هذا الكتاب
هذا الكتاب الذي بين يديك من أمهات وأصول كتب تاريخ أئمة الزيدية، فقد تضمن حقائق لاتتوفر في كثير من المراجع، كضبط تواريخ الأئمة مولداً ودعوة ووفاة، وذكر أولادهم، وأنسابهم، ومؤلفاتهم، ونوادر أخبارهم، نقل المؤلف كثيراً منها عن قربٍ، مما يجعلنا نركن إلى سلامة ودقة المعلومات المدونة في هذا الكتاب.
وقد اشتمل هذا الكتاب على سِيَرٍ مختصرة لستة عشر إماماً من أئمة الزيدية ابتداءً من الإمام علي بن أبي طالب عليه السلام وانتهاءً بالإمام أبي عبد اللّه محمد بن الحسن الداعي المتوفى (360 هـ) وهو أحد أئمة عصر المؤلف رحمهما اللّه.
وقد ذكر المؤلف ـ رحمه اللّه ـ أنَّه كان قد شرع في جمع كتاب مبسوط في أخبار وأحوال أئمة الزيدية سماه : (الحدائق في أخبار ذوي السوابق)، قال: " فلما انتهينا منه إلى أخبار الحسين بن علي صلوات اللّه عليهما شَغَلَتْ عن إتمامه شواغلٌ، ودَعَتْ إلى التوفر على تصنيف غيره وإملائه دواعٍ، فجعلنا هذا المختصر كالجوامع منه؛ لو كنا أتممناه، وأودعناه ما تمس الحاجة إليه من معرفة: أسمائهم، وأنسابهم، وأسماء أمهاتهم، ومدة ولايتهم، ومبلغ أعمارهم، ومواضع قبورهم، وما يتصل بذلك ".
واقتصر المؤلف في هذا الكتاب على ذكر الأئمة الذين ذكرهم الإمام الهادي عليه السلام في مقدمة كتاب (الأحكام) إلى زمنه، ولهذا أهمل ذكر بعض الأئمة الذين ذكرهم غير واحد من الزيدية، ولعل الإمام الهادي عليه السلام لم يقصد الحصر حين ذكرهم وإنما أراد التمثيل.
وقد تمم هذا الكتاب كثير من العلماء، فوضعوا على نسقه سيراً مختصرة لأئمة الزيدية بعد عصر المؤلف، عسى أن أظفر بتتمة حسنة للكتاب وأتمكن من نشرها لتتم بذلك الفائدة المرجوَّة، والله من وراء القصد، والحمد لله رب العالمين.(1/11)
توثيق نسبة الكتاب إلى المؤلف
لايوجد خلاف بين علماء الزيدية وغيرهم في أن هذا الكتاب أحد كتب الإمام أبي طالب يحيى بن الحسين الهاروني، وقد اعتمد الأخذ عنه كثير من علمائنا قديماً وحديثاً، كالمنصور بالله عبد اللّه بن حمزة في (الشافي)، والشهيد حميد في (الحدائق)، وغيرهم ممن ألف في تاريخ أئمة الزيدية لا أستثني أحداً منهم.
وأنا أرويه أيضاً عن مشائخي بطريق الإجازة بأسانيد متعددة أعلاها:
ـ عن السيد العلامة أحمد بن محمد زبارة، عن العلامة علي بن أحمد السدمي (1271 ـ 1364 هـ)، عن العلامة عبدالكريم عبد اللّه أبو طالب (1224 هـ ـ 1309 هـ)، عن العلامة إسماعيل بن أحمد الكبسي (1150 هـ ـ 1233 هـ)، عن القاضي محمد بن أحمد مشحم (المتوفى 1181 هـ)، عن السيد صارم الدين إبراهيم بن القاسم بن محمد بن القاسم المتوفى (1151 هـ)، عن القاضي أحمد بن سعد الدين المسوري (1007 ـ 1079 هـ)، عن الإمام القاسم بن محمد.
ـ ويروي الإمام القاسم بن محمد، عن أمير الدين عبد اللّه بن نهشل، عن أحمد بن عبد اللّه الوزير، عن الإمام المتوكل على اللّه يحيى شرف الدين، عن الإمام محمد بن علي السراجي، عن الإمام عز الدين بن الحسن، عن الإمام المطهر بن محمد الحمزي، عن الإمام أحمد بن يحيى المرتضى، عن أخيه السيد الهادي بن يحيى، عن القاسم بن أحمد بن حميد الشهيد، عن أبيه، عن جده الشهيد حميد بن أحمد المحلى، عن الإمام عبد اللّه بن حمزة، عن العلامة الحسن بن محمد الرصاص، عن القاضي جعفر بن أحمد بن عبدالسلام، عن أحمد بن أبي الحسن الكني.(1/12)
ـ ويروي الإمام المتوكل على اللّه شرف الدين عن السيد العلامة صارم الدين إبراهيم بن محمد الوزير، عن العلامة عبد اللّه بن يحيى أبو العطايا، عن العلامة المطهر بن محمد بن المطهر بن يحيى، عن أبيه، عن جده، عن محمد بن أحمد بن أبي الرجال، عن الإمام أحمد بن الحسين، عن الشيخ العالم أحمد بن محمد الأكوع، عن الشيخ محي الدين بن محمد بن أحمد القرشي ، عن القاضي جعفر بن أحمد، عن أحمد بن أبي الحسن الكني.
ـ ويروي أحمد بن أبي الحسن الكني عن زيد بن الحسن البيهقي، عن علي بن محمد بن جعفر الحسني، عن محمد بن جعفر الحسني، عن المؤلف الإمام أبي طالب الهاروني.
وعن أبي الفوارس توران شاه ، عن أبي على بن آموج، عن القاضي زيد بن محمد الكلاري، عن القاضي على خليل، عن القاضي يوسف الخطيب، عن الإمام أبي طالب (المؤلف).
ويليها من طريقين:
الأولى: عن السيد العلامة أحمد بن محمد زبارة، عن حسين بن علي العمري، عن محمد بن محمد الضفري، عن محمد بن علي الشوكاني، عن عبد القادر بن أحمد بن عبد القادر، عن أحمد بن عبد الرحمن الشامي، عن حسين بن أحمد زبارة، عن أحمد بن صالح بن أبي الرجال، عن المؤيد بالله محمد بن القاسم، عن الإمام القاسم بن محمد، به.
والثانية: عن السيد العلامة حمود بن عباس المؤيد، عن الشيخ عبدالواسع الواسعي، عن القاضي محمد بن عبداللّه الغالبي، عن أبيه عبداللّه بن علي الغالبي، عن محمد بن عبدالرب بن محمد، عن عمه إسماعيل بن محمد بن زيد، عن أبيه محمد بن زيد المتوكل، عن أبيه زيد المتوكل، عن أبيه المتوكل على اللّه إسماعيل بن القاسم، عن الإمام القاسم بن محمد ، به.
ويليها من طريقين:(1/13)
الأولى: عن السيد العلامة مجد الدين بن محمد المؤيدي، عن أبيه، عن الإمام المهدي محمد بن القاسم الحوثي. (ح) والسيد العلامة إسماعيل بن أحمد المختفي، عن العلامة محمد بن إبراهيم حورية، عن الإمام محمد بن القاسم الحوثي، عن العلامة محمد بن عبد اللّه الوزير، عن أحمد بن يوسف زبارة، عن أخيه الحسين بن يوسف، عن أبيه يوسف بن الحسين، عن أبيه الحسين بن أحمد زبارة، عن القاضي أحمد بن صالح بن أبي الرجال، وعامر بن عبد اللّه الشهيد، كلاهما عن كل من الإمام المؤيد بالله محمد بن القاسم والإمام المتوكل على اللّه إسماعيل بن القاسم بن محمد، عن والدهما الإمام المنصور بالله القاسم بن محمد، به.
والثانية: عن السيد العلامة بدر الدين بن أمير الدين الحوثي، عن العلامة أحمد بن محمد القاسمي، عن الإمام الحسن بن يحيى القاسمي، عن العلامة عبد اللّه بن أحمد المؤيدي، عن القاضي عبد اللّه بن علي الغالبي، بإسناده المتقدم وغيره إلى الإمام القاسم بن محمد، به.(1/14)
النسخ المعتمدة
توفرت لدي أثناء قيامي بتحقيق هذا الكتاب ثلاث نسخ منه. وأجزاء منه متفرقة في بعض المجاميع.
الأولى: نسخة مصورة لدي بخط واضح كتب في آخرها: فرغ من رقم هذه النسخة المباركة إن شاء اللّه تعال العبد الفقير إلى عفو اللّه ومغفرته ورحمته صلاح بن مهدي بن محمد بن صلاح الآنسي، وفقه اللّه لصالح الأعمال ضحى يوم السبت سادس شهر شوال سنة تسع وسبعين وألف سنة، برسم مولاي السيد العلم العلامة فخر الآل الكرام ذي الأخلاق الرضية والشمائل المرضية عبد اللّه بن الحسين بن علي جحاف حماه اللّه ورعاه وأعلا شأنه وكلأه بحق محمد صلى اللّه عليه وآله وسلم وغفر لنا وله ولجميع المؤمنين والمؤمنات الأحياء منهم والأموات إنَّه على كل شيء قدير وبالإجابة جدير أمين اللهم أمين أمين.
ثم قال بعد ذلك: قال: في الأم التي نقلت منها هذه النسخة المباركة، انتهى مقابلته على الأم المنقول منها وهي بخط سيدنا صفي الدين حمد بن سعد الدين حفظه اللّه، قال فيها أيضا: انتهى مقابلة على الأم والحمد لله والله الموفق وصلى اللّه على سيدنا محمد وآله وسلم ولا حول ولاقوة إلا بالله العلي العظيم، انتهى. ورمزت لها بـ : (ج)
الثانية: نسخة مطبوعة على الآلة الكاتبة، قام بكتابتها وتصحيحها ومراجعتها الوالد العلامة محمد بن الحسن العجري حفظه اللّه، ويبدو أنها منقولة على النسخة الآنفة الذكر. رمزت لها بـ :(أ).
الثالثة: ظفرت بها أخيراً من مكتبة الأخ الكريم عبد اللّه المهدي، وهي كثيرة السقط والأخطاء، إلا أن مالكها قد قام بمقابلتها على نسخ أخرى كما يبدو في هامشها، ولم أجد في آخرها ما يدل على تاريخ نسخها أو اسم ناسخها. ورمزت لها بـ :(هـ).(1/15)