وروى الصادق، عن الباقر محمد بن علي، أن نبي الله صلى الله عليه وآله وسلم، قال: ((إن على يمين العرش رجالاً وجوههم من نور، وثيابهم من نور، ما هم بنبيين ولا شهداء، يغبطهم النبيون والشهداء، قيل: من هم؟ قال: أولئك أشياعنا، وأنت إمامهم يا علي)).
وروى في الحدائق أيضاً عن الناصر للحق، عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم، قال: ((يدخل الجنة من أمتي سبعون ألفاً بغير حساب، قال علي: من هم يا رسول الله؟ قال: هم شيعتك وأنت إمامهم))، وفي رواية الأمير الحسين عليه السلام: ثم التفت إلى علي فقال:.... الخبر.
ولقد احمر أديم الأرض من دماء آل رسول الله، ودماء شيعتهم:
خاضوا المنيات في مرضات خالقهم .... وحكَّموا السيف في هام وأعناق
فكم أطارت سيوف الآل من قلل .... وكم دم في سبيل الله مهراق

قال السيد الإمام علم أعلام البيت النبوي الشريف، الرضي الموسوي - صاحب نهج البلاغة والمجازات النبوية، وتلخيص البيان في مجازات القرآن وغيرها - أبو الحسن محمد بن الحسين بن موسى بن محمد بن موسى بن إبراهيم بن موسى الكاظم بن جعفر الصادق بن محمد الباقر بن علي السجاد بن الحسين السبط - المتوفى سنة ست وأربعمائة، عن ستة وأربعين عاماً - في ترثيته للحسين صلوات الله عليهم، وقد خرج إلى ذكر العترة:
أَخَذَت بأطراف الفخار فعاذر .... أن يصبح الثقلان من حسادها
إلى أن قال:
عترة الله اغضبي لنبيه .... وتزحزحي بالبيض من أغمادها
توفي الإمام عيسى بن زيد عليهما السلام بعد دعائه إلى الله في أيام محمد بن أبي الدوانيق العباسي مسموماً، في اليوم الثالث من شعبان سنة ست وستين ومائة، عمره خمس وأربعون سنة.(1/151)


الإمام الحسين بن زيد
والإمام الحسين بن زيد بن علي بن الحسين السبط عليهم السلام.
دعا إلى الله: بعد قتل الإمام المهدي محمد بن عبدالله النفس الزكية، وكان في الوقعة، استشهد أبوه الإمام الأعظم وهو صغير، فرباه جعفر الصادق عليهم السلام.
أولاده المعقبون: يحيى المحدث، والحسين، وعلي عليهم السلام.
وفاته: سنة مائة وأربعين، أفاده في طبقات الزيدية، ولا يصح ؛ لأنه شهد مع الإمام محمد بن عبدالله عليهم السلام، والأقرب أنه في حدود مائة وتسعين، كما في التقريب، والخلاصة.(1/152)


الإمام أحمد بن عيسى بن زيد
والإمام أبو عبدالله أحمد بن عيسى بن زيد بن علي بن الحسين السبط عليهم السلام، فقيه آل محمد، وله الأمالي المعروفة بعلوم آل محمد، سماها الإمام المنصور بالله (بدائع الأنوار).
أولاده: محمد، وعلي.
توفي وقد جاوز الثمانين، سنة سبع وأربعين ومائتين، وقد كان حبسه الرشيد، ثم تخلص من حبسه، وبقي في البصرة إلى أن توفي.(1/153)


الإمام إدريس بن عبدالله
الزلف:
23- وإدريسُ سمَّتْهُ البغاةُ ونَجلَهُ .... مَصَابِيحُ دينِ اللهِ قتلاً تُتابِعُ
التحف: في هذا البيت إمامان:
الإمام إدريس بن عبدالله بن الحسن بن الحسن السبط عليهم السلام.
قيامه: بناحية المغرب بعد أن أيس من أخيه الإمام يحيى بن عبدالله، وهو خامس الأئمة من أبناء الكامل عليهم السلام.
وقال في دعوته التي رواها أحمد بن سهل الرازي، قال: هذه رسالة إليهم كما قال الحسن بن علي بن محمد بن جعفر بن الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب:
الحمد لله الذي جعل النصر لمن أطاعه، وعاقبة السوء لمن عند عنه، ولا إله إلا الله المتفرد بالوحدانية، الدال على ذلك بما أظهر من عجيب حكمته، ولطف تدبيره الذي لا يدرك إلا بأعلامه وبيناته سبحانه، منزهاً عن ظلم العباد، وعن السوء والفساد، ليس كمثله شيء وهو السميع البصير، وصلى الله على محمد عبده ورسوله، وخيرته من جميع خلقه، انتخبه واصطفاه، واختاره وارتضاه، صلوات الله عليه وعلى آله أجمعين، أما بعد:
فإني أدعوكم إلى كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وآله وسلم وإلى العدل في الرعية، والقسم بالسوية، ورفع المظالم، والأخذ بيد المظلوم، وإحياء السنة، وإماتة البدعة، وإنفاذ حكم الكتاب على القريب والبعيد، وأذكركم الله في ملوك تجبروا، وفي الأمانات خفروا، وعهود الله وميثاقه نقضوا، وولد نبيه قتلوا، وأذكركم الله في أرامل اختفرت، ويتامى ضيعت، وحدود عطلت، وفي دماء بغير حق سفكت، فقد نبذوا الكتاب والإسلام، فلم يبق من الإسلام إلا اسمه، ولا من القرآن إلا رسمه.(1/154)


إلى قوله: فهذا عهد الله إليكم، وميثاقه عليكم، بالتعاون على البر والتقوى، ولا تعانوا على الإثم والعدوان، فرضا من الله واجباً، وحكماً لازماً، فأين عن الله تذهبون؟ وأنى تؤفكون؟ وقد جابت الجبابرة في الآفاق شرقاً وغرباً، وأظهروا الفساد، وامتلأت الأرض ظلماً وجوراً، فليس للناس ملجأ، ولا لهم عند أعدائهم حسن رجا، فعسى أن تكونوا معاشر إخواننا من البربر اليد الحاصدة للجور والظلم، وأنصار الكتاب والسنة، القائمين بحق المظلومين من ذرية خاتم النبيين، فكونوا عند الله بمنزلة من جاهد مع المرسلين، ونصر الله مع النبيين، واعلموا معاشر البربر أني ناديتكم وأنا المظلوم الملهوف، الطريد الشريد، الخائف الموتور، الذي كثر واتروه، وقل ناصروه، وقتل إخوته وأبوه، وجده وأهلوه، فأجيبوا داعي الله، فقد دعاكم إلى الله، فإن الله عز وجل يقول: ?وَمَنْ لَا يُجِبْ دَاعِيَ اللَّهِ فَلَيْسَ بِمُعْجِزٍ فِي الْأَرْضِ وَلَيْسَ لَهُ مِنْ دُونِهِ أَولِيَاءُ أُولَئِكَ فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ? [الأحقاف:32]، أعاذنا الله وإياكم من الضلال، وهدانا وإياكم إلى سبيل الرشاد.(1/155)

31 / 101
ع
En
A+
A-