وهو كما قال فيه، وله شروح.
أحمد بن محمد الشرفي
والمعتمد الآن في التدريس شرح السيد الإمام أحمد بن محمد بن صلاح بن محمد الشرفي بن صلاح بن أحمد بن محمد بن القاسم بن يحيى بن الأمير داود بن المترجم بن يحيى بن عبدالله بن القاسم بن سليمان بن علي بن محمد بن يحيى بن علي بن القاسم بن محمد بن القاسم بن إبراهيم عليهم السلام.
ومن ذريته الولد العلامة الدكتور المرتضى بن زيد الملقب المحطوري، وفقه الله لخدمة العلم وأهله، وقد أجزناه، وقد أسهم بارك الله فيه في إيواء طلبة العلم وحثهم على العلم، وبناء المساكن والمدارس لهم، ومنها مركز بدر العلمي المشهور بصنعاء نزلنا فيه، وقد عرض عليَّ الولد المرتضى نسبه كما يلي:
المرتضى بن زيد بن زيد بن علي بن محمد بن أحمد بن عبدالله بن طالب بن يحيى بن إسماعيل بن الحسن بن علي بن الهادي بن الحسن بن أحمد بن محمد بن صلاح بن أحمد بن محمد..إلى آخر النسب. وقد سقط من أجداد السيد أحمد الشرفي محمد بن صلاح حيث لم يذكر محمد بن صلاح إلا مرة واحدة، والصواب ما ذكرنا في التحف من أنه محمد بن صلاح بن محمد بن صلاح مرتين.
وله على الأساس شرحان: الشرح الكبير (المسمى شفاء الصدور)، وهذا الشرح الصغير المسمى (عدة الأكياس) مختصر منه، وله ضياء ذوي الأبصار في الفقه، واللآلي المضيئة في السير شرح على البسامة.
وهو من أعيان أصحاب الإمام، توفي سنة خمس وخمسين وألف، عن سبعين عاماً رضي الله عنه، وليس هو الشرفي مؤلف المصابيح في تفسير آل محمد كما وهم بعضهم لاتفاقهما في النسبة والعصر.
عبدالله بن أحمد الشرفي
فإن مؤلف المصابيح السيد العلامة عبدالله بن أحمد بن إبراهيم بن علي بن محمد بن صلاح يلتقيان في محمد بن صلاح هذا.(1/344)
قال السيد العلامة إبراهيم بن القاسم بن المؤيد بالله محمد بن المنصور بالله القاسم بن محمد عليهم السلام - المتوفى سنة نيف وأربعين ومائة وألف، في طبقات الزيدية في ترجمته -: قرأ على القاسم بن محمد عليه السلام الأساس في الأصول وغيره وأجازه في جميع مروياته ومستجازاته، وقرأ شرح الأساس على مؤلفه السيد أحمد بن محمد الشرفي انتهى، توفي صاحب المصابيح سنة اثنتين وستين وألف.
وللإمام القاسم ولأولاده الأئمة من جوابات السؤالات وحل الإشكالات ما يشفي العليل، وممن فاز بالشهادة في سبيل الله نجل الإمام علم الأعلام الشهيد الولي علي بن الإمام القاسم عليهم السلام سنة ثلاث وعشرين وألف، قبره بوادي علاف من مخاليف صعدة رضوان الله عليه.
وتوفي الحسن بن الإمام بضُوران سنة ثمان وأربعين وألف، عن اثنتين وخمسين وشهر وليلتين كذا في مطلع البدور.
وتوفي الحسين بن الإمام سنة خمسين وألف بذمار، وقد سبق في ص250 س1، هؤلاء حماة الإسلام، وأركان دولة أبيهم الإمام، وأخوهم المنصور أبو طالب أحمد بن الإمام دعا بعد وفاة أخيه الإمام المؤيد بالله، ثم سلم لأخيه الإمام المتوكل على الله، توفي بصعدة سنة ست وستين وألف رضي الله عنهم.
ومن أعلام ذريته في العصر الأخير السيد الإمام الحافظ عبد الكريم بن عبدالله بن محمد بن أحمد بن محسن بن حسين بن محمد بن أحمد بن الإمام القاسم عليهم السلام صاحب الروضة، مؤلف العقد الفريد في الأسانيد، وشرح نظم الخلاصة، وتتمة للروض النضير مختصرة، وكتاب جمع فيه بين الكشاف والمصابيح، وقد ذكرت طريقنا إليه في الجامعة، توفي سنة تسع وثلاثمائة وألف، عن أربع وثمانين، وولده العلامة عبدالله توفي سنة سبعين وثلاثمائة وألف عن اثنتين وثمانين رضي الله عنهم.(1/345)
نسب آل العزي
ومنهم في الجهة الشامية السيد العلامة فخر الأعلام الزاهد الولي عبدالله بن سليمان بن أحمد بن محمد بن أحمد بن محمد بن علي بن محمد الملقب بالعزي - وإليه ينتسب السادة الكرام آل العزي - بن علي بن أحمد بن الإمام القاسم عليهم السلام، توفي سنة 1369هـ بمجز غربي ضحيان، وولداه العلامة الولي محمد، وعبد الرحمن، وقد بارك الله في ذرية الإمام، وسيأتي ذكر أئمة الهدى منهم، ومن يتصل به الإسناد من أعلامهم، ولو استقصى لطال الكلام ولكن استغني بذكر العالم من البيت ونسبه ليكون مرجعاً لمن يتصل به وقد جمع هذا المؤلف جوامع أنساب أهل البيت في ذكر الأئمة، والأعلام منهم على التحقيق، وقد كانت العناية بجمع الأنساب على العموم في المشجر الجامع لأبي علامة رضي الله عنه.
وعسى أن يتيسر طبعهُ ليعم نفعه، والموجب لزيادة الملاحظة هنا في ذكر بعض البيوتات هو أنها لم تحرر في مؤلفات المتأخرين، والقصد الإفادة والله ولي الإعانة.
هذا، ومن الشهداء الأبرار عم الإمام القاسم عليه السلام، العالم المجاهد الشهيد الولي عامر بن علي رضوان الله عليه، استشهد سنة ثمان وألف، وسلخ جلده فلم يظهر منه أنين ولا شكوى، إلا تلاوة سورة الإخلاص، وتوفي ولده العلامة فخر أعلام العلامة الحافظ عامر بن عبدالله بن عامر سنة إحدى عشرة ومائة وألف، المذكور في الأسانيد، ومنهم في هذا العصر السيد العلامة العابد الولي المعمر صلاح بن يحيى بن إبراهيم بن صلاح بن حسن صلاح بن أحمد بن صلاح بن عبدالله بن عامر الشهيد رضي الله عنهم، وأولاده وعشيرتهم الكرام بارك الله فيهم، وسيأتي ذكر الآخذين منهم في الملحق وتراجم الأعلام من ذرية الشهيد مستوفاة في كتب التاريخ والسير.(1/346)
الإمام عبدالله بن علي
الزلف:
66- وَعَالمُ أهلِ البيتِ للألفِ خاتمٌ .... هوَ القائمُ الداعي إلى اللهِ ضارِعُ
التحف:
هو الإمام المتوكل على الله أبو محمد عبدالله بن علي بن الحسين بن الإمام عز الدين بن الحسن عليهم السلام.
دعا إلى الله في شهر ربيع الآخر سنة أربع وتسعين وتسعمائة، ومن كلامه: يا أمة أبينا المصطفى، وأتباع آبائنا الخلفاء، أدعوكم إلى المحجة التي من لها سلك، سلم وما هلك..إلى آخره.
ومن مشائخ الإمام عبدالله بن علي: السيد العلامة يحيى بن أحمد بن أمير المؤمنين الإمام عز الدين بن الحسن، وولده السيد العلامة عز الدين محمد بن يحيى عليه السلام، قال فيهما الإمام شرف الدين بن شمس الدين عليهم السلام:
إذا كنت في مدح الأفاضل تبتدي .... فلا تبتدئ إلا بيحيى بن أحمد
هو السيد المفضال والعلم الذي .... له في ذرى العَلياء أشرف مقعد
ومن نجله علامة ومطهر .... محمدنا يا حبذا من محمد
هذا، ومن مؤلفات الإمام المتوكل على الله عبدالله بن علي عليه السلام: كتاب الرائض على مفتاح الفرائض، وكتاب النجاة في معرفة الله، وكتاب روضة الجنان في إعجاز القرآن، وله تعليق على تلخيص المفتاح في علم المعاني والبيان وغير ذلك.
قال ابن الوزير في تتمته:
وشيدت من علامات الفضائل في .... أبي العلامة ذي الأوراد في السحر(1/347)
وقوله: أبي العلامة سهو واضح، فإن المكنى بأبي علامه هو ولده الأمير الشهير محمد بن الإمام المتوكل على الله صاحب المشجر المشهور مع تغيير لائق في أول البيت، قال بعد ذلك:
ولم تدع وتراً في الترك حين رمت .... تلك الفيالق عن قوس بلا وتر
فشيعت دعوة المنصور قائلة .... هذا بذاك فثق بالله واعتبر
ووطأت لبني المختار بيتَ عُلا .... على الثريا وحفتهم على السرر
بطَاهر أمره بالله معتصم .... لله مستظهر بالله مقتدر
علاّمة علم في صدره حكم .... من العلوم برأي منه مبتكر
سقى شهارة أعني تربة خلطت .... بمسك دارين في تابوته العَطِرِ
وقد أجمع الموالف والمخالف على بلوغ الإمام المتوكل على الله عبدالله بن علي بن الحسين بن الإمام عز الدين بن الحسن عليهم السلام الدرجة العلياء من العلم والكمال.
قال السيد العلامة صلاح بن أحمد بن عبدالله الوزير - شيخ الإمام القاسم عليهم السلام - ما لفظه: والموافي على رأس الألف سنة من تسنم ذَروة الإمامة بالاستحقاق، ورقى طبقات صهواتها على الطباق والوفاق، فما اختلف في معارفه وعوارفه.
إلى قوله: وأقام الحجة وأظهر المحجة، واشتهر فضله وجوده أمير المؤمنين وسيد المسلمين المتوكل على الله عبدالله بن علي بن الحسين بن أمير المؤمنين عز الدين بن الحسن بن أمير المؤمنين علي بن المؤيد إلى آخره.
وقال شيخنا فخر الأعلام عبدالله بن الإمام في الجداول مختصر الطبقات: هو الإمام الأعظم الورع الزاهد، يحى أنه كان ينقطع صوته ويضطرب إذا صلى في بعض الجهريات من البكاء والعَبرة، له التصانيف المؤسسة على التحقيق..إلى آخره.(1/348)