ومن مؤلفاته عليه السلام
كتاب تفسير القرآن، وكتاب غرائب معاني القرآن، وكتاب الإيمان، وكتاب الرد على المرجئة، وكتاب الخطب والتوحيد، وكتاب الاحتجاج في القلة والكثرة، وكتاب فضائل أمير المؤمنين، وكتاب الرسالة في إثبات الوصية، وكتاب الصفوة، وكتاب تفسير آية الفاتحة، وكتاب المناظرات، وكتاب المواعظ والحكم، والمجموعان الحديثي والفقهي.
صلوات الله وسلامه عليه وعلى آبائه الطاهرين.(1/66)
الإمام أبو طالب يحيى بن الإمام زيد بن علي
الزلف:
18- ويَحْيى بنُ زيدٍ عادَ للهِ ثائراً .... ومديُّ أهلِ البيت منْ ذا يُدافِعُ
التحف: في هذا البيت إمامان:
الإمام أبو طالب يحيى بن الإمام زيد بن علي
مولده عليه السلام: سنة سبع وتسعين على الأرجح.
قام عليه السلام بعد أبيه، وقتل وعمره ثمان وعشرون سنة، وكان قاتل يحيى عليه السلام قد رأى في منامه أنه يقتل نبياً.
قال الإمام الهادي إلى الحق يحيى بن الحسين عليهما السلام في سياق الأئمة: مثل: زيد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب، إمام المتقين، والقائم بحجة رب العالمين، ومثل: ابنه يحيى بن زيد المحتذي بفعله.
صفته عليه السلام: كان قطط الشعر، حسن اللحية، حين استوت، وكان مثل أبيه عليهما السلام في الشجاعة، وقوة القلب، ومبارزة الأبطال.
أولاده عليه السلام: قال الإمام أبو طالب في الإفادة: وأولاده رضي الله عنه الذي أجمع عليه أصحاب الأنساب من الطالبيين أنه ولد أم الحسن حسنة، وقال غيرهم: له أحمد، والحسين. درجوا صغاراً، وأم الحسين درجت صغيرة، وأجمعوا أن لا بقية ليحيى عليه السلام. انتهى باختصار.
ومن كلامه لأصحابه في بعض مواقفه: يا عباد الله، إن الأجل محضرة الموت، وإن الموت طالب حثيث، لا يفوته هارب، ولا يعجزه مقيم، فأقدموا رحمكم الله إلى عدوكم، والحقوا بسلفكم، الجنة الجنة... أقدموا ولا تنكلوا، فإنه لا شرف أشرف من الشهادة في كلام له، وقال:
يا ابن زيد أليس قد قال زيد .... من أحب الحياة عاش ذليلا
كن كزيد فأنت مهجة زيد .... تتخذ في الجنان ظِلاً ظليلا
استشهد: في أيام فرعون هذه الأمة، الوليد بن يزيد بن عبد الملك الأُموي، بعد صلاة الجمعة، في شهر رمضان سنة ست وعشرين ومائة.(1/67)
الإمام المهدي محمد بن عبدالله
والإمام المهدي هو: الإمام أبو القاسم محمد بن أبي الأئمة عبدالله الكامل المحض بن الحسن بن الحسن السبط عليهم السلام.
صفته: قال الإمام أبو طالب عليه السلام في الإفادة: كان عليه السلام آدم اللون شديد الأدمة، قد خالط الشيب في عارضيه.
قال الإمام الهادي إلى الحق يحيى بن الحسين عليهما السلام في سياق الأئمة: ومثل: محمد بن عبدالله بن الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب، الذي جاء في الخبر عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أنه خرج ذات يوم إلى باب المدينة، فقال: ((ألا وإنه سيقتل في هذا الموضع رجل من أولادي، اسمه كاسمي، واسم أبيه كاسم أبي، يسيل دمه من هاهنا إلى أحجار الزيت، وهو النفس الزكية، على قاتله ثلث عذاب أهل النار)).(1/68)
قيامه عليه السلام
في جمادى من هذه السنة، وبايعته المعتزلة مع الزيدية، وفضلاء الأئمة. وخرج معه جعفر الصادق عليه السلام المتوفي سنة ثمان وأربعين ومائة، عن خمس وستين سنة، ثم استأذنه في الرجوع ؛ لكبر سنه وضعفه.
وقد هم أبو الدوانيق بقتل جعفر الصادق، فعصمه الله منه. وأخرج معه ولديه: موسى الكاظم، وعبدالله، وكذلك الإمام: عيسى بن زيد بن علي، والحسين بن زيد بن علي عليهم السلام.
وفي أمالي الإمام أبي طالب في الباب التاسع والثلاثين بسنده إلى علي بن موسى بن جعفر عن أبيه عليهم السلام، قال: أرسل أبو جعفر المنصور إلى جعفر بن محمد عليهما السلام ليقتله، فطرح سيفاً ونطعاً، وقال: يا ربيع إذا أنا كلمته ثم ضربت بإحدى يدي على الأخرى فاضرب عنقه، فلما دخل جعفر بن محمد عليهما السلام، ونظر إليه من بعيد فرق أبو جعفر على فراشه - قال: يعني تحرك -، وقال: مرحباً بك وأهلاً يا أبا عبدالله، ما أرسلنا إليك إلا رجاء أن تقضي ذمامك ونقضي دينك، ثم سأله مسألة لطيفة عن أهل بيته، وقال: قد قضى الله دينك وأخرج جائزتك، يا ربيع لا تمضي ثالثة ما قلته حتى يرجع جعفر بن محمد إلى أهله، فلما خرج هو والربيع، قال: يا أبا عبدالله أرأيت السيف والنطع، إنما كانا وضع لك، فأي شيء رأيتك تحرك به شفتيك، قال: نعم يا ربيع، لما رأيت الشرَّ في وجهه قلت: حسبي الرب من المربوبين، وحسبي الخالق من المخلوقين، وحسبي الرازق من المرزوقين، وحسبي الله رب العالمين، حسبي من هو حسبي، حسبي من لم يزل حسبي، حسبي الله لا إله إلا هو عليه توكلت وهو رب العرش العظيم.
وكان الإمام مالك بن أنس الأصبحي - المتوفى سنة مائة وتسع وسبعين - يُفتِي بالخروج مع الإمام محمد بن عبدالله وأخيه الإمام إبراهيم بن عبدالله، وقرأ على الإمام جعفر بن محمد الصادق عليهم السلام.(1/69)
واستشهد الإمام محمد بن عبدالله في شهر رمضان الكريم، سنة خمس وأربعين ومائة، وله من العمر: اثنتان وخمسون سنة، وكان لقبه النفس الزكية، وكان فيه خاتم في كتفه، يشبه خاتم النبوة في رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، وفي ذلك يقول الشاعر:
وإن الذي تروي الرواة لبين .... إذا ما ابن عبدالله فيهم تجردا
له خاتم لم يعطه الله غيره .... وفيه علامات من البر والهدى
وقال لأهله: إني على قتال هؤلاء، فإن زالت الشمس ومطرت السماء فإني مقتول، وإن زالت الشمس ولم تمطر السماء وهبت ريح فإني أظفر بالقوم، ثم أمرهم - أنه إذا أتت الأمارة من الله التي تدل على قتله - أن يحرقوا كتباً خاف عليها من أعداء الله، وكان أشبه الخلق في حملاته بالحمزة بن عبد المطلب، وكان عنده سيف أمير المؤمنين صلوات الله عليه ذو الفقار.
قال الإمام المنصور بالله عبدالله بن حمزة عليه السلام: وفي حديثه عليه السلام أنه كان إذا حمل عليهم سمعت فيهم قصفة كأجيج النار في أَجْمَة القصب، وكان يشبه في الفصاحة بجده علي بن أبي طالب صلوات الله عليه.
قال في الشافي: وكان يقاتل بالسيف، فيضرب ضرب جده علي بن أبي طالب عليه أفضل الصلاة والتسليم، وقال - لما انهزم عنه أصحابه -: اللهم إنهم عجزوا عن احتمال أمرك، والجهاد مع ولد نبيك، فاجعلهم في حل من بيعتي، ثم عطف على الناس في قلة من أصحابه، أهل البصائر خاصة وأهل بيته، وقاتل حتى قتل في الموضع الذي أخبر جده الرسول صلى الله عليه وآله وسلم أنه يقتل فيه، في الحرم الشريف من المدينة المطهرة.
والجنود التي واجهته بالقتال، أنفذها أبو الدوانيق، عبدالله بن محمد بن علي بن عبدالله بن العباس، وكان عبدالله ممن بايع الإمام المهدي، فنكث بيعته، وادعى الملك لنفسه، كما تقدم في ذكر من قتل في أيامه من أهل البيت.
قبر جسده الشريف إلى جنب الحسن السبط، صلوات الله عليهم.(1/70)