[ 112 ]
ان الحسنات يذهبن السيئات ذلك ذكرى للذاكرين، قال فسألناه ما الكبائر، فقال قتل النفس (1) المؤمنة وأكل مال اليتيم وقذف المحصنة وشهادة الزور وعقوق الوالدين (2) والفرار من الزحف واليمين
---
= المرجئة وكل كبيرة ما وعد الله عليها النار. عن عبد الله بن عمر عن ابيه ان رسول الله صلى الله عليه وآله قال وقد سأله رجل عن الكبائر فقال: هي تسع وذكر الشرك والسحر وقتل النفس وأكل الربا وأكل مال اليتيم والتولي يوم الزحف وقذف المحصنات وعقوق الوالدين المسلمين واستحلال البيت الحرام، قبلتكم أحياء وأمواتا ذكرها رزين. ولابي داود والنسائي نحوها. وعن أبي هريرة ان رسول الله صلى الله عليه وآله قال: اجتنبوا السبع الموبقات قيل وما هن يارسول الله؟ قال: الشرك بالله والسحر وقتل النفس التي حرم الله الا بالحق وأكل مال اليتيم والربا والتولي يوم الزحف وقذف المحصنات الغافلات. أخرجه البخاري ومسلم وابو داود والنسائي اه. من تخريج ابن بهران على البحر من باب الربويات. (1) المراد ان هذه اكبر الكبائر، لا ان هذه هي الكبائر كلها! يدل على ذلك ما أخرجه البخاري من طريق انس عن النبي صلى الله عليه وآله قال: اكبر الكبائر الاشراك بالله وقتل النفس وعقوق الوالدين أو قال شهادة الزور. (2) عق والده يعقه عقوقا فهو عاق: إذا آذاه وعصاه وخرج عليه، وهو ضد البربه اه نهاية. قال في كتاب درر الاحاديث النبوية بالاسانيد اليحيوية باسناده إلى الهادي يحيى بن الحسين (ع م) باسناده إلى زيد ابن علي ْْعن أبيه عن جده عن امير المؤمنين (ع م) قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: ان من تعظيم اجلال الله ان تجل الابوين في طاعة الله.
---(1/112)
[ 113 ]
الغموس (1). = حدثني زيد بن علي ْْعن أبيه عن جده عن علي (ع م) قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله لا تزال امتي يكف عنها البلاء ما لم يظهروا خصالا عملا بالربا (واظهار الرشا وقطع الارحام وقطع الصلاة في جماعة وترك هذا البيت أن يؤم فإذا ترك هذا البيت أن يؤم لم يناظروا. = حدثني زيد بن علي ْْعن أبيه عن جده عن علي (ع م) قال: لا صلاة لجار المسجد لا يجيب إلى الصلاة إذا سمع (3) النداء. = حدثني زيد بن علي ْْعن أبيه عن جده عن علي (ع م) قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله يقول تحت ظل العرش يوم لاظل الا ظله رجل
---
(1) وهي اليمين الفاجرة وهي أشد ما يحلف بها من الايمان انما سميت غموسا لانها تغمس صاحبها في النار اه من نظام الغريب. (2) قال في الديباج عملا بالرياء المنقوطة باثنتين من أسفل وقيل المنقوطة واحدة من أسفل وقوله فإذا ترك هذا البيت ان يؤم يحتمل ان يؤم بالصلاة ويحتمل ان يؤم بالحج وهو الذي يفهم من الخبر ولم يناظروا اي عجلت لهم العقوبة في الدنيا اه. (3) فمن سمع النداء فهو جار للمسجد بصريح الخبر العلوي وهذا يدل على وجوب الجماعة والخبر الاول ايضا يدل على وجوبها دلالة ظاهرة لانه قرنه بالربا واظهار الرشا اه ام.
---(1/113)
[ 114 ]
خرج من بيته فأسبغ الوضوء ثم مشى إلى بيت من بيوت الله ليقضي فريضة من فرائض الله تعالى فهلك فيما بينه وبين ذلك (1) ورجل قام في جوف الليل بعدما هدأت العيون فأسبغ (2) الطهور ثم قام إلى بيت من بيوت الله عزوجل فهلك فيما بينه وبين ذلك. = حدثني زيد بن علي ْْعن أبيه عن جده عن علي (ع م) انه غدا على أبي الدرداء فوجده متصبحا يعني نائما، فقال مالك يا أبا الدرداء (3) قال كان مني من الليل شئ (4) فنمت، فقال علي (ع م) أفتركت صلاة
---
(1) هذا في الرجل المتنفل والاول في صاحب الفريضة اه ام. (2) واخرج ابن حبان والحاكم وعبد المنعم في الحلية عن ابن عمران النبي صلى الله عليه وآله قال إذا توضأ أحدكم فأحسن الوضوء وخرج إلى المسجد لايزعه الا الصلاة لم تزل رجله اليسرى تمحو عنه سيئة وتكتب له اليمنى حسنة حتى يدخل المسجد ولو يعلم الناس ما في العتمة والصبح لاتوهما ولو حبوا. (3) أبو الدراء تزوج امرأتين صحابية وتابعية، يقال لكل واحدة منهما ام الدرداء اسم الصحابية خيرة والتابعية هجيمة درد دردا من باب تعصب سقط اسنانه وبقيت أصوالها فهو أدرد والانثى درداء مثل احمر وحمراء وبها كني فقيل أبو الدرداء وفي حديث اوصاني جبريل بالسواك حتى خشيت لادردن اه مصباح. (4) أي تهجد.
---(1/114)
[ 115 ]
الصبح (1) في جماعة، فقال نعم، فقال علي (ع م) يا أبا الدرداء لان اصلي الفجر وعشاء الآخرة في جماعة أحب الي من أن احيى ما بينهما أو ما سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله يقول لو يعلمون ما فيهما لاتوهما ولو حبوا وانهما ليكفران ما بينهما. = حدثني زيد بن علي ْْعن أبيه عن جده عن علي (ع م) قال: أفضل الاعمال اسباغ الطهور في السبرات (2) ونقل الاقدام إلى الجماعات وانتظار
---
(1) الصبح الفجر والصباح مثله وهو أو النهار والصباح ايضا خلاف المساء. قال ابن الجواليقي الصباح عند العرب من نصف الليل الآخر إلى الزوال ثم إلى آخر نصف الليل، هكذا روى ابن ثعلب وأصبحنا دخلنا في الصباح اه. مصباح بلفظه. وفي الامالي لابي طالب من طريق عبد الله عن أبي نصير قال قدم المدينة فلقي أبي بن كعب فقال: يا ابا المنذر، حدثني بأعجب حديث سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم وآله فقال: صلى بنا رسول الله صلى الله عليه وسلم وآله صلاة الفجر ثم التفت الينا فقال: أشاهد فلان؟ قالوا: نعم ولم يشهد الصلاة، قال: أثقل الصلاة على المنافقين صلاة العشاء وصلاة الفجر، ولو تعلمون ما فيهما لاتيتموهما ولو حبوا، وان الصف الاول على مثل صف الملائكة، ولو تعلمون ما فيه لابتدرتموه، وان صلاتك مع رجل افضل من صلاتك وحدك وصلاتك مع رجلين أزكى من صلاتك مع رجل وما اكثرت فهو أحب إلى الله اه. بلفظه. والحبو المشي على الايدي والركب. (2) السبرات جمع سبرة بفتح السين المهملة وسكون الباء الموحدة وهي الغداة الباردة اه. من حاشية السيد صارم الدين. قال في الضياء: السبرة =
---(1/115)
[ 116 ]
الصلاة بعد الصلاة.
باب من يؤم الناس ومن أحق بذلك:
قال زيد بن علي (ع م) قال رسول الله صلى الله عليه وآله (1) يؤم القوم أقرأهم لكتاب الله فان كانوا في القرآن سواء فأعلمهم بالسنة فان كانوا في السنة سواء فأكبرهم (2) سنا (3). وقال زيد بن علي (ع م): لا يصلى
---
= على وزن فعلة بفتح الفاء وسكون العين الغداة الباردة فيكون جمعه سبرات بفتح الباء كحفنات إذا جعلنا السبرة اسما للغداة لا صفة لانها لو كانت صفة لكانت الباء ساكنة كجدلات في جدلة. (1) نسب الإمام محمد بن المطهر في منهاجه هذا الكلام إلى الإمام زيد بن علي (ع م) ولم يرفعه وليس في المجموع الحديثي له (ع م) اه ام. وظاهر قول الإمام المهدي محمد بن المطهر في الاحتجاج على عدم جواز ايمام الرجل بالمرأة. ان هذا الكلام من كلام النبي صلى الله عليه وسلم وآله فينظر. (2) قال الإمام المهدي محمد بن المطهر (ع م) قلت هذا فيمن نشأ في الاسلام فأما الذي كان كافرا حتى شاخ في الكفر ثم اسلم فان هذا الحكم غير ثابت فيه وفي تقدمه على شاب نشأ في الاسلام مع استهوائهما في سائر الخلال بغض النظر عن اصله (ع م) اه. من المنهاج الجلي بلفظه. (3) في امالي أبي طالب من طريق انس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم وآله: =
---(1/116)