[ 12 ]
الزبرقان، وروى عنه ايضا نصر بن مزاحم وحسين بن علوان الكلبي وهو الواسطة بينه وبين احمد بن عيسى، كما هو في أمالي احمد بن عيسى في مواضع متكررة. توفي في عشر الخمسين والمائة. قال شارح هذا مجموع الإمام زيد وهو القاضي العلامة الحسين بن احمد السياغي رحمه الله: ان الائمة من اهل البيت سلام الله عليهم من عصر الإمام زيد بن علي إلى وقت متأخريهم مصفقون على الاحتجاج به والرواية عنه والاعتراف بفضله. ونقل الشارح كلاما طويلا للائمة من اهل البيت سلام الله عليهم، ونقل كلام كل واحد منهم في تعديله وترجيحه. وقال الشارح السيد العلامة الحافظ احمد بن يوسف بعد نقله للكلام في تعديل أبي خالد عن اهل البيت قال: هذا مستلزم ومتضمن لتعديل أبي خالد رحمه الله، ولاريب انه إذا ثبت اجماع اهل البيت على عدالته فلا تأثير لمن يقدح فيه. فمن رام جرحه فقد كذب وافترى وظلم واعتدى ووجه من جرحه محبته لآل محمد وهذا ليس بقدح قلت: واي عالم أو مسلم لم يحب آل محمد مع قوله تعالى: (قل لاأسألكم عليه أجرا الا المودة في القربى). قال أبو خالد في صحبته للامام زيد بن علي: فما أخذت عنه الحديث الا وقد سمعته مرة أو مرتين أو ثلاثا أو اربعا أو خمسا أو اكثر من ذلك، وما رايت هاشميا مثل زيد بن علي فلذلك اخترت صحبته على جميع الناس. وقال السيد صارم الدين إبراهيم بن محمد الوزير في كتاب علوم الحديث ونقل كلام الائمة في أبي خالد واحدا واحدا، وترجم له صاحب مطالع
---(1/12)


[ 13 ]
البدور وترجم له السيد الهادي بن إبراهيم في كتابه هداية الراغبين. وترجم له الإمام محمد بن المطهر في اول شرحه المنهاج الجلي شرح مجموع الإمام زيد بن علي. قال، وقد ذكره الحاكم في علوم الحديث في نوع المسلسل انتهى. وروى لابي خالد من اهل السنن ابن ماجه القزويني: وسئل يحيى بن مساور عمن يطعن في أبي خالد قال: لا يطعن فيه الا رافضي (1) أو ناصبي (2). عبد العزيز بن اسحاق البقال، هو جامع مسند الإمام زيد المسمى (المجموع الفقهي)، كان في حدود الستين وثلاثمائة، عاش تسعين عاما، توفي لعشر خلون من شهر ربيع الاخر سنة 363. وروى عنه أبو القاسم ابن الثلاج ومحمد بن أبي الفوارس، وروى عنه محمد بن الحسين بن علي ابن الشبيه العلوي، وهذا عبد العزيز روى عن أبي القاسم علي بن محمد النخعي روى عنه أبو الحسن الدار قطني، وقد نسبه الدار قطني في ترجمته إلى آدم عليه السلام.
---
(1) قال في المصباح والرافضة: فرقة من شيعة الكوفة سموا بذلك لانهم رفضوا أي تركوا زيد بن علي عليه السلام حين نهاهم عن الطعن في الصحابة فلما عرفوا مقالته وانه لا يبرأ من الشيخين رفضوه، ثم استعمل هذا اللقب في كل من غلا في هذا المذهب وأجاز الطعن في الصحابة. (2) في القاموس: النواصب والناصبية واهل النصب: المتدينون ببغضة علي رضي الله عنه لانهم نصبوا له أي عادوه.
---(1/13)


[ 14 ]
وكان أبو القاسم ثقة علما فاضلا عارفا بالفقه على مذهب الإمام أبي حنيفة، وولي ولايات بالشام ثم قدم إلى بغداد ثم ولي الرملة. وكان مقدما في علم الفرائض، توفي في يوم عاشوراء سنة 324. وابو القاسم يروي عن سليمان بن إبراهيم بن عبيد المحاربي وسليمان يروي عن نصر بن مزاحم المنقري، وسليمان يروي عن إبراهيم بن الزبرقان وهذا إبراهيم وثقه ابن معين وروى عنه الحافظ أبو نعيم وبعض رجال الحديث قدح في أبي خالد وكذا من تحته ووجهه، تفرده بالرواية عن الإمام زيد، وليس ذلك بقدح لان اهل السنن والصحاح قد تفردوا بكثير من مشائخهم وأخذوا عمن تفرد بالرواية في صحاحهم ولم يروا ذلك قدحا. هذا البخاري قد أخذ عمن تفرد بالرواية في صحيحه، ولم يرو عنه سوى واحد كمرداس الاسلمي تفرد عنه قيس بن أبي حازم وحرب المخزومي، تفرد عنه ابنه أبو سعيد المسيب بن حزن، وزاهر بن الاسود تفرد عنه ابنه مجزأة وكذلك غيره من أئمة الحديث الذين يعتمد عليهم في الحديث، كما تفرد عبد الواحد فيما رواه مسلم في المسند الصحيح عن أبي بكر بن شيبة وغيره. ومما نقموا على أبي خالد ومن تحته محبته لاهل البيت، وهذه عادتهم انهم يقدحون بمجرد المخالفة للمذهب ولو كان حقا، ويعدلون من كان من اشياعهم ولو باطلا. وقد أجمع العلماء انها لاتقبل رواية من يدعو إلى بدعة فكيف تقبل رواية من يدعو إلى النار؟ وقد ذكر جماعة من المحدثين
---(1/14)


[ 15 ]
عمن اشتهر بقتال اهل البيت، مع انه قد أخرج البخاري وغيره سباب المسلم فسوق وقتاله كفر. ومن عادة المحدثين جرح من كان مخالفا لعقيدتهم. هذا سيد التابعين أويس القرني جرحوه وعدوه من الضعفاء، وأعداء آل محمد كما هي معلومة أسماؤهم معدلة. وذكر ابن حجر في مقدمة الفتح اهل التدليس، فذكر منهم الحسن البصري وقتادة يونس بن عبيد إلى آخره. وصح ان البخاري رمى محمد بن يحيى الذهلي بالكذب ثم اعتقده في صحيحه. وترك أبو زرعة حديث الذهلي ودلسه، وتركه ايضا أبو حاتم. وروي ان مسلما عرض كتابه الصحيح على أبي زرعة فتغيظ وأنكر عليه وقال: سميته الصحيح وجعلته سلما لاهل البدع. وقدحوا في جماعة منهم عبد الله ابن عيسى بن عبد الرحمن بن أبي ليلى و عبد الرزاق بن همام الصنعاني و عبد الملك بن أعين و عبد الله بن موسى العبسي وعدي بن ثابت الانصاري وابو نعيم الفضل بن دكين وغيرهم ممن يطول ذكرهم قدحوا فيهم لمحبتهم بأهل البيت، وما كفاهم ذلك حتى سارعوا بالجرح في أئمة الدين الاخيار. الائمة الاربعة الابرار. فقد قالوا في أبي حنيفة انه عن يروي الضعفاء والمجاهيل وضعفه في نفسه النسائي وابن عدي وجماعة. وقال في كتاب عقود الجمان في مناقب أبي حنيفة النعمان: أفرط اهل الحديث في أبي حنيفة وتجاوزوا الحد في ذلك. وذكر السبكي في طبقاته عن يحيى بن معين انه قال: ان الشافعي
---(1/15)


[ 16 ]
ليس بثقة. وقالوا: ان مالكا فقيه دار الهجرة يروي عن جماعة متكلم فيهم. وكذا قالوا في امام المحدثين احمد بن حنبل، يروي عن جماعة كذلك، كعامر بن عبد الله بن الزبير. وقال ابن معين ان احمد يروي عن عامر. وعلى الجملة، فان كثيرا من الرواة يجرحه اهل كل مذهب مخالف لمذهبهم.
---(1/16)

3 / 101
ع
En
A+
A-