وهنا يتشرَّف مركز أهل البيت(ع) للدراسات الإسلامية بصعدة بتقديم مجموعة من كتب أهل البيت المطهرين عليهم السلام وكتب شيعتهم الأبرار رضي الله عنهم، ومنها هذا الكتاب الذي بين يديك.
وأخيراً يتوجه العاملون بمركز أهل البيت(ع) والمنتسبون إليه بالشكر والعرفان لكل من ساهم في إنجاح هذا العمل، وفي مقدّمتهم عالم العصر، شيخ الإسلام وإمام أهل البيت الكرام/ مجدالدين بن محمد بن منصور المؤيدي أيده الله تعالى وأطال بقاه، سائلين الله عز وجل أن يجعله من الأعمال الخالصة المقبولة لديه، وأن يثبّتنا على نهج محمد وآله محمد.
والحمد لله أولاً وآخراً وصلى الله على سيدنا محمد وعلى أهل بيته الطيبين الطاهرين.
إبراهيم بن مجدالدين بن محمد المؤيدي
مركز أهل البيت(ع) للدراسات الإسلامية
اليمن- صعدة، ت(511816)، ص ب (91064)(1/6)
مقدمة الطبعة الثانية
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله المنزل في أفصح بيان وأوضح برهان: ?نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ أَحْسَنَ الْقَصَصِ بِمَا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ هَذَا الْقُرْءَانَ? [يوسف:3]، والصلاة والسلام على إمام المرسلين وخاتم النبيين رحمته للعالمين، وحجته على الخلق أجمعين، أبي القاسم رسول الله وصفوة الله، محمد بن عبدالله بن عبد المطلب بن هاشم، وعلى آله عترته الذين اختصهم بالصلاة عليهم معه في الصلاة، وحرم عليهم كما حرم عليه الزكاة، وجعل أجر رسالته المودة لذوي قرباه، وأذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيراً، وأبانهم تبياناً واضحاً منيراً حين مد عليهم كساءه، وقرنهم في وجوب التمسك بهم في خبر الثقلين المعلوم بكتاب الله:
والقوم والقرآن فاعرف قدرهم .... ثقلان للثقلين نص محمد
ولهم فضائل لست أحصي عدها .... من رام عد الشهب لم تتعدد
ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء والله واسع عليم، ورضوان الله على صحابته الأبرار، من المهاجرين والأنصار، والتابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:(1/7)
فقد تكرر الطلب من العلماء العاملين، والفضلاء المخلصين، لإعادة طبع شرح الزلف نفع الله تعالى به، لما أن الطبعة الأولى قد أشرفت على التمام، فكان الإسعاف لذلك المرام، وقد جمع ذلك الكتاب على صغر حجمه، وإيجاز لفظه مالم يجتمع في غيره بفضل الله تعالى وتسديده ولطفه وتأييده، واشتمل على المهم من السيرة النبوية والخلافة العلوية، وأعلام الأمة المحمدية، وعيون المسائل الدينية، بالأدلة العقلية والنقلية، من الآيات القرآنية والأخبار النبوية، والطرق إلى كتب الأسانيد المروية، وغير ذلك مما يعرفه ذوو الهمم العلية، ذلك من فضل الله علينا وعلى الناس ولكن أكثر الناس لا يشكرون، وقد تحصلت بحمد الله سبحانه في هذه النسخة المعدة للطبع زيادات مفيدة، وإلحاق الملحق المنفصل في الأصل كل شيء في محله، وتصحيح الأخطاء التي كانت في الأصل وهي يسيرة، أكثرها مطبعية، وتقديم وتأخير لمناسبة حسنة وتنقيحات لبعض العبارات مستحسنة، فهذه الطبعة هي المرجوع إليها عند الإختلاف بعد العرض والتصحيح على هذه النسخة التي سيطبع عليها إن شاء الله.
وعلى الأولى المصححة وعسى أن تكون هذه الطبعة كالأولى محروسة عن الخطأ في الإعراب والأنساب، والحمد لله المنعم الوهاب، وإليه سبحانه المرجع والمآب، والمرجو منه تعالى أن ينفع به من وقف عليه من أولي الألباب، وأن يجعله من الأعمال المقبولة، والآثار المكتوبة، وأن يجزل لنا ولمن يشارك في نشره المثوبة إنه قريب مجيب، وما توفيقي إلا بالله عليه توكلت وإليه أنيب، وأقول في خلاصة تاريخ الحياة: ?وَلَا يُنَبِّئُكَ مِثْلُ خَبِيرٍ?.
قد مضت وانقضت ثمانون عاماً .... وأنافت حولاً كطرفة عين
لم أحقق ما كنت أرجوه فيها .... من جهاد ونشر علمٍ ودين
رب فاغفر وارحم وأيد وسدد .... واعف والطف رباه في الدارين
ولا أقول كما قال:
إن الثمانين وبلغتها .... قد أحوجت سمعي إلى ترجمان(1/8)
بل أقول تحدثاً بنعمة الله سبحانه وعظيم لطفه وامتنانه:
إن الثمانين بفضل الإله .... ما أحوجت سمعي إلى ترجمان
لكنها قد أوهنت من قواي .... وأبدلتني بالنشاط التوانِ
ولم تدع فيَّ لمستمتع .... سوى لساني وكذاك الجَنانِ
أدعو به الله وأرجوه أن .... يزلفني في غرفات الجِنانِ
وأقول في سادس وعشرين شعبان سنة 1416هـ:
أناف على عقد الثمانين رابع .... وذا خامس إني إلى الله راجع
وصرت أبا الأجداد أرجو صلاحهم .... وسائر أولادي ففضلك واسع
وأرجوك يا رحمن عفواً ورحمةً .... وحسن ختام إنني لك ضارع
حرر على شواغل وعوامل، كفانا الله والمؤمنين مهمات العاجل والآجل، اللهم صل على محمد وعلى آل محمد كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد، واختم لنا بالحسنى ووفقنا لما تحب وترضى. 18/ شعبان الوسيم/ عام 1413 للهجرة النبوية، على صاحبها وآله أفضل الصلوات والتسليم.
كتبه المفتقر إلى الملك المقتدر سبحانه، المرتجي عفوه وغفرانه، المستمد للدعاء من جميع إخوانه: مجد الدين بن محمد بن منصور الحسني المؤيدي غفر الله لهم وللمؤمنين.(1/9)
مقدمة المؤلف
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله الذي جعل الإمامة للنبوة خلفاً وتماماً، وأناط بهما في تبليغ أماناته وأداء رسالاته فروضاً وأحكاماً، إكمالاً منه جل وعلا للحجة، وتبياناً لواضح المحجة، فاختار من البرية أعلاماً جعلهم أمناء سره، وحملة نهيه وأمره فلا زال قائمهم إماماً يتلو إماماً، أولئك الذين قرنهم الله بكتابه ورفع لهم في ملكوت قدسه مقاماً، ?وَعِبَادُ الرَّحْمَنِ الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الْأَرْضِ هَوْنًا وَإِذَا خَاطَبَهُمُ الْجَاهِلُونَ قَالُوا سَلَامًا(63)وَالَّذِينَ يَبِيتُونَ لِرَبِّهِمْ سُجَّدًا وَقِيَامًا(64)? [الفرقان:63، 64]، ورثة الكتاب والحكمة، وهداة هذه الأمة، الذين أذهب الله عنهم الرجس وطهرهم تطهيراً، ?يُؤْتِي الْحِكْمَةَ مَنْ يَشَاءُ وَمَنْ يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْرًا كَثِيرًا? [البقرة:269]، والصلاة والسلام على إمام المرسلين، وخاتم النبيين، وآله الطاهرين.
وبعد:
فيقول المفتقر إلى الله تعالى مجد الدين بن محمد بن منصور بن أحمد بن عبدالله بن يحيى بن الحسن بن يحيى بن عبدالله بن علي بن صلاح بن علي بن الحسين بن الإمام المؤتمن الهادي إلى الحق عز الدين بن الحسن لطف الله به فيما قضى، ووفقه لما يحب ويرضى: هذه (التحف الفاطمية على الزلف الإمامية) قد نظمها تقريباً لطالبي آثار أهل بيت نبيهم، وتسهيلاً لانتوال ذلك عليهم.
ولما كان اتصال الدين بآل محمد، ومعين العلوم من مناهلهم تورد، لا جرَمَ تعين على من التزم الإستمساك بالعروة الوثقى، والمشي على سَنَن الفرقة الوسطى، أن لا يجهل أحوال من بهم اقتدى، وبهداهم اهتدى.
نعم، وسنبين إن شاء الله تعالى بعد كل بيت من فيه من الأئمة، ونسبه، وتاريخه، ومؤلفاته، وأولاده، ولمعة من أخباره.(1/10)