وقد قال في الطبقات في ترجمة محمد بن عليان نقلاً عن الزحيف اختار مذهب الزيدية المخترعة، وأما والده فكان من رؤوس أصحاب مطرف بن شهاب، وقال في ترجمة يحيى بن الحسين البحيري، وذكر في الزحيف أنه من الباطنية هو وشيخه مسلم اللحجي، ثم قال صاحب الطبقات: هذا يحيى بن الحسين البحيري، هو وأبوه وولده علي بن يحيى من كبار العلماء.
إلى قوله: ولكنهم من المطرفية وكان لهم رئاسة في الفرقة الغوية، وقد تبعه صاحب الجداول رحمهما الله كما يأتي في ترجمة المذكور فتدبر لتعرف السر في ترجمة المذكورين.
قال السيد العلامة مؤلف شرح الأساس أحمد بن محمد الشرفي رضي الله عنه في اللآلي المضيئة شرح البسامة ما لفظه: من دسيس مسلم اللحجي الباطني، وقال ناقلاً عن الإمام أحمد بن سليمان عليه السلام ما لفظه: وكان سبب خروجهم أن رجلاً منهم يسمى مطرف بن شهاب وكان درس هو وصاحبان له على رجل من الباطنية يقال له: حسين عامر.
إلى قوله: وجعلوا قواعد دينهم وأساسه أن قالوا: العالم يحيل ويستحيل..إلى قوله: ونفوا جميع الأفعال عن الله وغير ذلك مما يوجب الكفر الكثير.(1/369)
الإمام علي بن الحسين الشامي
والإمام الناصر لدين الله علي بن الحسين الشامي بن عز الدين بن الحسن بن محمد بن صلاح بن الحسن بن جبريل بن يحيى بن محمد بن سليمان بن أحمد بن الإمام الداعي يحيى بن المحسن عليهم السلام. دعوته بعد وفاة الإمام المؤيد بالله محمد بن إسماعيل.
وفاته: سنة عشرين ومائة وألف، وله: نهج الرشاد، وفيه: إذا كتبتم الحديث فاكتبوه بإسناده، فإن يك حقاً كنتم شركاء في الأجر، وإن يك باطلاً كان وزره عليه.
قلت: وهذا الخبر في الجامع الصغير رمز فيه إلى أنه أخرجه الحاكم في علوم الحديث، وأبو نعيم، وابن عساكر عن علي عليه السلام. وهذا يدل دلالة واضحة على أن الرواية لا تفيد التعديل للرواة، وقد أوضحت ذلك مراراً في ج2 من لوامع الأنوار ص367 وج 3 ص192.
والحسن بن محمد المذكور في نسب الإمام علي بن الحسين هو وأخوه الهادي بن محمد الملقبان بالشامي، وهو الجامع للسادة آل الشامي وآل الأخفش، وحفيده الحسن بن محمد هو السيد الإمام المجتهد إمام الفروع والأصول والمسموع والمعقول أحمد بن علي بن الحسن الشامي المتوفى بصنعاء سنة (1071هـ) عن 71 سنة.
ومنهم: السيد الإمام الحافظ هاشم بن يحيى بن محمد بن أحمد بن علي بن الحسن الشامي المذكور مؤلف نجوم الأنظار حاشية على البحر الزخار، وصيانة العقائد حاشية على شرح النجري للقلائد وغيرها.
توفي سنة (1158هـ) عن نيف وسبعين سنة. ومنهم السيد الإمام حافظ العلوم شمس الدين أحمد بن عبد الرحمن بن الحسين بن عز الدين بن الحسن الشامي المذكور.
توفي بصنعاء سنة (1172هـ) عن ست وسبعين سنة.(1/370)
ومنهم: السيد الإمام الحافظ القانت الأواه صلاح بن الحسين بن علي بن محمد الملقب الأخفش بن الحسن الشامي المذكور توفي سنة (1142هـ)، وإلى محمد بن صلاح ينتسب السيد الإمام العالم المؤرخ المتقدم آنفاً الحسن بن صلاح بن محمد بن صلاح بن محمد المذكور، مؤلف: الدامغة وشرحها الكبير والصغير، ذكر فيها تراجم للأئمة والعلماء، وله كتاب التحفة الحسنة، وكتاب غرة البيان في متشابه القرآن وغير ذلك، توفي عام ألف ومائة وعشرين. قبره في العَشَّة بوادي قراض من باقم أحد مخاليف صعدة.
ومن ذرية الهادي بن محمد: السيد العلامة العلم المفرد نجم آل محمد أحمد بن محمد بن علي بن محمد بن أحمد بن محسن بن إسحاق بن الهادي بن علي بن صلاح بن الهادي بن محمد.
وهو أيده الله تعالى ممن أخذ علي وأجزته إجازة عامة، وقد كتب نسبه الشريف بقلمه، وقال فيه: وهذا الهادي بن محمد هو أخو الحسن بن محمد وهما الخارجان من هجرة مدران بلاد جماعة.
إلى قوله: وذريتهما في صنعاء وخولان ولواء إب معروفون بآل الشامي..إلخ كلامه، نقلاً عن الأنوار البالغة شرح الأبيات الدامغة، حفظه الله.
وكذا من ذريته الولد العلامة صبور بن عبد الحرمن بن محمد بن علي بن حسن بن يحيى بن عبدالله بن عبدالله بن يحيى بن الهادي بن صلاح بن الهادي بن محمد، وقد أخذ عني وأجزته بارك الله تعالى فيه، وقد كان الاسم العلم صبوراً، وقد سميته محمداً مع صبور، والاسمان لمسمى واحد معهود عند الأئمة وسائر العلماء كالأمير مجد الدين يحيى بن محمد، وكالشيخ محيي الدين حميد ومحمد، والإمام شرف الدين يحيى، وفي أحفاده علي يحيى بن المطهر وغير ذلك.
والعذر في عدم ذكر بعض الأعلام منهم ومن غيرهم لأني لم أذكر منهم إلا من تعلق بذكره أي سبب من الأسباب، ولو فتحنا الباب لاتسع المجال وقد اكتفيت بذكر أصول الأنساب، وقد كررت الاعتذاب، وإلى الله المرجع والمآب.(1/371)
الإمام محمد بن إسماعيل بن القاسم
الزلف:
71- وَمَن أيَّدَ الدِّينَ الحنيفَ محمدٌ .... سلالةُ إسماعيلَ نِعْمَ المُتَابِعُ
التحف:
هو الإمام المؤيد بالله محمد بن الإمام المتوكل على الله إسماعيل بن الإمام المنصور بالله القاسم بن محمد عليهم السلام.
دعا بعد وفاة ابن عمه الإمام أحمد بن الحسن، ووقع في أيامه شقاق من إخوته وبني عمه، فدعا على الخارج عن الطاعة، فأجابه الله سريعاً.
توفي سنة سبع وتسعين وألف، عمره ثلاث وخمسون سنة.
وله من الولد: قاسم، وإبراهيم، وعلي، ومحسن، وزيد، ويحيى، والحسن، ومن ذريته الأعلام: الأخ العلامة الولي حمود بن عباس بن عبدالله بن عباس بن عبدالله بن يوسف بن محمد بن الحسن بن الإمام المؤيد بالله رضي الله عنهم.
وهو المجدد في الإحدى عشرة مائة. قال القاضي العلامة الشهيد إسماعيل بن حسن جغمان رضي الله عنه: وإلى هنا انتهت وراثة النبوة فيما أعلم، ثم عدد القائمين الذين لم يبلغوا درجة الإمامة، واتخذوها ملكاً.
قلت: وهكذا يكون عمل من تحملها بغير استحقاق، وتناولها بلا وثاق، وقد قال تعالى: ?فَمِنْهُمْ ظَالِمٌ لِنَفْسِهِ? [فاطر:32]، وقد اختار الله ورثة لكتابه، وحملة لدينه، وحاشا الله أن يترك الخلق سدى، ولم تقم له عليهم حجة، ولم يظهر لهم منه بينه، قال الرسول صلى الله عليه وآله وسلم: ((إن عند كل بدعة تكون من بعدي يكاد بها الإسلام ولياً من أهل بيتي موكلاً يذب عنه، ويعلن الحق وينوره، ويرد كيد الكائدين، فاعتبروا يا أولي الأبصار وتوكلوا على الله)) فلا يخلو زمان من قائم لله بحجة، وإنما يكون ضلال الأمة إن تركوا الاهتداء به، وعدلوا إلى من لم يجعل الله له ولاية، وهو معنى قوله صلى الله عليه وآله وسلم: ((إني تارك فيكم...الحديث)).(1/372)
وقوله صلى الله عليه وآله وسلم في الخبر الذي رواه عنه زيد بن علي عليهما السلام: ((يا أيها الناس، إني قد خلفت فيكم كتاب الله وسنتي وعترتي أهل بيتي، فالمضيع لكتاب الله كالمضيع لسنتي، والمضيع لسنتي كالمضيع لعترتي، أما إن ذلك لن يفترق حتى ألقاه على الحوض))، فلأمر ما أتى صلى الله عليه وآله وسلم بعكس التشبيه في الحديث.
وقوله صلى الله عليه وآله وسلم: ((أهل بيتي أمان لأهل الأرض، والنجوم أمان لأهل السماء ؛ فإذا ذهب أهل بيتي من الأرض أتى أهل الأرض ما يوعدون، وإذا ذهبت النجوم من السماء أتى أهل السماء ما يوعدون))، رواه الإمام الهادي إلى الحق عليه السلام في الأحكام، وكتاب معرفة الله.
وقوله صلى الله عليه وآله وسلم: ((في كل خلف من أهل بيتي عدول ينفون عن هذا الدين تحريف الغالين، وانتحال المبطلين، وتأويل الجاهلين))، هذا الحديث مما رواه القاضي العلامة محمد بن الحسن الديلمي، المتوفى عام أحد عشر وسبعمائة في قواعد عقائد أهل البيت أي بلفظ: من أهل بيتي.
وأخرجه الطبري في ذخائر العقبى، بزيادة: ((ألا إن أئمتكم وفدكم إلى الله فانظروا بمن تفدون)).
وأخرجه في سيرة الهادي عليه السلام المطبوعة ص33 بالسند إلى جعفر بن محمد، عن أبيه، عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم، قال: ((في أهل بيتي عدول ينفون عن الدين تحريف الغالين، وانتحال المبطلين، وتأويل الجاهلين، ألا وإن أئمتكم وفدكم إلى الله فانظروا من تقدمون في دينكم وصلاتكم))، وغير ذلك مما لا يحصى كثرة كتاباً وسنة، ولجميع هذه الأخبار طرق كثيرة مذكورة في كتابنا: لوامع الأنوار في جوامع العلوم والآثار، فقد أبان الله لهم من اختاره وارتضاه، ونصب لهم علامات يميزون بها عند الاشتباه.(1/373)