الإمام الداعي يوسف الأكبر
الزلف:
36- ويوسُفُ من أَبْنَاءِ يحيى بنِ أحمدٍ .... ومنتصرٌ باللهِ بالسيفِ خافِعُ
التحف: في هذا البيت إمامان:
الإمام الداعي إلى الله يوسف الأكبر بن الإمام المنصور بالله يحيى بن الإمام الناصر لدين الله أحمد بن الإمام الهادي لدين الله عليهم السلام.
قال الأمير الكبير شرف الدين الحسين بن بدر الدين صاحب (الشفا): إن هذا الإمام قام في سنة ثمان وستين وثلاثمائة.
وفاته: بصعدة في صفر سنة ثلاث وأربعمائة، قبره بجنب أبيه.
أولاده: القاسم، والحسين، وإسحاق، وأحمد.(1/222)
الإمام المنتصر محمد بن المختار
والإمام المنتصر بالله محمد بن الإمام المختار القاسم بن الإمام الناصر للحق بن الإمام الهادي لدين الله يحيى بن الحسين عليهم السلام.
ثأر لأبيه من قاتليه، فقتلهم وشفى الغليل، وقال بعد أن قتلهم القصيدة المعروفة بالحماسة الهاشمية، والشجاعة العلوية:
علام اللوم يا سلمى على ما .... عداك اللوم فاطرحي الملاما
دعيك اللوم أروعَ هاشمياً .... هِزبراً ضيغماً بطلاً هماما
ألمَّا تعلمي فتكي جهاراً .... عشية لم تهب نفسي الحماما
وطعني غير ما وجل وضربي .... كُلا وطلا وأحشاءً وهاما
بردت الغل ثم شفيت نفسي .... بتقتالي الأولى قتلوا الإماما
فتىً في السلم كان هدىً ونوراً .... وسيفاً في الوغى ذَكِراً حساماً
به امتثلوا فعال بني زيادٍ .... غداة الطف واتبعوا هشاما
وهم جلبوا الجياد وحاولوا من .... بني الزهراء قسراً واهتضاما
فألفونا ضراغمةً كراماً .... وألفيناهمُ جُبُناً لئاما
وأكرعناهم حوض المنايا .... وأسقيناهم كأساً سماما
وقلنا أي بني الزهراء حاموا .... عن الأحساب أو موتوا كراما
ومنها:
جلونا حينما صلنا عليهم .... بأجمعنا عن أوجهنا القتاما
وأفطر سيف ثار بني علي .... وعنهم طالب ما قد كان صاما
وحكمنا البواتر في طلاهم .... فخرت هامهم فلقاً تراما
وحزنا خيلهم البيض عنها .... وأوسعنا أساراهُمْ ذماما
رأينا قتلهم إذ ذاك أحرى .... بنا من أن نذل وأن نضاما
وصلنا صولة شعواء أضحت .... أنوفُ الكاشحين لها رغاما
أبى الهادي الذي كَسَرَ البرايا .... وذاد عن الهدى قِدماً وحاما
وكان لهم وللدنيا جميعاً .... إذا انتظما لأمته انتظاما
وجدي خير من ركب المطايا .... رسول الله واتخذ المقاما
وقومي في الأولى بدأوا الطعايا .... وهم بدأوا المنايا والزِّحاما
بدأنا كل مكرمة ولما .... نَزَلْ للمجد مذ كنا سناما
وما إن زال أولنا نبيئاً .... ولا ينفك آخرنا إماما(1/223)
ومنها:
ملأنا الأرض إسلاماً وعدلاً .... ومُلِّكنا الورى يمناً وشاما
هديناهم صراطاً مستقيماً .... وأضحينا لدينهمُ قِواما
جعلنا من حرامهم حلالاً .... لهم وحلالَ ما اتبعوا حراما
ولولا نحن ما خروا سجوداً .... ولا امتثلوا إلى نفل قياما
ولا حجوا ولا شرعوا جهاداً .... ولا زكوا ولا فرضوا صياما
يصلي كل محتلمٍ علينا .... إذا صلى ويتبعها السلاما
وحسبك مفخراً أن جُعلنا .... لكل هدىً ومفتَرَضٍ تماما
وفاته: في صفر سنة 365هـ.
أولاده: عبدالله الملقب المعتضد بالله، وإبراهيم المُلَيح - بالتصغير -، والقاسم، وحمزة، ويوسف، والمطهر، ومحسن، ويحيى.
والخافع - بالخاء المعجمة، فألف، ففاء، فعين -: الضارب.(1/224)
الإمام القاسم بن علي العياني
الزلف:
37- ومن في عِيَانٍ أعْلَنَ الدينَ وابنُهُ .... وقد خَانَهُ مَنْ للدَّيانةِ خالِعُ
التحف: في هذا البيت إمامان:
الإمام المنصور بالله أبو الحسين القاسم بن علي بن عبدالله بن محمد بن الإمام القاسم بن إبراهيم عليهم السلام.
قام ببلاد خثعم، ثم أنفذ رسله إلى اليمن سنة ثمان وثمانين وثلاثمائة، فأجابوه في عصر الإمام الداعي إلى الله يوسف، وكان بينهما معاونة على إقامة الدين، وإحياء سنن المرسلين ما يشفي صدور المؤمنين.
ومن مؤلفاته: كتاب الأدلة من القرآن على توحيد الله، وكتاب التوحيد، وكتاب التجريد، وكتاب التنبيه.
وفاته: سنة ثلاث وتسعين وثلاثمائة.
مشهده: بعيان ببلاد سفيان.
قال الإمام المهدي أحمد بن يحيى المرتضى عليه السلام:
والقاسم بن عليٍ المشهور بالـ .... ـعلم الغزير الواسع الدفاق
أولاده: سليمان، ويحيى، وعبدالله، وعلي، وجعفر.(1/225)
الإمام المهدي الحسين بن القاسم العياني
وابنه الإمام المهدي لدين الله الحسين بن القاسم بن علي عليهم السلام. مولده: سنة ست وسبعين وثلاثمائة.
دعا بعد وفاة أبيه. وكان من كبار علماء الآل، وله آثار جمة، وانتفع بعلومه الأئمة، بلغ في العلوم مبلغاً تحتار منه الأفكار، وتبتهر فيه الأبصار، على صغر سنه، فلم يكن عمره يوم قيامه عليه السلام إلا سبع عشرة سنة.
تنزيهه عمَّا نسب إليه
وقد روي عنه أشياء خارجة عن سنن أهل البيت، رواها الإمام أحمد بن سليمان في حقائق المعرفة، وقد نزهه عنها، فقال بعد حكايته لها: والكتاب الذي روي أنه كتبه - ما لفظه: ونحن ننفي عنه هذا الكلام، ونقول: هو مكذوب عليه، ولا يصح عنه..إلى آخر كلامه عليه السلام، ولاو وثوق بما في الحكمة الدرية، فقد ثبت أنه قد دس فيها كثير على الإمام، ولهذا لم نعدها في مؤلفاته.
وأما الإمام عبدالله بن حمزة فقد سمعتُ نقله عنه في (الرسالة الناصحة)، وثناءه عليه، وكلام هذا الإمام في كتاب (الرحمة) وغيره من رواية السيد العالم الكبير حميدان بن يحيى القاسمي يقضي بأن مذهبه وعقائده عقائد الإمام الهادي وابنه المرتضى، وهي التي ارتضاها الله لعباده، وتبرأ إلى الله من كل ما نسب إليه خلاف ذلك، ولعله لُبِّس على الإمام المتوكل على الله أحمد بن سليمان عليه السلام لكثرة أعدائه في ذلك العصر.
وقد كان عليه السلام كثير التشكي من المحرفين لكلامه، ومع ظهور الحامل، فلا يؤخذ بالنقل، وإن بلغ أي مبلغ، فهذا أمر عسير، والهجوم عليه بغير بصيرة جرم خطير.
وللقاضي العلامة محمد بن جعفر في تنزيهه أبيات منها:
هذا إمام عالم عامل .... أبرا إلى الرحمن من بغضه
ومن موالاة لأعدائه .... ومن غلو فيه أو رفضه
قفْ واتق الله إله السماء .... يا أيُّها الطاعنُ في عرضِهِ
إن تك منه اليوم مستقرضاً .... ففي غد تندم من قرضه
أدين أن الحق ما قاله .... من صفة الباري ومن فرضه
وأنَّ مَن في فضله قد غلا .... أكبرُ جرماً من ذوي بغضه
فخف إله الخلق يا من غلا .... في خلط ما قد شُبت في محضه
مثل ابن غطريف الذي لم يقل .... في كله الحق ولا بعضه
قال ابن غطريف الذي قاله .... فشمر المهدي في نقضه
فردَّ ما قالَ ولم يَرْضَهُ .... إذ أسخطَ اللهَ ولم يُرضِه
صلى عليه اللهُ من راحض .... طاب وطاب الدين من رحضه(1/226)