عن الحسن البصري، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (( من قرأ قل هو الله أحد مخلصاً حرمت عليه النار ووجبت له الجنة، ومن قرأها في صلاته تقبل الله منه، ومن قرأها في دعاء استُجِيْبَ له، ومن قرأها حين يدخل منزله نفت عنه الفقر، ونفعت الجار. قال: ومن قرأها حين يأوي إلى فراشه وكل الله به سبعين ألف ملك يحفظونه إلى الصباح، فإن عاش كان أجره مثل ليلة القدر، ومن قرأها فكأنما عبد الله إلى يوم ينفخ في الصور. قال: ومن قرأها فقد آمن بكل كتاب أنزله الله، وصَدَّق بكل نبي بعثه الله، ومن قرأها وكَّل الله به ملائكته يكتبون ثوابها من حين قالها إلى يوم يموت فإذا مات فما بقي من ثوابها أكثر. قال: ومن قرأها أعطاه الله ثواب مائة ألف شهيد. قال: ومن قرأها بنى الله له ألف ألف قصر من ذهب وألف ألف قصر من فضة في كل قصر مالاعين رأت ولا أذن سمعت ولاخطر على قلب بشر. قال: ومن قرأها وكل الله بكل حرف منها ألف ألف ملك يبنون له قصوراً ويغرسون له أشجاراً في الجنة. قال: ومن قرأها أعطاه الله ألف قطران (1) . قيل: وما القطران ؟ قال: قطران الإبل مابين المشرق والمغرب يحملون ديوان ثوابها في كتاب أدق من الشعر. قال: وبها حملت الأرض على الماء، وبها حمل الماء على الهواء، وبها رفعت السموات بغير عمد، وبها استقل العرش والكرسي، وبها دعا إبراهيم ربه حين ألقي في النار، فقال: يا أحد ياصمد يامن لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفؤاً أحد. فقيل: يانار كوني برداً وسلاماً على إبراهيم. قال: ومن قرأها ألف مرة في صلاة بين المغرب والعشاء لم يمت حتى يرى مقعده في الجنة أو يرى له، ومن قرأها في يوم جمعة ألف مرة أوجب الله له الجنة )) (2) .
__________
(1) ـ في (ب): ألف ألف قطران.
(2) ـ الحديث في شمس الأخبار 1/210 عن الذكر.(1/211)
(481) ـ حدثنا محمد بن إسماعيل، قال: حدثني عبادة بن كليب الليثي أبو غسان، قال: حدثنا (1) جعفر بن عمران الأسدي (2) ، عن علي بن زيد،
عن سعيد بن المسيب، قال: كان رجل من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقال له: معاوية بن معاوية الخزاعي، وكان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يحبه، قال: فخرج رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في غزوة تبوك وهو مريض مُعْتَل، فسار عشرة أيام، وأن جبريل صلى الله عليه وسلم لحقه، فقال: يامحمد شعرت أن معاوية بن معاوية الخزاعي توفي، فحزن النبي صلى الله عليه وآله وسلم حزناً شديداً، فقال جبريل: يامحمد أيسرك أن أريك قبره ؟ قال: (( إي والله(( . فضرب بجناحه الأيمن الأرض، وجناحه الأيسر الأرض، فلم يبق جبل على ظهر الأرض إلا انخفض حتى بدا له قبره، فقال جبريل صلى الله عليه: يامحمد أيسرك أن أحملك حتى تصلي عليه ؟ قال: إي والله. قال: فاحتمله بجناحه فوضعه بين يدي قبره، وقام جبريل صلى الله عليه وآله وسلم عن يمينه وصفوف الملائكة خلفه سبعين ألف ملك. فلما أن انقضى صلاته التفت فقال: ياجبريل بما بلغ (3) معاوية بن معاوية بهذه المنزلة ؟ قال: بقل هو الله أحد، إنه كان يقولها قائماً وقاعداً وماشياً ونائماً، ومازلت أخاف على امتك يامحمد حتى نزلت هذه السورة فيها (4) .
(482) ـ حدثنا محمد بن إسماعيل، قال: حدثني أبو يحيى [يحيى بن عبدالحميد الحماني]، قال: حدثني أبو حنيفة،
__________
(1) ـ في (ج): أنبأنا.
(2) ـ عبادة بن كليب وجعفر بن عمران لم أعرفهما.
(3) ـ في (ج): بما نزل.
(4) ـ أخرج نحوه البيهقي في دلائل النبوة 5/246، وأبو يعلى 7/258 (4268) من طريق عطاء بن أبي ميمونة عن أنس، وعزاه ابن حجر في الإصابة إلى الطبراني وابن الضريس وابن منده والبيهقي في الدلائل.(1/212)
عن عون، قال: كان رجل كلما قرأ سورة اتبعها بقل هو الله أحد، فأُخْبِرَ النبي صلى الله عليه وآله وسلم بذلك فسأله فقال: ))ماحملك على ذلك (( (1) ؟ فقال: إني أحبها. قال: ))فإن الله يحبها فأحببتها فأحبك الله (( (2) .
(483) ـ حدثنا محمد بن إسماعيل، قال: حدثني أحمد [بن عبد الله] بن يونس، قال: حدثنا زهير، قال: حدثنا الحسن،
عن محمد بن المنكدر، أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم مر برجل وهو يقرأ قل هو الله أحد فقال صلى الله عليه وآله وسلم: ))سل تعطه(( .
(484) ـ حدثنا محمد بن إسماعيل، قال: حدثني أحمد [بن عبد الله] بن يونس، قال: حدثنا حفص بن غياث، قال:
حدثنا من سمع أبا قيس الأزدي يذكر، قال: بعث رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم برجل من الأنصار على سريه فكان لايقرأ سورة إلا قرأ على إثرها قل هو الله أحد. فلما قدموا المدينة أخبروا النبي صلى الله عليه وآله وسلم فبعث إليه فقال: ))ماحملك على هذا ؟(( قال: حبي إياها. قال: فإن الله يحبك بحبك إياها (3) .
(485) ـ حدثنا محمد بن إسماعيل، قال: حدثني عبدالرحيم بن عبدالرحمن المحاربي، عن أبيه، قال: حدثني شيخ من بني ضبة،
عن الحجاج بن فرافصة رفع الحديث إلى النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: ))من قرأ قل هو الله إحدى عشرة مرات بني له بيت من لؤلؤة بيضاء على عمود من ياقوت أحمر فيه اثنتا عشرة ألف ألف غرفة، ومن قرأها خمسين مرة بني له قباب من نور وأجيز الصراط وفتح له ثمانية أبواب من الجنة يدخل من أيها شاء، ومن قرأها مائة مرة غفر له ذنوب خمسين سنة (( .
__________
(1) ـ في (ج): على هذا.
(2) ـ أخرج نحوه الترمذي رقم (2901)، والبيهقي 2/61، وابن حبان رقم (794) عن أنس.
(3) ـ تقدم نحوه رقم (482) عن عون.(1/213)
(486) ـ حدثنا محمد بن إسماعيل، قال: حدثني القاسم بن الضحاك، قال: حدثني زر بن أبي زياد الرملي (1) ، عن ياسين [بن معاذ] الزيات،
عن مكحول يرفعه عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: ))ثلاث من كن فيه فليدخل الجنة من أي أبوابها شاء: من عفى عن قاتله، ومن اؤتمن على أمانة خفية شهية فأداها، ومن قرأ في دبر كل صلاة قل هو الله أحد عشر مرات حتى يختم السورة(( .
(487) ـ حدثنا محمد بن إسماعيل، قال: حدثني القاسم بن الضحاك، عن سعيد بن وهب الأسدي (2) ، عن شريك، عن مغيرة،
عن إبراهيم، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: ))من قرأ في دبر كل صلاة فجر قل هو الله أحد ثلاث مرات بورك عليه، ومن قرأها ست مرات بورك عليه وعلى أهل بيته، ومن قرأها تسع مرات بورك عليه وعلى أهله وعلىجيرانه، ومن قرأها اثنتي عشرة مرة قالت الملائكة: انطلقوا بنا ننظر إلى قصور أخينا في الجنة (( (3) .
(488) ـ حدثنا محمد بن إسماعيل، قال: حدثني علي بن عبد الحميد [الشيباني]، قال:
حدثنا محمد بن قدامة الثقفي (4) ، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: ))ثلاث من كان فيه واحدة منهن سكن الجنة حيث يشاء، وزوج من الحور العين حيث يشاء: من كانت عنده أمانة فأداها، ومن عفى عن قاتله، ومن قرأ قل هو الله أحد عشر مرات في دبر كل صلاة(( .
(489) ـ حدثنا محمد بن إسماعيل، قال: حدثني علي بن ثابت [القرشي]، قال: حدثنا أبو الحارث [نصر بن حماد] الوَرَّاق، عن مالك بن عبد الله الأزدي،
__________
(1) ـ لم أعرفه.
(2) ـ لم أعرفه.
(3) ـ تقدم نحوه رقم (471) عن أنس مرفوعاً.
(4) ـ في (ج): محمد بن قلامة الثقفي، ولم أجد أحداً ممن اسمه محمد بن قدامة بهذه النسبة.(1/214)
عن يزيد بن عبد الله بن الشخير (1) يبلغ به ـ يعني النبي صلى الله عليه وآله وسلم ـ قال: ))من قرأ قل هو الله أحد في مرضه الذي يموت فيه لم ينتن في قبره، ووسع الله عليه قبره، وحملته الملائكة يوم القيامة بأكنافها وأكتافها حتى تجيزه الصراط إلى الجنة(( (2) .
(490) ـ حدثنا سفيان بن وكيع ، عن أبيه ، عن سفيان بن مهاجر(3)، قال:
سمعت شيخاً كبيراً قال: بينا أنا أسير مع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في ليلة مظلمة إذ سمع رجلا يقرأ قل هو الله أحد فقال: )) أما هذا فقد غفر له(( .
(491) ـ حدثنا محمد بن إسماعيل، قال : حدثني عبد الرحيم بن عبد الرحمن بن محمد المحاربي، عن أبيه، قال: سمعت أبي يذكر عن أبي بكر مولى الزبير، عن سليمان (4) بن محمد بن المطلب (5) ،
عن أبي مودود [عبدالعزيز بن سليمان الهذلي] يرفعه إلى النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: ))من صلى ليلة الجمعة أربع ركعات يقرأ فيهن قل هو الله أحد ألف مرة في كل ركعة مائتين وخمسين لم يمت حتى يرى الجنة أو ترى له(( .
*****
(492) ـ حدثنا جعفر بن الحداد (6) ، عن وكيع، وعن محمد بن فضيل، أو يعلى بن عبيد، عن الحجاج بن دينار، عن الحكم بن جَحْل (7)،
__________
(1) ـ من ثقات التابعين، قال بعضهم: أظنه رأى النبي صلى الله عليه وآله وسلم. انظر: تهذيب التهذيب 11/298 ـ 299.
(2) ـ أخرجه الطبراني في الأوسط كما في المجمع 7/145 ـ 146.
(3) ـ في (أ): عن أبيه سفيان بن مهاجر، وهو تصحيف، ولم أعرف من هو سفيان بن مهاجر.
(4) ـ في (ج): سلمان.
(5) ـ أبو بكر وسليمان لم أعرفهما.
(6) ـ في (أ) و (ب): جعفر بن محمد الحداد، ولم أعرفه.
(7) ـ الحكم بن جحل الأزدي، يروي عن أبي بردة وعطاء. انظر الكاشف 1/182.(1/215)