أولاده عليه السلام:
الحسن، والحسين صلوات اللّه عليهما، والمُحَسِّن دَرَجَ صغيراً، وزينب الكبرى وأم كلثوم الكبرى، أمهم فاطمة ابنة رسول اللّه صلى اللّه عليهم أجمعين.
ومحمد أبو القاسم أمه خولة ابنة جعفر بن قيس من بني حنيفة ثم من بني بكر بن وائل.
والعباس، وعثمان، وجعفر، وعبد اللّه قتلوا مع الحسين صلوات اللّه عليهم، أمهم أم البنين بنت حزام من ولد عامر بن صعصعة.
وأبو بكر، وعبيد اللّه أمهما ليلى ابنة مسعود من ولد خثعم بن أنمار بن نزار.
وعمر، ورقية أمهما الصهباء، وهي: أم حبيب ابنة حبيب من ولد تغلب بن وائل.
وعمر الأصغر لِمُصْطَلَقِيَّة.
ومحمد الأوسط، ومحمد الأصغر، وعمر الأوسط على قول بعضهم، والعباس الأصغر، وجعفر الأصغر لأمهات أولاد شتى.
وعبد الرحمن، وأمه أمامة بنت أبي العاص بن الربيع، وأمها زينب بنت رسول اللّه صلى اللّه عليه وعلى آله فهي ابنة أخت فاطمة صلوات اللّه عليها، وكانت أوصت إليه عليهما السلام بأن يتزوج بها بعدها.
ويحيى، وعون درجا صغيرين، أمهما أسماء بنت عميس من ولد خثعم بن أنمار بن نزار.
فهؤلاء عشرون ابناً وهم أكثر المعدودين من أولاده الذكور، ومن أصحاب الأنساب من لم يعد محمد الأوسط والأصغر، ولم يذكر عمر الأوسط، ومنهم من لم يذكر إلا عمر المُعْقِب.
والعقب لخمسة منهم، وهم: الحسن، والحسين عليهما السلام، ومحمد، والعباس، وعمر.(1/26)


والبنات اثنتنان وعشرون بنتاً، على اختلاف في ذلك بين أهل النسب: زينب الكبرى، قد روت عن أمها فاطمة عليها السلام غير حديث، والصغرى، وأم كلثوم الكبرى، والصغرى، ورملة الصغرى، والكبرى، ورقية الكبرى، ورقية الصغرى، وأم هاني الكبرى، والصغرى، وأم الكرام، وأم أبيها، وجمانه، وأم جعفر، وقد اختلف أهل النسب فيها، فمنهم من يقول: جمانه هي أم جعفر، وهو قول يحيى بن الحسن العقيقي وابن الكلبي يقول: جمانه غير أم جعفر. وأم سلمة، ونفيسه، قال يحيى بن الحسن العقيقي: نفيسه هي أم كلثوم الصغرى. وقال غيره: هي غيرها.وميمونة، وليلى، وأم الحسن، وفاطمة، وخديجة، وأمامة.
والعقب لأربع منهن، وهن: زينب الكبرى، عقبها في ولد عبد اللّه بن جعفر، وزينب الصغرى عقبها في ولد محمد بن عقيل، ولدت له عبد اللّه بن محمد بن عقيل، وأم الحسن عقبها في ولد جعدة بن هبيرة، ابن أخت علي عليه السلام، وفاطمة عقبها في ولد سعيد بن الأسود بن أبي البختري، والبواقي منهن من لم يتزوج، ومنهن مزوجات من ولد عقيل والعباس بن عبد المطلب وقد انقرض عقبهن.(1/27)


عماله عليه السلام
كاتبه: عبيد اللّه بن أبي رافع، وحاجبه: قنبر مولاه، وعامله على مكة: معبد بن العباس بن عبد المطلب، وعلى المدينة: قُثَم بن العباس، وعلى اليمن: عبيد اللّه بن العباس، هذه رواية الزبير بن بَكَّار، وروى غيره أن مكة والطائف ونواحيها كان عليها: قثم بن العباس، وكان على المدينة: أبو أيوب الأنصاري، وهذا أظهر. وعلى مصر: قيس بن سعد، ثم ولَّى محمد بن أبي بكر عليها، ثم ولَّى الأشتر عليها فلم يصل إليها وسُمَّ في الطريق بحيلة من معاوية. وعلى البصرة: عثمان بن حنيف قبل وقعة الجَمَل، ثم عبد اللّه ابن العباس بعده.وأبو الأسود الدؤلي على القضاء بها، وعلى قضاء الكوفة: شريح بن الحارث. وعلى فارس وكرمان ونواحيها: زياد...... وعلى خراسان: جعدة بن هبيرة، وخالد بن قرة اليربوعي. وعلى المدائن: سعيد بن مسعود الثقفي عم المختار بن أبي عبيد.(1/28)


مقتله صلوات اللّه عليه ومبلغ عمره وذِكْرُ موضع قبره
ضربه صلوات اللّه عليه ابنُ ملجم ـ لعنه اللّه ـ ليلة الجمعة لتسع عشرة خلت من شهر رمضان على باب المسجد.
ودلت الأخبار على أنَّه عليه السلام دفن أولاً في الرَّحَبة مما يلي باب كندة، ثم نُقِلَ ليلا إلى الغَرِيِّ ليخفى موضع قبره، وهذا هو السبب في اشتباه موضع قبره على كثير من العامة، ثم انضاف إليه تظافر النواصب على تقوية هذه الشُّبْهَة وادعائهم أن موضع القبر غير معلوم، تنفيراً للناس عن الزيارة، واغتياظاً من اجتماع النَّاس في المشهد المقدس وعمارته بذكر آل رسول اللّه صلى اللّه عليه وعلى آله.
ومن المشهور عن زيد بن علي رضي اللّه عنه أنَّه قال لأصحابه ـ وهم يسلكون معه طريق الغَرِيِّ ـ: " أتدرون أين نحن؟ نحن في رياض الجنة نحن في طريق قبر أمير المؤمنين صلوات اللّه عليه ".
ومن المعلوم الذي لا يخفى على من نظر في الأخبار أن جعفر بن محمد رضي اللّه عنه حضر الموضع وزاره، وقال لابنه إسماعيل: " هذا قبر جدك أمير المؤمنين صلوات اللّه عليه ".
وقد روينا عن الحسن بن علي صلوات اللّه عليهما أنَّه قال: " حملناه ليلا ودفناه في الغري ".
فلولا جهل هؤلاء الحَشْو الطغام واستيلاء العناد عليهم لاكتفوا في هذا المشهد بشهادة الحسن بن علي رضي اللّه عنهما، وشهادة زيد بن علي عليهما السلام، وجعفر بن محمد رضي اللّه عنه، ولكنهم قد أنِسُوا بمخالفة آل رسول اللّه صلى اللّه عليه وعلى آله في كل شيء، حتى في مواضع قبورهم ?وَيَأبَى اللّه إِلاَّ أَنْ يُتِمَّ نُوْرَهُ وَلَوْ كَرِهَ الكَافِرُوْنَ? [التوبة: 32](1/29)


وكم قد جرى من أمثال هذا العناد والقصد إلى إخفاء آثار هذه الذرية الطاهرة، ومحو مآثرهم من المتغلبين في الدنيا، كخلفاء بني أمية، ومن سلك سبيلهم وزاد عليهم من خلفاء بني العباس، فأبى اللّه إلا رَدَّ كيدهم في نحورهم وعَكَسَ ما دبروه وحاولوه عليهم، فآثارهم مطموسة، وقبورهم مجفوة مجهولة مع حصول الملك فيهم وبقاء سلطانهم.
وآثار هذه العترة الطاهرة لا تزيدها الأيام إلا إشراقاً وظهوراً وضياءً ونوراً.
هذا الرضا علي بن موسى عليهما السلام دفنه المأمون في الموضع الذي دفنه فيه بـ(طوس) إلى جنب أبيه إظهارا لإكرامه والرفع منه، فمنذ دفن عليه السلام فيه نسب المشهد إليه، بل صار الموضع مشهداً له، حتى أن أكثر النَّاس لا يعرف أن هارون مدفون هناك.
ومن يعرف ذلك من مخالفي الشيعة والمنحرف عن مذهب أهل البيت صلوات اللّه عليهم والمعتقدين لإمامة غيرهم يدخل ذلك المشهد أكثرهم زائرين للرضا عليه السلام، ومتبركين به، وراجين استجابة الدعوة فيه، ومُسْتَنْجِحِين للحاجات عنده، فلا يلتفتون إلى قبر هارون ولا يعتدون به، وهؤلاء ولاة خراسان ووزراؤهم، وكُتَّابهم، وقوادهم، وفقهاؤهم، وتُنَّاؤهم، وخواص أهلها، وعوامهم على طوال الدهر لا ينسبون المشهد إلا إليه ولا يعرفونه إلا به، وخراسان منشأ الدعوة العباسية، وأهلها أنصار دولة الْمُسَوِّدة.
وفي هذا عِبْرة لمن اعتبر، ودليل على أن أمر اللّه عز وجل فوق كل أمر.
توفي عليه السلام وله أربع وستون سنة، سنة أربعين، وقد قيل غير هذا، وهذا أصح.(1/30)

6 / 30
ع
En
A+
A-