الإمام المؤيد بالله يحيى بن حمزة
الزلف:
53- وجَمُّ العلومِ البَحْرُ يحيَى بنُ حمزةٍ .... وَعارضَهُ الأقوامُ واللهُ سامِعُ
التحف: سامع في حق الله بمعنى عالم، وكذا مبصر وسميع وبصير ومدرك، والكلام عليه مبسوط في مواضعه.
هو الإمام المؤيد بالله أبو إدريس يحيى بن حمزة بن علي بن إبراهيم بن يوسف بن علي بن إبراهيم بن محمد بن أحمد بن إدريس بن جعفر الزكي بن علي النقي بن محمد التقي الجواد بن الإمام علي الرضى بن موسى الكاظم بن جعفر الصادق بن محمد الباقر بن سيد العابدين علي بن الحسين السبط بن الإمام الوصي عليهم السلام.
هذا الإمام من منن الله على أرض اليمن، وأنواره المضيئة في جبين الزمن، نفع الله بعلومه الأئمة، وأفاض من بركاته على هذه الأمة، وله الكرامات الباهرة، والدلالات الظاهرة.
قيامه: بعد وفاة الإمام محمد بن المطهر سنة تسع وعشرين وسبعمائة.
ولما بلغت دعوته بعض العلماء قام خطيباً وحث الخلق على إجابته وأقسم بالله ما يعلم من أمير المؤمنين إلى وقته من هو أعلم منه، وقد ذكر والدنا الإمام المهدي لدين الله محمد بن القاسم الحسيني الحوثي في تراجمه لآبائه عليهم السلام من كراماته عليه السلام ما يكفي ويشفي، وقد ذكرت ذلك آخر الموعظة الحسنة، وقد ذكر كرامات الإمام وخصائصه علماء الأمة.
ومن وصيته: اللهم يا من هو المتعالي بجلال العظمة والكبرياء، والمستولي بسلطان القدرة على ملكوت الأرض والسماء، والباسط لجناح الرحمة لكل من بعد من خلقه وقرب ودنا، أسألك بكلماتك التامات، وبنور وجهك الذي ملأ الأرض والسماوات، أن ترحم عن النار وإصلاء الجحيم رؤوساً تضعضعت وتصاغرت لهيبتك، وألا تشوي بها وجوهاً قد خشعت من خشيتك..إلى آخر مناجاته لربه.(1/293)


ومن كلامه المروي في نهاية التنويه للهادي بن إبراهيم عليه السلام: للإمام قتل الناس حتى يتركوا المنكرات، وحملهم على الطريقة الوسطى مقتفين لآثار أئمة العترة عليهم السلام، انتهى.
ومن مؤلفاته: في أصول الدين الشامل أربعة مجلدات، والتمهيد مجلدان، والنهاية مجلدان، والمعالم الدينية مجلد، والإفحام للباطنية مجلد، ومشكاة الأنوار مجلد، والتحقيق في التكفير والتفسيق مجلد.
وفي أصول الفقه: كتاب الحاوي ثلاثة مجلدات، والقسطاس مجلدان، والمعيار مجلد.
وفي النحو: الإقتصاد مجلد، والحاصر مجلد، والمنهاج مجلدان، والأزهار مجلدان، والمحصل شرح المفصل أربعة مجلدات نحوي وصرفي.
وفي المعاني والبيان: الطراز ثلاثة مجلدات، وله كتاب الديباج الوضي شرح كلام الوصي - شرح لنهج البلاغة -.
وله في الفقه: الانتصار ثمانية عشر مجلداً، والعمدة ستة مجلدات، والاختيار مجلدان، وله الأنوار المضيئة شرح الأربعين السليقية، والإيضاح في علم الفرائض وغير ذلك، وكان يسمي مصنفاته التعاليق تواضعاً، وهي التي اغترفت منها العلوم، وبلغت كراريسها بعدد أيامه.
وفاته: سنة تسع وأربعين وسبعمائة، عن اثنتين وثمانين سنة، مشهده بمدينة ذمار، وكان يسمع وقت وفاته نداء لفظه إمام علم وهدى.
أولاده: الهادي، والمهدي، ومحمد، وأحمد، والحسين درجا، وعبدالله، وإدريس، وعقبهُ من الهادي ومحمد.
وخرج لزيارة الإمام يحيى بن حمزة من الجيل والديلم الشريف العالم العابد المجتهد الراسخ أحمد بن مير - بميم مكسورة فمثناة تحتية فراء بمعنى سيد - بن الناصر (الحسني) ينتهي نسبه إلى الحسن بن زيد بن الحسن بن علي عليهم السلام، فوجد الإمام يحيى قد توفي، وأوصل نسخة الجامع الكافي جامع آل محمد إلى اليمن وعليها خطوط العلماء من الزيدية ووقفها على المسلمين.(1/294)


أبو عبدالله العلوي
ومؤلف الجامع الكافي هو السيد الإمام أبو عبدالله محمد بن علي بن الحسن بن علي بن الحسين بن عبد الرحمن بن القاسم بن محمد البطحاني بن القاسم بن الحسن بن زيد بن الحسن السبط عليهم السلام.
وقد ترجم له الذهبي في النبلاء، فقال ما لفظه: الإمام المحدث الثقة العالم البقية مسند الكوفة أبو عبدالله محمد بن علي.
إلى أن قال: العلوي جمع كتاباً فيه علم الأئمة بالعراق فاجتمع فيه ما لم يجتمع في غيره، ثم عد الآخذين عنه ومن أخذ عنهم، وترجم له في تاريخ الإسلام في أهل وفيات خمس وأربعين وأربعمائة، قال: ومولده في رجب سنة سبع وستين وثلاثمائة، وكان حافظاً خرج عنه الحافظ الصوري، انتهى.
وله كتاب حي على خير العمل الحافل بروايات التأذين بها عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وسادات آل محمد عليهم السلام والصحابة والتابعين رضي الله عنهم، وقد أورد أغلب ما فيه الإمام القاسم في الاعتصام.
وأما الأقوام المشار إليهم فهم:(1/295)


الإمام الناصر علي بن صلاح
الإمام الناصر علي بن صلاح بن الإمام إبراهيم بن تاج الدين، وقد تقدم ذكره في سيرة جده الإمام إبراهيم بن تاج الدين.
قال في دعوته: إني قد تسنمت غارب هذه الدعوة مستكملاً لشرائطها، غير خارج عن استحقاقها، وقد لزمتكم الإجابة ولكم البحث والاختبار..إلى آخر كلامه.
قال السيد الهادي بن إبراهيم في كاشفة الغمة: قال الإمام الناصر صلاح بن علي بن محمد: وكان الواجب عليهم اختباره لأنه الأسبق بالدعوة، وكلامه داع إلى الصواب، سَالِك منهج السنة والكتاب، انتهى كلام الناصر، وعضده السيد العلامة يحيى بن الحسين صاحب الياقوتة، والفقيه العلامة يحيى بن حسن البحيبح، مشهده بسودة شظب ولا عقب له.(1/296)


الإمام أحمد بن علي الفتحي
والإمام المتوكل على الله أحمد بن علي الفتحي، وقد تقدم ذكره في سيرة جده الإمام الناصر الديلمي، والذي أعلمُ له من الولد: السيد العلامة العابد الزاهد محمد بن أحمد، وهو من الذين حضروا بيعة الإمام علي بن المؤيد رضي الله عنهم.
والإمام الواثق بالله المطهر بن محمد، وقد تقدم.
قلت: وهذا على ما أفاده في البسامة، حيث قال:
وفي علي ويحيى والمطهر والـ .... ـفتحي جاءت بمنشور من السير
وكان يحيى هو الحبر الذي ظهرت .... علومه كظهور الوشي في الحِبَر
وما ابن حمزة إلا عالم علم .... مخائل اليُمن لاحت فيه من صغر
وفي طبقات الزيدية: أن الواثق ما قام إلا بعد وفاة الإمام يحيى عليه السلام.(1/297)

59 / 101
ع
En
A+
A-