[ 47 ]
فما رأيت في زمانه أفقه منه ولا أعلم ولا أسرع جوابا ولا أبين قولا، لقد كان منقطع القرين وكان يدعى بحليف القرآن، قرأ مرة قوله تعالى: (وإن تتولوا يستبدل قوما غيركم ثم لا يكونوا أمثالكم) فقال: ان هذا لوعيد وتهديد من الله. ثم قال: اللهم لا تجعلنا ممن تولى عنك فاستبدلت به بدلا. اه‍. وبالجملة، فان سيدنا ومولانا الإمام زيد ابن سيدنا ومولانا الإمام علي زين العابدين، من خيرة آل بيت النبي صلى الله عليه وآله، ومن كبار اهل السنة واهل الزهد والورع، ومن قال انه شيعي أو رافضي أو ما أشبه ذلك فقد تعدى وظلم، وسيعلم الذين ظلموا اي منقلب ينقلبون، والله أعلم. الفقير بكر بن محمد عاشور الصدفي الحنفي 23 شهر شوال سنة 1328 (خطه وعليه ختمه) وهذا جواب شيخ الاسلام: اطلعنا على ما أفتى به فضيلة مفتي الديار المصرية فوجدناه الحق الصراح الذي لاريب فيه. شيخ الجامع الازهر سليم البشري (وعليه ختمه)
---(1/47)


[ 48 ]
مسند الإمام زيد
للامام الشهيد زيد بن علي بن الحسين ابن علي بن أبي طالب عليهم السلام
منشورات دار مكتبة الحياة بيروت لبنان
---(1/48)


[ 49 ]
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدلله رب العالمين وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وسلم تسليما كثيرا
كتاب الطهارة
باب في ذكر الوضوء (1):
حدثني (2) عبد العزيز بن اسحاق بن جعفر بن الهيثم القاضي البغدادي قال: حدثنا أبو القسم علي بن محمد النخعي الكوفي قال: حدثنا سليمان
---
(1) قال جمهور اهل اللغة: يقال الوضوء بضم أوله إذا أريد به الفعل الذي هو المصدر ويقال الوضوء بفتح اوله إذا أريد به الماء الذي يتطهر به هكذا نقله ابن الانباري وجماعات من اهل اللغة وغيرهم. (2) التحديث المذكور في اوله علامة اتصال الكتاب كما هو مذكور في سند =
---(1/49)


[ 50 ]
ابن إبراهيم بن عبيد المحاربي قال: حدثني نصر بن مزاحم المنقري (1) العطار قال: حدثني إبراهيم بن الزبرقان (2) التيمي قال: حدثني أبو خالد
---
= المشايخ والسند مذكور هنا في آخر المقدمة قبل الكتاب ومذكور ايضا في الصفحة التي تلي آخر الكتاب. والقائل يحدثني على ابن العباس وهو احد الرواة عن عبد العزيز وهم كثير. وكذا من في درجة عبد العزيز ودرجة شيخه أبي القاسم. وعن سليمان هم كثير كما هو مذكور في طرق السند. وقال علي بن العباس: قرأ علي من حفظه أبو القاسم عبد العزيز بن اسحاق بن جعفر المعروف بأبي البقال ببغداد في صفر سنة ثلاث وخمسين وثلاثمائة اسناد هذا الكتاب، ثم قرأت عليه تمام هذا الكتاب من اصل بخط يده وتصحيحه ومنه انتسخت هذه النسخة. فقال: حدثني أبو القاسم علي بن محمد إلى آخره. (1) المنقري بكسر الميم نسبة إلى منقر بن عبيد بن الحارث، هو جامع أخبار صفين وهو احد أعلام الزيدية واحد اصحاب الإمام الاعظم محمد ابن إبراهيم بن اسماعيل بن إبراهيم بن الحسن بن علي بن أبي طالب عليهم السلام ومنقر كمنخل بطن من تميم اه‍. قاموس. ومنقري بسكون النون وبكسر الميم وفتح القاف ا ه‍. طبقات الكوفي وهو من رجال الحديث. (2) الزبرقان بالكسر القمر، والتخفيف اللحية ولقب الحصين بن بدر الصحابي لجماله أو صفرة عمامته أو لانه لبس جلدا وراح إلى ناديهم. فقالوا زبرق حصين وزبارق الثنية لمعانها اه‍. قاموس الزبرقان وثقه ابن معين وروى عنه الحافظ أبو نعيم قال: الحافظ بن أبي الحديد هو من رجال الحديث.
---(1/50)


[ 51 ]
الواسطي رحمهم الله تعالى قال: = حدثني زيد بن علي عن ابيه علي بن الحسين عن جده الحسين بن علي امير المؤمنين علي بن أبي طالب عليهم السلام قال: رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم توضأ فغسل وجهه (1)
---
(1) هذا صريح بأن الفرجين ليسا من أعضاء الوضوء وهو حجة على الإمام الهادي عليه السلام القائل بأن غسل الفرجين من فروض الوضوء. قال الإمام يحيى بن حمزة في الانتصار: ولا أعرف احدا غير الهادي قال بأن الفرجين من أعضاء الوضوء. ومن الادلة ايضا على ذلك قول علي عليه السلام في كتابه إلى محمد بن أبي بكر ما لفظه: وانظر إلى الوضوء فانه من تمام الصلاة ولا صلاة لمن لا وضوء له. فإذا أردت الوضوء للصلاة فاغسل كفيك ثلاثا وتمضمض ثلاثا ثم استنشق ثلاثا ثم اغسل وجهك ثلاثا إلى آخره. فاني رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم توضأ كذا. ولا يقال ان فيه دلالة على ان المضمضة والاستنشاق واجبان لانهما مسنونان بدليل آخر وهو قوله صلى الله عليه وسلم: (عشر من سنن المرسلين). ولا يعترض بأن الختان فيهما وهو واجب بل وجوبه بدليل آخر وهو قوله صلى الله عليه وسلم: لا يصلى على الاغلف (لانه ضيع من السنة أعظمها). وقد علم ان من ترك سنة من السنن وجبت عليه الصلاة فأخذ من الامر بترك الصلاة على الاغلف وجوب الاختتان. هذا الحديث أخرجه احمد والنسائي عن علي بلفظ انه دعا بوضوء إلى آخره. ثم قال هذا طهور نبي الله صلى الله عليه وسلم ورواه النسائي من حديث الحسين بن علي عن أبيه، ورواه الترمذي وصححه عن أبي حبة قال: رأيت عليا إلى آخره. وأخرجه ابن ماجه والطبراني في الاوسط من حديث أنس وأخرجه الطبراني ايضا من حديث عثمان مطولا وهو في الصحيحين مطلق غير مقيد أعني في قوله: =
---(1/51)

10 / 101
ع
En
A+
A-