[ 32 ]
كونهم اولاد النبي واتباعهم كراكب السفينة قلدوهم في المذهب. واما عدم تقليد الزيديه لاحد الائمة الاربعة فالإمام زيد متقدم على الائمة الاربعة، الا ان ابا حنيفة عاصره والإمام مالك أدرك آخر زمن الإمام زيد. فالإمام زيد أخذ مذهبه عن أبيه زين العابدين، وزين العابدين عن ابيه الشهيد الحسين بن علي بن أبي طالب عليهم السلام. ولا حجة لمن يحصر المذاهب على الائمة الاربعة: لا من العقل ولا من الشرع وانما ذلك الحصر نشأ من بعض العباسية منع ان يفتي احد الا بقول احد الائمة الاربعة، وان لا يأخذ احد بقول احد أئمة مذاهب اهل البيت كالصادق و الباقر وزيد وزين العابدين، عداوة لاهل البيت لئلا يشتهروا عند الناس فيميلوا إليهم ويأخذوا منهم الخلافة، والتواريخ ناطقة بهذا. ومشى على المذاهب الاربعة في عدم الالتفات لمذهب غيرهم بعض مقلدي المذاهب الاربعة الذين لم يعطوا النظر حقه، وينظروا طبقات العلماء ومذاهبهم غير مذاهب الائمة الاربعة كاسحاق وعطاء ومجاهد والليث بن سعد وداود والاوزاعي. فهؤلاء كل واحد وله مذهب وأقوالهم موجودة في كتب الحديث. ذكرها الترمذي في سننه وغيره. وقد انقرضت الآن وليس لهم متابع، ولم يوجد من اهل المذاهب مع الائمة الاربعة الا مذهب اهل البيت. ولا يسئ الاعتقاد في الزيدية الا من تكون عقيدته أموية في بغضه لآل محمد ومقلديهم. وهذا كتاب الزيدية ونص إمامهم، فهل نصوص
---(1/32)
[ 33 ]
الائمة الاربعة غير هذا؟. ومما جرى عليه الناس ولم يعرفوا سبب ذلك: وهو عدم ذكر آل رسول الله صلى الله عليه وآله في الكتابة في كتبهم في الصلاة، وسبب عدم ذكرها ان الاموية شددت في ذكر الآل كما هو مشهور من قتلهم وتشريدهم في البلاد، حتى ان الحجاج منع من التحديث عن علي كرم الله وجهه، حتى كان الحسن البصري وجماعة من التابعين إذا رووا حديثا وكانوا في الجوامع لم يقدروا ان يصرحوا بذكر علي خوفا من سيف الحجاج، فكانوا يقولون: وعن أبي زينب عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم. فجرى الناس على ذلك من عدم ذكر الآل. والآن بحمد الله، زال المانع وذلك الزمن المخوف، والآن كتب الهند وبعض الكتب المصرية الحديثة وأمثالها الذين اهلها متنورون، صاروا يذكرون الآل في الصلاة بعد ذكر النبي فيجعلونها من جملة الصلاة، والصلاة على النبي صلى الله عليه وآله وسلم التي لا يذكر فيها الآل تسمى الصلاة البتراء المنهى عنها كما في الحديث: لا تصلوا علي الصلاة البتراء. قيل: يارسول الله، وما الصلاة البتراء؟ قال: ان تصلوا علي ولا تصلوا على آلي. وأخرج الدار قطني والبيهقي في حديث من صلى علي ولم يصل على اهل بيتي لم تتقبل منه، واخرج مسلم وغيره لما نزل قوله تعالى: ان الله
---(1/33)
[ 34 ]
وملائكته يصلون على النبي. الآية. قالوا: يارسول الله، كيف نصلي عليك؟ قال: قولوا اللهم صل على محمد وآل محمد. مع ان العلماء كلهم متفقون على مشروع الصلاة على النبي وآله في التشهد في الصلوات الخمس قبل التسليم، ولكن بين من يجعلها فرضا وهم الإمام الشافعي واحمد واهل البيت، وبين من يجعلها سنة وهو أبو حنيفة ومالك. يقول المفتقر إلى رحمة الله عبد الواسع بن يحيى الواسعي: أروي هذا المسند، مجموع الإمام الولي زيد بن علي بن الحسين بن علي سلام الله عليهم، من عشر طرق عن عشرة من مشائخي من علماء صنعاء اليمن، منها قراءة من اوله إلى آخره بالسماع من لفظ شيخنا علامة المعقول والمنقول القاضي حسين بن علي العمري حفظه الله تعالى، في شهر ذي القعدة سنة 1315. وهو، حفظه الله، يرويه من طرق، منها قراءة على شيخه السيد العلامة علم الاسلام قاسم بن حسين بن المنصور، رحمه الله، وهو يرويه قراءة عن شيخه الفقيه العلامة حسين بن عبد الرحمن الاكوع، عن القاضي العلامة عبد الله الغالبي، عن السيد احمد بن يوسف زباره، عن أخيه الحسين زباره ْْعن أبيه عن جده الحسين بن احمد زباره، عن احمد بن صالح أبي الرجال، عن القاضي احمد بن سعد الدين المسوري، عن الإمام المؤيد بالله محمد بن القاسم عن ابيه المنصور بالله القاسم بن محمد، عن السيد امير الدين بن عبد الله، عن السيد احمد بن عبد الله، عن الإمام شرف الدين، عن السيد صارم الدين، عن المطهر بن محمد بن سليمان،
---(1/34)
[ 35 ]
عن المهدي احمد بن يحيى، عن الفقيه محمد بن يحيى، عن القاسم بن احمد حميد عن ابيه، عن المنصور بالله عبد الله بن حمزة، عن محيي الدين وعمران أبي الحسن، عن القاضي جعفر بن احمد، عن احمد بن أبي الحسن الكني، عن زيد بن الحسن البيهقي، عن الحاكم أبي الفضل وهب الله بن الحاكم أبي القاسم الحسكاني، عن الحافظ أبي سعيد عبد الرحمن النيسابوري، عن أبي الفضل محمد بن عبد الله الشيباني، عن عبد العزيز ابن اسحق، عن علي بن محمد بن كاس النخعي، عن سليمان بن إبراهيم المحاربي، عن نصر بن مزاحم المنقري، عن إبراهيم بن الزبرقان التيمي، عن أبي خالد عمرو بن خالد الواسطي، عن الإمام الشهيد الولي زيد بن علي رضي الله عنهم. ولشيخنا حفظه الله طرق متعددة بالاجازة الخاصة والعامة، وكذلك سائر كتب الائمة ومحدثيهم وفقهائهم، منهم السيد العلامة المؤرخ محمد ابن اسماعيل الكبسي رحمه الله، وعن القاضي العلامة الزاهد عبد الملك ابن حسين الانسي رحمه الله، وعن القاضي العلامة محمد بن احمد العراسي، وعن العلامة صفي الاسلام احمد بن محمد السياغي. وهي متصلة باتحاف الاكابر في اسناد الدفاتر لشيخ الاسلام الشوكاني، وكذلك فيما شمله بلوغ الاماني لمشحم، وكذلك الامم في إيقاظ الهمم للشيخ إبراهيم الكردي، وكذلك الطراز المعرب باسناد اهل المشرق والمغرب للشيخ عبد القادر المدني. انتهى. والحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على سيدنا محمد وآله وصحبه إلى يوم الدين.
---(1/35)
[ 36 ]
تقدم الكلام على المذاهب وانه لم يبق من اهل المذاهب الا مذهب الائمة الاربعة واهل البيت. ولقائل ان يقول: فالامامية لها مذهب، فيقال: هي داخلة في مذهب اهل البيت. (والامامية) هي الاثني عشرية، يقولون: ليس الائمة من اهل البيت الا اثني عشر إماما فقط، والائمة الاربعة والزيدية لا يحصرون الامامة في الاثني عشر إماما، فالإمام زيد عند الائمة الاربعة إمام، والامامية لم يجعلوه إماما. وقد ذكر ابن حجر في الصواعق ما معناه انه استغرب الامامية في عدم عد الإمام زيد وولده الشهيد يحيى بن زيد من أئمة اهل البيت مع جلالته وعلمه وفضله.
---(1/36)