وآل عوض منهم السيد العلامة فخر الإسلام عبدالله بن عبدالله بن يحيى بن عبدالله بن يحيى بن صلاح الملقب الصعدي، توفي سنة خمس وتين وثلاثمائة وألف رضي الله عنه، وآل شرويد منهم السيد العلامة جمال العترة الأعلام علي بن قاسم بن أحمد بن يحيى بن صلاح بن محمد بن صلاح بن أحمد بن محمد بن أحمد بن حسن بن علي بن أحمد الملقب طالب الخير بن الحسن بن علي بن صلاح بن الحسن بن الإمام علي بن المؤيد عليهم السلام، توفي سنة ثمان وخمسين وثلاثمائة وألف رضي الله تعالى عنه، وهم أبيات كثيرة.
وهذه الأبيات الثلاثة هي المشهورة في الأصل كما قال في تعداد هجر آل يحيى بن يحيى: الهجرة الخامسة هجرة ضحيان، وهم ثلاثة بطون: آل علي بن الحسين بن عز الدين بن الحسن، وآل صلاح بن الحسن بن علي بن المؤيد، وآل زيد بن محمد بن أبي القاسم بن علي بن المؤيد...إلخ.
نعم، وكان من أعظم أنصار الإمام الهادي السيد العلامة المفضال شرف الآل الحسن بن الحسين بن قاسم بن حسين الملقب عدلان بن يحيى بن محمد بن يحيى بن عز الدين بن الحسن بن صلاح بن علي بن الحسين بن الإمام عز الدين بن الحسن عليهم السلام، توفي بشهارة سنة تسع وعشرين وثلاثمائة وألف، وولده العلامة الأمل عز الدين بن الحسن، توفي بصنعاء حال المعالجة سنة إحدى وستين وثلاثمائة وألف رضي الله عنهم.
ولا يسع الحال الإستكمال، وهذه جوامع أنسابهم والبقية ترجع إليها، والله ولي التوفيق.(1/449)


خاتمة
الزلف:
87- وَيَعْلَمُ مَا قَد كَانَ أوْ هُوَ كَائِنُ .... مُصَوِّرُنَا سُبْحَانَهُ جُلَّ صَانِعُ
التحف:
إلى هنا انتهى ما أردنا ذكره من سير الأئمة عليهم السلام، وقد صحت لنا بحمد الله الطرق سماعاً وإجازة في مؤلفات أهل البيت الكرام، وغيرهم من علماء الإسلام، في علمي المعقول والمنقول، عن شيخي والدي العلامة العامل شيخ آل محمد، وواسطة عقدهم المنضد، محمد بن منصور بن أحمد اليحيوي المؤيدي رضي الله عنهم، وجزاه أفضل الجزاء، توفي الخميس في عاشر جمادى الأولى سنة ستين وثلاثمائة وألف، عن خمس وسبعين سنة، قبره قبلي صعدة، وممن رثاه الإمام المتوكل على الله يحيى بن محمد حميدالدين بقوله:
أبى الدهر إلا أن تصول قعاشمه .... وتفترس الأعلام منا ضراغمه
فيأتي بخطب بعد خطب بقطرنا .... فيفزع منه نجده وتهائمه
وكم جَارَ في أحكامه وخطوبه .... ولم تتصف بالعدل فينا محاكمه
فجاء بما صك المسامع رازياً .... بطود عظيم لا تُهَدُّ دعائمه
من الآل أهل الفضل والعلم سيد .... عظيم لدينا قدره وعزائمه
محمد المفضال من جل عمره .... تَقَضَّى لنيل الأجر فالله راحمه
وكان من الأعلام قدراً يزينه .... خلال من الفضل العظيم تُلائمه
وما رزؤه إلا على الكل إنه .... عظيم وحيد لا تعد مكارمه
له في علوم الآل آل محمد .... مكانٌ عليٌ لم نجد من يزاحمه
سقى تربة وبل من الله صيب .... فإن فقيد اليوم في الوقت عالمه
..إلى آخره، ورثاه كثير من الأعلام كما أشرت إلى ذلك في النسيم المحمدي، ومن ترثيتي له:
لك الله رزءاً أي شجو أثرتَه .... وأي أسى قد هام بالحزن هائمه
ومنها:
دعاك إلى ظل ظليل ومنزل .... أهيل وروض باسمات كمائمه
فعصمتنا بالله في كل كارث .... وما خاب من رب البرية عاصمه
سلام على الروح المطهرة التي .... عليها من الرحمن تترى مراحمه
وسقياً لترب ضم صفوة أحمد .... ولا بَرِحَتْ بالروح تهمي غمائمه(1/450)


وهو ممن أخذ عن والدنا الأعظم المهدي لدين الله أمير المؤمنين محمد بن القاسم الحسيني عليه السلام، هاجر من ضحاين إلى جبل برط في أيام الإمام، بعد أن خرج من صنعاء، وكانت قراءته هو والأخوال أولد الإمام الأعلام: محمد، وإبراهيم، والقاسم، ويوسف رضي الله عنهم، وأعاد من بركاتهم.
هذا، واعلم أنا لا نعتمد في الدين على شيء من طرق المضلين لقوله تعالى: ?وَلَا تَرْكَنُوا إِلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا? [هود:113]، وقوله تعالى: ?إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَأٍ فَتَبَيَّنُوا? [الحجرات:6]، وغيرها من الأدلة الصحيحة، وقد أوضحنا اختيارنا لذلك بدليله في الرسالة المسماة: إيضاح الدلالة في تحقيق العدالة، جواباً على بعض طلبة العلم كثر الله سوادهم، وأقول والله تعالى سائل كل قائل: إنه ليشق علينا ما وقفنا عليه من مباينة كثير للمنهج القويم، وعدولهم عن الصراط المستقيم، وقد انصدعت على هذا الأسلوب طائفة، واشتدت من متأخريهم المكاشفة والإنحراف، والبعد عن الإنصاف، مع الزهو والخيلاء والتفيهق والتبجح، ولو أدركهم الأئمة الهداة كإمام اليمن الهادي إلى الحق، أو إمام الجيل والديلم الناصر للحق، أو الإمام المتوكل على الله أحمد بن سليمان، أو الإمام المنصور بالله عبدالله بن حمزة، أو غيرهم من أعلام الهدى رضوان الله عليهم، النافين عن الدين تحريف الغالين وانتحال المبطلين، لهتكوا أستارهم، وكشفوا عوارهم، فإنهم أضر على الدين من كثير من سلفهم المتقدمين، وقد فارقتهم عصابة المحقين، وإن لم يكن لهم همم السابقين، مع ابتلائهم بفساد الزمن، وغلبة الفتن، ولعمر الله لقد أصبحنا في زمان كما قال أمير المؤمنين عليه السلام: القائل فيه بالحق قليل.(1/451)


ومن أعجب البدع أن كثيراً من المتقشفين - الذين صدق فيهم قوله عليه السلام: (يقول: أعْتَزِل البدع، وفيها وقع) -، يعد الخوض فيما هذا حاله مما لا يعني، وليته يميز بين ما يعني، وما لا يعني، أيها المتقشف لو جرى الكتاب والرسول صلى الله عليه وآله وسلم على مهذبك في التصون، هل كان يتميز موحد من ملحد، أو محق من مبطل؟
ألم تسمع ما في الكتاب المبين، وعلى ألسنة الرسل المطهرين صلوات الله عليهم أجمعين؟: ?لُعِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ عَلَى لِسَانِ دَاوُدَ وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ ذَلِكَ بِمَا عَصَوْا وَكَانُوا يَعْتَدُونَ(78)كَانُوا لَا يَتَنَاهَوْنَ عَنْ مُنْكَرٍ فَعَلُوهُ لَبِئْسَ مَا كَانُوا يَفْعَلُونَ(79)? [المائدة:78ـ79]، ?يَاأَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُوا إِنَّ كَثِيرًا مِنَ الْأَحْبَارِ وَالرُّهْبَانِ لَيَأْكُلُونَ أَمْوَالَ النَّاسِ بِالْبَاطِلِ وَيَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ? [التوبة:34].
ألم تسمع الأمر بالقيام بالقسط والشهادة لله ولو على النفس والوالدين والأقربين، ولأي شيء وضع الجرح والتعديل بإجماع طوائف المسلمين؟ فإن قلت: إنما أتحرج عن غير المستحقين؟
قلنا: فهل بغير موجبه قلنا؟ لكن المجادلة عن علماء السوء المضلين بما ورد من النهي عن أعراض العلماء العاملين، من لبس الحق بالباطل، ?وَلَا تُجَادِلْ عَنِ الَّذِينَ يَخْتَانُونَ أَنْفُسَهُمْ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ مَنْ كَانَ خَوَّانًا أَثِيمًا? [النساء:107]، ?هَا أَنْتُمْ هَؤُلَاءِ جَادَلْتُمْ عَنْهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا فَمَنْ يُجَادِلُ اللَّهَ عَنْهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَمْ مَنْ يَكُونُ عَلَيْهِمْ وَكِيلًا? [النساء:109].(1/452)


يالله، بدأ الإسلام غريباً وسيعود غريباً، والجاهلية الأخرى شر من الجاهلية الأولى، وأقول: والذي يعلم السر وأخفى إنه ليسؤونا أي خلل في جناب أقصى علماء الأمة، ولعلنا بحمد الله أعرف بمقدار مكانتهم من العلم، وإنه - وحق المعبود - لا يخفى علينا أن الإعراض عن الأعراض، والصمت والإدهان أسلم لدنيانا، وأبقى لعرضنا، وأبعد عن تطرق نفثات سفهاء الأحلام، وبادرات جهلاء الأنام، ولكن كيف السبيل، والله عز وجل يقول: ?يَاأَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ بِالْقِسْطِ شُهَدَاءَ لِلَّهِ وَلَوْ عَلَى أَنْفُسِكُمْ أَوِ الْوَالِدَيْنِ وَالْأَقْرَبِينَ? [النساء:135]، فحق الله أعظم، وأمره المقدم، وإن مجته الأسماع، ونفرت عنه الطباع، فلسنا بحمد الله نبالي بعد امتثال أمره، والوقوف تحت حكمه، بقالة المتقولين، وقعقعة المتحزبين، الذين يقلدون في دين الله الرجال، فيميلون بهم من يمين إلى شمال، لا سيما هذه الطائفة من الزائغين، الذين صار لديهم من خالف الحق وأهله موسوماً باتباع الدليل، ولو كانوا يسمعون أو يعقلون لعلموا أولاً أن المعتبر اتباع الحق المأخوذ على الخلق، لا المشاقة واتباع غير سبيل المؤمنين، وأن لزوم جماعة الحق والكون معهم هو فرض الله المتعين، ?اتَّقُوا اللَّهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ? [التوبة:119]، ?وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا? [آل عمران:103]، ?الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعًا لَسْتَ مِنْهُمْ فِي شَيْءٍ? [الأنعام:159]، والله عز وجل يقول: ?أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ? [النساء:59]، ?وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَى أُولِي الْأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنْبِطُونَهُ مِنْهُمْ? [النساء:83]، ?الَّذِينَ يَسْتَمِعُونَ الْقَوْلَ فَيَتَّبِعُونَ أَحْسَنَهُ? [الزمر:18].(1/453)

90 / 101
ع
En
A+
A-