عن أبي الجوزاء، قال: أقمت عند ابن عباس في داره خمس عشرة سنة فلم يبق شيء من القرآن إلا سألته عنه، في أي شهر أنزل، وفيما نزل ؟ وعن ظهره وبطنه فقال لي ذلك: ألا أنفعك ألا أصنع لك ألا.. ألا.. ؟ قلت: بلى. قال: فقال لي مثل حديث رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في صلاة التسبيح: يغفر الله لك ماقدمت وما أخرت وما أسررت وما أعلنت وماجهلت وماعلمت (1) .

(460) ـ حدثنا عبد الله بن أبي زياد، عن سيار بن حاتم، قال: حدثنا جعفر، قال: حدثنا عمرو بن دينار (2) ، عن أبي الجوزاء،
__________
(1) ـ أخرجه أبو داود (1298)، وذكر أنه رواه روح بن المسيب عن جعفر بن سليمان عن عمرو بن مالك النكري عن أبي الجوزاء عن النبي (ص)، وأخرج نحوه البيهقي في السنن الكبرى 3/52 من طريق مهدي بن ميمون عن عمرو بن مالك عن أبي الجوزاء عن رجل كانت له صحبة يرون عبدالله بن عمر.
(2) ـ لعله عمرو بن مالك النكري كما في سنن أبي داود 2/30.(1/201)


عن ابن عباس، قال: ألا أعطيك ؟ ألا أخبرك ؟ ألا أنبئك بما لو كنت أعظم أهل الأرض ذنباً ثم استغفرت الله غفر الله لك ؟ تصلي أربع ركعات، ثم تقرأ، فإذا فرغت من قراءتك، سبحت خمس عشرة مرة، وحمدت خمس عشرة مرة، وهللت خمس عشرة مرة، وكبرت خمس عشرة مرة، ثم تركع فقلها عشراً، فإذا رفعت رأسك من الركوع فقلها عشراً، فإذا سجدت فقلها عشراً، فإذا رفعت رأسك من السجدة الأولى فقلها عشراً، فإذا سجدت فقلها عشراً ، فإذا رفعت رأسك من السجدة الثانية فقلها عشراً قبل أن تقوم (1) ، فتقول مثل ذلك في كل ركعة، ثلاثمائة في جميعهن، ألف ومائتان (2) فتصليهن كل يوم، أو كل جمعة، أو كل شهر، أو كل عام. قال: وكنت أرى أبا الجوزاء يصليهن في كل يوم (3) .

****

(17) باب قل هو الله أحد
(461) ـ حدثنا جعفر بن محمد [بن عبد السلام]، وعثمان بن محمد بن أبي شيبة، عن وكيع، عن سفيان، عن أبي قيس [عبد الرحمن بن ثروان] الأودي، عن عمرو بن ميمون [الأودي]،
عن أبي مسعود عقبة بن عمرو الأنصاري، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: ))الواحد الصمد: تعدل ثلث القرآن(( (4) .

(462) ـ حدثنا محمد بن إسماعيل، عن عيسى بن عبد الله [بن محمد بن عمر بن علي]، قال: أخبرني أبي، عن أبيه، عن جده،
__________
(1) ـ في (ب): فتقول مثل ذلك، فإذا رفعت رأسك من الركوع فسبح قبل أن تسجد كما فعلت أول مرة ثم تسجد فمثل ذلك ثم ترفع رأسك من السجود فمثل ذلك ثم تسجد فمثل ذلك ثم ترفع رأسك من السجود.
(2) ـ يعني ألفا ومائتي تسبيحة وتكبيرة وتحميدة وتهليلة.
(3) ـ أخرجه الحاكم 1/318، والبيهقي في السنن الكبرى 3/51 ـ 52 من طريق عكرمة عن ابن عباس.
(4) ـ أخرجه الطحاوي في مشكل الآثار 2/81 من طريق شعبة عن أبي قيس به.(1/202)


عن علي عليهم السلام، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: ))من قرأ مائة مرة قل هو الله أحد في دبر كل صلاة مكتوبة جاز الصراط وعن يمينه ثمانية أذرع وعن شماله ثمانية أذرع، وهو يَطَّلِع في النار يميناً وشمالا وجبريل صلى الله عليه آخذ بحجزته، من رأى فيها ممن يعرف دخلها بذنب غير الشرك أخذ بيده فأدخله الجنة بشفاعته(( .
(463) ـ حدثنا جعفر [بن محمد بن عبد السلام]، عن ابن فضيل، عن بشير [بن سليمان] أبي إسماعيل، عن أبي حازم،
عن أبي هريرة، قال: خرج إلينا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فقال: ))اقرأ عليكم ثلث القرآن ؟(( فقرأ: قل هو الله أحد (1) .

(464) ـ حدثنا سفيان بن وكيع، عن ابن فضيل، عن بشير [بن سليمان] أبي إسماعيل، عن أبي حازم،
عن أبي هريرة، قال: خرج علينا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، فقال: ))اقرأ عليكم ثلث القرآن ؟ (( فقرأ قل هو الله أحد حتى ختمها (2) .

(465) ـ حدثنا محمد بن إسماعيل، قال: حدثنا أحمد [بن عبد الله] بن يونس، قال: حدثني سلام الطويل، عن هارون بن قيس (3) ، عن زيد بن أسلم، عن أبيه، عن أبي أمامة،
عن أُبَيّ بن كعب، رفعه إلى النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: )) من قرأ قل هو الله أحد فكأنما قرأ ثلث القرآن، وأعطي من الأجر عشر حسنات بعدد من أشرك بالله وآمن به، ومن قرأ قل هو الله أحد مرة واحدة أعطي من الأجر كمن آمن بالله وملائكته وكتبه ورسله، وأعطي عليه من الأجر مثل أجر مائة شهيد (( .
__________
(1) ـ أخرجه مسلم 1/557 (262/812) من طريق واصل بن عبدالأعلى عن ابن فضيل به، وأخرجه الطحاوي في مشكل الآثار 2/80 من طريق عبدالله بن نمير عن ابن فضيل به.
(2) ـ انظر الذي قبله.
(3) ـ لعله: هارون بن كثير. انظر: تهذيب الكمال 12/278.(1/203)


(466) ـ حدثنا عثمان بن أبي شيبة، عن حسين بن علي، عن زائدة [بن قدامة]، عن منصور، عن هلال بن يساف، عن الربيع بن خثيم، عن عمرو بن ميمون، عن عبدالرحمن بن أبي ليلى، عن امرأة من الأنصار،
عن أبي أيوب قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم:
)) من قرأ قل هو الله أحد، فكأنما قرأ ثلث القرآن(( (1) .

(467) ـ حدثني أحمد بن يحيى، عن سعيد بن محمد الجرمي، قال: أخبرنا يزيد بن هارون [السلمي]، قال: أخبرنا العلا بن زيد الثقفي (2) ، قال:
سمعت أنس بن مالك، قال: كنا مع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بتبوك، فطلعت الشمس بنور وضياء وشعاع لم نرها طلعت به فيمامضى، فأتاه جبريل عليه السلام فقال: ((يا جبريل مالي أرى الشمس طلعت بنور وضياء وشعاع لم نرها طلعت فيما مضى عليه ؟ )) قال: ذلك أن معاوية بن معاوية الليثي مات بالمدينة اليوم فبعث الله عز وجل إليه سبعين ألف ملك يصلون عليه، قال: ولم ذلك ؟ قال: كان يكثر من قراءة قل هو الله أحد في صلاته وفي ممشاه وفي قعوده وفي قيامه وصيامه، وإن شئت يا رسول الله أن أقبض لك الأرض فتصلي عليه، قال : فافعل، فصلى عليه رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ورجع (3).
__________
(1) ـ أخرجه النسائي في الكبرى 6/173 (10516) من طريق شعبة عن منصور به، ومن طرق أخرى عن منصور به، وأخرجه الدارمي 2/461 من طريق إسرائيل بن منصور به وفيه طول. وأخرجه الطحاوي 2/82 من طريق أم الدرداء عن أبي الدرداء.
(2) ـ في النسخ: العلا بن محمد الثقفي، والصحيح ما أثبته وهو المعروف بابن زيدل الثقفي. انظر: تهذيب الكمال 3/360 و 22/506.
(3) ـ أخرجه البيهقي في دلائل النبوة 5/245 من طريق الحسن بن محمد الزعفراني عن يزيد بن هارون به، وعزاه السيوطي في الدر المنثور 8/672 إلى ابن سعد وابن الضريس والبيهقي في الشعب.(1/204)


(468) ـ حدثنا محمد بن إسماعيل، قال: حدثني إسماعيل بن أبان العامري (1) ، قال : حدثنا محمد بن عبيدة رجل من البصرة، قال: حدثنا العلا بن زيد (2) أبو محمد [الثقفي]،
عن أنس بن مالك، قال: غزا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم غزوة تبوك وكانت آخر غزوة غزاها، وطلعت الشمس يومئذ بأحسن اطلاع ولها (3) شعاع ونور، قال: فهبط جبريل صلى الله عليه بالوحي، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لجبريل صلى الله عليه: )) مالي أرى الشمس طلعت اليوم بأحسن اطلاع (4) ، لها شعاع ونور لم نر مثله قبل ذلك ؟ قال: مات اليوم معاوية بن معاوية الليثي بالمدينة فأهبط الله سبعين ألف ملك لم يهبطوا إلى الأرض قبلها يصلون عليه، قال: ولم ذلك ؟ قال: كان يكثر من قراءة قل هو الله أحد، كان يقولها قائماً وقاعداً وعلى كل حال (( (5) .

(469) ـ حدثناعثمان بن أبي شيبة، عن أبي إدريس (6)، عن إسماعيل بن قيس (7) ،
عن عقبة بن عامر، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: ))نزلت علي آيات لم ينزل مثلهن. فذكر قل هو الله أحد، وقل أعوذ برب الناس، وقل أعوذ برب الفلق(( .
__________
(1) ـ أبو إسحاق الكوفي الخياط الغنوي، وقيل: الحناط، يروي عن أبي خالد، وعنه عبدالله بن الحسن. انظر تهذيب الكمال 3/11.
(2) ـ في (ج): العلا بن يزيد، وهو غلط، وقد تقدم رقم (467).
(3) ـ في (ج): بأحسن طلاع لها.
(4) ـ في (ج): طلاع.
(5) ـ انظر الذي قبله.
(6) ـ لم أعرفه.
(7) ـ كذا في المخطوطات ويبدو لي أن الصواب: إسماعيل [بن خالد الأحمسي] عن قيس [بن حازم] عن عقبة. لأن هذا الإسناد مشهور، وليس في من روى عنه عقبة من اسمه: إسماعيل بن قيس، وليس في هذه الطبقة من اسمه إسماعيل بن قيس إلا إسماعيل بن قيس بن سعد بن زيد بن ثابت أبو مصعب الأنصاري، وهو يروي عن أبي حازم، وأبي سعيد الأنصاري. انظر: لسان الميزان 1/429.(1/205)

41 / 46
ع
En
A+
A-