إلى قوله: قال: حدثني إبراهيم بن سويد الحنفي، قال: سألت أبا حنيفة، وكان لي مكرماً أيام إبراهيم، قلت: أيهما أحب إليك بعد حجة الإسلام الخروج إلى هذا الرجل أو الحج، قال: غزوة بعد حجة الإسلام أفضل من خمسين حجة.
إلى قوله: وخرج معه أبو خالد الأحمر، وخرج معه أبو داود الطهوي، وهو الذي روى عنه أبو نعيم، وحسن وحسين العرنيان، وغيرهما من المحدثين، وجنادة بن سُوَيد، وقوَّده إبراهيم عليه السلام على ثلاثمائة، وخرج مع إبراهيم عليه السلام الأزرق بن ثمة الصريمي متقلداً بسيفين، وكان من أصحاب عمرو بن عبيد، وبريدة الأسدي، وهاشم بن القاسم، وشهد معه الوقعة بباخمرى عمرو بن عون، وكان من خيار أصحاب الحديث.
إلى قوله: ولما قتل إبراهيم عليه السلام، قال سفيان الثوري: ما أظن الصلاة تقبل إلا أن الصلاة خير من تركها، وخرج مع إبراهيم عليه السلام من علماء الكوفة وأكابر أهلها وهم من أصحاب سفيان: مؤمل بن إسماعيل، وحنبص وكان جليل الخطر.
إلى قوله: وخرج معه داود بن المبارك الهمداني عم بني حي، وقتل معه في المعركة هؤلاء، ومما رثي به إبراهيم بن عبدالله قول غالب بن عثمان الهمداني من آل ذي المشعار:
وقتيل با خمرى الذي .... نادى فأسمع كل شاهد
قاد الجنود إلى الجنو .... د تزَحُّفَ الأسدِ الحوارد
بالمرهفات وبالقنا .... والمُبرِقات وبالرواعد
فدعا لدين محمد .... ودعوا إلى دين ابن صايد
فرماهم بلبان أبلقَ .... سابق للخيل قائد
بالسيف يفري مصلتاً .... هاماتهم بأشدِ ساعد
فأتيح سهم قاصد .... لجبينه بيمين جاحد
فهوى صريعاً للجبين .... وليس مخلوق بخالد
وتبددت أنصاره .... وثوى بأكرم دار واحد
نفسي فداؤك من صريـ .... ـع غير ممهود الوسائد
وفدتك نفسي من غريـ .... ـب الدار في القوم الأباعد
أي امرئٍ ظفرت به .... أبناء أبناء الولائد
فأولئك الشهداء والصُّـ .... ـبُرُ الكرام لدى الشدائد
ونجار يثرب والأباطح .... حيث مُعْتَلج العقائد
أقوت منازل ذي طوى .... فبطاح مكة فالمشاهد
والخَيْف منهم فالجما .... ر بموقف الظعُن الرواشد
فحياض زمزم فالمقا .... م فصادر عنها ووارد
فسويقتان فينبع .... فبقيع يثرب ذي اللحائد
أمست بلاقع من بني الـ .... ـحسن بن فاطمة الأراشد(1/96)


ومما رثي به إبراهيم عليه السلام قول عبدالله بن مصعب الزبيري:
يا صاحبي دعا الملامة واعلما .... أنْ لستُ في هذا بألوم منكما
وقفا بقبر ابن النبي وسلما .... لا بأس أن تقفا به وتسلما
قبر تضمن خير أهل زمانه .... حسباً وطيب سجية وتكرما
رجلاً نفى بالعدل جور بلادنا .... ونفى عظيمات الذنوب وأنعما
لم يجتنب قصد السبيل ولم يحد .... عنهُ ولم يفتح بفاحشة فما
لو عظم الحدثان شيئاً قبله .... بعد النبي إذاً لكان المُعْظَما

إلى قوله:
ولقد أُصِبت كزيده وحسينه .... رزءاً أذل المسلمين وأرغما
ضحوا بإبراهيم خير ضحية .... فتصرمت أيامه وتصرما

إلى قوله:
والله لو شهد النبي محمد .... صلى الإله على النبي وسلما
إشراع أمته الأسنة لابنه .... حتى كسوه من حديدته دما
حقاً لأيقن أنهم قد ضيعوا .... تلك القرابة واستحلوا المُخْرَمَا(1/97)


ومما رثي به قول يحيى بن محمد بن عبد الرحيم بن ثوبان اليشكري، إلا أنه ذكر جماعة من قتل من أهل البيت عليهم السلام، ومن حبس وعم بني حسن وبني حسين وإخوتهم عليهم السلام، فأحببنا ذكرها ؛ لأنها تهيج أحزان الأولياء فتحملهم على نقم الثأر من الأعداء، فقال:
إن الفتى الأريحي من كرما .... ولم ينل في الحياة ما حرما
وراقب الله في سرائره .... وكان بالأتقياء معتصما
يا صفوة الله أنتمُ نفر .... نسقى بكم عند قحطنا الرهما
سبقتم الناس بالتمسك بالـ .... ـحق بدياً وسُدتم الأمما
ودهم واجب علي ومن .... ليس يرى ذلكم فقد أثما
يا رب فاغضب على عداتهمُ .... حيث استقروا وعجل النقما
وابك إذا كنت باكياً أبداً .... زيداً ويحيى والغرَّ بعدهما
والأخوين اللذين ما طلبا .... إلا طريق النجاة فاختُرما
وابك حسيناً بفخ مصرعه .... براً تقياً بالحق معتصما
صلى عليهم أئمة سلفوا .... رب رحيم وفاز من رحما

ولده: الإمام الحسن بن إبراهيم، وسيأتي إن شاء الله تعالى.(1/98)


الإمام الحسين بن علي الفخي
والإمام أبو عبدالله الحسين بن علي بن الحسن المثلث بن الحسن المثنى بن الحسن السبط عليهم السلام، وأبوه هو الذي كانوا يعرفون في الحبس الأوقات برواتبه، وكان يدعى العابد.
صفته: قال الإمام أبو طالب عليه السلام: كان عليه السلام أسود الرأس واللحية لم يخالطه الشيب.
وكان الإمام الحسين بن علي يقسم بالله إنه يخاف أن لا تقبل منه صدقاته ؛ لأن الذهب والفضة والتراب عنده بمنزلة واحدة.(1/99)


دعوته عليه السلام
دعا في المدينة يوم السبت لإحدى عشرة ليلة بقيت من ذي القعدة سنة تسع وستين ومائة.
وبايعه من رؤساء أهل البيت صلوات الله عليهم: موسى الكاظم بن جعفر الصادق بن محمد الباقر، وعبدالله بن الحسن الأفطس بن علي المثنى بن علي سيد العابدين بن الحسين السبط، وأخوه عمر، والإمام يحيى، والإمام إدريس، وسليمان أبناء عبدالله الكامل بن الحسن بن الحسن، وإبراهيم بن إسماعيل بن إبراهيم بن الحسن بن الحسن - والد الإمام القاسم بن إبراهيم الرسي -، والحسن بن الإمام محمد بن عبدالله بن الحسن بن الحسن، وعلي بن إبراهيم بن الحسن بن الحسن، وعبدالله بن إسحاق بن إبراهيم بن الحسن بن الحسن، والحسن وطاهر ابنا محمد بن عبدالله بن الحسن بن الحسن، وطاهر بن إبراهيم بن عبدالله بن الحسن بن الحسن، وغيرهم من جماعات أهل البيت وأوليائهم رضي الله عنهم.
ورقى الإمام الحسين بن علي المنبر، فحمد الله وأثنى عليه وصلى على نبيه صلى الله عليه وآله وسلم، ثم قال: أيها الناس أنا ابن رسول الله، على منبر رسول الله، في مسجد رسول الله، أدعوكم إلى كتاب الله وسنة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، أيها الناس أتطلبون أثر رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في الحجر والعود وهذا - ثم مد يده - من لحمه ودمه؟(1/100)

20 / 101
ع
En
A+
A-