مدة ظهوره عليه السلام وانتصابه للأمر
لما وافته بيعة أهل الكوفة خرج من مكة سائراً إليها لثمان خلون من ذي الحجة، وكان قد أنفذ على مقدمته من مكة: مسلم بن عقيل بن أبي طالب، فظهر مسلم بالكوفة داعياً إليه في هذا اليوم.
وقتل صلوات اللّه عليه يوم الجمعة عاشر المحرم، سنة إحدى وستين، وكان مدة ظهوره وانتصابه للأمر شهراً واحداً ويومين، وقد روي أنَّه عليه السلام قُتِل يوم السبت، والأول هو الصحيح، وأما ما يقوله العوام من أنَّه عليه السلام قُتِل يوم الاثنين، فإنه باطل عند أصحاب التاريخ وأهل المعرفة بالحساب، لأنَّ غرة المحرم الذي قتل عليه السلام في عاشره كان على ما ذكروا يوم الأربعاء، استخرج ذلك من الزنجان والله أعلم.(1/41)


أولاده عليه السلام
عليٌ الأكبر في قول العقيقي وكثير من الطالبية، وهو الأصغر في قول الكلبي ومصعب بن الزبير وكثير من أهل النسب، وله العقب، وأمه بابويه ويقال: شهربابويه، وإذا عُرِّب قيل: بابوج، وبابوقه بنت يزدجرد بن شهريار، ولد لسنتين بقيتا من خلافة عثمان، وروى عن جده أمير المؤمنين صلوات اللّه عليه.
وعبد اللّه، قتل مع أبيه بالطَّف، جاءته نشابة وهو في حجر أبيه فقتلته، وأمهما واحدة.
وعلي الأصغر، في قول العقيقي وكثير من الطالبية لا عقب له، قتل مع أبيه وهو الأكبر في قول من ذكرنا من أهل النسب، وأمه ليلى بنت أبي مرة بن عروة بن مسعود الثقفية، وأمها ميمونة بنت أبي سفيان بن حرب بن أمية بن عبد شمس، ولهذا ناداه رجل من أهل الشام حين برز للقتال بين يدي أبيه صلوات اللّه عليه وقال له: إنَّ لك رحماً بأمير المؤمنين ـ يعني يزيد ـ فإن شئت اَمَّنَّاك!! وأراد بالرحم جدته، فقال له: ويلكم لَقَرابة رسول اللّه صلى اللّه عليه وعلى آله أحق أن ترعى!! وقاتل حتى قُتِل.
وجعفر دَرَجَ صغيراً، وأمه بَلَوِيَّة من بلي بن قضاعة.
وذكر بعض أهل النسب: إبراهيم، ومحمداً، وليس يعرفهما الطالبيون.
والعقب من ولد الحسين عليه السلام لواحد، وهو: علي بن الحسين الأكبر في قول الطالبية، والأصغر في قول كثير من أهل النسب.
ومن البنات: فاطمة وأمها أم إسحاق بنت طلحة بن عبيد اللّه، عقبها في ولد الحسن بن الحسن عليهما السلام، وفي ولد عبداللّه بن عمرو بن عثمان الملقب بالْمُطْرِف.
وسكينة وأمها الرَّبَاب ابنة امرء القيس بن عدي بن أوس، انقرض عقبها إلا من ولد عبداللّه بن عثمان بن عبد اللّه بن حكيم بن حزام بن خويلد بن أسد بن عبد العزى، فإنها ولدت له عثمان الملقب: تفرين، وحكيما، وربيحة.(1/42)


مقتله عليه السلام وموضع قبره
قَاتَله صلوات اللّه عليه: عمر بن سعد بن أبي وقاص من قِبَل عبيد اللّه بن زياد بالطف فلم يزل عليه السلام يقاتل حتى قُتِل [يوم الجمعة عاشر محرم سنة إحدى وستين]، قتله سنان بن أبي أنس النخعي، وأجهز عليه خولي بن يزيد بن حمير وهو الذي حَزَّ رأسه، وكان شمر بن ذي الجوشن الضبابي ممن تولى قتله، وكان له يوم قُتِلَ ثمان وخمسون سنة.
ودفن بدنه في الموضع المعروف الذي يزار قبره فيه من أرض نَيْنَوَى، ووجد في بدنه: ثلاث وثلاثون طعنة، وأربع وأربعون ضربة، ووجد في جبة دكناء كانت عليه: مائة وبضعة عشر خُرْقاً من بين طعنة وضربة ورمية.(1/43)


الإمام زيد بن علي عليه السلام
هو: أبو الحسين زيد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب عليهم السلام.
وأمه: أم ولد اسمها: (جيدا)، روي أن المختار اشتراها بثلاثين ألف درهم وأهداها إلى علي بن الحسين رضي اللّه عنه، وروي أن علي بن الحسين هو الذي اشتراها، وولدته عليه السلام سنة خمس وسبعين.(1/44)


صفته عليه السلام
كان عليه السلام: أبيض اللون، أعَيَنٌ، مقرون الحاجبين، تام الخلق، طويل القامة، كَثّ اللحية، عريض الصدر، أقنى الأنف، أسود الرأس واللحية، إلا أن الشيب خالطه في عارضيه.
وكان يُشَبَّه بأمير المؤمنين في الفصاحة والبلاغة والبراعة. ويعرف في المدينة بـ:(حليف القرآن)، قال خالد بن صفوان: إنتهت الفصاحة والخطابة والزهادة والعبادة من بني هاشم إلى زيد بن علي، لقد شهدته عند هشام بن عبد الملك وهو يخاطبه وقد تضايق به مجلسه.(1/45)

9 / 30
ع
En
A+
A-