ترجمة محمد بن صالح بن عبدالله
وظهر من آل محمد في أيام المتوكل العباسي الإمام أبو عبدالله محمد بن صالح بن عبدالله بن موسى بن عبدالله بن الحسن بن الحسن السبط عليهم السلام، فخدعوه حتى أسروه ب(سر من رأى) وهو حفيد الإمام عبدالله بن موسى كما ترى.(1/177)


الإمام محمد بن القاسم
الزلف:
28- ومعتصمُ الأقوَامِ سَمَّ مُحمداً .... وذلكَ مَنْ في الطالَقَانِ يشايِعُ
التحف:
هو الإمام أبو جعفر محمد بن القاسم بن علي بن عمر الأشرف بن علي سيد العابدين بن الحسين السبط بن علي الوصي صلوات الله عليهم وسلامه.
كان هذا الإمام في أيام المعتصم العباسي، وله مع المسودة وقعات كثيرة، ومات في أيامه.
قال الإمام المنصور بالله عبدالله بن حمزة عليهما السلام: إنه دعا بخراسان فاجتمعت إليه الزيدية، وأهل الفضل من المذاهب، وانطوى ديوانه على أربعين ألف مقاتل.
وقال: كان يلبس ثياب الصوف الأبيض، وكان من العلم والفقه والدين والزهد وحسن المذهب في الغاية.
وذكر من صفته: أنه ربعة من الرجال، أسمر، قد أثر السجود في وجهه. قال: وهو القائل بالعدل والتوحيد، والداعي إليه، وهو قدوة في الزيدية، انتهى.
وفاته: اختلف في سبب موته، قيل: مات في واسط، وقيل: بل مات في السجن، وقيل: سمه المعتصم، وقيل: توارى أيام المعتصم وأيام الواثق، وأخذ أيام المتوكل فمات في الحبس.
عمره ثلاث وخمسون سنة، وفي مقاتل الطالبيين ما معناه: أن خروجه من سجن المعتصم سنة تسع وعشرين ومائتين، انتهى. وعقبه بطبرستان.
نعم، وهذا الإمام عليه السلام قبل الإمام المتقدم - وهو القاسم بن عبدالله -، فلا يشكل، فقد يقع التفاوت اليسير في النسق، بل قد لا يراد الترتيب فيما أصله له، كالفاء، وثم، فالفاء تخرج في عطف التفصيل على المجمل، والذي أراه أن منه نحو قوله عز وجل: ?فَانْتَقَمْنَا مِنْهُمْ فَأَغْرَقْنَاهُمْ? [الأعراف:136]، لأن الإنتقام مجمل فصله بالإغراق، لا كما زعم الزمخشري أن فانتقمنا منهم أردنا الإنتقام، فإنما هو تنزيل على معتقد المعتزلة وغيرهم أن إرادة الله تعالى لأفعاله غير إمضائه لها، وغير علمه باشتمالها على المصلحة، والله أعلم.(1/178)


و (ثم) في تفاوت مضموني الجملتين لكونها للتعقيب بتراخ، كما ذكر هذا أهل المعاني، وشواهده في الكتاب العزيز، وقد يكون الترتيب في الإخبار لا في الوقوع كقوله:
إن من ساد ثم ساد أبوه .... ثم قد ساد قبل ذلك جده
وهذا هو الأوجه في توجيه الآيات والأبيات، وإن زعم ابن هشام أن غيره أنفع منه، والمهلة في الإخبار حاصلة من جهة المعاني على رأي من يجعلها للتراخي.
هذا، ولا تغفل عن الموجبات والمجوزات والمحسنات للفصل والوصل، والله ولي التوفيق.(1/179)


الإمام محمد بن جعفر بن يحيى بن عبدالله
ودعا من أهل بيت النبوة في هذا العصر الإمام محمد بن جعفر بن الإمام يحيى بن عبدالله بن الحسن بن الحسن عليهم السلام.
وكان يركب ويطوف في الأسواق، يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر، وهو الخارج بتاهرت السفلى، وهو جد الإمام المنصور بالله عبدالله بن حمزة من قبل الأم عليهم السلام.(1/180)


الإمام يحيى بن عمر العلوي
الزلف:
29- ويحيى وإسماعيلُ ثم محمدٌ .... عليٌ حسينٌ أحمدٌ إذ تُتَايِعُ
التحف: التتايع - بمثناتين من أعلى فألف فياء مثناة من أسفل فعين مهملة -: الدخول في الشر بسرعة، أي تتايع البغاة المتقدم ذكرهم إدخال هؤلاء الأئمة في المكاره.
في هذا البيت ستة أئمة:
الإمام أبو الحسين يحيى بن عمر بن يحيى بن الحسين بن زيد بن علي بن الحسين السبط عليهم السلام.
قيامه: سنة ثمان وأربعين ومائتين، قتل هذا الإمام في الكوفة في أيام المستعين العباسي.
فكم دم سفكوه لأئمة آل محمد الذين هم القائمون بالقسط في الأرض، ولم يحمل أهل البيت على هذا إلا الغيرة على دين الله، والتلبية لكتاب الله، صلوات الله وسلامه عليهم.
ورثاه علي بن العباس الرومي مولى بني العباس بقصيدة تنيف على مائة بيت، منها:
سلام وريحان وروح ورحمة .... عليك وممدود من الظل سجسج(1/181)

36 / 101
ع
En
A+
A-