فكتب لنا رقعة إلى يحيى بن مالك بن خالد الخزاعي، فوقفنا له حتى ركب، ثم دفعنا إليه الرقعة، فقال: قفوا حتى أعود. ثم مضى ساعة يتصيد وعاد، فقال: أخبروني كيف كانت قصة يحيى. فأخبرناه، فبكى ثم دعا ببدرة دنانير، فقال: ادفعوها إليه، وقولوا له: قال يحيى يا مولاي اقطع الأرض ولا تعترف لأحد من الناس، وألحق ببلاد الشرك. قال: فأتيناه بالبدرة، فأخذ منها دينارين ودفع باقي ذلك المال إلينا ومضى.
قال: فبعضهم يقول: مضى إلى بلاد الشرك، وبعضهم يقول: إنه أعقب في بلاد الإسلام..بعد هذا.
وكان رجل يعرف بعبد الله بن منصور - وكان خيّراً فاضلاً، كثير العلم، كتب عن الناس من أهل البيت وغيرهم - قال: إنه من ولد يحيى بن عبدالله، وذلك أن جده منصور البخاري أبا أمه كان من أصحاب يحيى، فلما طلبوا وأُخذ أصحاب يحيى فرّ من بخارى ونزل قومس، فلما خرج يحيى من القبر لقيه منصور وهو خارج إلى الجبال بقومس، قال: أين تريد؟ قال: أريد أن أدخل بلاد الشرك تبت أو الترك.
قال له منصور: لا تفعل ولكن أقم عندي ولا يعلم أحد من خلق الله من أنت، فإنك إن انكتم أمرك لم تخف إن شاء الله، فأقام عنده وزوجه منصور ابنته فولدت منه عبد الله هذا مات بطبرستان عند الحسن بن زيد سنة 267 وله جماعة أولاد.
وأخبرني أبو الجارود سنح بن محمد التمار عن أبيه عن مشايخ آل الحسن، قالوا: كان ليحيى بن عبدالله ثلاثة بنين: محمد، وصالح، وعبدالله، فحبسهم بكار بن مصعب الزبيري، وسم منهم اثنين فماتا. وذكر قصة لمحمد طويلة ذهبت عني.
قال: ودس الزبيري جماعة من أهل المدينة وغيرها، فادعوا على يحيى وهو في حبس هارون مالاً، فقضى لهم بما ادعوا وباع ضياعه وأمواله بالمدينة وأعرى منها أهله وولده، منها سهمه بعين سويقة والنياية، والسائرة، والمضيق، والعيط، وينبع، وباع عليه عمير وتسمى: وبين. وهي اليوم في يد آل جعفر بن أبي طالب.(1/117)


وقد أخبرني أحمد بن عبد الله بن محمد بن يحيى بن عبد الله قريباً من هذا إلا أنني أوعى لخبر أبي الجارود من خبر محمد.
تم حديث الحسين بن علي صاحب فخ، وأخبار يحيى بن عبد الله صلوات الله عليهما جميعاُ.
وكان الفراغ من رقمه في شهر ذي القعدة من سنة ألف ومائة وثلاث عشر. 1113ه
تشرف بكابته وبذكر أئمة الهدى ومصابيح الدجى العبد الفقير إلى الله تعالى أحمد بن ناصر السماوي الزيدي ثم الهادوي مذهباُ ومعتقداُ وفقه الله تعالى لصالح العمل وعصمه عن الزيغ والزلل بحق محمد وآله صلى الله عليه وآله وسلم يا كريم.
لسيدي ومولاي الشيخ الأكرم جمال الإسلام وبركته الأنام عمر بن محسن بن مغلس حفظه الله تعالى بما حفظ به الذكر المبين بحق محمد خاتم النبيين ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله الطاهرين وصحبه الراشدين وسلم.(1/118)


24 / 24
ع
En
A+
A-