الإمام عبدالله بن محمد بن عبدالله
والإمام أبو محمد عبدالله بن الإمام محمد بن عبدالله بن الحسن بن الحسن بن علي الوصي صلوات الله عليهم.
رحل في أيام أبيه النفس الزكية إلى أرض السند يدعوهم إلى الإسلام، فدخل في دين الله منهم جيل كثير، ووقع بينه وبين جنود العباسية قدر خمسين وقعة، قتل فيها ما يقرب من ثلاثة آلاف.
ثم قتل عليه السلام في شعبان سنة إحدى وخمسين ومائة، بعد قتل أبيه بخمس سنين، وله ثلاث وثلاثون سنة، قتله أبو الدوانيق، ولو فتحنا الكلام فيمن قتل من الذرية الطاهرة في أيام هؤلاء الجبابرة لطال المقام.
وأما أبو الدوانيق هذا كافاه الله، فقد أذهب بالسيف والأسر والسجن كبراء آل محمد صلى الله عليه وآله وسلم، وعلى الجملة لم تزل سيوف الدولتين تقطر من دمائهم ودماء شيعتهم.(1/146)
الإمام علي بن العباس
والإمام أبو الحسن علي بن العباس بن الحسن بن الحسن السبط، دعا إلى الله سابقاً، وأسره محمد بن أبي الدوانيق العباسي، واستخلصه الإمام الحسين بن علي الذي قتل بفخ، ثم دس إليه العباسي السم، فمات منه في المدينة المباركة بجوار جده الرسول صلى الله عليه وآله وسلم، ولا عقب له.(1/147)
الإمام الحسن بن الإمام إبراهيم بن عبدالله بن الحسن
الزلف:
21- وَنَالتْ لمَخْذُول الطُّغَاة ببَصْرةٍ .... ذُؤابَةُ إبراهيم غدراً طلائِعُ
التحف:
هو الإمام الحسن بن الإمام إبراهيم بن عبدالله بن الحسن بن الحسن السبط عليهم السلام، أخذ في أيام أبي الدوانيق المنصور العباسي، واحتال في حبس هذا الإمام، وتوصل بنصراني أرسله إلى البصرة في نفر، وكان هذا الإمام فيها، فأظهر النصراني العبادة والتنسك، وأنه من أتباع أهل البيت حتى اغتال الإمام الحسن بعد أن وثق عليه، ثم آل الأمر إلى سجنه، وهو الذي اغتاله أبو الدوانيق في البصرة كما حققه أبو العباس، خلاف ما في كلمة الإمام المهدي أحمد بن يحيى المرتضى حيث يقول - بعد ذكر إبراهيم بن الحسن بن الحسن عليهم السلام -:
وسليله في البصرة الحسن ابن إبـ .... ـراهيم لاقى ثَمَّ ما هو لاق
وقد تبعه غيره، ولم يزل في السجن إلى أن توفى أبو الدوانيق، فخرج على يدي بعض أتباع أهل البيت، في أيام المهدي العباسي محمد بن أبي الدوانيق، وهو الثالث من بني العباس.(1/148)
الإمام عيسى بن زيد
الزلف:
22- وعيسى بنُ زيدٍ والحسينُ شقيقُهُ .... وأحمدُ من للفقه في الدين واضع
التحف:
في هذا البيت ثلاثة أئمة:
الإمام مؤتم الأشبال أبو محمد عيسى بن زيد بن علي بن الحسين السبط.
صفته عليه السلام: في مقاتل الطالبيين عن الحسين بن زيد عليهما السلام - وقد وصفه لولده يحيى بن الحسين -: فإنه سيقبل عليك عند الغروب كهل، طوال، مصفر، قد أثر السجود في جبهته، عليه جبة صوف، لا يضع قدماً ولا يرفعها إلا ذاكراً لله عز وجل، ودموعه تنحدر..إلى آخر كلامه.
أولاده عليه السلام: الإمام أحمد، ومحمد، وزيد، والحسين عليهم السلام.(1/149)
صورة من جهاد الشيعة وشيء من فضائلهم
وعن الإمام المنصور بالله عبدالله بن حمزة عليه السلام أن (حاضراً) صاحب عيسى بن زيد لما جيء به إلى المهدي بن أبي جعفر، قال له: أين عيسى؟ قال: وما يدريني، أخذتني فحبستني، وأخفته فطردته، فكيف أعلم مكان طريد منك وأنا محبوس؟ قال: ليس هكذا، متى فارقته، وعند من آخر عهدك به، وما عندك من علمه؟ قال: ما لقيته منذ توارى، ولا علمت له خبراً، قال: والله لتدلني على خبره أو لأقتلنك، قال: أدلك عليه تقتله، وألقى جده وقد شَرَّكت في دمه، والله لو كان بين ثوبي وجسدي لما كشفت عنه، فاقض ما أنت قاض، فضربت عنقه رحمه الله. وقد روى معناه المرشد بالله، والإمام أبو طالب عليهما السلام.
فانظر إلى هذا البذل للمهج، فهؤلاء الذين ضُرِبوا بالسيوف فما ازدادوا إلا حباً، قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: ((قال لي ربي عز وجل ليلة أسري بي: من خلفت على أمتك يا محمد؟ قال: قلت: أنت يارب أعلم، قال: يا محمد إني انتخبتك لرسالتي، واصطفيتك لنفسي، وأنت نبيي وخيرتي من خلقي، ثم الصديق الأكبر، الطاهر المطهر، الذي خلقته من طينتك، وجعلته وزيرك، وأبا سبطيك الشهيدين السيدين الطاهرين المطهرين، سيدي شباب أهل الجنة، وزوجته خير نساء العالمين، أنت شجرة، وعلي أغصانها، وفاطمة ورقها، والحسن والحسين ثمارها، خلقتكم من طينة عليين، وخلقت شيعتكم منكم، إنهم لو ضربوا على أعناقهم بالسيوف لم يزدادوا لكم إلا حباً))، رواه الإمام المنصور بالله في الشافي، مسنداً عن الإمام الأعظم زيد بن علي عن آبائه صلوات الله عليهم.
وروى الناصر للحق عن جعفر الصادق، عن آبائه، عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم، قال: ((إن في السماء لحرساً وهم الملائكة، وإن في الأرض لحرساً وهم شيعتك يا علي))، ورواه في الحدائق الوردية، وفي رواية الأمير الحسين عليه السلام لهذا الخبر: لن يغيروا ولن يبدلوا.(1/150)