إشارة إلى إمامة زين العابدين عليه السلام
وفي كلام الإمام الهادي إلى الحق ، المروي في (شرح الأساس) ما يدل على أن سيد العابدين علي بن الحسين صلوات الله عليهم من دعاة الأئمة ، حيث قال : الأخيار من ذرية الحسن والحسين أولهم علي بن الحسين ، وآخرهم المهدي ، ثم الأئمة فيما بينهما .
وذلك أن تثبيت الإمامة عند أهل الحق في هؤلاء الأئمة من الله عز وجل على لسان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، فمن ثبت الله فيه الإمامة واختاره واصطفاه ، وبين فيه صفات الإمام ، فهو الإمام عندهم ، مستوجب للإمامة ، لقول النبي صلى الله عليه وآله وسلم : ((من أمر بالمعروف ، ونهى عن المنكر من ذريتي ، فهو خليفة الله في أرضه ، وخليفة كتابه ، وخليفة رسوله)) ..إلى آخره.(1/51)


الإمام زيد بن علي عليهما السلام
الزلف:
17- وزيدٌ حَليفُ الذكرِ غالتْهُ أمَّةٌ .... فَلا قُدِّسَتْ بالرفضِ كَيفَ تُسَارِعُ
التحف:
هو الإمام فاتح باب الجهاد والاجتهاد، الغاضب لله في الأرض، ومقيم أحكام السنة والفرض، أبو الحسين زيد بن علي سيد العابدين بن الحسين السبط، وهو أخو باقر علم الأنبياء، وهو مجدد المائة الأولى.
مولده عليه السلام: سنة 75 للهجرة على أصح الأقوال.(1/52)


استطراد في ذكر المجددين:
قال صاحب الشريعة صلوات الله عليه وآله وسلامه: ((يبعث الله لهذه الأمة على كل مائة سنة من يجدد لها دينها))، بهذا اللفظ رواه الأمير الحسين عليه السلام وغيره.
وفي بعض الروايات: ((إن الله يمن على أهل دينه في رأس كل مائة سنة برجل من أهل بيتي يبين لهم أمر دينهم))، وهذا الحديث مما نقلته الأمة واحتجت به، وأخرجه بمعناه أبو داود، والطبراني بسند صحيح، والحاكم في المستدرك.
أفاده أحمد بن عبدالله الوزير، قال: وعلى الجملة فحديث التجديد مجمع عليه بين أهل المذاهب كلها.
وقال الإمام زيد بن علي عليهما السلام - في الكلام الذي رواه عنه صاحب المحيط مخاطباً لأصحابه -: (ويحكم أما علمتم أنه ما من قرن ينشأ إلا بعث الله عز وجل منا رجلاً، أو خرج منا رجل حجة على ذلك القرن، علمه من علمه، وجهله من جهله).
قلت: وهذا من مؤدى قول الرسول صلوات الله وسلامه عليه وآله في الخبر الذي روته طوائف الأمة، وأجمع على صحته الخلق، وهو: ((إني تارك فكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا من بعدي أبداً: كتاب الله، وعترتي أهل بيتي، إن اللطيف الخبير نبأني أنهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض))، وهو من تمام حجج الله على عباده.
وسنبين المجددين، على رؤوس المئين، إلى عصرنا هذا، سنة خمس وستين وثلاثمائة وألف من دون اعتبار بالكسر في السنين، مهما كان يصدق عليه أنه في رأس المائة، كما حقق ذلك بعض علمائنا المحققين.(1/53)


صفته عليه السلام
قال في الإفادة: كان عليه السلام أبي اللون، أعين، مقرون الحاجبين، تام الخلق، طويل القامة، كث اللحية، عريض الصدر، أقنى الأنف، أسود الرأس واللحية، إلا أن الشيب خالط في عارضيه، وكان يشبه بأمير المؤمنين في الفصاحة والبلاغة والبراعة.(1/54)


بعض الآثار الواردة فيه عليه السلام
وفيه آثار عن جده، وفي سائر الأئمة خصوصاً وعموماً، وسنأتي إن شاء الله تعالى بشيء من ذلك تبركاً، عند المرور عليهم.
قال الهادي عليه السلام: ومما روى الحسين بن علي بن أبي طالب عليه السلام، قال: أخبرني أبي، قال: حدثني رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: ((أنه سيخرج مني رجل يقال له زيد، فينتهب ملك السلطان، فيقتل، ثم يصعد بروحه إلى السماء الدنيا، فيقول له النبيون: جزى الله نبيك عنا أفضل الجزاء، كما شهد لنا بالبلاغ، وأقول أنا: أقررت عيني يا بني وأديت عني)) إلى آخر الخبر، انتهى.
وخطب أمير المؤمنين على منبر الكوفة، فذكر أشياء وفتناً، حتى قال: (ثم يملك هشام تسع عشرة سنة، وتواريه أرض رصافة، رصفت عليه النار، مالي ولهشام جبار عنيد، قاتل ولدي الطيب المطيب، لا تأخذه رأفة ولا رحمة، يصلب ولدي بكناسة الكوفة، (زيد) في الذروة الكبرى من الدرجات العلى، فإن يقتل زيد، فعلى سنة أبيه، ثم الوليد فرعون خبيث، شقي غير سعيد، ياله من مخلوع قتيل، فاسقها وليد، وكافرها يزيد، وطاغوتها أزيرق)..إلى آخر كلامه صلوات الله عليه. رواه الإمام المنصور بالله وغيره من أئمة أهل البيت.(1/55)

11 / 101
ع
En
A+
A-