الإمام الحسن بن عز الدين
الزلف:
60- وصفوتُه ثمَّ الإمامُ محمدٌ .... أقامَا قناةَ الدينِ والأمرُ شائِعُ
التحف: في هذا البيت إمامان:
الإمام الناصر لدين الله الحسن بن الإمام عز الدين بن الحسن عليهم السلام.
دعا إلى الله بعد وفاة أبيه، فشد أَزْر الإسلام، وفاز بالسبق في مضمار آبائه الكرام، وممن بايعه الإمام المنصور بالله محمد بن علي الوشلي السراجي، والإمام المتوكل على الله يحيى شرف الدين الآتي ذكرهما، وخالفه عمه صلاح بن الحسن، والقاضي محمد بن أحمد بن مظفر صاحب الترجمان، فبايعا للإمام محمد الوشلي، ثم كان الإتفاق بينه وبين الإمام الحسن في الشرف ووقفا يتراجعان ويذكران الإنقياد إلى الشريعة يحييان ما أحيته، ويميتان ما أماتته، قدر نصف نهار، وقبضه الله بعد فراغه من صلاة الفجر إماماً يوم الأربعاء لعشر خلون من شعبان سنة تسع وعشرين وتسعمائة، وله سبع وستون سنة إلا أربعة وعشرين يوماً قبره بهجرة فلله.
ومن مؤلفاته: القسطاس في أصول الفقه، قال في التحفة العنبرية: وكان عليه السلام يعطي العطاء الجزيل، من الخيل وغيرها على الدوام، وكان كهفاً للأرامل والأيتام، وملاذاً لضعفاء الأنام، وبراً وصولاً لذوي الفاقة والإعدام، فعليه أفضل الصلاة والسلام، انتهى.
قال السيد العلامة داود بن الهادي في تتمته البسامة بعد الأبيات السابقة في والده الإمام عز الدين بن الحسن عليهم السلام:
وسبطه الناصر الداعي الذي اجتمعت .... فيه المفاخر قبل الشيب والكبر
وكان في وقته ما كان من عجب .... من العناد له فاعرفه واعتبر
من بعض أسرته اختاروا عداوته .... وقوموا العلم المنصور في أثر
وابن المظفر ناواه وخالفه .... لكنه لم يفز بالأجر والظفر
أولاده: محمد، وعز الدين، ومجد الدين، وداود، وأحمد، وصلاح، ويحيى، وتاج الدين درج، والمؤيد واسمه علي.
قال السيد العلامة عبدالله بن علي الوزير بعد ذكر الإمام عز الدين بن الحسن ما لفظه:(1/329)


ولابنه الناصر الميمون ما انتظمت .... عصر الشباب ولم تعذره في الكبر
وعندما شين في أثناء دولته .... بوصم ذي شنئان وهو عنه بري
زفت إليه من المنصور ألوية .... لابن المظفر فيها أيما ظفر(1/330)


الإمام محمد بن علي السراجي
والإمام المنصور بالله محمد بن علي بن محمد بن أحمد بن علي بن أحمد بن الإمام الناصر لدين الله يحيى السراجي - المتقدم بعد الإمام أحمد بن الحسين -.
دعا عليه السلام بعد دعوة الإمام الحسن، وقد كان بايعه كما تقدم، ولكن مقصد الإمامين رضاء الله وإحياء فرائضه.
والإمام محمد ممن أخذ العلم عن الإمام عز الدين، وجاهد في الله الجهاد الأكبر، وبذل نفسه في هدم ما نهى الله عنه، وتشييد ما به أمر، حتى أسره عامر بن عبد الوهاب، وولده يحيى بن الإمام، وقد كان وقع في ولده جراحات كبار، قال السيد العلامة عبدالله بن علي الوزير.
ومكنت عامراً مما يحاول في .... محمدين بمأسور ومنكسر
والمقصود بالمحمدين: الإمام محمد بن علي الوشلي، ومحمد بن الحسين الحمزي، ولا صحة لما في حواشي نشر العرف من أن محمداً الثاني هو محمد بن الناصر ص118، فتأمل.
وفتوفي الإمام محمد في السجن بعد ثلاثة أشهر سنة عشر وتسعمائة.
قال الزحيف رحمه الله في مآثر الأبرار: وتوفي الإمام الوشلي وقد بلغ من العمر قدر خمس وستين سنة تقريباً ؛ لأنه أخبرني مشافهة أنه من أنداد حي الإمام عز الدين، وهو عليه السلام عمر خمساً وخمسين سنة، نعم ولا عقب لهذا الإمام لأنه توفي ولده بعده ولم يكن له نسل.(1/331)


الإمام المتوكل على الله يحيى شرف الدين
الزلف:
61- وفي شرفِ الدينِ الإمامِ ابنِ شمسهِ .... تَبَيَّنَ سرٌ للإمامةِ لامِعُ
التحف:
هو الإمام المتوكل على الله يحيى شرف الدين بن شمس الدين بن الإمام أحمد بن يحيى المرتضى عليهم السلام، ولما توفي الإمام محمد بن علي الوشلي فزع أتباعه إلى السيد العلامة علي بن صلاح بن الحسن بن الإمام علي بن المؤيد فطلبوا منه القيام فلم يسعدهم إلى ذلك، فاجتمعوا إلى الإمام شرف الدين فبايعوه في حادي عشر يوماً من جمادى الأولى سنة اثنتي عشرة وتسعمائة، في أيام الإمام الحسن بن عز الدين كما أسلفت لك.
نعم، وانتصر الإمام يحيى شرف الدين على عامر بن عبد الوهاب بعد حروب شديدة، وظفره الله عليه، وكان خروج الجراكسة والأتراك.
توفي عليه السلام: سنة خمس وستين وتسعمائة عن سبع وثمانين، مشهده في بلاد حجة بمشهد جدة.
أولاده: المطهر، وشمس الدين، وعز الدين، ورضي الدين، وعلي، وعبدالله، والحسن، ومحيي الدين، وعبد التواب، هؤلاء الذي أعقبوا.
وللإمام الأنوار الثاقبة والأنظار الصائبة في جميع العلوم، منها: الأثمار هذب به الأزهار، وهو مالك زمام الفصاحة والبيان، وكاشف لثام البلاغة والتبيان، وله قصص الحق في سيرة سيد الخلق، صدرها:
لكم من الحب صافيه ووافيه .... ومن هوى القلب باديه وخافيه
أنتم حلول فوادي وهو بيتكمُ .... وصاحب البيت أدرى بالذي فيه
ولما دخل المشهد المقدس قال وهو آخذ بحلقة قبة الإمام الهادي إلى الحق أبياتاً فيها صورة الحال منها:
زرناك في زَرَدِ الحديد وفي القنا .... والمشرفية والجياد الشزب
وجحافلٍ مثل البحار تلاطمت .... أمواجهن بكل أصيدَ أغلب
من كل أروع من سلالة هاشم .... وبكل أشجعَ من ذؤابة يعرب
إلى أن قال يذكر تغلب الأشراف الحمزيين:
من بعد أن حال القرابة دوننا .... وتحزبوا حُقباً أشد تحزب
فأذاقهم رب العباد نكاله .... في كل معركة يشيب لها الصبي
أبداً عدو الله لست أقيله .... لو أنه ابني أو شقيقي أو أبي(1/332)


وله الآثار الحسنة، والمصالح العامة، وأيامه هي الأيام الخضر النضرة، التي كانت فيها حياة العلم والدين والدنيا، ولجهاده وجهاد الأئمة المطهرين الأثر الأكبر في تثبيت قواعد الدين والخلافة النبوية في اليمن بعد أن كادت تقضي عليها أيدي الغزاة الطامعين.
قال السيد العلامة داود بن الهادي في التتمة:
وقام بالأمر من طابت عناصره .... أبو المطهر زاكي الفعل والأثر
فدوخ الأرض من شام إلى يمن .... بالبيض والبيض والخُطِّية السمر
وقال سيدي العلامة عبدالله بن علي الوزير في تتمته:
وواجهت نجل شمس الدين ناظرة .... إليه ثم تولت عنه بالنظر
من بعد أن أحمدت في الناس سيرته .... وخلدت ذكره في باطن السير
وناوشت عنه مجد الدين فانقلبت .... عنه الرعايا وعين الورد بالصدر
ومهدت لابنه الملك المطهر ما .... غدا له كَسَرِي أي منكسر
ولا تسل عن أمور من بنيه جرت .... ما أنت والفصل بين العود والثمر
هم نابذوه لانصاع الحواسد في .... خلال ود أكيد غير مستتر
وأذعنوا بعد أن كفوا قواصرهم .... بأنه منهمُ كالرأس للقَصَر
وفي مطلع البدور أنه دعا أيام المطهر الإمام المهدي لدين الله الحسن بن حمزة بن علي بن محمد بن سليمان بن إبراهيم بن إسحاق بن سليمان بن علي بن عيسى بن القاسم بن علي بن محمد بن صلاح بن القاسم بن علي بن محمد بن صلاح بن القاسم بن إسماعيل بن عبدالله بن محمد بن القاسم بن إبراهيم عليهم السلام، وكان فاضلاً كاملاً عالماً، انتهى.
وفي مشجر أبي علامة أن الإمام محمد بن القاسم أمر بعمارة مشهده بسودة شظب، قال ابن الوزير في تتمته:
وقابلت حسناً بالغدر في شظب .... وأقنعته ببيت شامخ الحجر(1/333)

66 / 101
ع
En
A+
A-