وله قصيدة في مدح الإمام، وذكر خولان لقيامهم بنصرة الإمام، قال:
لك التهاني وللأعداء أحزان .... إذ صار جندك جند الله خولان
لا غرو أن يضحك الدهر العبوس فقد .... قامت لذلك آيات وبرهان
هذي الأمارات للمرجو مظهرة .... ما بكنه والا فهي عنوان
دَوّخ بسيفك ما أملت مبلغه .... وبعد ذاك فمنك الدهر رَعْبان
وجندك الشم خولان ونعم همُ .... ففردهم أسد في الروع غضبان
بشعب حي وما حي لقد بلغوا .... من المكارم ما لم تأت قحطان
ونعم حي زبيد الشم إنهم .... أهل الحفاظ ونعم الحي مرَّان
ونعم نوار أهل المجد من قدم .... والجهوز الغر هم والمجد إخوان
هم الحماة لدين الله ينصره .... منهم وكات الموت ملآن
..إلى قوله:
يا شم خولان حزتم كل مفخرة .... دون الأنام فطرف اللوم وسنانُ
أما سحار فنعم القوم لو نصحوا .... لكن...... إلى آخر البيت
إلا قليلاً أولي دينٍ جحاجحةً .... ما إن لهم عند حوم الموت أقران
لا يرهبون حياض الموت مبرقة .... وخفها ردم باروت ومرَّانُ
إلى قوله:
هذا إمام المعالي بين أظهركم .... يدعوكم ولديه المجد يقطان
هذا هو القائم المنصور فاستبقوا .... للفوز واجتنبوا ما قال شيطان
فإنه ظاهر لا شك فاغتنموا .... فالعز والسيف أقران وإخوان
فلتهن يا سيداً ما إن له مثل .... بنصر مولاك والأملاك أعوان
وهكذا ما حييت الدهر عن كمل .... لك التهاني وللأعداء أحزان
وصل ربي على الختار من مضر .... ما مال من نسمة في الدوح أغصان
وآله الغر ما الورقاء ساجعة .... ببانها أو لهم ينحط كيوان
ومن أهل هذا البيت الشريف العلامة الحسن بن خالد بن عز الدين بن محسن بن عز الدين الكبير بن محمد بن موسى بن مقدام..إلخ النسب، اتفقا في مقدام بن حواس.
قال القاضي حسن عاكش في عقود الدرر والديباج إن صاحب الترجمة أربى في تحقيقه على الأقران وسارت بذكره الركبان، وبرع في علمي التفسير والحديث، وإليه الغاية في معرفة الفقه والعلوم الآلية وآخر أمره جعل همه الاشتغال بعلمي الكتاب والسنة.(1/389)


إلى قوله: وكان من الشجعان والأبطال إذا دعيت في الهيجاء نزال، وقد عدت له من الوقائع ما ينيف على عشرين وقعة، وكان مجيداً في النظم والنثر فمن شعره ما قاله يمتدح الشريف حمود بن محمد بهذه القصيدة والتشجير:
هل الروض معمور بأسنى المطالب .... وهل زرت سلعاً في بدور صواحب
إلى قوله في الغزل:
وطرف مريض صادني بلحاظه .... ليغرقني في بحر تلك الكواكب
ثم تخلص بقوله:
ولكن جاري من هواها غضنفر .... إلى سوحه قد جد سير الركائب
حليم يفيد الوافدين نواله .... ويكسي جسوم الوفد بيض الرغائب
..إلى آخرها.
وبعد وفاة الشريف حمود بن محمد وأسر ولده الشريف أحمد بن حمود لم يزل في قتال هو وأهل السراة فقصدته الأتراك والتحم القتال حتى انهزمت الأتراك، وبعد انتهاء المعركة وقف الشريف الحسين بن خالد في طائف من خيل أصحابه، وكان قد انعزل طائفة من الأتراك المنهزمين في شعب من تلك الجبال، فأرسلوا رصاص بنادقهم فأصابته رصاصة منها أزهقت روحه فسقط من فوق جواده ميتاً، وفاز بالشهادة في ليلة الخميس ثالث وعشرين شعبان سنة 1234هـ في موضع يقال له شكر من السراة، موته عن ست وأربعين، ومما قيل في قتله:
جاء السراة فدان العالمون بها .... لما يقول لهم في الورد والصدر
..إلخ، انتهى من نيل الوطر بتصرف.
وخرج مع الإمام المنصور بالله أحمد بن هاشم مهاجراً إلى صعدة كما سبق: القاضي العلامة فخر الإسلام، وحافظ علوم أهل البيت الكرام شيخ الإسلام عبدالله بن علي الغالبي رضي الله عنه، المتوفى سنة ست وسبعين ومائتين وألف، وكان من دعاته ومشائخه، واستقر بضحيان هو وأولاده، وهم: القاضي العلامة شيخ الإسلام محمد بن عبدالله الغالبي المتوفى سنة أربع وثلاثين وثلاثمائة وألف، وأخوه القاضي العلامة صارم الدين وخاتمة المحققين إبراهيم بن عبدالله الغالبي المتوفى سنة سبع وعشرين وثلاثمائة.(1/390)


ومن دعاة الإمام المنصور بالله أحمد بن هاشم عليه السلام: القاضي العلامة شيخ الإسلام أحمد بن إسماعيل العلفي القرشي المتوفى سنة اثنتين وثمانين ومائتين وألف، فهو ممن صلح، وقد ترى من بغض الأئمة الشهير والذم له بنسبه وهو من الخطأ، فليس له ذنب في ذلك، وقد نهى الرسول صلى الله عليه وآله وسلم عن ذلك بقوله للصحابي العظيم عند أن قال لعمار بن ياسر رضوان الله عليه ما قال، فقال: إن فيك جاهلية..الخبر، وأيضاً قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في قتلى بدر: ((أولئك الملأ)) لما ذمهم بعض الصحابة، والحال أنهم عتبة وشيبة والوليد بن عتبة بن ربيعة بن عبد شمس بن عبد مناف وأمثالهم، وأيضاً فهم من أشرف الناس نسباً وإنما غض منهم أعمالهم السيئة، وليس على ذراريهم منها شيء، وقد أخرج الله تعالى منهم الأعلام الكرام، والمذكور منهم رضي الله عنهم فجده وجد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم عبد مناف قال الشاعر:
عبد شمس كان يتلوا هاشماً .... وهما بعد لأم ولأب
عبد شمس لا تهنها إنما .... عبد شمس عم عبد المطلب
فالصالح منهم هو أخونا .... في الدين والنسب
وقد استثنى الرسول صلى الله عليه وآله وسلم الصالح، وقد صلح منهم عمر بن عبد العزيز، ويزيد بن الوليد كما يقال: الأشج والناقص أعدلا بني مروان، وكما قال قائلهم:
يا بني هاشم بن عبد مناف .... إنني منكم بكل مكان
دلتني من أمية إني .... لبريء منها إلأى الرحمن(1/391)


وممن صلح منهم الشيخ العالم محيي الدين حميد ومحمد بن أحمد له اسمان كما سبق من ص132، س20، القرشي العبشمي نسبة إلى عبد شمس شيخ الإمام الأعظم المنصور بالله عبدالله بن حمزة عليهم السلام وولده علي صاحب شمس الأخبار، وهو ممن أخذ على الإمام الناصر لدين الله عبدالله بن الحسن، وعن السيد العلامة الإمام محمد بن عبد الرب بن الإمام المتوفى سنة اثنتين وستين ومائتين وألف، وأخذ عنه الإمام المهدي لدين الله محمد بن القاسم الحسيني عليه السلام.
وكان من الأعلام في ذلك العصر السيد الإمام أحمد بن زيد بن عبدالله بن ناصر بن المهدي بن القاسم بن المهدي بن القاسم بن عبدالله بن يحيى بن أحمد بن حسين بن ناصر بن علي بن معتق الكبسي المتوفى سنة إحدى وثمانين ومائتين، ومن مشائخه السيد العلامة محمد بن عبد الرب، والسيد العلامة أحمد بن زيد الكبسي، هو والإمام الهادي لدين الله أحمد بن علي السراجي شيخا الإمام المنصور بالله محمد بن عبدالله الوزير، والقاضي العلامة عبدالله بن علي الغالبي، ومن مشائخ الإمام محمد بن عبدالله الوزير، والقاضي العلامة عبدالله بن علي الغالبي: السيد العلامة صفي الإسلام أحمد بن يوسف زبارة مؤلف أنوار التمام تتمة الاعتصام، ومن مشائخ الإمام محمد بن عبدالله الوزير: السيد العلامة شيخ العترة المطهرة يحيى بن عبدالله الوزير المتوفى سنة خمسين ومائتين وألف.(1/392)


ومن الأعلام الحافظين لشرعة الإسلام السيد الإمام محمد بن محمد بن عبدالله الكبسي، يتفق هو والإمام إسماعيل بن أحمد المغلس المتقدم في الحسين بن ناصر بن علي بن معتق بن علي بن حسن بن علي بن الحسن بن القاسم بن عبدالله بن يحيى بن محمد بن الحسين بن الناصر بن علي بن معتق الجامع لآل الكبسي. وهو من مشائخ الإمام المهدي لدين الله محمد بن القاسم الحوثي، وهو ممن أخذ عن الإمام المتوكل على الله إسماعيل بن أحمد الكبسي المغلس، والسيد الإمام الحسن بن يحيى الكبسي، والسيد الإمام محمد بن عبد الرب، ومنهم ولده العالم النحرير والبحر الغزير أحمد بن محمد بن محمد بن عبدالله الكبسي المتوفى سنة ست عشرة وثلاثمائة وألف، وهو ممن أخذ عن السيد العلامة أحمد بن زيد الكبسي وعن والده.
ومن أبيات السيد الحافظ حميد بن محمد إلى الإمام أحمد بن هاشم قوله: قال السيد الحافظ المؤرخ المعمر محمد بن إسماعيل الكبسي في سياق حوادث سنة 1266هـ بكتابه العناية التامة شرح أنوار الإمامة، تكملة أبيات البسامة أنه أرسل السيد الإمام الداعي بصنعاء في رحب من تلك السنة عباس بن عبد الرحمن جماعة من الجند على بعض أعيان صنعاء وحبسهم وأغلظ له في القول وعرفاه أنه ازدادت نار الفتنة بقيامه استعاراً فأمر بحبسهما.
إلى أن قال: ووصل الإمام المنصور أحمد بن هاشم كتاب الولد العلامة المحقق النظار الصادع في الأقطار أحمد بن محمد بن محمد الكبسي يعتذر إليه عن الوصول إليه بما يخافه من الاعتداء، وما حصل عليه من الاعتداء إعتداء عباس حيث نطق له بالحق وصدع بما يجب على العلماء العاملين، وصدر كتابه إلى الإمام بأبيات من:
إليك اعتذاري بالمكرما .... ت ومحيي مآثر آل النبي
ومنذر أهل الخنا عن يدٍ .... وماحي رسوم الهوى المذهبي
فما صدني عن ركوب العلا .... سوى زمرة الهلك يا مطلبي
تواطوا على هدم شرع الهدى .... وحادوا عن السنن الأقربي
وقالوا لمن قال ذا باطل .... أسأت الخطاب على الأسهبي(1/393)

78 / 101
ع
En
A+
A-