(53) ـ حدثنا إبراهيم بن محمد، عن حفص بن غياث، عن الأعمش، عن سالم بن أبي الجعد، قال:
ذكر لأبي الدرداء رجل أعتق مائة نسمة، فقال: (( إن مائة نسمة في مال رجل كثير، وأفضل من ذلك إيمان ملزوم بالليل والنهار، ولسان لايزال رَطِباً من ذكر الله عز وجل )) (1) .
(54) ـ حدثنا عباد بن يعقوب، عن شريك بن عبد الله (2) ، عن سعيد بن المسيب، قال:
قال معاذ بن جبل: (( رجلين قعدا إلى الليل ماشاء الله أن يقعدا، أحدهما يحمل على الجهاد في سبيل الله، والآخر يذكر الله، فإن هذا أفضلهما )) يعني الذاكر.
(55) ـ حدثنا عبد الله بن أبي زياد، عن سيار، قال: حدثني عبيدالله بن شميط (3) ، قال: سمعت أبي يقول:
بلغني أن أبا الدرداء كان يقول: (( ألا أنبئكم بدائكم ودوائكم ؟ أما داؤكم فحُبّ الدنيا، وأما دواؤكم فذكر الله عز وجل )) .
(56) ـ حدثنا علي بن منذر، عن ابن فضيل، قال: حدثنا سليمان بن المعتمر، عن أبي عثمان النهدي،
عن سلمان بن الإسلام، قال: لما خلق الله عز وجل آدم قال: ثلاث واحدة لي، وواحدة لك، وواحدة بيني وبينك. فأما التي لي فتعبدني لاتشرك بي شيئاً، وأما التي لك فماعملت من شيء جزيتك به وإن أغفر فأنا الغفور الرحيم. وأما التي بيني وبينك فمنك المسألة والدعاء ومني الإجابة والعطاء.
(57) ـ حدثنا محمد بن جميل، عن ابن فضيل، عن أبيه، عن بعض أصحابه.
عن معاذ بن جبل أنه كان يقول إذا ذكر الله: (( إن الذِّكْر يزيد الإيمان شِدَّة، ويزيد القلب حِدَّة )) .
قال أبو جعفر [محمد بن منصور]: يعني حِدَّة الصفاء.
__________
(1) ـ رواه ابن أبي الدنيا موقوفاً بإسناد حسن كما في الترغيب والترهيب 2/395.
(2) ـ في (أ): شريك بن سعيد، وهو تصحيف، وشريك بن عبدالله هو الذي يروي عنه عباد بن يعقوب ويروي عن سعيد بن المسيب. انظر: تهذيب الكمال 2/476 و 14/175.
(3) ـ في النسخ: عبدالله بن أبي شميط، والصحيح ما أثبته.(1/26)
(58) ـ حدثنا عبد الله بن حكم، عن سيار بن حاتم ، عن أنس بن منصور [السلمي]، عن [محمد] بن عجلان، عن [أبي سعيد] المَقْبُري،
عن أبي هريرة، قال: ماقعد رجل مقعداً لم يذكر الله فيه إلا كان عليه تِرَة من الله يوم القيامة، ولااضطجع رجل مضطجعاً لم يذكر الله فيه إلا كان عليه ترة من الله يوم القيامة.
(59) ـ حدثنا عبد الله بن أبي زياد ، عن سيار ، قال: حدثنا صالح [المُرِّي]، عن جعفر بن زيد [العبدي]، وميمون بن سياه (1) ، وثابت البناني،
عن أنس بن مالك، قال: (( مامن صباح ورواح إلا تنادي بقاع الأرض بَعضُها بعضاً: ياجارتاه هل مَرَّ بك عبد صالح ذكر الله عز وجل عليك ؟ فمن قائلة: لا. ومن قائلة: نعم. فإذا قالت: نعم. رأت بذلك لها عليها فضلا )) (2) .
*****
(60) ـ حدثنا عبد الله بن أبي زياد، قال: حدثنا سَيَّار، قال: حدثنا جعفر [الضبعي]، قال:
سمعت مالك بن دينار، يقول: (( قرأت في بعض الكتب: أيها الصديقون تنعموا بذكري، فإنه لكم في الدنيا نعيم وفي الآخرة جزاء ))
(61) ـ حدثنا عبد الله بن حكم، عن سيار، عن جعفر،
عن ثابت، بلغنا أن الأرض تريد المؤمن أن يمر فيذكر الله عليها ويصلي عليها.
(62) ـ قال ثابت:
وبلغنا أن أهل ذكر الله يجلسون إلى ذكر الله عز وجل وأن عليهم من الآثام مثل الجبال، وإنهم ليقومون منها عطلا ماعليهم منها شيء.
(63) ـ حدثنا عبد الله بن حكم، عن سيار، قال: حدثنا جعفر، قال:
__________
(1) ـ في (أ): سيار، وفي (ج): سبا، وهو تصحيف، والتصحيح من تهذيب الكمال، لأن ميمون بن سياه هو الذي يروي عنه جعفر بن زيد العبدي، انظر: تهذيب الكمال 13/16 ومابعدها.
(2) ـ أخرجه أبو نعيم في الحلية 6/174 من طريق إسماعيل بن موسى القناديلي به مرفوعاً، وأخرجه الطبراني في الأوسط كما في مجمع الزوائد 2/6 مرفوعاً . وتقدم نحوه رقم (26) عن إبراهيم النخعي مرفوعا.(1/27)
حدثنا ثابت، قال: بلغنا أن العبد المؤمن يوقف بين يدي ربه فيقول: (( ياعبدي كنت تعبدني فيمن يعبدني، وتدعوني فيمن يدعوني، فيقول: نعم يارب. يقول: صدقت. ثم يقول تعالى: وعزتي وجلالي ماذكرتني في موطن إلا ذكرتك فيه، ولادعوتني بدعوة إلا استجبتها لك )) .
(64) ـ حدثنا محمد بن عبيد، عن أسباط بن محمد، عن سليمان (1)،
عن أبي عثمان [النهدي] (2) ، قال: (( إن الله سبحانه يستحي أن يبسط العبد إليه (3) يديه يسأله خيراً فيردهما خائبتين )) .
(65) ـ حدثنا سفيان بن وكيع، عن [سفيان] بن عيينه، عن [عبيدالله] بن أبي نجيح (4) ،
عن مجاهد، في قوله تعالى: {والذَّاكِرِينَ الله كَثِيْراً وَالذَّاكِرَات} [الأحزاب: 35]، قال: لايكون الرجل هكذا حتى يذكر الله قائماً، وقاعداً، وعلى جنبه (5) .
(66) ـ حدثنا محمد بن عبيد المحاربي، عن أسباط [بن محمد]، عن سليمان (6) ، قال:
__________
(1) ـ سيأتي رقم (66) وانظر التعليق عليه هناك.
(2) ـ أبو عثمان اسمه: عبدالرحمن بن مل، وهو من كبار التابعين، أدرك الجاهلية وأسلم على عهد رسول الله (ص)، ولم يلقه. توفي سنة (95 هـ)، وقيل سنة (100 هـ). انظر: تهذيب التهذيب 6/249.
(3) ـ في (ج): أن يبسط إليه العبد.
(4) ـ في (أ): ابن نجيح ، وهو تصحيف ، والصحيح ما أثبته . انظر : تهذيب الكمال، ترجمة سفيان بن عيينة 11/177.
(5) ـ أخرجه عبدالرزاق، وسعيد بن منصور، وعبد بن حميد، وابن المنذر، وابن أبي حاتم، كما في الدر المنثور 6/609.
(6) ـ سليمان هذا لم أعرفه بالتحديد لأن أسباط روى عن ثلاثة ممن اسمه سليمان، وهم: سليمان التيمي، وسليمان الأعمش، وسليمان الشيباني. ثم إن سليمان الشيباني يروي عن سليمان الأعمش، وسليمان الأعمش يروي عن سليمان بن مسهر وسليمان بن ميسرة الأحمسي.(1/28)
قال سليمان (1) : (( لو بات رجل يعطي الفقان (2) البيض في سبيل الله، وبات آخر يتلو القرآن ويذكر الله عز وجل لرأيت أن ذكر الله عز وجل أفضل )) .
(67) ـ حدثنا أبو الطاهر [أحمد بن عيسى] العلوي، قال: حدثني أبي، عن أبيه عبد الله بن محمد بن عمر بن علي،
عن أبي جعفر [الباقر]، قال: مامن طائر يُؤْخَذ في جو السماء، ولاوحش في رأس جبل إلا بذنب. قيل: وماذاك الذنب ؟ قال: يدع التسبيح!
(68) ـ حدثنا إبراهيم بن محمد بن ميمون، عن عائذ بن حبيب [العبسي]، عن جويبر [بن سعيد]،
عن الضحاك [بن مزاحم الهلالي] في قوله تعالى: {يَاحَسْرَتى عَلَى مَافَرَّطْتُ فِي جَنْبِ الله} [الزمر: 56]، قال: في ذكر الله تبارك وتعالى.
(69) ـ حدثنا عبد الله بن أبي زياد ، عن سيار ، عن جعفر ، عن [سعيد بن إياس] الجريري، عن بعض أشياخه،
عن كعب [الأحبار]، قال: أنيروا بيوتكم بذكر الله عز وجل فوالذي نفسي بيده إنهم ليُسَمَّون على أفواه الملائكة، وإنهم لمعروفون في أهل السماء كما يَعْرِف أهل الأرض النجوم، نجم كذا.. ونجم كذا الفلاني.. ينير بذكر الله عز وجل.
(70) ـ حدثنا علي بن منذر، عن المحاربي، عن سفيان [الثوري]، عن ميمون [أبي حمزة الأعور]،
عن يزيد بن الحارث (3) ، قال: يقول الله تبارك وتعالى: من شغله ثنائي عن مسألتي، أعطيته أفضل ما أعطيت السائلين.
(71) ـ حدثنا شيخ كان يجالس مخول، ما رأيته يفتر عن ذكر الله عز وجل (4) ، فسألته، قال: حدثني فلان، عن أبيه.
عن جده، قال: يكشف للمتعبدين عن أعمالهم يوم القيامة فلايرون أفضل من ذكر الله عز وجل، ولاعمل أهون منه، فعند ذلك يتلهفون.
__________
(1) ـ في (ج): سلمان.
(2) ـ كذا في (أ، ب). وفي (ج): الفنبان، ولعل الصواب: القفال. وهي تطلق على الخيل.
(3) ـ في هذا الاسم تصحيف لم أميزه.
(4) ـ في (أ، ب): كان يجلس بحول مارأيته تغير عن ذكر الله عز وجل.(1/29)
(72) ـ حدثني عبد الله بن أبي زياد، عن سيار، قال: حدثني عبيدالله بن شميط [بن عجلان]، قال:
سمعت أبي يقول: كان يقال: علامة المنافق قِلَّة ذكر الله عز وجل.
(73) ـ حدثنا عبد الله بن أبي زياد، قال: حدثنا سيار، قال: حدثني جعفر بن سليمان، قال:
سمعت مالكاً (1) يقول: بلغنا أن في بعض السموات ملائكة كلما سبح منهم ملك وقع من تسبيحه ملك قائم يسبح الله، قال: وفي بعض السموات ملك له من العيون عدد الحصى والثرى وعدد نجوم السماء ومافيهن عين إلا وتحتها لسان وشفتان تحمد الله تعالى بلغة لاتفقهها صاحبتها.
(74) ـ قال أبو جعفر [محمد بن منصور]:
سمعت رجلا من أهل الكوفة وكان من العباد يقول: من غابت الشمس وهو يذكر الله عزوجل غابت ذنوبه.
(75) ـ حدثنا عبد الله بن حكم، عن سيار، قال: حدثنا جعفر بن سليمان (2) ، قال:
سمعت ثابت [البناني]، يقول: بلغنا أن القوم يكونون في الحديث فَيُفْتَح الذِّكر على لسان بعضهم فيفيضون في ذكر الله تبارك وتعالى، فيكون له مثل أجورهم من غير أن ينقص من أجورهم شيء. ويكون القوم في الذِّكر فَيُفْتَح الكلام على لسان بعضهم، فيتركون الذكر ويفيضون في غيره، فيكون عليه مثل أوزارهم من غير أن تنقص أوزارهم شيء )) .
(76) ـ حدثنا عبد الله بن الحكم، عن سيار، قال: حدثنا جعفر،
عن إسماعيل بن برد بن أخت مورق وكان باراً بأمه، قال: بلغنا أن رجلا دخل الجنة، فإذا استقر في منزله قال: ماشاء الله، لاقوة إلا بالله، فيرفع درجة فوقها، فإذا استقر قال: ماشاء الله، لاقوة إلا بالله، فرفع درجة أخرى فوقها، ثلاثاً. فتقول له الملائكة: كم تسأل ربك ؟ فيقول: إنما قلت: ماشاء الله، لاقوة إلا بالله.
(77) ـ حدثنا عَبَّاد بن يعقوب، عن مَخْلَد بن يزيد، عن الأوزاعي،
__________
(1) ـ يعني ابن دينار.
(2) ـ في (أ): جعفر بن سليم، وهو تصحيف.(1/30)