(92) ـ حدثنا حسين بن نصر، عن أبيه [نصر بن مزاحم]، عن محمد بن مروان (1)، عن عمر بن عبد الله (2)، عن عبادة بن نُسَيّ (3)، عن عبد الرحمن بن غَنْم (4)،
عن معاذ بن جبل، عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم، قال: ))لايقبل الله عز وجل ذِكْراً إلا ممن اتقى وطهر قلبه، فأكرموا الله من أن يرى منكم مانهاكم عنه(( (5) .
(93) ـ حدثنا أبو بكر [بن أبي شيبة] (6) ، عن حفص بن غَيَاث، عن هشام [بن حسان]،
عن الحسن [البصري]، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: ))لايقبل الله عمل عبد حتى يرضى قوله(( (7) .
(94) ـ حدثنا حكم بن سليمان (8) ، عن محمد بن كثير، عن إسماعيل بن مسلم [العبدي]،
عن الحسن، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: ))إن الله عز وجل لايقبل دعاء عبد حتى يرضى عمله(( .
(95) ـ حدثناحكم بن سليمان، عن سعيد بن محمد (9)، عن صالح المُرِّيّ،
__________
(1) ـ محمد بن مروان بن عبدالله بن إسماعيل المعروف بالسُّدي الصغير.
(2) ـ لعله أبو إسحاق السبيعي.
(3) ـ في النسخ: عبادة بن مثنى وهو تصحيف، والصحيح عبادة بن نُسَيّ الكندي، أبو عمر الشامي المعروف بالرواية عن عبدالرحمن بن غَنْم، أنظر: تهذيب الكمال 14/194.
(4) ـ في (أ) و (ب): ابن غنيم، وهو تصحيف.
(5) ـ هذا جزء من حديث طويل تقدم رقم (20).
(6) ـ هو أبو بكر عبدالله بن محمد بن أبي شيبة، وفي (ج) وهامش (أ): أبو كريب. وكليهما يروي عنه محمد.
(7) ـ أخرجه ابن أبي شيبة 7/82 (34360) عن حفص به.
(8) ـ في (ج): حدثنا حفص بن غياث عن هشام بن حكم.
(9) ـ لعله سعيد بن محمد الجرمي أبو محمد الكوفي. انظر: تهذيب الكمال 11/45.(1/36)
عن الحسن، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: ))ادعوا الله وأنتم موقنون بالإجابة، واعلموا أن الله لايقبل دعاءً من قَلْبٍ لاَهٍ غَافِلٍ (( (1).
(96) ـ حدثنا حسين بن نصر، عن خالد، عن حصين، عن جعفر،
عن أبيه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: ))لكل من أدى فريضة (2) عند الله دعوة مستجابة(( (3).
*****
(97) ـ حدثنا عبد الله [بن الحكم]، عن سيار [بن حاتم]، قال: حدثنا عبيدالله [بن شميط بن عجلان]، قال:
سمعت أبي (4) يقول: إن الله أوحى إلى داود عليه السلام: (( ياداود ألا ترى إلى المنافق كيف يخادعني وأنا أخدعه ؟ يسبحني ويوقرني بطرف لسانه وقلبه بعيد مني )) (5) .
*****
(98) ـ حدثناحسين، عن خالد، عن حصين، عن جعفر، عن أبيه،
عن علي، قال: ))ليس شيء (6) أسرع إجابة من دعاء غايب لغايب((.
(99) ـ حدثنا أحمد بن يحيى ، قال : حدثنا أبو غَسَّان [مالك بن إسماعيل]، قال: حدثنا سهل بن شعيب، قال: حدثنا حنش (7)، قال:
__________
(1) ـ أخرجه الترمذي 5/ رقم (3479)، والحاكم 1/493، وابن عساكر 4/360 ))تهذيبه((، والخطيب في التاريخ 4/356 من طُرُق عن صالح المري عن هشام بن حسان عن ابن سيرين عن أبي هريرة مرفوعاً.
(2) ـ في (ج): من أدى فريضة له.
(3) ـ ذكره صاحب كنز العمال 7/ رقم (19040) وعزاه إلى الديلمي عن علي عليه السلام بلفظ: من ادى فريضة فله عند الله دعوة مستجابة.
(4) ـ شميط بن عجلان أبو عبيدالله البصري، من الزهاد العباد والمشهورين. انظر: ترجمته في حلية الأولياء 3/125، الجرح والتعديل 4/391.
(5) ـ أخرجه أبو نعيم في الحلية 3/128 من طريق أحمد بن حنبل عن سيار به.
(6) ـ في (ب) و (ج): عن علي ليس من شيء.
(7) ـ في (أ) و (ب): حدثنا حنش عن عبيد الأعلى، وهذا الإسم الأخير زيادة غلط وحنش لعله: حنش بن الحارث بن لقيط النخعي الكوفي. انظر: تهذيب الكمال 7/428.(1/37)
قال نوف (1) : بات أمير المؤمنين علي بن أبي طالب كرم الله وجهه فأكثر الخروج والنظر إلى السماء، فقال: ))نائم أنت يانوفُ ؟ قال قلت: لا، بل رامق، أرمقك منذ [أول] الليلة، نبئني يا أمير المؤمنين، فقال: يانوف طوبى للزاهدين في الدنيا، الراغبين في الآخرة، فأولئك قوم اتخذوا أرض الله عز وجل بساطاً، وترابها فراشاً، وماءها طيباً، ثم رفضوا الدنيا رفضاً على منهاج المسيح، وإن الله عز وجل أوحى إلى عبده المسيح: أن مُرْ بني إسرائيل فلايدخلوا بيتاً من بيوتي إلا بقلوب طاهرة، وأبصار خاشعة، وأيدٍ نَقِيَّة، وأخبرهم أني لاأستجيب لأحد منهم دعوة ولأحد من خلقي قِبَلَه مظلمة، يانوف لاتكن شاعراً ولاعَشَّارا (2) ولاشرطياً ولاعريفا (3) ، فإن داود نبي الله عليه السلام خرج ذات ليلة فقال: إن هذه الساعة لايدعو فيها داع إلا أجابه، إلا أن يكون شاعراً، أو عَشَّاراً، أو شُرْطياً، أو عَرِيفا، أو صاحب كوبة ـ وهو الطبل ـ أو صاحب عَرْطَبة، وهو: الطنبور (4) (( .
(100) ـ حدثنا عبد الله بن أبي زياد ، قال: حدثنا سَيَّار بن حاتم العَنَزِي، قال: حدثنا جعفر بن سليمان، قال: حدثنا طلحة [صاحب عطاء الخراساني]،
عن عطاء الخراساني، قال: لقيت وهب بن مُنَبِّه (5) ، وهو يطوف بالبيت، فقلت له: حدثني حديثاً أحفظه عنك في مقامي هذا.
__________
(1) ـ نوف بن فضالة الحميري ، من أصحاب علي (ع). له ترجمة في : تهذيب التهذيب 10/436.
(2) ـ العَشَّار: الذي يقبض عشر المال.
(3) ـ العريف: رئيس القوم، سمي لأنه عرف به. أو النقيب: وهو مادون الرئيس.
(4) ـ وفي القاموس: العرطبة: العود أو الطنبور أو الطبل.
(5) ـ وهب بن منبه الصنعاني أخو همام، تابعي روى عن ابن عباس وابن عمر وغيرهما، توفي سنة (114 هـ). انظر: الكاشف 3/216.(1/38)
فقال: طلبت صحف إبراهيم عليه السلام عشرين سنة فوجدتها بأرض الروم وفيها: ))إن الله عز وجل يقول: إنما أقبل الصلاة ممن (1) تواضع لعظمتي، وقطع نهاره في ذكري، ولم يَبِت مُصِراً على خطيئة، ولم يتعاظم على خلقي، يُطْعِم الجائع، ويكسو العريان، ويؤوي الغريب، ويرحم المصاب، فذلك الذي يشرق النور منه مثل الشمس (2)، يدعوني فألبي، ويسألني فأعطي، ويُقْسِم علي فأبر، أجعل له في الجهالة حلماً، وفي الظلمة نوراً، أَكْلأه بقوتي، أستحفظه ملائكتي، مثله في الناس مثل الفردوس، لاشتباه ثمارها لاتغير عن حالها(( .
(101) ـ حدثنا محمد بن راشد، قال: حدثنا بكر العابد (3)،
عن جعفر بن محمد في قوله تعالى: {ادْعُوْنِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ}[غافر:60]. قال: ))أطيعوني أستجب لكم(( .
*****
(4) باب الإخلاص والتحذير من الرياء
(102) ـ حدثناجعفر بن محمد بن عبد السلام، عن المحاربي، عن يزيد بن بكر (4)، عن حصين [بن منصور] الأسدي (5) ، قال: حدثني رجل ثَمَّ معروف، عن سعيد [بن أبي سعيد المَقْبُري] (6) .
__________
(1) ـ في (أ) و (ج): لمن.
(2) ـ في (ج): يشرق نوره مثل الشمس.
(3) ـ في (أ): أبو بكر.
(4) ـ سيأتي رقم (124) باسم: يزيد بن بكير.
(5) ـ هو حصين بن منصور بن حيان بن حصين الأسدي الكوفي، أخو إسحاق بن منصور الأسدي، جده أبو الهياج الأسدي من أصحاب علي، روى عنه المحاربي، وذكره ابن حبان في الثقات. انظر: تهذيب الكمال 6/543 ، الجرح والتعديل 3/ ترجمة رقم (853).
(6) ـ في (أ): ابن سعيد. وفي (ج): عن معروف بن سعيد. وكلاهما تصحيف، والصحيح ما أثبته.(1/39)
عن أبي سعيد الخدري، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: ))الصلاة في جماعة أفضل من صلاة الرجل وحده أربعة وعشرين جزءاً ـ أو قال: درجة وهي الخامسة ـ، وصلاة السِّر أفضل من صلاة العلانية بسبعين درجة، فإذا استوت (1) سَرِيْرة الرجل وعلانِيَّته قال الله جل وعلا: هذا عبدي حقاً (( (2) .
(103) ـ حدثني عبد الله [بن الحكم] بن أبي زياد، قال:حدثنا كثير بن هشام [أبو سهل الكلابي]، قال: حدثنا أبو محمد [ثابت بن أسلم البناني]، عن أبي قِلاَبة [عبد الله بن زيد الجَرْمي]، عن ابن عمر.
عن عمر أنه مَرَّ بمعاذ بن جبل وهو يبكي، فقال: مايبكيك ؟ قال: حديث سمعته من صاحب هذا القبر ـ يعني: النبي صلى الله عليه وآله وسلم ـ [قال]: ))إن أدنى الرياء شرك، وإنَّ أحَبَّ العباد إلى الله الأتقياء الأخفياء الذين إذا غابوا لم يُفْتَقدوا، وإذا شهدوا لم يعرفوا، أولئك أئمة أمتي مصابيح العلم (( (3) .
__________
(1) ـ في (ج): قال: فإن استوت.
(2) ـ أورده القرشي في شمس الأخبار 1/288 عن الذكر. وأخرج صدره أبو داود 1/ رقم (560)، وابن ماجة 1/ رقم (788)، والحاكم 1/208، وابن حبان 5/ (1749) من طريق عطاء بن يزيد عن أبي سعيد قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: ))صلاة الرجل في جماعة تزيد على صلاته وحده بخمس وعشرين درجة((.
وأما عجزه فأخرج نحوه ابن ماجه 2/ رقم (4200) عن أبي هريرة مرفوعاً بلفظ: ))إن العبد إذا صلى في العلانية فأحسن وصلى في السر فأحسن قال الله تعالى: هذا عبدي حقاً((. وهو في كنز العمال 3/24 (5264).
(3) ـ أخرجه أبو نعيم في الحلية 1/15 من طريق أبي مخذم عن أبي قلابة به. وأخرجه ابن ماجه والحاكم والبيهقي من طريق زيد بن أسلم عن أبيه عن عمر، كما في الترغيب والترهيب 1/68، وفيه اختلاف يسير. وأورده القرشي في شمس الأخبار 1/381 عن مجالس السمان.(1/40)