الإمام مانكديم
الزلف:
42- ومستظهر ثم الحُقَيْنِيُّ منهمُ .... بِحَارُ عُلومٍ زَاخِراتٌ هَوامِعُ
التحف: في هذا البيت إمامان زاكيان طاهران:
الإمام مانكديم المستظهر بالله أحمد بن الحسين بن أبي هاشم محمد بن علي بن محمد بن الحسن بن الإمام محمد بن أحمد بن محمد بن الحسن - والحسن هذا جد الإمام الناصر الأطروش - بن علي بن عمر الأشرف بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب عليهم السلام.
دعا عقيب وفاة المؤيد بالله، وهو صاحب شرح الأصول الخمسة لقاضي القضاة، وهو من أعيان أهل البيت، ومن المتبحرين في العلوم.
توفي بالري سنة نيف وعشرين وأربعمائة. ومعنى مانكديم: وجه القمر.(1/238)
الإمام الهادي الحقيني
والإمام الهادي الحُقَيْني أبو الحسن علي بن جعفر بن الحسن بن عبدالله بن علي بن الحسن بن علي بن أحمد الحقيني بن علي بن الحسين الأصغر بن علي سيد العابدين بن الحسين بن علي بن أبي طالب عليهم السلام.
أجمع علماء زمانه أن سُبُع علمه يكفي للإمامة، وكان متشدداً على الملاحدة الباطنية، وغدر به حشيشي منهم، فقتله يوم الاثنين من شهر رجب سنة تسعين وأربعمائة.
وهبت ريح بعد مضي مائة سنة من وفاته فكشفت عن قبره، فرأوه على عادته لم يتغير حتى شعر لحيته، وله وصية تذهل منها العقول، رضوان الله وسلامه عليه.
منها: قوله عليه السلام: هذه وصية العبد المتلهف المتأسف، أشهد أن لا إله إلا الله وحد لا شريك له، متعال عن الأضداد والأنداد، منزه عما نسب إليه الظالمون، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله اختاره للرسالة، ودل على صدقه بالدلالة بعثه إلى كافة الخلق بالأمر الحق بشيراً ونذيراً، وسراجاً منيراً، خاتم الأنبياء، وخير الأصفياء صلى الله عليه وعلى آله وسلم، وأشهد أن الجنة حق، وأن النار حق، وأن البعث حق، وأن النشور حق.
قال: وأشهد أن أمير المؤمنين إمام المسلمين بعد رسول رب العالمين لما خصه الله تعالى بمجموع الفضائل والمناقب، ووضعه في أشرف المناصب، بمنصوص التنزيل..إلى آخره.(1/239)
الإمام أبو هاشم الحسن بن عبد الرحمن
الزلف:
43- ونفسٌ زكتْ والناصرانِ تتابعَا .... أبو الفتحِ والشهمُ الحُسَينُ المُسَارِعُ
التحف: في هذا البيت ثلاثة أئمة:
هو الإمام أبو هاشم النفس الزكية الحسن بن عبد الرحمن بن يحيى بن عبدالله بن الحسين بن القاسم بن إبراهيم عليهم السلام، وهذا الإمام السادس من آباء المنصور بالله عبدالله بن حمزة عليهم السلام.
دعا إلى الله سنة ست وعشرين وأربعمائة، وذكر القاضي العلامة أحمد بن يحيى حابس رحمه الله - المتوفى سنة إحدى وستين وألف -: أنه دعا سنة اثنتين وعشرين وأربعمائة، ولعل موته عليه السلام سنة ثلاث وثلاثين وأربعمائة.
وله دعوة شريفة قال فيها: الحمد لله العزيز الغفار، الواحد القهار، الملك الجبار، خالق البحر الزخار، والسحاب المدرار، والنجم النوار، والقمر السيار، والفلك الدوار، وكل شيء عنده بمقدار، عالم الغيب والشهادة الكبير المتعال، ?سواءٌ منكم من أسر القول ومن شجهر به ومن هو مستخف باليل وسارب بالنهار?، لاتكتنهه البصائر، ولا تدركه الأبصار، ولا تحيط به الضمائر والأفكار.
قال: وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، شهادة إخلاص وإقرار، ونشهد أن محمداً عبده ورسوله المختار، نبيه الكريم النِّجار، والنقي النضار، ومعدن الفخار، وزين الوقار، والمنتخب من ولد قصي وآل نزار، صلى الله عليه وعلى أهل بيته الطيبين الأخيار.
..إلى قوله: فبلغ صلى الله عليه وآله وسلم الرسالة، وأوضح الدلالة، وأدى الأمانة، ونبذ الخيانة، ونصح الأمة، وكشف الغمة، وأظهر البرهان والدليل، وأقام الحق على سواء السبيل.(1/240)
..إلى قوله: فلما قومهم بالهدى والتقى، وجنبهم مصارع الغي والردى، أنزل عليه العلي الأعلى تبارك وتعالى: ?قل لا أسألكم عليه أجراً إلا المودة في القربى?، أمرهم تعالى أن يكافئوا جلائل النعم، ويجاوزوا فواضل هذه القسم، بإعظام الذرية، وإكرام نجل النبوة، فرضاً حتمه على كافة البرية، وأكده رسوله المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم بالوصية، حين قال للسبطين الطيبين الطاهرين السيدين الحسن والحسين عليهما السلام: ((آذى الله تعالى من آذاني فيكما، ورحم من رحمني فيكما))، وحين قال: ((إني تارك فيكم الثقلين كتاب الله وعترتي أهل بيتي إنهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض)) فجعل الكتاب والعترة وديعتين عظيمتين هاديتين مهديتين باقيتين، وقال صلى الله عليه وآله وسلم: ((أنا سلمٌ لمن سالمكم، وحرب لمن حاربكم)).
..إلى قوله: وقال صلى الله عليه وآله وسلم: ((أهل بيتي كسفينة نوح من ركبها نجا، ومن عدل عنها غرق وهوى))، ونظار ذلك كثير.
قال: فأطاع الله تعالى ورسوله صلى الله عليه وآله وسلم في هذه الوصية قوم موفقون مسددون، وعصاه آخرون محرومون مبعدون، وهذا الحي من همدان أهل المجد والبأس والمراس، والنجدة وسراة الناس، ممن رضي الله تعالى ورسوله صلى الله عليه وآله وسلم طاعتهم وموالاتهم، ومشايعتهم ومصافاتهم ومحاماتهم دوننا أهل البيت، ومدافعتهم وإنصافهم في شيعتنا، ومظاهرتهم وموازرتهم للقائم منا، ومصاحبتهم ومكاتفتهم علينا، فقد شملت فواضلهم، وعمت نوافلهم، فهم بطانتنا وخاصتنا، وأولياء دعوتنا، وأعضاء دولتنا، وحماة حوزتنا، ومفزع رأينا ومشورتنا، فجزى الله تعالى أحياءهم عنا خيراً وبراً وحمداً ومناً وشكراً، وأوسع موتاهم ثواباً وأجراً وعفواً وغفراً، فكم من عظيمة دوننا تولوها، وكم من كريهة حلوها، وكم من شهيد منهم تحت لواء الحق معفر، وقتيل أمام إمامه مجدل، وصريع في قلب مصافه مزمل.(1/241)
قال: وكفى لتميم وإلى الله نرغب وإياه نسأل، والله سبحان نضرع ونبتهل، أن يثبتهم في حماتنا، ويوفقهم لنصرتنا، وأن يحشرهم غداً من زمرتنا مع أسلافنا وأسرتنا، وهو تعالى جده بالإجابة جدير، وعلى ما يشاء قدير.
معاشر الناس يرحمكم الله، إن الله جل ثناؤه وتقدست أسماؤه، وعظمت آلاؤه، لم يخلقكم عبثاً، ولم يترككم سدىً.
قال: كلا بل جعل عليكم رقيباً من العقل قامعاً وشهيداً من الشرع مانعاً..إلى قوله: فكان الخلق في تلقي الحق قسمين: فقسم بان لهم الحق فأذعنوا واستسلموا خاضعين.
..إلى قوله: ونالوا رضى رب العالمين بصدورٍ منشرحة، وآمالٍ منفسحة، ونيات صادقة.
..إلى قوله: ففازوا في دنياهم بالدعة والخفض، وفي عقباهم بجنة عرضها كعرض السماوات والأرض.
..إلى قوله: وقسمٌ جحدوا النبوة وخالفوها، تمرداً وعصياناً، ودفعوا الشريعة وأنكروها، شحناً وطغياناً.
..إلى قوله: فلما انقضى عهد النبوة، وتبين على الخلق فرض الإمامة، الحد فيها طائفة منهم سلكوا منهاج من تقدمهم حذوا النعل بالنعل والقذة بالقذة.(1/242)