(37) ـ حدثنا عبد الله بن أبي زياد، قال: حدثنا سيار، قال: حدثنا صالح [المري]، عن أبي عمران (1) ، عن أبي الجلد (2)، قال: في مسألة داود،
قال داود عليه السلام: (( إلهي كيف لي أن أشكرك، وأنا لا أطيق أن أشكرك إلا بنعمتك ؟ فأوحى الله إليه ألست تعلم أن الذي لك من النعم مِنِّي؟ قال: بلى يارب. قال: فإني أرضى بذلك منك شكراً )) (3) .
(38) ـ حدثنا عبد الله بن حكم، قال: حدثنا سيار، قال: حدثنا صالح، عن أبي عمران،
عن أبي الجلد، أن عيسى بن مريم عليه السلام أوصى الحواريين، قال: (( لاتكثروا الكلام بغير ذكر الله فَتَقْسوا قلوبكم، فإن القلب القاسي بعيد من الله ولكن لاتعلمون )) (4) .
(39) ـ حدثنا عبد الله بن أبي زياد، عن سيار، عن جعفر، قال:
حدثنا [أبو] عمران [الجوني]، قال: مرَّ سليمان بن داود عليه السلام والريح تحمله، والطير تُظِلُّه، والجِنُّ حوله، فنظر إليه رجل عابد، فقال: يا ابن داود لقد آتاك الله ملكاً عظيماً. فسمعها فَوَقَف في موكبه، فقال عليه السلام: (( تسبيحة من عبد مؤمن خير من ملكي كله، فإن ملكي يذهب والتسبيحة تبقى! )) (5).
__________
(1) ـ اسمه عبدالملك بن حبيب الأزدي، ويقال: الكندي أبو عمران الجوني البصري، توفي سنة (123 هـ). انظر: تهذيب التهذيب 6/346، تهذيب الكمال 13/17.
(2) ـ كذا في (أ، ب). وفي (ج): الخالدي، وهو تصحيف والصحيح ما أثبته، وأبو الجلد هو جيلان بن فروة له ترجمة في حلية الأولياء 6/54.
(3) ـ أخرجه أبو نعيم في الحلية 6/56 من طريق هاشم بن القاسم عن صالح به.
(4) ـ أخرجه أبو نعيم في الحلية 6/58 من طريق هاشم بن القاسم عن صالح به..
(5) ـ أخرجه أبو نعيم في الحلية 2/213 من طريق علي بن مسلم عن سيار به.(1/21)
(40) ـ حدثنا محمد بن إسماعيل، قال: حدثنا وكيع بن الجراح، ويعلى بن عبيد الطنافسي، عن سفيان [الثوري]، عن عطاء بن أبي مروان الأسلمي، عن أبيه (1) ،
عن كعب [الأحبار]، قال: قال موسى عليه السلام: (( يارب أقريب أنت فأناجيك، أم بعيد فأناديك ؟ قال: ياموسى أنا جليس من ذكرني )) (2) .
(41) ـ حدثنا هَنَّاد بن السَّرِي، عن عَبْدَه بن سليمان (3) ، عن إسماعيل بن أبي خالد،
عن أبي عمرو الشيباني (4) ، قال : قال موسى عليه السلام لربه : (( يارب أي عبادك أحب إليك ؟ قال: أكثرهم لي ذكراً )) .
(42) ـ حدثنا علي بن منذر، عن محمد بن بشر [العبدي]، عن سفيان [الثوري]، عن عطاء بن أبي مروان [الأسلمي]، عن أبيه،
عن كعب [الأحبار]، قال: قال موسى: (( يارب أقريب فأناجيك أم بعيد فأناديك ؟ قال: ياموسى أنا جليس من ذكرني. قال: يارب إنما نكون من الحال على حال نُجِلُّكَ أن نذكرك (5) . قال: ماهي ؟ قال: الجنابة والغائط. قال: ياموسى اذكرني على كل حال )) .
قال أبو جعفر محمد بن منصور: يذكر الله في نفسه، ولايحرك به لسانه.
(43) ـ حدثنا أبو جابر زكريا بن يحيى بن يمان (6) قال:
قال موسى: ((يارب أين أجدك ؟ قال: في قلب كل ذاكر )) (7) .
__________
(1) ـ قيل: اسم أبي مروان: سعيد. وقيل: عبدالرحمن بن مصعب، وقيل: مغيث بن عمرو. اختلف في صحبته. انظر: تهذيب التهذيب 7/188.
(2) ـ في (ج): إني جليس من ذكرني.
(3) ـ في (أ): عبده أبي سلمان، وهو تصحيف.
(4) ـ في (أ): ابن عمرو الشيباني، وفي (ج): الشيعاني، وهو تصحيف، والصحيح: أبو عمرو الشيباني الكوفي، اسمه: سعد بن إياس، أدرك زمن النبي (ص) ولم يره. وقال: بُعِث النبي (ص) وأنا أرعى إبلا لأهلي بكاظمية. انظر: تهذيب الكمال 10/258.
(5) ـ في (أ): أن لانذكرك.
(6) ـ لعله أبو زكريا يحيى بن يمان العجلي. انظر الجرح والتعديل 9/199 .
(7) ـ سقط هذا النص من (أ) و (ب).(1/22)
(44) ـ حدثنا عبد الله بن حكم، عن سيار، قال: حدثنا بشر بن منصور، قال: حدثنا محمد بن عجلان،
عن أبي سعيد المَقْبُري، قال: كان داود عليه السلام يقول: (( اللهم إذا رأيتني أحاذي مجلس الذاكرين إلى مجلس المتكبرين فاكسر رجلي، فإنها نعمة تنعم بها عليَّ )) .
(45) ـ حدثنا عبد الله بن أبي زياد، عن سَيَّار، قال: حدثنا جعفر، عن [سعيد بن إياس] الجُرَيْريّ،
عن أبي نضرة (1) ، قال: ماسمعنا بمن كان أعبد من سليمان بن داود عليه السلام، فكان إذا كان يوم بساطه يركب ويركب معه جنوده، من الجن والإنس والطير فهم يوزعون، فيقول: أترون ذلك العلم ؟ فيقولون: نعم. فيقول: سبحوا الله، فَتَلِجّ الجنود بالتسبيح حتى تبلغه، فينزل فيصلي ركعتين ثم يركب، فيقول: ترون ذلك العلم ؟ سبحوا الله، فَتَلِجّ الجنود بالتسبيح حتى تبلغه، فيصلي ركعتين فهكذا كان يوم بساطه.
(46) ـ حدثنا عبد الله، عن سَيَّار، قال: حدثنا رياح [بن عمر القيسي]، عن ثور [بن يزيد]، قال:
قال عيسى بن مريم صلى الله عليه: (( يامعشر الحواريين كلموا الله كثيرا، وكلموا الناس قليلا. قالوا: ياروح الله وكيف نكلم الله ؟ قال: اخلوا بمناجاته، اخلوا بدعائه )) .
(47) ـ حدثنا عبد الله بن حكم، عن سيار، قال: حدثنا صالح [المري]، عن أبي عمران [الجوني]،
عن أبي الجلد (2)، أن عيسى بن مريم عليه السلام أوصى الحواريين: (( لاتكثروا الكلام بغير ذكر الله، فتقسو قلوبكم فإن القاسي قلبه بعيد من الله ولكن لاتعلمون )) (3) .
__________
(1) ـ اسمه: المنذر بن مالك بن قُطعَة العبدي البصري توفي سنة (109 هـ). التقريب 2/275.
(2) ـ في النسخ: أبو خالد، وهو غلط، والصحيح ما أثبته.
(3) ـ تقدم رقم (38) باختلاف يسير .(1/23)
(48) ـ حدثنا محمد بن عبيد [المحاربي]، قال: أخبرنا إبراهيم العطار (1)، عن سلام بن سلم [الطويل] (2) ، عن غيلان [بن جامع] (3) ، عن عطاء [بن أبي مروان الأسلمي]، عن أبي عبدالرحمن (4) ، قال:
قال علي صلوات الله عليه: (( مامن يوم إلا تنزل فيه ملائكة من السماء بصحفهم يكتبون أعمال بني آدم فاملؤا أولها خيرا (5) ، وفي آخرها خيرا، يغفر لكم مابين ذلك )) .
(49) ـ حدثنا إبراهيم بن محمد، عن مصعب [بن سلام]، عن سعد [بن طريف]، عن عكرمة،
عن ابن عباس، قال: (( ذكر الله شُكْر، ونسيانه كُفْر )) .
(50) ـ حدثنا علي بن منذر، عن ابن فضيل، قال: حدثنا [محمد بن السائب] الكلبي، عن أبي صالح،
عن ابن عباس، في قوله تعالى: {لِكُلِّ أَوَّابٍ حَفِيْظٍ} [ق: 32] قال: (( أما الأواب فهو المُسَبِّح، وهو المُقْبِل إلى طاعة الله عز وجل. وأما الحفيظ: فهو الذي يذكر الله في الأرض القَفْر ويكثر التَّضَرُّع إليه )) .
(51) ـ حدثنا عبد الله بن حكم، قال: حدثنا سيار، عن بشر بن منصور، قال: حدثنا غيلان، قال: حدثنا [أبو سعيد] المَقْبُري،
__________
(1) ـ لم أعرفه.
(2) ـ ويقال: ابن سليم. ويقال: ابن سليمان. والصواب: ابن سلم التميمي السعدي خراساني الأصل، وهو المعروف: بسلام الطويل. انظر: تهذيب الكمال 12/277، ولسان الميزان 3/58 و 94.
(3) ـ في (أ) و (ج): ابن غيلان، وهو تصحيف.
(4) ـ لعله ابن أبي ليلى.
(5) ـ في (أ) و (ب): فاملوا في أولها خيراً.(1/24)
عن أبي هريرة، قال: (( ماقعد رجل مقعداً فلم يذكر الله عز وجل فيه إلا كان عليه تِرَةً (1) من الله يوم القيامة، ولا مشى رجل ممشىً لم يذكر الله فيه إلا كان عليه تِرَةً من الله يوم القيامة، ولا اضطجع رجل مضطجعاً لم يذكر الله فيه إلا كان عليه تِرَةٌ من الله يوم القيامة )) (2) .
(52) ـ حدثنا عبد الله بن أبي زياد، قال: حدثنا سيار، قال: حدثنا موسى بن سعيد المراسي (3) وعبد الله بن عروة الشيباني (4) ، قالا: حدثنا القاسم بن مطيب العجلي، عن زيد بن أسلم، عن عطاء بن يسار،
عن أبي هريرة، قال: قام رجل، فقال: يا رسول الله إني أحب الصوت الحسن، فهل في الجنة من صوت حسن ؟ فقال: (( إي والذي نفسي بيده، إن الله تبارك وتعالى ليوحي إلى شجر الجنة أن اسمعي عبادي الذين اشتغلوا بذكري عن عزف البَرَابط (5) والمزامير، فترفع بصوت لم تَسْمَع الخلائق بمثله، من تسبيح الرب تبارك وتعالى وتقديسه)).
__________
(1) ـ الترة: النقص، وقيل التبعة، ويجوز رفعها ونصبها على اسم كان وخبرها. النهاية 1/189.
(2) ـ روى مرفوعاً بلفظ: ماجلس قوم مجلساً لم يذكروا الله فيه.. الخ. أخرجه أبو داود (4856)، والنسائي في الكبرى 6/107 (10238)، وابن حبان 3/133 (853)، وأحمد 2/432، والترمذي (3380)، والحاكم 1/550، وأبو نعيم في الحلية 8/130، والبيهقي في السنن 3/210 من طرق عن أبي سعيد به.
(3) ـ كذا في (أ) و (ب)، وفي (ج): المراسبي، ولم أجد من ترجمه بهذا الاسم، ولابهاتين النسبتين، ولعل فيه تصحيف، ويبدو أنه موسى بن خلف العمي. انظر: تهذيب الكمال 8/303.
(4) ـ في (أ): عبدالله بن عبادة، وهو تصحيف، والتصحيح من تهذيب التهذيب 8/303، وتهذيب الكمال 15/294 وهو الذي يروي عن القاسم بن مطيب، ويروي عنه سيار .
(5) ـ البَرْبَط كجَعْفَر، قال الليث: هو العود من آلات الملاهي. تاج. مادة: )) بَرْبَطَ (( .(1/25)