عرض مجمل للأنبياء والرسل عليهم السلام والكتب السماوية
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله وسلام على عباده الذين اصطفى:
الزلف:
1- ألا أيها الوسنان ما أنت صانع .... إذا حلَّ خَطْبٌ لا محالةَ واقِعُ
2- هنالك لا مالٌ عُنِتَ بجمعهِ .... ولا وَزَرٌ إلا التُقى لكَ نافِعُ
3- وفي هادم اللذَّاتِ أعظمُ زاجرٍ .... مَصَارعُ تتلُو بعدَهُنَّ مصارِعُ
4- تخَلَّوا عن الدنيا وباد نعيمُهم .... وضَمَّتْهُمُ بعدَ القُصورِ المضَاجِعُ
5- تُخَبِّرك الأجداثُ أنك راحلٌ .... وتلكَ الديارُ الخالياتُ البلاقِعُ
6- وعما قليلٍ أنت فيهنَّ ساكنٌ ....وقد أَقْفَرَتْ عنكَ القُرى والمجَامِعُ
7- أمَا لَكَ عقلٌ تستضيءُ بهديهِ؟ .... كأَنَّكَ في الأنعَامِ يا صاحِ راتِعُ
8- وآيات ربُّ العالمين منيرةٌ .... على خَلْقِهِ والبيِّناتُ القواطِعُ
9- أتى كلَّ قرنٍ للبرية منذرٌ .... وداعٍ إلى الرحمنِ للشركِ قامِعُ
التحف:
اعلم أنا قد أعرضنا عن البيان لما في هذه المنظومة من الإعراب، والصرف، والمعاني والبيان ؛ لأن ذلك يخرجنا عن المقصود، ويعود بالنقض على الغرض المطلوب، فلا تهمل النظر في تلك الأبواب، لا سيما في مواضع منها، فإنها تختل بإغفالها المعاني، ويبطل البيان ويضمحل التحسين، ولذلك أشرت لك بهذا الخطاب.(1/16)
وفي هذا إشارة إلى الأنبياء الذين أكد الله بهم على العباد حجة العقل، وأنزل معهم في البلاد الميزان والعدل، ?لِيَهْلِكَ مَنْ هَلَكَ عَنْ بَيِّنَةٍ وَيَحْيَا مَنْ حَيَّ عَنْ بَيِّنَةٍ وَإِنَّ اللَّهَ لَسَمِيعٌ عَلِيمٌ? [الأنفال:42]، قال الله تعالى: ?إِنَّا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ كَمَا أَوْحَيْنَا إِلَى نُوحٍ وَالنَّبِيِّينَ مِنْ بَعْدِهِ وَأَوْحَيْنَا إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالْأَسْبَاطِ وَعِيسَى وَأَيُّوبَ وَيُونُسَ وَهَارُونَ وَسُلَيْمَانَ وَءَاتَيْنَا دَاوُدَ زَبُورًا(163)وَرُسُلًا قَدْ قَصَصْنَاهُمْ عَلَيْكَ مِنْ قَبْلُ وَرُسُلًا لَمْ نَقْصُصْهُمْ عَلَيْكَ وَكَلَّمَ اللَّهُ مُوسَى تَكْلِيمًا(164)رُسُلًا مُبَشِّرِينَ وَمُنْذِرِينَ لِئَلَّا يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَى اللَّهِ حُجَّةٌ بَعْدَ الرُّسُلِ وَكَانَ اللَّهُ عَزِيزًا حَكِيمًا(165)? [النساء:163- 165].
واعلم أنه روي عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: أن الأنبياء مائة ألف وأربعة وعشرون ألفاً، والرسل ثلاثمائة وثلاثة عشر، والكتب المنزلة مائة وأربعة كتب، أنزل على شيث عليه السلام خمسون صحيفة، وعلى إدريس عليه السلام ثلاثون، وعلى إبراهيم عليه السلام عشر، وعلى موسى عليه السلام عشر والتوراة، وعلى داود عليه السلام الزبور، والإنجيل على عيسى عليه السلام، والقرآن على محمد صلى الله عليه وآله وسلم، أنزلت صحف إبراهيم عليه السلام أول ليلة من شهر رمضان، والتوراة لست منه بعد الصحف بسبعمائة عام، والزبور لاثنتي عشرة ليلة منه بعد التوراة بخمسمائة عام، والإنجيل لثماني عشرة ليلة منه بعد الزبور بألفي عام، والفرقان لأربع وعشرين ليلة منه بعد الإنجيل بستمائة وعشرين عاماً.(1/17)
قال السيد الإمام أبو العباس أحمد بن إبراهيم عليه السلام: أخبرنا علي بن الحسين العباسي بإسناده عن ابن عباس، قال: ((كان من آدم إلى نوح ألفا سنة ومائتا سنة، ومن نوح إلى إبراهيم ألف ومائة وثلاث وأربعون سنة، ومن إبراهيم إلى موسى خمسمائة وخمس وسبعون سنة، ومن موسى إلى داود خمسمائة وتسع وتسعون سنة، ومن داود إلى عيسى ألف سنة وثلاث وخمسون سنة، ومن عيسى إلى محمد ستمائة سنة صلى الله وسلم على أرواحهم الطاهرة)).(1/18)
ذكر رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم
الزلف:
10- إلى أن تناهى سرُّها عندَ أحمدٍ .... فنادى أمينُ الله مَنْ هو سامِعُ
11- وشَقَّ بفرقانِ الرسالةِ غَيْهَباً .... فأشرقَ بُرهانٌ من الوحيِ صادِعُ
التحف:
هو النبي الأكبر، والرسول الخاتم العاقب المطهر، صفي الله على الخلائق، ومختاره في العلم السابق، منتهى أنباء السماوات، ومَبْلَغ أسباب الرسالات: أبو القاسم محمد بن عبدالله بن عبد المطلب - واسمه شيبة - بن هاشم - واسمه عمرو - بن عبد مناف بن قُصَي بن كلاب بن مُرَّة بن كعب بن لُؤي بن غالب بن فِهْر بن مالك بن النضر - وهو قريش - بن كنانة بن خُزَيمة بن مُدْرِكة بن إلياس بن مضر بن نَزَار بن معَد بن عدنان.
وقد حقق السيد العلامة أبو علامة محمد بن الإمام المتوكل على الله عبدالله بن علي بن الحسين بن الإمام عز الدين: نَسَبَ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، وسيرة كل واحد من آبائه في (روضة الألباب).
قال صلى الله عليه وآله وسلم: ((إن الله أنزل قطعة من نور، فأسكنها في صلب آدم فساقها حتى قسمها جزئين فجعل جزءاً في صلب عبدالله، وجزءاً في صلب أبي طالب، فأخرجني نبياً، وأخرج علياً وصياً)).
وعنه صلى الله عليه وآله وسلم، عن جبريل أنه قال: ((يا محمد قلَّبت مشارق الأرض ومغاربها، فلم أجد بني أب أفضل من بني هاشم)).
وقال صلى الله عليه وآله وسلم: ((إن الله اصطفى من ولد آدم إبراهيم، واصطفى من ولد إبراهيم إسماعيل، واصطفى من ولد إسماعيل كنانة، واصطفى من كنانة قريشاً، واصطفى من قريش بني هاشم، واصطفاني من بني هاشم))، وهم زرع إبراهيم الخليل، أسكنهم الله بيته المعظم، وولاهم الحرم المحرم.
وأمه صلى الله عليه وآله وسلم: آمنة بنت وهب بن عبد مناف بن زهرة بن كلاب.
ولد صلى الله عليه وآله وسلم في عام الفيل في شهر ربيع الأول، سنة اثنتين وثمانين وثمانمائة من تاريخ الإسكندر ذي القرنين عليه السلام.(1/19)
وتوفي أبوه قبل أن يولد، وتوفيت أمه بالأبواء - موضع بين مكة والمدينة - وله ست سنين.
وكفله جده شيبة الحمد عبد المطلب وتوفي - بعد أن أوصى إلى ابنه أبي طالب - وله صلى الله عليه وآله وسلم ثمان سنين.
وحكَّمَتْهُ قريش في وضع ركن الكعبة وهو في خمس وعشرين سنة، وفيها تزوج خديجة بنت خويلد بن أسد بن عبد العزى بن قصي رضي الله عنها، وتوفيت هي وكافل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وناصره أبو طالب قبل الهجرة بثلاثة أعوام، وبعثه الله إلى الخلق وهو في أربعين سنة.
ونزل إليه روح القدس جبريل الأمين عليه السلام يوم الاثنين في شهر ربيع الأول، وفي بعض السير أنه في شهر رمضان.
وقبضه الله صبح يوم الاثنين من شهر ربيع الأول سنة ثلاث وستين من عام الفيل، وثلاث وعشرين من البعثة، وإحدى عشرة من الهجرة، ودفن صلى الله عليه وآله وسلم في حجرته المباركة في موضع وفاته.
ولد صلى الله عليه وآله وسلم وبعث وهاجر ودخل المدينة وقبض يوم الاثنين.(1/20)