هذا إضافة إلى أني رجعت إلى ما نقل عن هذا الكتاب إلى بعض المطبوعات وذلك مثل: ما نقله (فيلفرد ماديلونغ) في الكتاب الذي جمعه في أخبار أئمة الزيدية في طبرستان وديلمان وجيلان فقد نقل عن هذا الكتاب: سيرة الإمام يحيى بن عبد اللّه، والإمام الناصر الأطروش، والإمام المهدي لدين اللّه محمد بن الحسن الداعي. وكذلك ما نقله الشهيد حميد في كتابه الحدائق الوردية، حيث نقل مقطوعات كثيرة عن الكتاب في سير الأئمة المذكورين فيه. وهذه نماذج منها:(1/16)


عملي في الكتاب
كنت أنظر إلى هذا الكتاب، ولما يحتويه من مادة علمية، يحتاج إليها كثير من الباحثين، فأشعر بحسرة أن يبقى دفيناً محصوراً في بعض المكتبات، وهو يحمل في طياته تاريخ أمَّة عريقة، وبعد فترة من التردد قررت أن أخرجه بهذا الشكل كخطوة أولى، وركزت في عملي فيه على تصحيح النص بتنقيته من الأغلاط الناتجة عن سهو النساخ، وبذلت في ذلك جهدي، معرضاً عن إثقال الهوامش باختلاف النسخ والتعليقات، ولا أدعي الكمال فالكمال لله وحده.
وكانت خطة عملي فيه كما يلي:
ـ دفعت الكتاب إلى الكمبيوتر للصف ، وراجعته عليه مرة.
ـ استخرجت نسخة من الكمبيوتر وقابلتها على أصلها ونسختين آخرتين وأثبت ما اختلف بينها في الهامش.
ـ قَطَّعت النص إلى فقرات والفقرة إلى جُمَل، واستخدمت في ذلك علامات الترقيم المتعارف عليها كالنقطة والفصلة والقوس ونحو ذلك.
ـ وضعت هذه المقدمة المختصرة المتضمنة للتعريف بالكاتب والكتاب.
ـ أبرزت ما أمكن من الأصل أن يكون عنوانا ليسهل على الباحث الوصول إلى المطلوب بسرعة.
ـ خرجت الآيات القرآنية وضبطتها بالشكل.
ـ شرحت الغريب من الألفاظ اللغوية وضبطتها وعلقت على مايحتاج إلى تعليق وإيضاح.
ـ أدرجت بعض الزيادات الضرورية إما لتقويم النص أو لتوضيحه، ومازدته جعلته بين معكوفين هكذا: [ ].
ـ خرجت الأحاديث الواردة في الكتاب تخريجا مختصرا.
ـ ترجمت معظم الأعلام الواردة في الكتاب تراجم مختصرة تفي بالمراد إن شاء اللّه .
ـ وضعت فهرساً للآيات ، وفهرساً للأحاديث، وفهرساً للأعلام، وفهرساً للكتب، وفهرساً للمواضيع. كما وضعت جدولاً لأهم التوايخ، الواردة في الكتاب.
والكمال لله وحده، والحمد لله رب العالمين أولاً وآخراً.
وأخيراً ..
- أرجو أن يؤدي هذا الكتاب دوره في خدمة باحث، وتثقيف طالب، وأتصحيح معلومة، و الكشف عن حقيقة.(1/17)


- وأتقدم بالشكر لكل من مد لي يد العون وأتحفني بالنصيحة والتوجيه، وأخص بالذكر الأخ العزيز الأستاذ علي بن أحمد محمد المفضل الذي ساعدني على التصحيح وأبدالي النصح والمشورة.
- وأدعو شبابنا إلى خدمة هذا التراث العظيم وإخراجه إلى ميادين القراءة والتثقيف، والاَّ يشغلوا أوقاتهم بالأماني والآمال، فآلاف الكتب المخطوطة في انتظارهم ليمسحوا عنها الغبار ويخرجوها للناس لتؤدي دورها في الهداية وتصحيح المفاهيم.
- وأدعو الكسالى والمتربصين الذين لايجيدون إلا اقتناص السقطات أن ينصرفوا عن تلك الأعمال ويتوجهوا إلى خدمة الفكر، وسيقفون على حقائق كانت عنهم غائبة، ويكتشفون أجواء جديدة ، ويخرجون من الفراغ القاتل الذي صير وجودهم سلبياً على الفكر والمجتمع.
وأسأل اللّه التوفيق والثبات، والحمدلله رب العالمين، وصلى اللّه وسلم على سيدنا محمد الطاهر الأمين وعلى آله الطاهرين.
محمد يحيى سالم عزان
صعدة ـ 20/القعدة/1416هـ(1/18)


[مقدمة المؤلف]
الحمد لله الذي اصطفى من عباده لتبليغ رسالته الأنبياءَ والمرسلين، واختار لسياسة أمة نبينا من ذريته الأئمة السابقين، صلى اللّه عليه وعليهم أجمعين.
هذا جوامع الكتاب الكبير الذي كنا بدأنا بجمعه في أخبار الأئمة الهادين، الذين أوجب اللّه طاعتهم، وفرض ـ على مذهب الزيدية ـ اعتقادَ إمامتهم، دون سائر الذُّرية، الذين انتهجوا منهج الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، والخروج على الظلمة من غير ادعاء الإمامة، والتكفل بالزعامة، لقصورهم عن شرائطها واستكمال الخصال الموجبة لها، فإن أصحاب الأخبار والتاريخ الذين صنفوا كتب المُبَيِّضَة، وجمعوا أخبار من ظهر من العترة على طبقاتهم، لم يميزوا الأئمة منهم عَمَّن سلك مسلك من يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر، ويسهل السبيل لصاحب الحق، ويمهد بقمع الظلمة قدمه، وعَلَمُ الدين ينصبه، إذ كان غرضهم فيما جمعوا سردَ أخبار الخارجين منهم، والثائرين من جماعتهم، في أيام بني أمية وبني العباس، دون الإبانة عن أحوال الأئمة السابقين، ومن وجبت طاعته من أهل هذا البيت الطاهرين، وكانوا بين متنكب لطريقة الزيدية فلا يهتم بهذا الشأن، وبين متمسك بمذهبهم لا يكمل لهذا البيان، ورسمناه بكتاب (الحدائق في أخبار ذوي السَّوابق) من آل الرسول صلى اللّه عليه وعليهم.(1/19)


فلما انتهينا منه إلى أخبار الحسين بن علي صلوات اللّه عليهما شَغَلَتْ عن إتمامه شواغلٌ، ودَعَتْ إلى التوفر على تصنيف غيره وإملائه دواعٍ، فجعلنا هذا المختصر كالجوامع منه؛ لو كنا أتممناه، وأودعناه ما تمس الحاجة إليه من معرفة: أسمائهم، وأنسابهم، وأسماء أمهاتهم، ومدة ولايتهم، ومبلغ أعمارهم، ومواضع قبورهم، وما يتصل بذلك، ونَحَوْنَا في ترتيبهم النسق الذي أورده الهادي إلى الحق أبو الحسين يحيى بن الحسين بن القاسم بن إبراهيم عليهم السلام في أسمائهم إلى زمانه، في صدر كتاب (الأحكام)، ثم ذكرناه ومن بعده منهم، مفتتحاً بأمير المؤمنين وسيد المسلمين: علي بن أبي طالب عليه السلام، ومختتما: بالمهدي لدين اللّه أبي عبد اللّه حمد بن الحسن الداعي إلى الحق رضوان اللّه عليه.
وأرجو أن يعين اللّه مِنْ بَعْدُ على تمام الكتاب المبسوط، فإن من ينظر فيه يطلع من سيرهم على روضة العلم الغزير، والدين الرصين، والفضل الشهير، والمقامات الشريفة الجامعة لسيرة رسول اللّه صلى اللّه عليه وعلى آله في اختيار الزهد في الدنيا، وإيثار الآخرة على الأولى، وبذل المهجة في الذَّب عن الإسلام والمسلمين، والاجتهاد في إحياء سُنَنِ العدل، وإماتة رسوم الجور، ومحو آثار الظلم، وحسم مواد الفساد والمفسدين، على قدر الوسع والتمكن، فيصدر عن استفادة غوامض العلم وغرائب الحكمة، وإذا قابل بها أخبار من نسبهم جهال هذه الأمة إلى الخلافة، واعتقدوا فيهم الإمامة والزعامة، هجم منها على ما أصون لساني عن ذكره.
ومن شك فيما ذكرت فليرجع إليها فهي غير خافية ولا مشكلة، ونسأل اللّه التوفيق لما يقربنا من رضاه، ويبعدنا من سخطه، وأن يجعل ما نقوله ونتصرف فيه خالصا لوجهه إنَّه سميع مجيب.(1/20)

4 / 30
ع
En
A+
A-