الإمام المهدي محمد بن المطهر
والإمام المهدي لدين الله محمد بن المطهر بن يحيى عليهم السلام.
قيامه: سنة إحدى وسبعمائة، ومكن الله بسطته، وافتتح عدن أبين، وله كرامات واسعة.
من مؤلفاته: المنهاج الجلي شرح مجموع الإمام زيد بن علي أربعة مجلدات، وعقود العقيان في الناسخ والمنسوخ من القرآن، وفيه من علوم التفسير فرائد ثمينة، وله في العربية الكواكب الدرية شرح الأبيات البدرية، التي مستهلها:
هذي مقالة أهل بيت محمد .... حقاً وإنك بحرها التيار
موت النبي ولاية لوصيه .... بطلت عقودهم ومن أختاروا
وله مجموع المهدي.
وفاته لثمان بقين من ذي الحجة سنة ثمان وعشرين وسبعمائة عن سبعين سنة.
مشهده في العوسجة جوار الجامع الكبير بمدينة صنعاء، وهو ووالده الإمام المتوكل على الله المجددان في المائة السابعة.
وله من الولد: الحسن.(1/288)
الإمام الواثق المطهر بن محمد
ونجله الإمام الواثق بالله المطهر بن الإمام المهدي محمد بن المطهر، وكان من علماء العترة الزكية، وهو صاحب الأبيات الفخرية التي مستهلها:
لا يستزلك أقوام بأقوال .... ملفقات حَرِيات بإبطال
لا ترتضي غير آل المطفى وزراً .... فالآل حقا وغير الآل كالآل
فآية الود والتطهير أنزلتا .... فيهم كما قد رووا من غير إشكال
وهل أتى قد أتى فيهم فما لهم .... من الخلائق من ند وأشكال
وهم سفينة نوح كل من حملت .... أنجته من أَزْل أهواء وأهوال
والمصطفى قال إن العلم في عقبي .... فاطلبه ثم وخل الناصب القالي
وكان في أيام المؤيد بالله يحيى بن حمزة، وتخلى عن الإمامة في عصر الإمام المهدي لدين الله علي بن محمد الآتي ذكره.
وله خطبة بليغة أبان فيها تخليه، منها: ليعلم أدنى الأمة وأقاصيها، القاطنون بسفح البسيطة وصياصيها، بعد السلام عليهم الجزيل، ورحمة الملك الجليل، أنا ما كنا تحملنا من الأعباء إذ عميت عليهم الأنباء إلا إنالةً لحق السابقين من الأجداد والآباء وأكرم بذلك فريقاً، وحسن أولئك رفيقاً، فنذكر بالملأ الأعلى، ونفوز من الأجر بالقِدْحِ المعلى، فأبى الله أن يجعل البسط والقبض، والإبرام والنقض، والرفع والخفض، وإقامة السنة والفرض، إلا في مستودع سره، وترجمان ذكره، وولي نهيه وأمره، ومنفذ تهديده وزجره، علم الشرف الأطول، وطراز العترة الأهول، وصفوة المصطفى، وسبط الأئمة الخلفاء، الخليفة الولي، المهدي لدين الملك العلي، علي بن محمد بن علي صلوات الله عليه وسلامه..إلى آخرها.
وله في الإمام يحيى بن حمزة عليه السلام أبيات مذكورة في طراز قبته، منها:(1/289)
نور النبوة والهدى المتهلل .... أرسى كلاكله ولم يتحول
في قبة نصبت على خير الورى .... قدراً وأشرف في الفخار وأفضل
وعلى الإمامة والزعامة والندى .... والمجد والجود الأثيل الأكمل
وعلى السماحة والرجاحة والنهى .... وعلى المليك الأوحد المتطول
والعالم المتوحد المترهب الـ .... ـمتعبد المتنفل المتبتل
يحيى بن حمزة نور آل محمدٍ .... لب اللباب من النبي المرسل
كشاف كل عظيمة وملاذ كل .... ملمة ورجاء كل مؤمل
يا زائراً يرجو النجاة من الردى .... عن قبره وضريحه لا تعدل
لذ بالضريح وقف به متضرعاً .... واطلب رضاك من المهيمن واسأل
تحيا بكل وسيلة وفضيلة .... وتنال خيراً في علو المنزل
شرفت ذمار بقبر يحيى مثل ما .... شرفت مدينة يثرب بالمرسل
فليهن أهل ذمار حسن جواره .... فيما مضى وكذاك في المستقبل
وقتل ولده علي شهيداً مع الإمام علي بن محمد عليهم السلام.
وفاته: سنة اثنتين وثمانمائة عن تسع وتسعين سنة، وله الرسالة المشهورة المتضمنة لأنواع العلوم المسماة: بالدر المنظوم.
قال فيها: بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله وسلام على عباده الذين اصطفى، وصلاته على مولانا ملك الخلفاء ينهي عبده شكاية منه إلى الرحمن وإلى خليفته إمام الزمان من دهر يصابح بالعدوان ويماسي بالخسران، ويضرب بالخذلان، ضرب الكرة بالصولجان.
إلى قوله: سلبه الحركة كما يسلبها فعل الأمر، وألغاني كما ألغى واوعمرو يتلون تلون الغول، فأنا فيه كالحرف المعلول إن دخل عليه الجازم بطل وخلي من العمل، وإن تحرك وانفتح ما قبله يبدل، يكلفني إخراج حرف الشفة من مخارج حروف الإطباق وذلك تكليف ما لا يطاق.(1/290)
إلى قوله: يلزمني إيجاد فرع من غير أصل، وتركيب نتيجة من غير جنس، وفصل وإنشاء نتيجتين من غير مقتدمتين، والحكم بحق بلا تبيين، فله اختلاف الجد في حالات إرثه وتلون الحِرباء في صدقه، ولكنه جعلني كألف بلى كان ألفاً فكتبوه يا وكان منصوباً فرجع إلى الخفض، وأمَالُوه فعاد إلى الرفض، وكتاء الإفتعال والإبدال طوراً بطاء وطوراً بدال، يحمل الشاق ويكلف المشاق.
إلى قوله: إن ظهرت الحركة كمن السكون، وإن ظهر السكون فالحركة لا تكون، أو كزوائد قالون ثبتت وصلاً مع السكون، وتحذف وقفاً إن تلاها القارون، يحكم بما لا يثبت في الأفكار كما حكمها لسادسة ضرار يخيب الأمل، وينسخ قبل إمكان العمل.
إلى قوله: ولا يصغى إلى ملام، كالجوهر لا يقبل التجزي والانقسام، إلى قوله: ومن وثقت به زادني وهى كما زادوا للسكت هاء..إلى قوله: كالمضارع دخلت عيه الجوازم، والسكون له ملازم.
عسى جابر العظم الكسير بلطفه .... سيرتاح للعظم الكسير فيجبر
وساعد مولانا دهري، فعظم عسري، ورفع من دوني رفع خبر أنَّ، وخفضني خفض المجرور بمن..إلى قوله: مع الحاجة إلى الهبات، والفوائد حاجة الذي وأخواتها إلى الصلات والعوائد.
..إلى قوله: أرسلت ابن عمر نهى فيها وأمر، أحال أهل الكلام مقدوراً بين قادرين، وأمراً بين أمرين، والوقوع فرع الصحة، والإحالة ليس لها صحة، سلبني أطراف بدلي تعميماً، سلب آخر المنادى ترخيماً، كما سامحوا عمراً بواوٍ مزيدة، وضيق بسم الله في ألف الوصل، فلو نهيت ابن عمر انتهى، وما انتهى إلى ما انتهى، وما ارتفع إلى ما ليس من أهله، فقد لبثت فيكم عمراً من قبله.
إلى قوله: واحتملت الإعراض احتمال الجواهر في الأعراض..إلى قوله: كالصفة لا تعمل على الإنفراد كان الولد سوراً على البلد، إلى قوله: وسبب محنتي جعل ذنباً لا يغفر وجوباً لا يكفر، والتوبة للذنب مسقطه وإنكار إسقاطها سفسطة.(1/291)
إلى قوله: أما أنا فلو وجدت يومئذ الناصر ما فارقت الناصر، ولو تماثلت الاعتقادات، واتفقت الإرادات ما خالف أبو هاشم أباه في الصفة الأخص، ولما جازت الإمامة بالنص.
إلى قوله: أجازت الأمة المحمدية أكل الميتة خوف المنية، وشرب المدام إن أفراط الأُوام، وأباح الشرع في القتال قتل الترس وإن كان من الأطفال خوف الإستئصال وأنا خشيت الزوال، ففديت القدم بالنعال، وكنت منذ كنت ناظراً إلي ومتعطفاً عليَّ كالواو تدخل للابتداء والحال وناصبة للاستقبال وبمعنى أن والعطف والأقسام والعدد التام، وسائر الأقسام فلما خاب ظني وأعرضت عني أصبحت كباء القسم لا تدخل إلا على الجلالة، بعد أن كان معي لكل حالة آلة.
إلى قوله: عادات السادات، سادات العادات، ويغشى ساحات أهل السماحات:
إلى هاهنا أنهي كلامي وانتهي .... فما شئت في حقي من الخير فاصنع(1/292)