ومن ذريته الأعلام: الوالد العلامة بدر الإسلام محمد بن إبراهيم بن علي بن الحسين بن الحسن بن يحيى بن علي بن أحمد بن يحيى بن الإمام الناصر رضي الله عنهم، وهو حال تحرير هذا في السجن بقصر غمدان من صنعاء. توفي بصعدة سنة إحدى وثمانين وثلاثمائة وألف، وقد أخذت عنه قراءة وإجازة عامة رضي الله عنه.
ومنهم: الأخوان العالمان الحسين بن يحيى بن أحمد بن عبدالله بن أحمد بن إبراهيم بن محمد بن الإمام الناصر المتوفى شهيداً قاصداً لبيت الله الحرام في ذي القعدة الحرام عام أحد وأربعين وثلاثمائة وألف، مع من قتل من الحجاج بتنومة من الحجاز، وهم نحو ثلاثة آلف وخمسمائة رحمهم الله، ومحمد بن يحيى شريف المتوفى عام أربعين وثلاثمائة وألف، والوالد العلامة فخر الإسلام عبدالله بن أحمد بن علي بن الحسين المؤيدي المتوفى سنة إحدى وستين وثلاثمائة وألف رضي الله عنهم.(1/364)
الإمام محمد بن علي الغرباني
الزلف:
70- وبِالقاسِمِيَ البَحرِ والفَذِّ قَاسِمٌ .... وَسِبطُ الحسَين البدرُ فاضت منابِعُ
التحف: في هذا البيت ثلاثة أئمة:
الإمام المهدي لدين الله محمد بن علي بن الحسين بن يحيى بن عبدالله الغرباني بن عطيفة بن علي بن أحمد بن سليمان بن علي بن مُكَنَّى بن القاسم بن علي بن مُكَنَّى بن حمزة بن عبدالله بن محمد بن جعفر بن الإمام المنصور بالله القاسم بن علي العياني.
دعوته: عقيب وفاة المتوكل على الله إسماعيل، وكان لهذا الإمام رسوخ القدم في مجال العلوم، وتمكن الوطأة في ذروة المنثور والمنظوم، ما يقصر عنه أرباب المنطوق والمفهوم، وهو في عصر السيد العلامة شرف الدين الحسن بن صلاح الداعي صاحب الدامغة، وقد حكى طرفاً مما دار بينهما من المكاتبة المشتملة على المفاكهة بدرر النظم البليغ البديع، وذلك أيام إقامة الإمام بجبل برط المنيع، وقد أشار إليه في دامغته بقوله:
والقاسمي تبوأ منزلاً برطاً .... مهاجراً وهو داع غير منتقل
وفاته: سنة ست وعشرين ومائة وألف. قبره بالمشهد اليحيوي بصعدة رضي الله عنهم.(1/365)
الإمام القاسم بن محمد بن القاسم
والإمام المنصور بالله القاسم بن المؤيد بالله محمد بن القاسم.
دعوته: كذلك عقيب وفاة الإمام المتوكل. وفاته: سنة سبع وشعرين ومائة وألف، قبره بجنب جامع الوشلي بصنعاء.
أولاده: علي، وعبدالله، وأحمد، ويحيى، والإمام المنصور بالله الحسين، دعا سنة خمس وعشرين ومائة وألف، وخطب له فيما بين ومكة وعدن، وسلم له المهدي صاحب المواهب محمد بن أحمد بن الحسن بن القاسم، ثم جرت من العمال أشياء أوجبت الاختلال، توفي سنة إحدى وثلاثين ومائة وألف، ولده: أحمد.
والإمام الهادي الحسن، دعا بعد وفاة أخيه ثم تنحى، توفي سنة ست وخمسين وامائة وألف، ولده: محمد.
وهما من أئمة الهدى، ولكن لعدم الاستقرار في ذلك العصر المضطرب وما بعده تركت الخوض في تلك الأحداث التي بسببها وجد الحاقدون على أهل البيت النبوي المجال للنقم، وتناولوا بذلك الهداة الطاهرين ظلماً وزوراً، وبغياً وفجوراً، وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون.(1/366)
ولده السيد الحافظ مؤلف طبقات الزيدية الكبرى إبراهيم بن القاسم، قال في نشر العرف في ترجمته: نشأ بمدينة شهارة، وأخذ عن أخويه الحسين بن القاسم، والحسن بن القاسم بن المؤيد، وعن السيد إبراهيم بن الهادي القاسمي، والقاضي أحمد بن محمد الأكوع، والقاضي أحمد بن سعد الدين المسوري، وحاكم الروضة السيد أحمد بن محمد بن الحسن الكبسي، والسيد أحمد بن محمد العياني، وولده السيد قاسم بن أحمد، وعن القاضي الحسن بن محمد المغربي الصنعاني، والسيد الحسين بن أحمد بن صلاح زبارة الحسني، والسيد زيد بن محمد بن الحسن بن الإمام القاسم، والسدي صلاح بن الحسين الأخفش الحسني، والسيد عبدالله بن علي الوزير، والقاضي طه بن عبدالله السادة وغيرهم، واستجاز ممن لم يمكنه الأخذ عنه من أكابر علماء عصره باليمن، وطالع الأسفار واشتغل بالتاريخ، وكتب الرجال حتى تبحر في ذلك وتفرد وأخذ عنه جماعة من العلماء من أعيانهم السيد الحافظ أحمد بن يوسف بن الحسين بن الحسن بن القاسم المعروف بالحديث وغيره، وقد ترجم له في نفحات العنبر، فقال: وصنف صاحب الترجمة الطبقات في مجلدين ضخمين جمع فيه أسماء الرواة الذين في كتب الأئمة الزيدية فأوعى ولم يشذ عنه أحد.
ودل على تمكنه في هذا الفن وتبحره وسعة اطلاعه وقوة باعه، واستوفى جميع طبقاتهم إلى زمانه..إلى قوله: ولقد أبان عن عناية تامة ومعرفة جيدة وفهم صادق واطلاعٍ باهر.
إلى قوله: وهذه الطبقات قليلة الوجود في عصرنا فإني لا أعلم إلا بنسختين منهما، وذلك لعدم عناية الزيدية بهذا الفن، وجهلهم بنفائس منصفات رجالهم، وعدم التفاتهم إلى النبلاء منهم، واشتغالهم بالأموات لا بالأحياء منهم.
وترجم له في البدر الطالع، فقال مصنف طبقات الزيدية، وهو كتاب لم يؤلف مثله في بابه، انتهى.
قلت: وهذا الكلام من القاضي يدلك على ما ذكرته عن الذهبي في ترجمة صاحب الجامع الكافي، فإن ذلك لم يكن منهما إلا لما في الكتابين.(1/367)
أما الأول فقد أوضحت ذلك في محله، وأما الثاني وهي الطبقات فلما فيها من النقل عن كتب كثير من المخالفين مما يوهم الموافقة لهم والسبب في ذلك أن بعض المؤلفين للكتب الكبار كصاحب الطبقات ينقلون المباحث من كتب المخالفين لقصد الجمع والتكثير ولا ينقحون، وقد لا يتأملون، والله المستعان.
نعم، وقد ذكر الوالد العلامة المؤرخ محمد بن محمد زبارة في هذه الترجمة الأبيات في مزايا طبقات صاحب الترجمة، وقال بعدها: ويقول بعض من تأمل هذه الطبقات من الباحثين في هذا العصر إنها دون ما وصفها به صاحب نفحات العنبر، وصاحب هذه الأبيات.
قلت: ولا شك أن صاحب الطبقات قد أفاد وأجاد في جمع الرواة من أئمتنا وشيعتهم والرد على المخالفين فيما يتكلمون به في أولياء أهل البيت وإن كان ينقل من كتب الخصوم ولا ينبه على ذلك، فقد يحصل به الاغترار على من لا اطلاع له على الحقائق.
من ذلك قوله في ترجمة مطرف بن شهاب ما لفظه: مطرف بن شهاب بن عمرو الشهابي الشيخ الفاضل والعبد الصالح المصلح يروي أصول الدين عن علي بن محفوظ عن إبراهيم بن بالغ عن أبيه عن الهادي عليه السلام.
إلى قوله: وكان مطرف معلم الزيدية العدلية باليمن.
وقد علقت عليه في مختصر الطبقات، فقلت: اعلم أيها المطلع وفقنا الله وإياك أن مطرف بن شهاب هو رأس الفرقة الغوية المطرفية التي كفرها أعلام الأئمة، وعلماء الأمة منهم: الإمام أبو الفتح الديلمي، والإمام أحمد بن سليمان، والإمام عبدالله بن حمزة عليهم السلام، والسلف والخلف من أهل البيت وأتباعهم من الفرقة الموحدة الزيدية، والمؤلف تبع صاحب الطبقات في هذا ولا شك أنه نقل هذه الترجمة من كتب المطرفية من غير تعمد وروية، وكذا مسلم اللحجي، وإبراهيم بن الهيثم، ويحيى بن الحسين البحيري كلهم من المطرفية.(1/368)