) كتاب الاعتبار وسلوة العارفين للشريف الجرجاني.
(ل) الأربعين للشريف السيلقي.
(مع) الجامع الكافي لأبي عبدالله العلوي.
(علوي) كتاب حي على خير العمل لأبي عبدالله العلوي.
(مح) العلوم لمحمد بن منصور.
(مح في الذكر) كتاب الذكر لمحمد بن منصور.
(ق) الأربعين لأبي الغنائم النرسي الفقهية.
(ن) أمالي أبو سعد السمان.
(كم) شواهد التنزيل وجلاء الأبصار للحاكم.
(مرتضاه) المسائل المرتضاه.
(قب) المناقب لابن المغازلي.
(2) حيث اجتمع المؤيد بالله وأبو طالب.
(3) حيث اجتمع المؤيد بالله وأبو طالب و محمد بن منصور.
(4) حيث اجتمع المؤيد بالله وأبو طالب و محمد بن منصور والمرشد بالله.
(5) حيث اجتمع المؤيد بالله وأبو طالب و محمد بن منصور والمرشد بالله والجرجاني.(1/8)


القسم الأول
وفيه كتابان، الأول: كتاب الرجال من الصحابة، والثاني: كتاب النساء الصحابيات.(1/9)


كتاب الرجال من الصحابة
باب مدينة العلم ووصي رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم المبين للأمة ما اختلفت فيه بعد نبيها أمير المؤمنين علي بن أبي طالب كرم الله وجهه في الجنة ولد في الكعبة في شهر رجب عام ثلاثين بعد الفيل. روى عنه بنوه الخمسة الحسنان ومحمد، وعمر، والعباس وزينب وخلق كثير ضرب لصبح الجمعة تاسع عشر شهر رمضان سنة أربعين من الهجرة، ولبث ثلاثة أيام وكانت وفاته ليلة إحدى وعشرين عن ثلاث أو أربع وستين.
الحسن بن علي سبط رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وسيد شباب أهل الجنة وجد في شهر رمضان عام ثلاث عن جده وأبيه وعنه ولديه الحسن وزيد توفي مسموماً سنة سبع وأربعين.
الحسين بن علي سبط رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وسيد شباب أهل الجنة وجد شهر شعبان سنة أربع عن جده وأبيه وعنه ولده علي بن الحسين وغيره استشهد عاشر شهر محرم سنة إحدى وستين.
فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم مولدها بعد الإسراء، سيدة نساء العالمين وخامسة أهل الكساء عنها الحسين وعائشة وأنس وغيرهم، ولم تلبث بعد أبيها إلاَّ ستة أشهر وتوفيت.(1/10)

2 / 267
ع
En
A+
A-