الكتاب : الجداول الصغرى مختصر الطبقات الكبرى
المؤلف : العلامة عبد الله بن الإمام الهادي الحسن بن يحيى القاسمي

الجداول الصغرى مختصر الطبقات الكبرى
للعلامة عبد الله بن الإمام الهادي
الحسن بن يحيى القاسمي
1375هـ
من إصدارات
مؤسسة الإمام زيد بن علي الثقافية
ص.ب. 1135، عمان 11821
المملكة الأردنية الهاشمية
www.izbacf.org(1/1)


ترجمة مختصرة للمؤلف:
السيد العلامة فخر الإسلام وسليل الآل الكرام، فريد دهره، وعلامة أوانه وعصره: عبدالله بن الإمام الهادي إلى الحق الحسن بن يحيى القاسمي، ينتهي نسبه إلى الإمام علي بن أبي طالب عليه السلام، ولد رضي اللّه عنه (يوم 15 محرم سنة 1307هـ) في هجرة ضحيان صعدة، ونشأ في حِجْر والده الإمام الهادي تحف به الفضائل وتغمره المكارم ، فقرأ القرآن وأتقن مقدمات العلوم، ثم شارك في حلقات الدرس وشَمَّر لتحصيل المعارف، وأخذ عن عيون العلماء في عصره، فتزود من منابع الثقافة الأصيلة بما مكنه من الانتصار على الظروف المحيطة به، والتغلب على جانب الضعف والسلبية في عصره، وصار لديه من تمام القناعة وصلابة الإرادة ما قواه على تحقيق أهدافه السامية، وجاءت معظم تصرفاته ومواقفه نتيجة لنمط تفكيره، ونوعية ثقافته المستمدة من وحي رؤية واضحة لواقع الحياة وتعامل صحيح مع مناهج التفكير المضبوطة، بعيداً عن الخضوع للمؤثرات المادية ومقتضيات الظروف.
وما هي إلا سنوات حتى صار قِبْلة للمسترشدين وعَلَماً من أعلام المجتهدين، فأطلق عليه معاصروه من العلماء لقب : (علامة العصر)، وهو لقب رفيع لايمنح الا لخواص العلماء.
وفي منطقة باقم أكب علامة العصر على العبادة والتدريس والتأليف وترشيد حركة الفكر ومواكبة تطورات العصر، فملأ أوقاته بتحصيل المسائل، وإحياء العلوم، ونشر المعارف بشتى الوسائل المتاحة، فتتلمذ عليه جملة من جهابذة العلماء وعيون الفضلاء. وعُرف رضي اللّه عنه بقوة الحجة، وحسن الإنصاف، والزهد والورع، وحَمْل الناس على السلامة، والبعد عن الأنانية والتعسف، واشتهر بكثرة العبادة، والمداومة على الذكر والإتصال الدائم بالله تعالى.(1/2)


وعندما نراجع بعض كتبه نجد أنه كان مجتهداً مطلقاً، إجتهد في مسائل الفقه وجدد في قواعده، ولم يكن مجرد مستهلك لما حصله الأوائل، أو مرجح لبعض اختياراتهم على البعض الآخر، كما هو شأن كثير من مجتهدي المتاخرين، بل أضاف إلى سائر الفنون التي خاض فيها وجدد، وتميز بأنه كان مجدداً في علم الحديث والرجال، وسائر علوم الأسانيد، فقد كان له في ذلك فضل لاينكر، حتى أن كثيرا من المعتنين بهذا الفن من بعده عالة عليه.
هذا وقد خلَّف لنا موروثا علميا ضخما، فمن مؤلفاته:
1. الجداول الصغرى المختصرة من الطبقات الكبرى
2. نجوم الأنظار المنتزع من البحر الزخار.
3. مواهب الغفار بتخريج أحاديث نجوم الأنظار.
4. التقريب في شرح التهذيب (نحو).
5. جلاء الأبصار بشرح تذكرة العقول في علم الأصول
6. الجواهر المضيئه في تراجم رجال الحديث عند الزيدية.
7. سك السمع في حسن التوقيت وجواز الجمع.
8. كرامات الأولياء في مناقب خير الأوصياء.
9. مطلب الساغب شرح منية الراغب في النحو.
10. بحث في ذكر خساسة التتن والتنباك والدخان.
11. تعيين الفرقة الناجية.
12. فوائد في تعداد المنازل وما يصلح باعتبار التجارب.
13. الهدايات إلى حل شبه إشكال الآيات.
14. الجواب الأسدّ في شفاعة سورة الصمد.
15. الخطب (مجموع في الخطب والمواعظ).
16. رسائل وأجوبة في المحكم والمتشابه في القرآن.
17. الرد على رد سك السمع.
18. سيرة الإمام الهادي الحسن بن يحيى القاسمي.
19. رسالة في ندبية صيام يوم الشك.
وبعد حياة مليئة بالعظات والعبر توفي رحمه اللّه (يوم 11 رجب 1375هـ)، ودفن بمدينة باقم، وأحفاده وأبناء إخوته هم اليوم من نجوم العلماء الزاهرة في سماء العلم والعمل.
والحمد لله رب العالمين.(1/3)


مقدمة المؤلف
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم لك الحمد ملء السموات والأرض وملء ما شئت من شيء بعد وأشهد أن لا إله إلاَّ أنت أحد فرد صمد لم تتخذ صاحبة ولا ولداً وليس لك كفؤ أبداً وأصلي وأسلم على نبيك وصفيك محمد بن عبد الله وعلى آله ومن يستحق ذلك من ملائكتك ورسلك وجميع خلقك عدد ما علمت وزنة ما علمت وملء ما علمت..
وبعد فجميع من اشتمل عليه هذا الكتاب من رجال الطبقات لمولانا الحافظ العلامة إبراهيم بن القاسم بن المؤيد محمد بن القاسم إلاَّ النزر اليسير، وقد نبهت عليه وضممت إلى ذلك فوائد بحسب ما اتصل بي من كلام الأئمة الهداة وغيرهم من العلماء الأعلام والذي حداني لذلك أني منذ عرفت حاجة العالم إلى هذا الفن علقت نفسي بمعرفة من روى له أصحابنا وقد كان جمع مولانا إبراهيم بن محمد الوزير جماعة من عيون الشيعة وتعقبه مولانا أمير المؤمنين الهادي لدين الله الحسن بن يحيى رضوان الله عليه بمجموعين لطيفين لكن ذلك غير شامل للمقصود، ثم أن الله وله المنة أظفرني بالطبقات التي هي من أجل الكتب قدراً وأعظمها جمعاً وأتقنها تأليفاً وأحسنها ترتيباً إلاَّ أن المتأخرين من أصحابنا غلب على كثير منهم التقصير في الضبط والتصحيح ولم أجد إلاَّ نسخة ضعيفة كثيرة التصحيف قليلة الضبط، فاستخرت الله سبحانه وجمعت ما أمكن من كتب الفن ولخصت هذا الكتاب وصححت ما استطعت ولم آلو جهداً واعتمدت في الضبط على تلك الكتب التي هي مضنة الصحة ومع ذلك لا أمن من تصحيف في بعض الأسماء فمن وجد، فليعذرني وليصلح، وأجره على الله سبحانه، وهذه علامات الكتب التي جمع رجالها فعلامة مجموع الإمام زيد بن علي رضوان الله عليه (ع)، والأحكام للهادي رضوان الله عليه (هـ)، والمنتخب له (خب)، والبساط للناصر رضي اللّه عنه (نص)، وصحيفة علي بن موسى عليه السلام (ص)، وشرح التجريد للمؤيد بالله عليه السلام (م)، والأمالي له (السيد م)، وأمالي الإمام أبي طالب (ط)، وأمالي(1/4)


المرشد بالله الخميسية (ش)، وكتاب الاعتبار وسلوة العارفين للشريف الجرجاني (جا)، والأربعين للشريف السيلقي (ل) والجامع الكافي لأبي عبدالله (مع) وكتاب حي على خير العمل (علوي) والعلوم لمحمد بن منصور (مح) وكتاب الذكر له (مح في الذكر)، والأربعين لأبي الغنائم النرسي الفقهية (ق) وأمالي أبو سعد السمان (ن) وشواهد التنزيل وجلاء الأبصار للحاكم (كم) والمسائل المرتضاه (مرتضاه) والمناقب لابن المغازلي (قب) وما كان من غير هذه ربما ذكرته بلفظه وحيث اجتمع المؤيد بالله وأبو طالب فلهما (2) ومحمد بن منصور وهما (3) وهم والمرشد بالله (4) وهم والجرجاني (5).(1/5)

1 / 267
ع
En
A+
A-