[ 107 ]
في سجوده وإذا سجدت المرأة فلتحتفز (1) ولتجمع بين فخذيها. وقال زيد ابن علي (ع م): إذا أدرك الإمام راكعا فركع معه اعتد بالركعة، وان أدركه وهو ساجد فسجد معه لم يعتد بذلك.
باب التشهد:
قال وكان زيد بن علي (ع م) يقول في التشهد في الركعتين الاوليين بسم (2) الله والحمد لله والاسماء الحسنى كلها لله أشهد أن لا اله الا الله وحده
---
(1) احتفز الرجل في جلوسه، بحاء مهملة وفاء وزاي، إذا أراد القيام والنهوض. والحفز حث الشئ من خلفه ومنه حديث ابن عباس انه ذكر عنده القدر فاحتفز أي استوى جالسا على ركبتيه. لفظ النهاية في حديث علي (ع م): إذا صلت المرأة فلتحتفز إذا جلست وإذا سجدت ولا تخوي كما يخوي الرجل اي تتضام وتجتمع اه‍. نهاية. (2) في الجامع الكافي عن الحسن بن يحيى (ع م) قال: وروي عن الإمام أبي الحسين زيد بن علي بن الحسين (ع م) انه كان يقول في التشهد: بسم الله والحمد لله والاسماء الحسنى كلها لله أشهد أن لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله السلام عليك ايها النبي ورحمة الله وبركاته السلام على محمد بن عبد الله، السلام على أنبياء الله ورسله، اللهم صل على محمد وعلى آل محمد كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم انك حميد مجيد، اللهم صل على محمد وتقبل شفاعته واغفر لاهل بيت نبيك وصل عليهم، السلام علينا وعلى المؤمنين من غاب منهم ومن شهد، السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين، ثم يسلم.
---(1/107)


[ 108 ]
لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله ثم ينهض (1) قال وكان زيد بن علي (ع م) ينصب رجله اليمنى ويفرش اليسرى، قال: وقال زيد بن علي (ع م) لا تجزى صلاة بغير تشهد. = حدثني زيد بن علي ْْعن أبيه عن جده (ع م) عن علي بن أبي طالب كرم الله وجهه انه كان إذا تشهد قال التحيات (2) لله والصلوات الطيبات الغاديات الرائحات الطاهرات الناعمات السابغات ما طاب وطهر وزكا
---
(1) وفي أمالي احمد بن عيسى (ع م) ما لفظه عن علي (ع م) قال: ان من سنة الصلاة المكتوبة إذا نهضت في الركعتين الاوليين لا تعتمد بيديك على الارض الا ان لا تستطيع. وأخرج الترمذي عن النبي صلى الله عليه وآله انه كان ينهض في الصلاة على صدر قدميه. يريد عليه الصلاة والسلام التشهد الاخير بدلالة روايته للتشهد الاخير عن جده امير المؤمنين (ع م) عقيب قوله لاتجزى صلاة بغير تشهد. واما التشهد الا وسط فانه عنده (ع م) سنة، ويؤكد ذلك ان النبي صلى الله عليه وآله قام في بعض صلاته ولم يتشهد التشهد الاوسط ولم يعد وسجد بعد ان سلم لسهوه. التشهد وألفاظه رواه المحدثون بألفاظ. (2) التحيات جمع تحية وهي السلام وقيل الملك وقيل البقاء، وانما جاءت بلفظ الجمع لان ملوك الارض يحيون بأنواع التحيات كتحية ملوك الجاهلية وملوك الفرس وغيرهم من ملوك الارض فجمعت وجعلت كلها لله سبحانه وتعالى
---(1/108)


[ 109 ]
وخلص ونما فلله وما خبث فلغير الله أشهد أن لا اله الا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله أرسله بالحق بشيرا ونذيرا وداعيا إلى الله باذنه وسراجا منيرا أشهد أنك نعم الرب وأن محمدا نعم الرسول ثم يحمد الله ويثني عليه ويصلي على النبي صلى الله عليه وآله ثم يسلم عن يمينه وعن شماله السلام عليكم ورحمة الله السلام عليكم ورحمة الله.
باب القنوت:
= حدثني زيد بن علي ْْعن أبيه عن جده عن علي (ع م) انه كان يقنت في الفجر قبل الركوع وفي الوتر بعد الركوع ثم قنت بالكوفة في الوتر قبل الركوع (1) وكان زيد بن علي (ع م) يقنت في الفجر والوتر قبل الركوع
---
(1) في النهاية يرد القنوت بمعان متعددة كالطاعة والخشوع والصلاة والدعاء والعبادة والقيام وطول القيام والسكوت، فينصرف في كل واحد من هذه المعاني إلى ما يحتمله لفظ الحديث الوارد فيه، وفي حديث زيد ابن ارقم: كنا نتكلم في الصلاة حتى نزلت (وقوموا لله قانتين) فأمسكنا عن الكلام وأراد بها السكوت اه‍. والقنوت بضم القاف بوزن قعود. قال ابن العربي في شرح الترمذي ان له عشرة معان وقد نظمتها: ولفظ القنوت اعدد معانيه تجد * مزيدا على عشر معاني مرضيه دعاء خشوع والعبادة طاعة * أقامتها اقرارنا بالعبودية سكوت صلاة والقيام وطوله * كذاك دوام الطاعة الرابح الفيه =
---(1/109)


[ 110 ]
= حدثني زيد بن علي ْْعن أبيه عن جده عن علي (ع م) انه كان
---
= وفي أمالي احمد بن عيسى (ع م) ما لفظه: حدثني احمد بن عيسى عن حسين عن أبي خالد قال: صحبت ابا جعفر وقد اعتمرنا عمرة شهر رمضان فكان يصلي بنا الفجر فيقنت قبل الركوع ثم يقول: هكذا صنع رسول الله صلى الله عليه وآله. وفي الامالي ايضا ما لفظه: حدثني اسمعيل بن اسحاق قال: سألت احمد بن عيسى عن القنوت قبل الركعة أحب اليك أو بعدها، قال: اما انا فأقنت قبلها. وقد ثبت ذلك عن علي وابي جعفر وعن زيد بن علي (ع م) اه‍. وفيها ما لفظه محمد بن منصور عن علي (ع م) قال: القنوت قبل الركعة في الفجر والوتر. حدثنا محمد بن منصور قال حدثنا أبو كريب عن اسحق بن حسن قال: سمعت ابا جعفر (ع م) يقول: القنوت في الفجر والوتر بعد القراءة قبل الركعة اه‍. من الامالي. رأيت بخط سيدي العلامة عماد الاسلام يحيى بن الحسين بن المؤيد بالله ما لفظه: قال شيخنا القاضي العلامة احمد بن سعد الدين ان امامنا المنصور بالله القاسم بن محمد (ع م) قال ان هذا القنوت متواتر عن النبي صلى الله عليه وآله وان المصلي مخير بينه وبين القرآن حفظه عند مشافهة، وروى في أمالي أبي طالب باسناده إلى ابن الحوري السعدي قال قلت للحسن بن علي (ع م): ما الذي تحفظ من رسول الله صلى الله عليه وآله؟ قال: كان يعلمنا هذا الدعاء وأملاه الخ. قال وحفظت منه: دع ما يريبك إلى ما لا يربيك فان الصدق طمأنينة وان الكذب ريبة وتناولت تمرة من تمر الصدقة فجعلتها في فمي فأخرجها رسول الله صلى الله عليه وآله من فمي بلعابها فقذفها في التمر، فقال رجل: يارسول الله ما عليك من هذه التمرة بهذا الصبي؟ فقال صلى الله عليه وآله: ان آل محمد لا تحل لهم الصدقة.
---(1/110)


[ 111 ]
يقنت في الفجر بهذه الآية آمنا بالله وما أنزل الينا وما أنزل إلى إبراهيم واسماعيل واسحاق ويعقوب والاسباط وما أوتي موسى وعيسى وما أوتي النبيون من ربهم إلى آخر الآية. = حدثني زيد بن علي ْْعن أبيه عن جده عن علي (ع م) قال كلمات علمهن جبريل (ع م) رسول الله صلى الله عليه وآله يقولهن في قنوت الوتر، اللهم أهدني فيمن هديت وعافني فيمن عافيت وتولني فيمن توليت وبارك لي فيما أعطيت وقني شر ما قضيت انك تقضي ولا يقضى عليك وانه لا يذل من واليت ولا يعزمن عاديت تباركت ربنا وتعاليت (1).
باب فضل الصلاة في جماعة:
= حدثني زيد بن علي ْْعن أبيه عن جده عن علي (ع م) قال الصلوات الخمس كفارات لما بينهن ما اجتنبت الكبائر (2) وهي قول الله عزوجل
---
(1) قوله تباركت تفاعلت من البركة وهي الكثرة والاتساع في الخير واصلها من البقاء والثبات. قال الشيخ عبد الرزاق المناوي في كتاب كنوز الحقائق في حديث خير الخلايق ان النبي صلى الله عليه وآله كان يوتر بثلاث ويجعل القنوت قبل الركوع. أخرجه الطبراني. وفي الجامع الكافي سبحانك رب البيت. (2) قال الإمام الاعظم أبو الحسين زيد بن علي (ع م) في كتاب علي =
---(1/111)

22 / 101
ع
En
A+
A-