الإمام المهدي علي بن محمد
الزلف:
54- وقَامَ عليٌ وابنُهُ النَّاصِرُ الذي .... أُبيدَتْ بيمنَاهُ الأمورُ الشنائِعُ
التحف: في هذا البيت الإمامان اللذان ملأ الله بهما الأرض قسطاً وعدلاً، وفاقا أبناء زمانهما فضلاً ونبلاً:
الإمام المهدي لدين الله علي بن محمد بن علي بن منصور بن يحيى بن منصور بن المفضل بن الحجاج - واسمه عبدالله وسمي حجاجاً لكثرة حجه - بن علي بن يحيى بن القاسم بن الإمام الداعي إلى الله يوسف بن الإمام المنصور بالله يحيى بن الإمام الناصر أحمد بن يحيى عليهم السلام.
قيامه: يوم الخميس آخر شهر ربيع الآخر من سني خمسين وسبعمائة.
قال السيد الهادي بن إبراهيم الوزير ففي صفاته: واعلم أرشدك الله أن لكل إمام فضلاً وهداية، وجهاداً وعناية، وجمع الله للإمام المهدي متفرقات الفضائل، وأعطاه ما لم يعط أحداً من الأواخر والأوائل، ورزقه قبولاً في القلوب على افتراقها، وتماماً في محبة الجهاد معه على محاقها، فانقادت له قلوب أهل الزمان، وأحيا الله به ما اندرس من معالم الأديان، وبرقت أسارير دعوته المهدية، فهدج إليها الكثير، ودرج إليها الصغير والكبير، وتطلعت إليها الكعاب، ونطقت بفضلها آي الكتاب.
ثم قال: وكان يشبه بالملائكة لما خصه الله به من البهاء، وأتم له من النور، انتهى.
وله كرامات جليلة، منها: أن رجلاً يبست يده فمسح عليها الإمام ورتب، فأنشأ الله فيها الحياة.
ابتلي في آخر أيامه بألم الفَالَج فاشتد عليه حتى ذهب إدراكه، وتوفي في شهر ربيع الأول سنة أربع وسبعين وسبعمائة بذمار، بعد قيام ولده بسنة، وعمره تسع وستون، ثم نقله ابنه الناصر إلى صعدة، وقبته غربي قبة الإمام الهادي، وهي المعروفة بقبة الشريفة، والشريفة هذه ابنته فاطمة بنت الإمام جمعت بين العلم والورع والعبادة، وهو خال الإمام أحمد بن يحيى بن المرتضى.
ومن مؤلفاته: كتاب النمرقة الوسطى.
قال في البسامة:(1/298)
وابن المفضل داعينا أبو حسن .... زاكي المساعي حسام العترة الذكر
قيدت إليه لم ترضى جانبه .... لميلها عن بني المختار من مُضر
وشادت المذهب الزيدي دعوته .... وذللت كل جبار من البشر
وكان صلاح من أمارتها .... عجالة الراكب الماضي إلى سفر
لكنها غرة في الدهر شادخة .... بيضاء واضحة التحميل والغرر
عج الرسولي منها في ممالكه .... عجيج حاملةٍ وقراً على دَبَرِ(1/299)
الإمام الناصر محمد بن علي
والإمام الناصر لدين الله صلاح الدين محمد بن الإمام المهدي لدين الله علي بن محمد.
قام بأمور الدين، وأداء فرائض رب العالمين سنة ثلاث وسبعين وسبعمائة، في أيام أبيه لما مر من بلواه، فأيد الله دولته، ومكن بسطته، وأعز رايته، وأعلى به كلمته، ومن مقاماته التي أحيا بها ربوع الدين، وأمات رسوم الملحدين، يوم المنَقَّبْ، كانت القتلى فيه نيفاً وألف قتيل.
قال السيد جمال الدين الهادي بن إبراهيم الوزير في ذلك اليوم قصيدته التي صدرها:
دع عنك ذكر الأربع الأدارس ....
إلى أن قال:
واذكر لنا فتح الإمام محمد .... بلد الطغام الفرقة الأنجاس
أفنى الإمام الباطنية عن يد .... ومحى رسوم الكفر والأدناس
الناصران من الأئمة دمرا .... فرق الردى والكفر شر أناس
يوما نغاش والمنَقَّب البسا .... فرق الضلال ملابس الإبلاس
..إلى آخرها.
ولم يزل حامياً لحوزة الدين، رافعاً لمنار المسلمين، واعياً لشرائع سيد المرسلين، إلى أن ألحقه الله بسلفه المطهرين سنة ثلاث وتسعين وسبعمائة، وعمره ثلاث وخمسون سنة، مشهده بمدينة صنعاء.
أولاده: علي، وعبدالله، والحسن.(1/300)
إبراهيم الكينعي
وفي عصر الإمامين إمام العُبَّاد، وختام الزهاد، العالم الرباني، مفخرة اليمن، ومقيم الآثار والسنن، إبراهيم بن أحمد الكينعي رضي الله عنه، المتوفى سنة ثلاث وتسعين وسبعمائة، قبره غربي صعدة.
وقد ألف السيد العلامة يحيى بن المهدي في كراماته ومقاماته وأخباره مع الإمامين عليهم السلام كتاباً مفرداً سماه (صلة الإخوان)، وفي ذلك العصر كثير من الأعلام والأبدال أعاد الله من بركاتهم، آمين.(1/301)
الإمام المهدي أحمد بن يحيى بن المرتضى
الزلف:
55- وقدْ سبقَ المهديُّ من غيثِ علمهِ .... ومن بحرهِ الزخار تصفو الشرائِعُ
التحف:
في هذا البيت من ارتضع من العلوم لبابها، واكترع من لجج البحار عُبابها، الإمام المهدي لدين الله أبو الحسن أحمد بن يحيى بن المرتضى بن أحمد بن المرتضى بن المفضل بن منصور بن المفضل الكبير بن عبدالله بن الحجاج بن علي بن يحيى بن القاسم بن يوسف بن الإمام المنصور بالله يحيى بن الإمام الناصر لدين الله أحمد بن يحيى بن الحسين بن القاسم عليهم السلام.
قيامه: بعد وفاة الإمام الناصر صلاح الدين عليه السلام، وله من العمر ثماني عشرة سنة، وأسره علي بن الناصر كما تقدم، قال الهادي بن إبراهيم يستعطف علي بن صلاح في حال حبس الإمام:
ثوى ملك الأئمة من علي .... كريم الأصل مشهور الكرامه
صلاحٌ خير من ركب المطايا .... وأشرف من تتوج بالعمامه
فماج الناس من يمن وشام .... كموج البحر يلتطم التطامه
وقالوا مات راعينا وولى .... فنحن عقيبَه شاء مسامه
تخطفنا الذئاب عقيب مَلْكٍ .... دعا ورعا وكان لنا دعامه
فمن للناس بعدك يا صلاح .... يقيم لنا الهدى بعض استقامه
فلا والله ما رأت الكراسي .... زعيماً للخلافة والزعامة
سوى المنصور أكرم آل طه .... وأتقاهم وأعلاهم علامه
وأكرم يوم جود من خضم .... وأقدم يوم حرب من أسامه
تفرس فيه أهل الفضل حتى .... رأوه لها وللإسلام شامه
ولم يستعملوا في الحق جهلاً .... ولا في دينهم بَلَهَ النعامه
فعارضنا قرابتنا برأي .... تعقب في عواقبه ندامه
فلاطفهم وقربهم إليه .... وأسبغ فوقهم ظُلل الكرامه
وجادلهم بعفو بعد قهر .... وعوضهم من الموت السلامه
وجازوه يريدون انتقاما .... فذاقوا من مُشَطَّبِهِ انتقامه
عفا والسيف يركع في الهوادي .... ويسجد حده في كل هامه
فكان الظاهر المنصور لكن .... أذاقهم القيود المستظامه
فقلت له فداك أبي وأمي .... تلطف بالقرابة والرحامه
وبعدها:(1/302)