الإمام المتوكل على الله يحيى حميدالدين
الزلف:
85- وَهَذَا إمَامُ العَصرِ يَحْيَى ظُباتُهُ .... لَهَا فِي قِلالِ الظَّالِمينَ مَوَاقِعُ
86- وَعَاصَرَهُ الهَادِي ثُمَّ صَفَتْ لَهُ .... وَمَا هُوَ إلا في السَّعَادَاتِ طَالِعُ
التحف:
هو الإمام المتوكل على الله يحيى بن الإمام المنصور بالله محمد بن يحيى، المتقدم قبيل هذا.
قام بعد وفاة أبيه سنة اثنتين وعشرين وثلاثمائة وألف، فجند الجنود، وخفقت له الرايات، وصُفَّت البنود، وفي أيامه النعمة الكبرى، والمنة العظمى، إخراجه الأتراك وإجلاؤهم من اليمن، وفي هذا التاريخ أوامره ونواهيه في أرض اليمن جارية.
وذا زمانك فانظر في حوادثه .... فالوصف يقبح للمحسوس بالبصر
أولاده: أحمد، ومحمد، والحسن، والحسين، وعلي، والمطهر، وإبراهيم، وعبدالله، والعباس، وإسماعيل، والقاسم، ويحيى، والمحسن، وعبد الرحمن.
ولنقتصر على هذا القدر في أحوال إمام العصر لعدم الوقوف على التفصيل في كثير مما ينبغي رسمه، وإن مكن الله من ذلك وقع تحريره إن شاء الله على التحقيق بهذا المحل، اللهم احم به الدين، وأقم به شريعة سيد المرسلين، آمين رب العالمين.
استشهد الإمام المتوكل على الله يحيى شهر ربيع الثاني سنة سبع وستين وثلاثمائة وألف، وقد جاوز الثمانين، أحسن الله تعالى عن الإسلام والمسلمين جزاءه.
وفي ذلك اليوم استشهد نجلاه الطاهران العالمان الحسين والمحسن، وحفيد له طفل في حجره، الحسين بن الحسن، ووزيره القاضي عبدالله العمري، والأمر في شأنه كما قال:
سل عنه أخبر به انظر إليه تجد .... ملأ المسامع والأفواه والبصَرِ
وقام من بعده أحمد المقدام واللـ .... ـيث الهصور إمام الثأر والأثرِ(1/444)


الإمام أحمد حميدالدين
ودعا بعده الإمام الناصر أحمد وحالفه النصر والظفر، وكان ليثاً هصوراً، وبطلاً غيوراً، ومقداماً جسوراً، وعالماً بارعاً، وخطيباً مصقعاً، ترتجف القلوب لهيبته، وترتعد الأبطال لصولته، ولم يزل لسيفه شاهراً، ولأعدائه قاهراً حتى توفي في شهر ربيع الثاني سنة اثنتين وثمانين وثلاثمائة وألف، ولا يسع المقام الخوض فيما جرى في أرض اليمن من عظائم الفتن، وفوادح المحن، كما قال السيد صارم الدين بعد البيت السابق - وذا زمانك...إلخ -:
وقد جرت فتن فيه مروعة .... قضت على أنفَس الأرواح والذخر
وأقول:
فالله يحمي حمى الإسلام نسأله .... لطفاً وَكَفَّاً لأيدي البغي والبطر
هذا، وتوفي محمد بن الإمام يحيى غرقاً ببحر الحديدة، حال محاولته لإنقاذ صاحب له سنة خمسين وثلاثمائة وألف، وكانت له همة عالية في الإصلاح وإحياء العلم، وله آثار حسنة، منها: طبع الروض النضير، وغيره أحسن الله تعالى مكافأته، ومن أبلغ المراثي ترثية أحمد شوقي المعروف بأمير الشعراء له:
مضى الدهر بابن إمام اليمن .... وأودى بزين شباب الزمن
ومنها:
فتى كاسمه كان سيف الإله .... وسيف الرسول وسيف الوطن
متى صرت يا بحر غمد السيوف .... وكنا عهدناك غمد السفن
ظفرت بجوهرة فذة .... من الشرف العبقري الثمن
شهيد المروءة كان البقيع .... أحق به من تراب اليمن
..إلى آخرها.
ومن أنجال الإمام وأسباطه النجباء الكرام عبدالله ومحمد وأحمد أبناء الحسين بن الإمام، وعبدالله ويوسف أبناء محمد بن إسماعيل بن الإمام، والمحسن بن محمد بن المحسن بن الإمام، ويحيى بن علي بن إبراهيم بن الإمام. هؤلاء من الآخذين عني قراءة وإجازة...(1/445)


الإمام الهادي الحسن بن يحيى القاسمي
والهادي هو الإمام الهادي لدين الله الحسن بن يحيى بن علي بن أحمد بن علي بن القاسم بن الحسن بن محمد بن أحمد بن الحسن بن زيد بن محمد بن أبي القاسم بن الإمام الهادي إلى الحق علي بن المؤيد بن جبريل بن المؤيد عليهم السلام.
قيامه بعد وفاة الإمام المنصور بالله محمد بن يحيى حميد الدين رضي الله عنهم.
وفاته: سنة ثلاث وأربعين وثلاثمائة وألف.
قال ولده العلامة فخر أقطاب الإسلام عبدالله بن الإمام فيما كتبه إليَّ من بيان طرق الإمام ومؤلفاته في إجازته لنا ما لفظه: وهو رضي الله عنه يروي عن عدة مشائخ كرام أعلام، منهم: الإمام الأعظم ذو المنهج السوي محمد بن القاسم المهدي رضي الله عنه، وشيخ آل الرسول قطب أفلاك العلوم وبحرها العميق عبدالله بن أحمد الملقب بمشكاع المؤيدي رحمه الله، والقاضي العلامة حافظ علوم الآل ومحبهم محمد بن عبدالله الغالبي رحمه الله، والعلامة صفي الدين أحمد بن رزق السياني رحمه الله، وغيرهم من علماء الآل وشيعتهم الكرام، وقد جمع الوالد رضوان الله عليه غالب مروياته في مؤلف سماه سبيل الرشاد في طرق الإسناد.
إلى أن قال: وقد أذن لي أمير المؤمنين أن أروي عنه جميع ما تصح روايته، من إجازات ومؤلفات، ورسائل وجوابات.
إلى أن قال: وله المسائل النافعة في الفروع، والتحفة العسجدية في علم الكلام، والفوائد التامة في الأصول، والتهذيب، ومنية الراغب في النحو، والأنوار الصادعة في علم المعاملة، والإدراك في المنطق، ومحاسن الأنظار فيما قيل في الأخبار، وحاشية على التلخيص للقزويني، وحاشيتان على مقدمة ابن الحاجب، وموضوعات عدة في الأوراد والأصول والحديث، والروض المستطاب في الحكم، والمنهل الصافي في علم العروض والقوافي، وغير ذلك، انتهى.(1/446)


أولاده: الأعلام البررة الكرام: عبدالله، وأحمد توفيا سنة خمس وسبعين وثلاثمائة وألف، وتاج الدين توفي سنة ست وستين وثلاثمائة وألف، وقاسم توفي سنة خمس وستين وثلاثمائة وألف، وعبد العظيم توفي سنة إحدى وسبعين وثلاثمائة وألف، وعلي توفي سنة ثمان وستين وثلاثمائة وألف، وحسن توفي سنة ثمانين وثلاثمائة وألف، وصلاح توفي في ذي الحجة سنة اثنتين وستين وثلاثمائة وألف بمكة المكرمة في الحج، وقبر في الحجُون بجوار أم المؤمنين خديجة عليها السلام، وكنا مترافقين في أداء فريضة الحج، وكان من أولياء الله القانتين، ومحمد توفي سنة تسع وخمسين وثلاثمائة وألف، رضي الله عنهم.
ومن ترثيتي له:
ما زال داعي الموت دأباً مسمعاً .... ولكلِ شملٍ في الأنام مُصَدِّعا
فيه تشاركت الخلائق عن يد .... وتنازعت للورد كأساً مترعا
لم تغن عنه السابغات ولم يدع .... أمناً ولا حرماً يكون مُمَنَّعا
لكنهم فيما سواه تفاوتوا .... شتان بين من استراث ومن سعا
هذا له الزلفى وهذا ضدها .... لا دعدعاً يلقى هناك ولا لعا
...إلى آخرها.
هذا، وإلى زيد بن محمد السابق في نسب الإمام الهادي ينتسب آل القاسمي، وآل الحمران كما سبق نسبهم في سيرة الإمام الحسين المؤيدي، وآل ستين، ومن أعلامهم المولى العلامة العابد الولي عماد الإسلام يحيى بن صلاح بن أحمد بن صلاح بن يحيى بن علي بن محمد بن علي بن محمد بن يحيى بن حسن بن زيد بن محمد بن أبي القاسم بن الإمام علي بن المؤيد عليهم السلام.....(1/447)


توفي سنة خمس وثمانين وثلاثمائة وألف، وهو ابن خال والدنا رضي الله عنهم، وهو من مشائخنا الأعلام، أخذت عنه قراءة في شرح التجريد، والروض النضير، والبيان، وغيرها، وإجازة عامة، وهو يروي عن مشائخه، منهم: شيخ الإسلام محمد بن عبدالله الغالبي رضي الله عنهم، وأروي عنه الخبر المسلسل بعد الصلوات الخمس عدهن في يدي، وقال: عدهن في يده شيخه المذكور، بسنده المتصل إلى الإمام الأعظم زيد بن علي عن آبائه صلوات الله عليهم كما في المجموع الشريف، وقد جرت له كرامة كبرى، وذلك أنه أصابه الفالج، فبقي لا يستيطع النطق بحرف واحد إلا إذا حان وقت الصلاة فيقرأ الفاتحة وسورة الإخلاص، وبعد الصلاة لا يتمكن من لفظة، ولا حتى الإشارة إلى شيء، على هذه الحال مدة سنتين، حتى توفي رضي الله تعالى عنه.
ومن الأبيات المشهورة بضحاين آل زيد المار ذكرهم، وآل علي بن الحسين بن الإمام عز الدين بن الحسن، وآل صلاح بن الحسن بن الإمام علي بن المؤيد عليهم السلام، ومن ذريته آل العنثري، وقد مر ذكر نسبهم في سيرة الإمام المهدي محمد بن القاسم الحوثي عليهما السلام، وآل فايع، وآل الصعدي، منهم السيد العلامة بدر الإسلام محمد بن يحيى بن أحمد بن علي بن أحمد بن محمد بن صلاح الملقب الصعدي بن أحمد بن صلاح بن يحيى بن أحمد بن الهادي بن صلاح بن الحسن بن الإمام علي بن المؤيد عليهم السلام، توفي سنة ألف وثلاثمائة وإحدى وخمسين رضي الله عنه.(1/448)

89 / 101
ع
En
A+
A-