[ 17 ]
2- في الكلام على المسند المسمى بالمجموع الفقهي
هذا الكتاب مسمى في اثبات الائمة بالمجموع الفقهي وسماه بعضهم مسندا قلت ولعله اصطلاح، اما المسند فهو من يروي الحديث من طرق مثل مسند الشافعي واحمد وغيرهما. (والإمام زيد) يرويه من طريقة واحدة عن أبيه عن جده، ولذا ان رجال الحديث لم يذكروا هذا من المسندات. اعلم ان هذا المجموع متلقى بالقبول عند العترة الطاهرة من لدن الإمام زيد إلى يومنا هذا، وقد سألني بعض العلماء في حال طبع هذا الكتاب يقول: اني لم أسمع بمسند الإمام زيد، فقلت: اعلم ان هذا المسند هو عين ما هو موجود في كتب السنة النبوية من الصحاح وغيرها وليس ينبغي رده بمجرد عدم السماع وعدم العلم ليس بحجة وكفى بالعترة النبوية حجة، ومن رجال هذا المسند في بعض طرقه رجال غير اهل البيت الحافظ الدار قطني والحافظ أبو نعيم، وهذان الحافظان في ثبت أجل علماء الحرمين ومصر والشام والهند والروم وسائر علماء الاقطار.
---(1/17)


[ 18 ]
(واعلم) ان الائمة الزيدية طرقا كثيرة في سند هذا الكتاب وهو سند متصل، وطرقه موجودة في الاثبات، (منها) بلوغ الاماني في سند من أنزلت عليه المثاني للقاضي العلامة احمد بن محمد مشحم، (ومنها) اتحاف الاكابر في اسناد الدفاتر للقاضي العلامة محمد الشوكاني وقد طبع في الهند، (ومنها) العقد النضيد فيما اتصل من الاسانيد لشيخ مشايخنا السيد العلامة عبد الكريم بن عبد الله أبي طالب وكل واحد منها أرويه قراءة بسنده إلى مؤلفه. والزيدية) مع أئمتها الطاهرين من لدن الإمام زيد إلى يومنا هذا مجموع الإمام زيد ملتقى عندهم بالقبول. (قال الديلمي) في كتابه مشكاة الانوار: اعلم أن الزيدية من اعظم الفرق الاسلامية وأئمتهم الدعاة إلى الدين، وقد نقلوا هذا الحديث في كتبهم وهو من أحاديث كتب الفقه والوعظ والتذكير والترغيب وليس ينبغي استنكاره بمجرد الوهم والاستبعاد. وليت شعري من أي وجهة استنكاره أمن جهة كونه لم يرو بعضه في كتب الصحاح، فالذي فيها محصور مضبوط والمنقول عن النبي صلى الله عليه وآله الف الف حديث. فلعل هذا الحديث مما لم يعد في الصحيح بل هو من جملة هذه المعدودة. انتهى. (وقال السيد صارم الدين) إبراهيم بن محمد الوزير في كتابه علوم الحديث: كان القدماء لهم العناية العظمى في الاشتغال بعلوم العترة وعناية كلية بالحديث وسماعه وتصحيح طرقه. ومن أراد معرفة ذلك طالع كتبهم.
---(1/18)


[ 19 ]
(وقد صنف الحافظ) أبو جعفر الطبري محمد بن جرير كتابا في الرواة عن اهل البيت. وقد ذكر الهادي إلى الحق يحيى بن الحسين عليه السلام انه ما يقول الا ما قاله آباؤه ولا يقولون الا ما يروونه عن آبائهم حتى يتصل بجدهم النبي صلى الله عليه وآله، انتهى. فكان ما في مجموع الإمام القاسم جد الهادي وما في الاحكام للهادي هو نفس قول النبي صلى الله عليه وآله، فالآخذ بمراسيلهم أقوى من الآخذ بمسلسل غيرهم، فكيف بمسلسلهم؟! (وقال الامام) عز الدين بن الحسن: والمجموع الفقهي متلقى بالقبول عند اهل البيت عليهم السلام، قال: وهو اول كتاب جمع في الفقه، وقال: زيد يزيد على الورى * في أصله وفروعه فالفضل مجموع به * والعلم في مجموعه وقال القاضي محمد بن احمد مظفر مؤلف الترجمان والبستان والبرهان وغيرها، يقول في مذهب الإمام زيد وبسنده إلى النبي صلى الله عليه وآله وسلم: ان هذا المذهب الشريف المأخوذ من رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، المتصل اسناده بالله سبحانه لمذهب قويم العماد راسي الاوتاد قوي الرواية والاسناد ضعيف الاعداء والحساد، انتهى. وكافيك بهذا المسند فخرا هو انه مروي عن زين العابدين عن أبيه الحسين عن أبيه علي ابن أبي طالب. وعند الجمهور أنه إذا اشتهر كتاب من كتب الاسلام أو عالم من
---(1/19)


[ 20 ]
علمائهم بالعلم، جاز اضافة الحديث أو ارساله عنه وإن لم يوصلها بطريق الاسناد. وقد نص على هذا الغزالي والرازي وغيرهما. فما بالك بهذا السند (واخبار المجموع النبوية المرفوعة) مائتا حديث وثمانية وعشرون حديثا، والعلوية ثلاثمائة خبر وعشرون خبرا، وعن الحسين خبران. وبوبه السيد العلامة الحسين بن يحيى بن إبراهيم الديلمي في سنة 1201، وهي زيادة مقبولة، وكان من قبل بلا ابواب، بل مجزأ ستة أجزاء على اصل الجامع له. وعند طبعه تركت تجزئته (ونسبة الزيدية للامام زيد) لمتابعته في الاصول في العدل والتوحيد وجهاد البغاة. وفي الفروع خلاف يسير على ما هنا، قلدوا الإمام الهادي يحيى بن الحسين ومبني مذهبه على الاحتياط. وتبعا للدليل الراجح، ففي بعض المسائل، إذا كان الإمام زيد موافقا للامام الشافعي، ورأى الإمام الهادي قوة الدليل مع أبي حنيفة، اختار الدليل الذي اختاره أبو حنيفة أو العكس أو الإمام مالك أو احمد على ما يترجح لديه من قوة الدليل ومقلدوه، تسمى الهدوية. ولما انتهى الكلام على ترجمة الإمام زيد وبعض رجاله ومسنده، فلنذكر بعض ما اشتهر من مؤلفات اهل البيت عليهم السلام.
---(1/20)


[ 21 ]
3- في ذكر بعض كتب اهل البيت عليهم السلام
سألني بعض علماء مصر: هل لاهل البيت كتاب غير هذا؟ فقلت: ان ما ترى للائمة الاربعة ومقلديهم من المؤلفات في سائر الفنون، فلاهل البيت مثلها. وكيف، وهم معدن العلم وورثة النبوة! ثم احببت ان أذكر هنا نبذة فيما هو مشهور من كتبهم ليطلع على بعض كتبهم من لا يعرفها، وترجمة ما تيسر لي، والعذر مقبول لعدم وجود طبقات الزيدية أو كتب رجالها. (واني لاشكو إلى الله) من بعض اخواننا المحتكرين لكتب العلم والبخل باعارة كتاب. (واني لارفع إلى الله) خالص الشكر والدعاء للحكومة المصرية بانشاء المكتبة السلطانية التي هي منهل لكل وارد وملجأ لكل قاصد، وفيها ما يشفي العليل ويروي الغليل. اعلم ان مصنفات أئمة اهل البيت عليهم السلام واسعة ومؤلفاتهم جامعة منها هذا المسند المسمى بالمجموع الفقهي، (ومنها) المجموع الحديثي غير هذا في الحديث فقط، (ومنها) أمالي احمد بن عيسى بن زيد (1) حفيد
---
(1) احمد بن عيسى بن الإمام زيد بن علي كان عالما فاضلا زاهدا حج ثلاثين
---(1/21)

4 / 101
ع
En
A+
A-